السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة ومتخرجة من الكلية، لكن لم يكتب لي لا وظيفة ولا أطفال بسبب عقم زوجي، وقد قمت بعملية الأنابيب ثلاث مرات.
كرهت حياتي وكرهت نفسي، وتألمت وبكيت، لكني لم أشتك لأحد، حتى زوجي إذا جاء الليل بكيت ووضعت بيني وبينه حاجزًا حتى لا يسمع بكائي. ودعوت ربي، لكن -الحمدلله- لم يتحقق دعائي، ولعل في الأمر خيرًا.
أكثر ما أتعبني أمي؛ فهي سبب التعاسة؛ ففي كل عملية تنتظر النتيجة، وعندما تفشل تحزن وتزعل رغم الألم الذي بداخلي، وأبكي من داخلي بسبب فشل العملية، لكني ما كنت أبين لها، وكنت أقول: الحمد لله. وأضحك "وأسولف" حتى لا تحس أني حزينة، وبمجرد أن أذهب لبيتي أبكي، لكن أيضًا تظل أمي حزينة ومتضايقة بسببي، وليس بيدي شيء لكي أسعدها.
حتى الوظيفة التي أتمنى أن تأتي لكي تسعد أمي وتأنس لم تأت بعد، فمنذ 15 سنة متخرجة ولم أتوظف، كل الذين حولي توظفوا إلا أنا، وأردد أمامهم: الحمد لله لعلها خيرة. لكن بمجرد أن أكون لحالي أبكي وأدعو.
صار الكل يشك في ويقولون: أنت لا تدعين. وأنا والله أدعو، لكن ربي لم يرد لي ذلك، وإذا جلست لحالي بكيت.
لا أدري ما سبب عدم توفيقي! هل هو محبة من الله وابتلاء لأصبر، أما عقاب وذنب؟ ويعلم الله أني ما عمري اشتكيت لأحد، ودائمًا مبتسمة، وأحمد الله، والكل كان يقول لا تزعلي، فأقول: لست زعلانة، وأنا راضية -والحمد لله-.
هل بكائي فيه اعتراض بعدم الرضا؟ وهل أعمالي تقربني إلى الله؟ فأنا أصلي الليل وأدعو، وأريد الالتحاق بتحفيظ القرآن بالحرم -دعواتكم أن يسر الله لي الالتحاق-، أريد شيئًا من هذا الدنيا وهو محبة الله، فذلك يكفيني.