السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطباؤنا الفضلاء: أتمنى من حضرتكم قراءة رسالتي بتأن، والوقوف عند كل فقرة؛ فأنا الآن أكتب ما في أعماقي من آلام، ولم أجد أحدا يمكنه أن يتفهمها؛ على أمل أن أجد الحل عندكم، وأتمنى أن تجيبوا علي جوابا شافيا، وليس فقط نصيحة عابرة -جزاكم الله كل الخير-.
مشكلتي أنني لم أعد أشعر بالسعادة بسبب يظنه الجميع -وأحيانا أنا أيضا- أنه شيء تافه ولا أعرف إن كان هو السبب الحقيقي أم لا.
ما أعاني منه الآن هو كرهي شديد للكلية بعد أن كنت من أكثر المتفوقين في المدرسة، وفي الليلة التي تسبق ذهابي للكلية أصاب بضيق شديد، السبب -في نظري- هو عدم ثقتي في مظهري، قد يبدو الأمر تافها جدا حين أتحدث عنه وهذا ما تقوله أمي -حفظها الله- رغم أني لم أصارحها، ولكن أعلم كل العلم كونكم أخصائيين ودارسين للنفس أنكم تتفهمون مشاعري التي يراها الكثير أشياء تافهة.
أنا لا أرتدي إلا العباءة السوداء عند الذهاب للكلية، وأما في الشتاء أرتدي الجاكيت الأسود، وهذا يجعلني مختلفة عن كل الطالبات في الكلية، ومظهري يبدو وكأني أكبر منهن بكثير، وفور دخولي باب الكلية أشعر بضيق في صدري وكأن شيئا يخنقني، وأشعر بأني أكره نفسي، وحتى عندما أرى نفسي قبل الذهاب أشعر بأن التي في المرآة ليست أنا، فأنا لا أحب أبدا هذا الذوق من الملابس، وهذه ليست أبدا شخصيتي، ورفضي لمظهري هذا لا يعني أني أريد ارتداء ملابس غير محتشمة، بل على العكس فأنا أحب اللبس المحترم الأنيق ذا الألوان المتناسقة، والهندام الجميل، والذي أتمنى أن أرتديه، ولبسي هذا أفقدني الثقة بنفسي حتى صرت أحاول التواري عن أعين الناس قدر ما أستطيع.
كما أنني صرت أتخيل أن من أمر من أمامهم يهزؤون بي بسبب منظري الغريب، حتى أثناء المحاضرة أهرب كثيرا بسبب هذا الأمر، وأشعر أن الطلبة ينظرون إلي طوال الوقت، ولا أكاد أستوعب أي شيء، ولا أذكر من اليوم الدراسي إلا الألم والتعب، وهذا الإجهاد النفسي أثر كثيرا في تحصيلي، وأفقدني القدرة على الفهم أو حتى التركيز.
فأتمنى من حضرتكم مساعدتي، كيف سأستعيد ثقتي؟ وكيف أريح تفكيري؟ وكيف يمكنني التعايش مع هذا الواقع برضى؟ وكيف أستعيد القدرة على التركيز؟
علما بأني أعاني من الرهاب الاجتماعي، ولدي بعض سمات الشخصية التجنبية كشعوري الدائم بالرفض من الآخرين.
شكرا جزيلا وبارك الله فيكم.