السؤال
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
ابتُليت منذ صغري بعدة أمراض أدت إلى تشوه دائم في وجهي، فصار قبيحًا مشوهًا، وهذه ليست المشكلة في حد ذاتها، ولكن المشكلة هي ما يترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية.
منذ ذلك الوقت -أكثر من 15 عامًا- وأنا أتوارى عن الأنظار، وأتجنب الاختلاط بالناس، وأشعر بقليل من الراحة مع العزلة، فأصبحت دائم الجلوس في غرفتي، ولا أخرج إلا للصلاة أو عند الضرورة، فقط أذهب للجامعة؛ لأني كلما همَمْت بالخروج أنظر إلى المرآة فيصيبني غم عظيم، فأتراجع؛ لذلك يفوتني الكثير من المحاضرات والدروس، فضلًا عن الاكتئاب الذي يزيد الطين بلة، ويصدني عن المذاكرة.
كما أنني لا يوجد لديّ أية هواية، ولا أخرج مع عائلتي أو أصدقائي، وأتهرب من أي مواقف فيها تصوير، ولا أجرؤ على وضع صورتي على مواقع التواصل كما يفعل أقراني.
كلما فكرت في المستقبل أَزدادُ همًا على هم، فأنا لم أحظَ في حياتي بأية تجربة عاطفية مثل زملائي، وأتساءل من ستتزوجني على هيئتي هذه؟! فزميلاتي في الجامعة يتجنبن حتى النظر إليّ، فكيف بالزواج؟! حتى الأطفال يخافون مني، وكأني وحشٌ آتٍ من كوكب آخر!
مستواي الدراسي سيئ للغاية، ولا يوجد أمل في الحصول على وظيفة جيدة، وهذه مشكلة أخرى فاقَمَتْ من معاناتي.
عائلتي ممزقة، ووالدي منقطع عنا، وأمي المريضة تعمل ليل نهار لكي تنفق عليّ وعلى أخواتي، وحزنها على حالي هو أكثر ما يحزنني.
أعلم أن كل هذه المصائب ابتلاءات من الله –تعالى-، وأنا راضٍ بما قسم لي، وأنظر دائمًا إلى من هو أسوأ مني حالًا، فأشكر ربي كثيرًا، ولكن ليس بإمكاني تجنُّب الحزن الذي يلازمني ولا يفارقني.
أرجو منكم التكرم بالمشورة عليّ، هل يمكن أن يزول هذا البلاء يومًا ما مع كثرة الدعاء؟ وهل دعائي بزواله فيه جزع؟ وهل الحزن والهم سخط على قدر الله -عز وجل-؟ وهل يجوز لي تمني الموت والدعاء بذلك؟
جزاكم الله خيرًا.