السؤال
السلام عليكم
منذ مدة أتعرض للإساءة من رب عملي، حالي كحال زملائي في العمل، وكان رب العمل يطلب أموراً تحتاج إلى وسائل خاصة لإنجازها، وعدم توفر هذه الوسائل يتطلب منا القيام بمجهود يفوق الطاقة، لدرجة أني غالباً لا أستطيع أن أتم عمل اليوم، حتى إني أحياناً أحس بدوار ورعشة من شدة ضغط العمل، فلا أستطيع الحضور في اليوم التالي.
رغم أني أفعل كل ما في وسعي لأتقن عملي، وكان رب العمل يستغل الأخطاء التافهة ليهينني، بل أحياناً يختلق أخطاء غير موجودة، ومرة أخذ يضرب سبابته على كتفي ليقوم باستفزازي، تحملت هذه التصرفات طويلاً، إلى يوم قال لنا إنه سيضع كاميرات لمراقبتنا، فأجبته أن الأولى أن يشتري معدات العمل الضرورية، فرد علي بكلام جارح كلما أتذكره أتوقف عن الأكل والنوم لأيام، وهذا رغم مرور سنوات على الواقعة، وفي أيام العطل أتمرن طول اليوم على الردود المناسبة لاستفزازاته، فيضحى يوم عملي كيوم عطلتي أو أسوأ، ومع ذلك فإن هدوء طباعي يجعلني أبقى مصدوماً في كل مرة ينشر فيها سم لسانه.
منذ عدة أشهر أتعاطى أدوية الاكتئاب، لم أعد أفكر في الزواج لأن عملي أصبح يؤذي صحتي النفسية والجسدية، فخفت أن أضطر للاستقالة ولا أتمكن من الإنفاق على زوجتي، وكنت كلما دعوت الله أن ينتقم منه، تحدث لي أمور سيئة، وهو لا يزال على حاله سعيداً متكبراً، فأصبحت لا أستطيع حتى أن أدعو عليه خوفاً من أن ترد الدعوة علي، وهذا ما يزيد من حزني.
لقد قرأت في فتاوى سابقة أن الله يسلط الظالمين على العباد بسبب ذنوبهم، لكن أليس لي الحق بأن أطلب من الله أن يقتص منه رغماً عن ذلك؟ كما أني فهمت من فتاوى بهذا الخصوص بأن "المظلوم الذي يدعو على الظالم، يحرمه الله من غفران الذنوب من جراء الحزن الذي أصابه من الظالم، بل على المظلوم أن يصبر على الظلم وأن يترك الظالم ينجو بفعلته إن أراد المظلوم أن يغفر الله له.
هل الأمر فعلاً بهذا الشكل أم لا؟ أرجو منكم أن تصححوا لي إن أخطأت وأن تنصحوني بما علي فعله لتجاوز العقد النفسية التي يسببها لي رب عملي، وجزاكم الله خيراً.