السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم أيها السادة الكرام على هذا الموقع الرائع، بارك الله فيكم على توجيه الناس لما فيه نفع لهم وللأمة أجمع.
سؤالي ليس بسؤال ولا بفتوى، لكنني بحاجة إلى بعض الإجابات، فكما نعلم فنحن لسنا ولن نكون مثاليين، بحيث لا نخطئ أبدا، وأنا كما الكل إنسان يذنب ويحاول دائما الرجوع إلى الجادة المستقيمة.
فيا ليتني أقوى على نفسي كلما سولت لي نفسي أن أفعل ما يقبح من الحرام، وأنا أفعل ما بوسعي لإصلاح لنفسي، والحمد لله الذي سترني أكثر من مرة، لكن سؤالي ليس يدور حولي، فالحمد لله الحلال بين، والحرام بين، وإن كنا نحوم حول الحمى، لكنني ولعله لحكمة أرادها الله فأنا أعرف الكثير عن الناس، فهم ومن باب الثقة يجهرون بما يسرون من المعاصي لي، ما جعلني أعلم أبواب الشيطان، وسبله للإيقاع بنا في غيابات الضلال.
ولعلها لحكمة بالغة أرادني الله أن أكون ممن يرون الكثير من الأمور الجيدة والسيئة، وما يحزنني إلا كثرة الخبيث منها في قلوب البشر، وما يحزنني إلا أنني أعلم عن الكثير من الناس ما يسوؤني، ويجعلني على باب البكاء،
فلا ستر من معاص، ولا حرمة ولا احترام، ولا ثقافة، فالكثير من الجهل يغزو بلادنا، ذبحت الغيرة على أعراض النساء.
أصبحنا نرى ما لا ينبغي لنا أن نرى من عورات، ومن ذنوب كثيرة، يفعلها أصحابها غير مبالين، فذلك أب يفرح لتزين ابنته أمام الرجال، وتلك فتاة تبيع عرضها لكل الناس، وذلك شاب يفعل ما يفعل فيصبح وقد ستره الله ليقول بكل فخر فعلت كذا وكذا، وتلك أمة تستحل ما حرم الله جهارا نهارا، والله إنه ليحزنني أنني أتفرج على هكذا سوء.
والله إنه ليحزنني أني لا أستطيع أن أغير هذا الواقع، كما أغير من صفحة إلى أخرى على موقعكم، لا أدري لم كل هذا السوء المتفشي؟ لا أعلم لم كل هذه الذنوب؟ أتعبتني والله، فأتمنى أن توجهوني كيف لي مع ما أعلمه من علم أن أغير من نفسي، ومن نفوس غيري رغم صلابة القلوب؟ رغم تعلق الأنفس بالحرام، وابتعادها عن الحلال؛ لعلي أنا من كثرة سوء نفسي لم أعد أرى إلا السوء.
أخيرا ادعوا لي بالهداية والمغفرة، ادعوا لي أن أكون ممن يصلحون أمة الإسلام، وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.