السؤال
السلام عليكم.
فأنا شاب عندي حالة من التشاؤم والخوف والخجل، دائماً أخاف أن أطلب شيئاً أو أستفسر عن شيء من أحد؛ حتى لا أشعر بالإحراج من رد فعله أو الخوف من إجابته، حتى لو كان سؤالي مهما ومن حقي! فدائماً لم أسأل عن حقوقي بسبب خوفي! أيضاً عندي عدم ثقة بالنفس وعدم القدرة على المواجهة أو النظر في وجه من أتحدث معه! ودائماً أحس بالخوف والخجل وأحياناً بلا داع!
إذا ذهبت إلى أماكن ترفيهية أحس أني غير سعيد؛ لأني أكون دقيقا جداً في النظر لمعاملة الناس لي ورد فعلهم تجاهي، وإذا أحسست بعدم الاهتمام بي فيكون رد فعلي العصبية والغضب والاكتئاب! وغالباً أتعارك لهذا السبب! مع ذلك أحياناً لا أستطيع الرد على من أهانني، وإذا وصل الأمر للتشابك بالأيدي فإني أحس بالخوف ورعشة شديدة بجسدي ودقات قلب سريعة وعرق زائد وشعور بالنقص! أحس بها أيضاً عند احتداد المناقشة مع أي شخص ولا أستطيع التشابك؛ لأني أخاف أن أنهزم مثل مرتين في الماضي والتي لها آثار نفسية حتى الآن!
وأصبحت عندي عقدة نفسية من الخناقات والتشابك بالأيدي وأحس بالخوف والفزع أن تحدث لي مشكلة مثلها مرة ثانية، مع أن حالتي الجسمانية جيدة جدا! عندي مشكلة أيضاً أني لا أحس بقيمة الأشياء عندما أمتلكها، مثلا: كنت أحلم بسيارة فاخرة جداً، وعندما قمت بشرائها لم أستطع الإحساس بالسعادة بها ولا بقيمتها! وتصبح كأنها سيارة عادية جدا! وهكذا في كل شيء!
أريد أن أنبه حضراتكم بشيء: إني أعاني من ضعف الشخصية مثل الخوف والخجل من الكلام مع الآخرين أو المواجهة بأحد مثل مسؤول مهم؛ فأحس بشعور بالنقص وعدم التركيز في الكلام واحمرار الوجه والخوف! وكنت أقلد الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم بل وحتى آرائهم وأخلاقهم! إنني أيضاً كثير الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أبسط الأمور، فعندما كنت صغيرا ما كنت أستطيع الاعتماد على نفسي، وكان الوالدان ـ يرحمهم الله ـ خوفهما زائد علي خاصة أمي، كذلك الشدة الزائدة في التربية بحيث لا يعطى لي الفرصة للتعبير عن رأي أو على ما أحبه مثل عدم دخولي الجامعة التي كنت أرغب بها والتي أحسست بالحسرة حتى الآن لأني لم أدخلها وأحقق حلمي، وكل ذلك لإرضاء عائلتي وأحلام كثيرة لم أحققها لإرضائهم وضغطهم علي وعدم قدرتي على إقناعهم بوجهة نظري.
أما الآن فأنا أعمل مع إخواني في شركة واحدة؛ لأننا شركاء فيها ولكن دائماً لا أرغب في الذهاب إلى العمل؛ لأني لا أحب التجارة ولكن أنا مجبر على ذلك حتى اسم والدي ـ رحمه الله ـ يظل موجودا ولا نهدم كل ما حققه في لحظة، فدائماً لا أذهب للعمل بدون أسباب ولا أستطيع أن أسأل عن حقوقي خوفاً من رد فعلهم والإحراج، فأنا إذا ذهبت للعمل أو لم أذهب فهذه ليست مشكلة؛ لأن العمل سار، ويقوم إخواني الكبار بإدارته، فأنا أعيش بدون هدف ولا حلم! وأعراض الخوف والخجل والجبن وعدم الثقة بالنفس تمتلكني، حتى أصبحت الحياة بلا طعم!
أرشدوني ـ جزاكم الله خيراً ـ ما هي حالتي؟ وما الحل؟ وما هو العلاج؟ وهل أستطيع العلاج منه بدون أدوية لو أمكن؟ فأنا أريد إرشادات نفسية أستطيع أن أبدأ بها حياتي، وآسف على الإطالة.