السؤال
السلام عليكم..
أرجو النصح؛ فأنا أثق بكم بعد الله، ودائما أجد في موقعكم الرائع الرأي السديد.
لدي ألم كبير بداخلي ومتخبطة هل أنا متخاذلة أم لا؟ فقد تزوجت وتبعت زوجي، وفضلت مستقبله على مستقبلي، مع أني أحمل الشهادات، ومتفوقة، فتقدم بعمله، وتحسن مستوانا المعيشي، ولكني قوبلت بنقد جارح وشديد ممن حولي.
من ثم شاء الله وما قدر فعل، وانشغلت بمحاولات الحمل حتى من الله علي بولدي، فتركت عملي ودراساتي العليا، وتفرغت لتربية ولدي.
للأسف ولعدة أسباب ليس لدي من محيطي القريب من يمكنه أن يقدم لي العون (مثل الوالدة أو الأخوات أو والدة الزوج)، وكل له أسبابه، فمثلا الوالدة مريضة جدا، ولا يمكنها الاعتناء بطفل، فكان القرار صعبا جدا ولم يكن من السهل أن أترك الدنيا وما فيها وأضع طموحي جانبا، وأغامر بأن أجد نفسي خارج سوق العمل في السنوات القادمة، ولكني فضلت ألا أضع طفلا رضيعا لا يتكلم ولا يستطيع التعبير عن نفسه بين يدي الحاضنات والبدائل الحديثة.
أنا لا أشعر بالندم على ما فعلت، لكن كل من حولي يشعرونني بأني متخاذلة، ويتعاملون معي بنوع من الدونية كوني حاليا امرأة غير عاملة، ويكون تطلعهم إلي من منطلق (شو عليكي؟) بمعنى أنه لدي وقت فراغ لا متناهي، وأني كسولة، ولا ينفكون عن تجريحي والتشكيك بأسلوب حياتي بسبب ودون سبب، حتى بلغ بهم الاستهزاء بأبسط الأمور، مثل استهزائهم بأني لا أستعمل الورق الرطب، وأقوم كل مرة بغسل ولدي بالماء، مع أني -والله- أحيانا لا أجد وقتا لأدخل المرحاض -أعزكم الله-، فأنا أحاول أن أكون مع ولدي بكل المعاني، فألاعبه وأعلمه، وأحاول أن أطهو له الطعام الصحي، خاصة وأن كل ما حولنا بات مصنعا، وأراعي مزاجه الصعب جدا، والحمد لله.
زوجي يعود متأخرا جدا من العمل، فأقوم بجميع المهام وحدي.
أحيانا أخاف أن أفقد الفرصة بأن أكمل دراستي بسبب الانقطاع، فقد كنت متفوقة، ولكني لا أجد الوقت لأكمل دراستي، والحل يمكن أن يكون بوضع ولدي في حضانة، وأنا لا أريد ذلك، وهذا يعز علي، ماذا أفعل؟ فكل من حولي ينظرون إلي وكأني أعيش بزمن غير الزمن، وكأني متخاذلة وضعيفة، حتى بت أشك بنفسي.
أرجو النصح، وجزاكم الله عني خيرا.