السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل حاليا مديرة لقسم الصيدلة منذ أربع سنوات في مستشفى حكومي، في السابق كنت مشرفة في القسم، وتركت الإشراف لفترة، واستمر الجميع بمن فيهم مدير القسم يعاملوني كقيادية من حيث الأمور الإدارية، أو الاستفسار عن العمل، وبعد فترة؛ تم ترشيحي لإدارة القسم، وكنت قريبة من الجميع، ومتفهمة لأوضاعهم، ومتساهلة معهم.
أحيانا أحاول أن أجعل بيئة العمل تسودها الصداقة والأخوة، والكل يعتبرني بمثابة الأم، وذات يوم حصلت لي ظروف شخصية أسرية وضغوط في العمل، لعدم وجود الدعم الكافي للقسم من قبل إدارة المستشفى، وكنت أتحمل مسؤولية تقصير بعض الموظفين أمامه، وطلبت ذات يوم الاستقالة، وتضايق الجميع، وكان همهم الوحيد ألا يأتي مدير سيء لا يفهم ظروفهم، أو يقف معهم، وأنهم لن يجدوا غيري بديلا، فكنت كالذي يبلع الطعم بصمت، وزاد عدد الموظفين، وزادت الأعباء علي، وبدأت تنكشف لي حقائق البعض منهم، فالكل يريد مصلحته وراحته.
في البداية عذرتهم، وتحملت أنا مشاق العمل بالرغم من معرفتي أنه خطأ، وبعد ذلك لم أعد أتحمل ذلك، وطالبت الجميع بالالتزام بالعمل، وحرصت على الانضباط أكثر.
البعض تقبل الوضع بصدر رحب، حتى لو كان يتأخر ويسجل غيابا، أو تأخيرا، والبعض الآخر خصوصا الإناث منهن؛ أخذن تصرفي على أنه شخصي، وكنت أسمع فيما بينهن الاعتراض، ولكن لم تتجرأ إحداهن أن تواجهني.
ما ضايقني ودفعني فعلا إلى التفكير بترك المنصب، هو أنني أخذت إجازة لمدة يومين، ولما عدت؛ اكتشفت أن الأعمال المطلوبة منهن بشكل يومي تم الإخلال بها، وعندما أنهي ساعات العمل وأذهب للمنزل، البعض يخرج خلفي مباشرة، فأحسست بأنني مخدوعة في نفسي طوال تلك الفترة، وأنني مديرة فاشلة، ولست بقيادية، وأنهم يعتبرونني مجرد مراقبة فقط، لأني مقتنعة تماما أن المدير الناجح هو من يكون الموظفين تحت إدارته كما في حضوره أو غيابه.
لذا أفكر جديا بترك مهام الإدارة، بالرغم من تعبي وإعطائي للقسم الكثير من جهدي، وبالرغم من أن هناك عائدا ماديا مقابل الإدارة من ناحية.
من الجانب الآخر لا يوجد التقدير التام من مدير المستشفى لجهودي، مع علمه بأن مشاكل قسمنا هي الأقل، سواء بالالتزام، أو نسبه الشكاوى، وحتى الموظفين أحاول أن لا تصل مشاكلنا خارج القسم، ويتم حلها بيننا، ولكنني الآن أشعر بأني لا أستطيع تحمل المسؤولية في تلك البيئة، بالرغم من أن المستشفى مقبل على الحصول على التقييم العالمي للجودة، وقد قطعت شوطا كبيرا لإنجازه.
أنا الآن بين نارين، بأن أصبر وأتحمل وحدي إنجاز ما تبقى لمهام القسم، والارتقاء لإنجاح التقييم، أو راحتي الشخصية، وترك الإدارة، ويحصل من يأتي بعدي على شرف الحصول على تقييم ينسب له ولا ينسب لي فضل في ذلك.