السؤال
أعاني من النمش على الأنف، وفشلت في علاجه، أرجو الإفادة.
أعاني من النمش على الأنف، وفشلت في علاجه، أرجو الإفادة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن ظهور النمش مُتعلق بتصنيف الجلد من الناحية الضوئية، فإن كانت البشرة بيضاء شديدة البياض، مع شعر أصفر أو أحمر، وعين زرقاء أو خضراء، فهذه العناصر تُعطي صاحبها تصنيف جلد نوع رقم واحد من ناحية التصنيف الضوئي، وهو غالباً ما يُصاحب بنمش، ويكون مبكراً أي في الطفولة، والنمش هو تغيّر في لون الجلد على شكل نقاط صغيرة مبعثرة من التصبغات الأكثر اسمراراً من الجلد المحيط، ليس له ارتفاع أو انخفاض عن سطح الجلد، ويظهر عادةً على الجزء المركزي من الوجه.
هناك نمش متأخر، وغالباً ما يظهر عند أصحاب البشرة البيضاء الذين لم يروا الشمس في طفولتهم، بسبب إقامتهم في بلاد باردة غائمة، ثم انتقالهم فيما بعد إلى دول حارة استوائية أو ذات شمس قوية، أو يظهر عند أصحاب البشرة شبه البيضاء إثر تعرّض شديد لأشعة الشمس بدون إجراءات وقائية كافية.
الخطوة الأولى في علاج النمش هي الوقاية من الشمس بتجنبها، أو باستعمال الواقيات من الشمس، وإن استعمال الواقيات هو أمرٌ ضروري لتحسين الكلف الموجود أولاً، وللوقاية من زيادته ثانياً، ومن هذه الواقيات (أوول دي للويس ويدمر أو سن كير كريم أو لوشن).
استعمال مضادات التأكسد قد تُفيد وقايةً وعلاجاً، واستعمال المساحيق التي تُخفي اللون قد يُعطي حلاً مؤقتاً، كذلك استعمال بعض المواد القاصرة (المبيضة) قد يُفيد، ولكن يحتاج إلى استشارةٍ ومتابعة؛ وذلك لأن كلمة النمش تعني نقاط صغيرة مبعثرة من التصبغات، ولا تعني مساحات واسعة، فكيف يمكن دهن النمش دون سواه؟
هناك أمرٌ ضروري وهو أن النمش يُعتبر جزءاً من شخصية الإنسان، فلماذا لا نرضى به كما يرضى كل صاحب لون جلد بلون جلده، ويرضى كل صاحب لون شعر بلون شعره، ويرضى كل صاحب جنس بجنسه، وصاحب كل عرق بعرقه؟
وأكرر القاعدة الذهبية: (كن نفسك، أو كوني نفسك) أو حتى لنكن نحن أنفسنا دون تصنع ولا تكلف، فهذا نحن، وهذا قدرنا، وهو ليس من العيب أن نعيش بنمش يراه مئات الآلاف من الناس المصابون به على وجوههم وهم سعداء به.
وختاماً: فقد قال لي أحد سكان إيرلندا، وهو طبيب استشاري، كان يعمل في مؤسسة حمد الطبية في الثمانينيات: أنا سعيدٌ بنمشي، فهو عنوان انتمائي لبشريتي وخلقي وموطني وعرقي وأصلي، وأعتبر اختفاءه اختفاءً لجزء من حياتي أو شخصيتي، فأنا لم أُعالجه ولن أعالجه، وأنا أحبه وأحيا به سعيداً.
والله الموفق.