السؤال
السلام عليكم
أنا شخص متدين، أتمسك بالكتاب والسنة، وأحاول قدر الاستطاعة العمل بهما، ومن فضل الله علي بأن جعلني متواضعاً، وطالباً للعلم، ومحباً للسنة، متأسياً بالسلف الصالح، غير كذاب ولا فاحش، ولست بخداع، ولا آكل الحرام، ولكنني أعيش بين أناس يكثر ويكثر ثم يكثر فيهم الجهال الذين لا يعرفون من الدين: لا تعظيم الله، ولا تعظيم النصوص والأحكام، ولا إحياء السنة.
يستهزئون بي من أجل ظاهري بأنه موافق للسنة، ويتنمرون علي، ويحتقرونني لكوني متواضعاً.
هم يعرفونني فعندما أجلس مع الشباب لا أتلفظ ولا أقول الكلمات الرذيلة، ولا أكذب، ولا أخادع الناس، فمن هذه الجهة يشتمونني كنايةً، ويؤذونني بالكلام.
ماذا أفعل؟ تعبت! إذاً أكون مثلهم أكذب، وأخادع، وأتكلم بالرذيلة، وأحتقر الناس بالكلام، وأكون ذا الوجهين أسب وأتكلم عن الناس كنايةً؟!
قد سئمت منهم؛ لأنهم يحذرون مني كوني في وجهة نظرهم ذكياً وغير ذلك، وأنا لا أريد فعل ما يخالف ديننا وهدي نبينا.
عندما أكون صادقاً وأتكلم بحلم، ولا أتكلم بالرذيلة، ولا أحتقر الناس، وملتحٍ، وأسبح، ولا أغتاب، ولا أتكلم كثيراً، يتنمرون علي ويحتقرونني كنايةً في المجالس، ويؤذونني بالكلام والفعل، ويتطاولون علي، ويصفونني بالمرأة، وبالخواف.
أحياناً أشعر بأنه يجب علي أن أجيبهم كنايةً، وأتكلم بكلمات الرذيلة، وأسبهم، ولكن يعلم الله أنني لا أحب هذه الأفعال؛ لأن الحبيب -عليه الصلاة والسلام- لم يكن هكذا، ولم يكن بالبذيء ولا بالفاحش، فقد كان حليماً يعفو ويصفح.
ماذا أفعل؟ وأي أسلوب أختار؟ ولماذا لم يحمني الله؟ ولماذا أنا ذليل بين الناس؟ مع أني متمسك بالدين، وبالكتاب والسنة.