السؤال
السلام عليكم ورحمة الله، وجزى الله خيراً كل من يسهم في نجاح هذا الموقع.
اصبروا علي فسأطيل عليكم، ولدي عدة مشاكل هي كالآتي:
أنني أتعامل مع الناس بحساسية مفرطة، وأنا أعمل جاهداً على عدم اشمئزازهم أو تضايقهم مني، ولا أثق إلا في القلة القليلة من الناس، لكنني أثق في كل أصدقائي، وعددهم كبير جداً ويحبونني وأحبهم جداً جداً.
رغم أنني رجل وأكره كل ما يتشبه به الرجل بالمرأة، إلا أنني أظل لفترة أسرح شعري أمام المرآة، وأدقق في مظهري من كل زاوية وأخرى، ولا أعرف هل لهذا علاقة في أن أمي كانت تقص لي شعري في البيت فيكون سيئاً للغاية -هذا في صغري-.
في صغري كنت أعاني من قسوة الوالدين، فقد كان قلبي ينفطر إذا سمعت صوت والدي، وأمي كانت تضربني ضرباً مبرحاً، وإلى الآن لا أعرف السبب ورغم أنهما تغيرا 100% إلا أنني لا أزال أجد في نفسي شيئاً منهما، علماً بأنني أبرهما وأحبهما.
- أخاف من الأمراض كثيراً، ولا أدري هل لهذا علاقة بمرضي السابق أم لا، حيث أنني مرضت كثيراً ودخلت المستشفى عدة مرات، وأنا الآن بصحة جيدة وقوي البنية ورياضي ولله الحمد.
- أزِنُ كلام الناس كثيراً، وكل كلمة أضع لها تأويلاً وأعاني من ذلك، وأخاف من شك الناس فيّ، فمثلاً إذا كنت في معرض ما أضع يدي خلفي، وأزن كل حركاتي وسكناتي لكي لا يشك في المراقب، وأي نظرة منه أعتبرها اتهاماً.
- عندما أكون جالساً مثلاً في الحافلة وأتذكر أنني سأنزل في المحطة، ينتابني هلع أحسه في صدري ويمتد إلى لساني وتتسارع دقات قلبي، وهذا كله لأمر بسيط كما ترون.
- عندما أتخيل أن شخصاً له أظافر يقوم بخربشة الأرض أشعر بقشعريرة في صدري وبعض الارتجاف في رقبتي، وأحاول دفع هذا التفكير التافه لكن دون جدوى، لكنني أنتصر عليه بعض الأحيان.
- رغم أنني أخجل إذا مررت مثلاً أمام أعين الناس في مكان عام، إلا أنني وفي العديد من المرات أواجه الجمع الغفير ولا أخجل وأتكلم بكل طلاقة وثقة.
- آخذ دواء ليفوطيغوكس 50، لأنني كنت أجريت عملية إزالة عقد على الغدة الدرقية، فلا أدري هل يمكن أن يسهم الدواء في تدهور صحتي النفسية.
لمعلوماتكم أنا ولله الحمد محافظ على صلاتي، وأحسب نفسي ملتزماً وذو أخلاق، وكل ذلك أعتبره الوضع الذي يجب أن يكون عليه أي إنسان، وأنه لا يقدم شيئاً مقابل نعم الله، إضافة إلى كل المشاكل التي تحدثت عنها، فإنني في بعض الأحيان أشعر أنني موجود وغير موجود في هذا العالم، لا أصاب بغيبوبة ولا دوار، وهذا هو أفضل ما وجدته للتعبير عن هذه الحالة منذ سنين، ويصيبني رعب من هذا الشعور وأعجز عن القيام بأي رد فعل، فأقوم من مكاني وأمشي في أرجاء البيت وأضطرب كثيراً، وهذا الأمر كان عندي منذ الصغر، وقد نقصت حالاته كثيراً في الكبر، ولكنه بين الفترة والأخرى يعكر مزاجي.
أمر آخر يقلقني وهو شعوري بأني أذكى ممن حولي وأكثر منهم إحاطة بالأمور، وأظنهم دائماً لا يفهمون الأشياء مثلي، وقد حاولت جاهدا دفع هذا الغرور لكن لم أفلح.
حاولوا جزاكم الله خيراً أن تربطوا بين الاستشارتين، وتمنياتي لكم بالسعادة في الدنيا والآخرة، وبارك الله فيكم على المساعدة وأصلحكم وأصلح أهليكم وذويكم.