السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاماً، طالب في كلية الحقوق بفضل الله.
بدأت مشكلتي في شهر يناير من هذا العام، أي منذ عشرة أشهر تقريبا، في إحدى الليالي الماطرة وأنا نائم استيقظت لكي أدخل قطي بيته الصغير وأبعده عن المطر، فأصبحت ثيابي مبللة، وقمت بخطأ أنني غيرتها وعدت للفراش.
صباح اليوم التالي أصبت بنزلة برد، وصداع في الرأس وكان ضاغطا فوق رأسي، ودوار، وبدأ الوسواس يراودني أن ما أعانيه قد يكون ورما في الرأس.. غلب علي التفكير في المرض، وكثرة الوسواس إلى أن دخلت في حالة نفسية حرجة، وانعزلت عن الواقع (قرأت في موقعكم أنها تسمى بالانفصال عن الذات).
ذهبت أولاً لطبيب عيون؛ لأنني أعاني من قصر النظر، وأخبرني أن النظارات مناسبة، وليس هناك مشكلة، بعدها زرت طبيبة اختصاصية في الأنف والأذن والحنجرة؛ لأن أذني اليسرى كانت مريضة جراء نزلة البرد التي أصابتني تلك الليلة، وتجلت الأعراض في دوار وطقطقة عند البلع وطنين، أخبرتني الطبيبة أن ما أعانيه هو مجرد نزلة برد، وأعطتني بخاخا للأنف وقطرات للأذن، ودواء عبارة عن شراب (أتذكر أنه في كل مرة كنت أضع قطرة الدواء في أذني كان يأتيني دوار خفيف) بعد شهر من استعمال الدواء لم يجد نفعا، ولم تشفى أذني والصداع كذلك.
بعدها قررت الذهاب لطبيبة أعصاب، فقامت بفحص سريري كان تأمرني بأن أحرك يدي ورجلي ورأسي الخ، فأخبرتني أن كل شيء سليم، -الحمد لله- وأعطتني فيتامينات، بعد شهور كذلك قررت الذهاب لطبيب أنف وأذن وحنجرة آخر.
زرته مرتين المرة الأولى، أعطاني دواء عبارة عن أقراص، لا أذكر اسمه لكي يخفف الدوار الذي كان يأتيني أحياناً، في الموعد الثاني قام بفحص أذني جيدا، وأجريت اختبار سمع، وجهازا آخر لقياس ضغط الأذن، وأخبرني أن الفحوصات سليمة بفضل الله، وأن ما أعاني منه هو انسداد في قناة استاكيوس، وأشار إلي أن أقوم بمناورة فالسالفا مرة على الأقل كل يوم، وأعطاني موعدا ثالثا (بعد شهر)، أخذت الدواء، وحينما كنت أؤدي مناورة فالسالفا كانت أذني المريضة تنفتح، وأصبت بدوخة وتذهب الطقطقة لثواني قليلة، لكنها تعود مجددا.
بقي الحال على ما هو عليه (طقطقة عند البلع وطنين) لم أزره في المرة الثالثة؛ لأنني سئمت وقررت أن أنسى وأدع الأمور على حالها، بعد أسابيع تحسنت حالتي النفسية، وخرجت من تلك الحالة الكئيبة بفضل الله تعالى، وقررت أن أواصل حياتي الاعتيادية.
مؤخراً أتاني دوار ودوخة، ليس كأنني أريد السقوط أو فقدان التوازن، بل دوخة داخل رأسي، وعدم القدرة على التركيز تماماً، نفس أعراض تلك الفترة السابقة، وهذه الدوخة تأتيني كل مرة أخرج ليلا في الشارع والطقس بارد.
عدت إلى نفس دوامة الشكوك مجددا، مع العلم أن أذني اليسرى لم تشف منذ ذلك الحين ما عدا أن الطنين اختفى، ولا أعلم هل الدوخة هي بسبب الانسداد في الأذن أو أورام في الرأس أم توهمات نفسية؟ لا أعلم صراحة فالحيرة قتلتني! لاسيما أنني كثير القلق والخوف والتوهم.
آسف لكثرة الإطالة، لكني حاولت التلخيص قدر الإمكان، وحكيت لكم هذه المشكلة الذي سبب لي عائقا في حياتي.
أطلب منكم أن تمدوا لي يد العون، وأن تقرأوا استشارتي بعناية.
جزاكم الله خيرا، تقبلوا تحياتي.