السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً، لا أعلم منذ متى بدأت معاناتي بالتحديد، لكنها منذ زمن طويل، في البداية عندما أكون في مكان عام أشعر بحرجٍ شديدٍ عند الكلام، وعندما أتكلم يكون صوتي خافتاً جداً لا يُكاد يُسمع، وإن تداركت نفسي وقمت برفع صوتي أرفعه أكثر من اللازم، وأتهرب من المواجهة، وأسكت في المواقف الحاسمة.
أنام كثيراً، ولا أهتم كثيراً بنظافتي الشخصية، ولا آكل إلا وجبة واحدة في اليوم، ولا أستطيع حتى إكمالها، وجسمي نحيف، وأشعر بخمول معظم الأوقات، وبضعف الذاكرة، وكثير التدخين، وأشرب الشاي، وأفعالي متناقضة، وردود أفعالي كذلك، ولا أستطيع اتخاذ أي قرار بسهولة.
عندما أتعرض لموقف أفكر فيه باستمرار يومياً حتى وإن كان ذلك الموقف حدث لي قبل سنوات، وقد زادت حالتي، وتيقنت يقيناً تاماً أني أحتاج إلى المساعدة.
عندما ذهبت للدراسة في أمريكا كنت أقوم بعمل [برزنتيشن-التحدث عن موضوع أمام مجموعة من الطلاب-]، فكان جسمي يرتعش، ونبضات قلبي تزداد لدرجة أني أشعر أن قلبي سوف ينفجر، وأتعرق بشدة، ويزداد تنفسي بسرعة، وأشعر أني سوف أختنق، وأني على وشك الإغماء، ولا أستطيع الدراسة، والعمل مع مجموعة من الطلاب.
كانت هذه مشكلتي منذ زمن قبل الذهاب للدراسة، وهي التهرب من المناسبات الاجتماعية، والاجتماعات العائلية، أو عند الأكل في مكان عام ينتابني شعور أن الكل يراقبني، أو عند الصلاة في المسجد لا أستطيع الوقوف في الصفوف الأمامية، بالرغم أني قد كنت قديماً من الطلبة الذين يقومون بأداء الإذاعة المدرسية الصباحية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
تطاردني الأحاسيس باستحقار نفسي، وأني إنسان نكرة، لا أستطيع إنجاز أي شيء، اتكالي، فاقد للسيطرة، ضعيف الشخصية، غير مرتب الأفكار، متقلب المزاج، أشعر دائماً بالحزن، عاطفي، حساس، فكلمة واحدة كفيلة أن تقوم بتحطيمي، وثقتي بنفسي معدومة، وعند المذاكرة تهاجمني الأفكار السلبية والمواقف الصعبة التي مررت بها من قبل حتى وإن كانت منذ أيام الطفولة، مع الإحساس بتنمل وحرارة في بقعة معينة من الجزء الأيسر من الرأس في كل محاولة للتركيز أو التفكير.
أريد أن أتغير فعلاً، وأن أتزوج -إن شاء الله-، حاولت أن أقنع نفسي بأن كل الذي أفكر فيه مجرد أوهام في رأسي سببها التفكير بسلبية، وحاولت التفكير بإيجابية، لكن الامر لم ينجح، ولا أستطيع الذهاب إلى دكتور نفسي؛ لأن المجتمع -للأسف- ينظر إلى أي شخص يتعالج نفسياً أنه مختل عقلياً -مجنون-، ولا أريد أن أتناول أدوية بدون استشارة مختص.
أتمنى أن تكون المعلومات كافية لتشخيص حالتي، ووصف العلاج المناسب لي، وعدم تجاهل رسالتي.
شكراً لكم، ووفقنا الله وإياكم لكل ما فيه خير وصلاح.