في البداية أود أن أتوجه بالشكر لكل القائمين على هذا الموقع المحترم.
جزاكم الله خيراً ونفعنا بعلمكم وزادكم الله علماً.

سؤالي خاص بحالة الديستونيا، وديستونيا الرقبة تحديداً، هل هناك ما يسمى بالديستونيا النفسية، أي أن الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر والضغط النفسي يمكن أن تسبب أعراضاً نفسجسمانية، مثل الشد العضلي والالتواء والحركات اللا إرادية، خاصة في منطقة العنق، والتى يمكن أن تتشابه مع حالة الديستونيا العضوية، التي تكون ناجمةً عن الخلل في العقد القاعدية بالمخ، وهل يمكن تشخيص الحالة ما إذا كانت نفسية أو عضوية دون عمل أشعة، وذلك بالفحص الظاهري؟

شكراً جزيلاً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونشكرك على تقديرك للجهود التي يقوم بها هذا الموقع، الذي فيه الفائدة بإذن الله سبحانه وتعالى.

نعم - أخي الفاضل - إن متلازمة (Dystonia) هي متلازمة طبيّة حركيّة؛ حيث تكون هناك انقباضات في بعض العضلات في الجسم، سواء في الرقبة أو الكتفين أو الوجه أو غيرها من عضلات الجسم، وهي متلازمة معروفة منذ أكثر من مائة عام، في الغالب أسبابها عضوية بسبب صعوبات الولادة، أو الحوادث، أو الوراثة، حيث الوراثة تلعب دورًا هامًّا، ويمكن أن تظهر أيضًا في بعض الحالات النفسية، وخاصة المترافقة مع اضطراب بعض النواقل العصبية، وخاصة الـ (دوبامين Dopamine)، وأحيانًا بسبب السكتات الدماغية بسببٍ من الأسباب.

طبعًا أعراضها مزعجة، لأنها تُؤثر في حركة العضلات التي يُريد الإنسان أن يستعملها بحركات، كعضلات الوجه أو عضلات اليد عند الكتابة؛ لذلك هي مزعجة، إلَّا أن لها علاجاً، من خلال بعض الأدوية التي تُعدّل نسبة الدوبامين في جسم الإنسان.

سألت - أخي الفاضل - هل يمكن تشخيصها لمعرفة إن كانت نفسية أو عضوية دون الأشعة؟
نعم، ممكن من خلال الفحص النفسي عند طبيب نفسي، فإذا وجد بعض الاضطرابات النفسية التي تُفسّر هذه المتلازمة (Dystonia) وإلَّا فإنه قد يلجأ إلى الفحوصات المخبرية أو الجينية الوراثية، وأحيانًا نطلب تصوير أشعة أو تخطيطاً كهربائياً للعضلات.

ندعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.