السؤال
السلام عليكم
أظن سوءاً بالآخرين كثيراً، وأتحدث عنهم بكل سوء، حتى مع من لا أعرفهم، فقط أستند على إحساسي، ودائماً ما أخطئ أو أقع في المشاكل بسبب ظني السيء بالغير، حاولت أن أتوقف ولكن لم أستطع.
السلام عليكم
أظن سوءاً بالآخرين كثيراً، وأتحدث عنهم بكل سوء، حتى مع من لا أعرفهم، فقط أستند على إحساسي، ودائماً ما أخطئ أو أقع في المشاكل بسبب ظني السيء بالغير، حاولت أن أتوقف ولكن لم أستطع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز: هذه صفة مذمومة وليست محمودة، وإياك وسؤ الظن، وما عليك فعله هو أن تمسك عليك لسانك ولا تتكلم عن الآخرين.
بين لنا صلوات الله عليه وسلامه فضل اللسان وحسناته، وخطره وآفاته.. وأنه عضو صغير ولكنه خطير جد خطير.. مع دقته وصغره، إلا أنه مع القلب أعظم الأعضاء خطرًا، وأكثرها شأنًا وأثرًا، فهو إما أن يقود صاحبه إلى الجنة والرضوان، وإما أن يقوده إلى الجحيم والنيران [وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم].
قد جاءه سفيان بن عبد الله البجلي فقال: [يا رسول الله، مُرْني بأمرٍ أعتصم به، قال: قل ربي الله ثم استقم قال: فما أخوف ما تخاف عليَّ؟ قال: فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال: هذا].
يقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، فأمر سبحانه باجتناب الكثير لا كل الظن، وقال: إن بعض الظن إثم ولم يقل: إن كل الظن إثم، فدل ذلك على جواز الظن السيء إذا ظهرت أماراته، رؤيت دلائله. أما أنك يا أخي الكريم تظن بالآخرين وأنت لم ترى عيوبهم ولم تنقب عن قلوبهم، فهذا فعل غير جائز. لذا ما عليك فعله هو، الابتعاد عن الأشخاص الذين يخوضون في أعراض الناس أو يظنون الظن السيء، واجلس بعيداً عنهم، ولا ترافقهم أبداً، لأن وجودك بينهم سوف يجعلك تخوض معهم في الكلام والظن السيء، ومن بينهم من سينقل كلامك وظنك للطرف الآخر مما يسبب لك المشكلات التي أنت في غنى عنها.
وفقك الله لكل خير.