السؤال
السلام عليكم.
كان لدي قلق ورهاب مع اكتئاب، ولكن -الحمد لله- تحسنت كثيراً، بالذات الرهاب اختفى، لكن دائماً عندما تكون أموري هادئة أبحث عن مشكلة، ولو كانت من الماضي أفكر فيها.
حياتي الآن صافية -الحمد لله- وتحسنت كثيراً مثلما ذكرت من قبل، وتفكيري أصبح إيجابياً في أمور كثيرة، لكن لا زلت أعاني من مشكلة بأني أرى أن حياتي صافية، ولكن يكدرها شيء واحد، والغريب أن هذا الشيء من الماضي لم أنسه، ألا وهو زميلة لي في الجامعة حاولت إهانتي بكلمات من غير مبرر، ولكن رددت عليها ورديت اعتباري من وقتها، وأصبحت أتجاهلها لفترة، ولاحظت تحسن سلوكها معي، وكل شيء، وأنا لا زلت من داخلي أكرهها.
هذه الفترة عندما تذكرت كلامها الذي قالته، وكيف تغيرت علي اشتعلت في رغبة الانتقام، فأصبحت أبحث عن مشكلة أختلقها معها، لكي أقول لها كلاماً يقهرها، لكن أتراجع وأحاول أن أضبط نفسي، إلى أن جاء يوم صار بيني وبينها احتكاك في موضوع، فاستغليت هذا الموضوع وطلعت كل ما في قلبي، وكله كلام قاس.
المشكلة الأكبر أني إلى الآن لا أتقبلها، وتأتيني من حين لآخر رغبة الانتقام، لكن أحاول قدر الإمكان أضبط نفسي، بالذات أن هذا الشيء كنت أعاني منه منذ أيام المراهقة؛ كنت إذا تشاجرت مع أحد لا أرتاح ولا تنطفئ النار في قلبي إلا عندما آخذ حقي صاعين.
طبعاً ليس أي شخص أحقد عليه، فقط الشخص اللئيم أو الذي ينافق، فأنا شخصية حقانية أكره أن أتعدى على حدود أحد من غير سبب، ولكني أبالغ في كرهي للفئات التي ذكرتها، أعرف أن المشاعر من الله لكن أتمنى أن أتعلم كيف أضبط نفسي أكثر.
الحمد لله تحسنت كثيراً، وأنا أحاول لكن بين فترة وأخرى يأتيني تقلب مزاج، واكتئاب وقلق واستسلام، وهذا الشيء يؤثر على علاقاتي الحالية بالذات مع أهلي.
لدي مشكلة أخرى أيضاً وهي أني غالباً ألوم نفسي على أخطائي المتكررة، خاصة عندما أغضب أمي أو أي شخص غال علي ألوم نفسي كثيراً بشكل مبالغ فيه.
آسفة على الإطالة لكن مختصر ما أريد أن أوصله أحتاج طرقاً تنسيني الحقد، وطرقاً تجعلني أضبط انفعالاتي من غير آثار جانبية، مثل القلق والخوف، وعدم السلام الداخلي، وتقلل لوم الذات الذي أعاني منه.
مع العلم أني أقرأ كثيرا في علم النفس، وبحكم أني طالبة طب أفهم كثيرًا فيه، ولقيت أعراضاً لاكتئاب التكيف، الإحكام، مطابقة جداً لما أعاني منه، خاصة أني تعرضت لضغوطات قوية استمرت لسنوات أصابتني باكتئاب وعزلة لفترة.
مع العلم لدي تاريخ مسبق مع الوسواس القهري في الدين، وأشياء أخرى آسفة مرة أخرى على الإطالة، وعلى عدم التزامي باللغة الفصحى في كل السطور.