السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة عمري 22 سنة، يتيمة الأب، لجأت إليكم بعد الله عز وجل حتى أجد عندكم النصح والمساعدة -كما وجدها آخرون ممن سبقني عندكم- جزاكم الله كل خير.
أنا لا أريد إلا الحلال وطاعة ربي، مشكلتي أن أودع الله عز وجل فيّ غريزة شهوة قوية جدا، وأجدها نعمة -والحمد لله- لأنها ستفيدني عند الارتباط، ولكن أنا غير مرتاحة نفسيا، لأني مع زيادة عمري تزداد معي قوة هذه الشهوة، فحتى الآن لم أتزوج، فلا أجد من يشبعها لي، ولا أعرف هل كل البنات مثلي أم لا؟ ولكني متأكدة أني ربما أكثر فتاة عندها هذه الناحية، فأنا أعرف نفسي كيف سأفعل عندما أتزوج، وأيضا أنا أحتاج كثيرا لحنان زوج يعوضني حنان الأب الذي فقدته منذ صغري.
وأنا الآن وحيدة، كل صديقاتي تزوجن واحدة تلو الأخرى، وفرحت لهن من كل قلبي، وأنا في انتظار نصيبي، ورغم كل هذا ألف حمد لله، أنا إنسانة كما أودع الله فيّ قوة الشهوة، أودع فيّ قوة الصبر والتقوى، فأنا ملتزمة جدا، وقلبي طيب، وأسعى للخير، وسأظل كذلك بحول الله مدى الحياة، مع العلم أنه تقدم كثير من الشباب لخطبتي، وسوف تتعجبون من الكم، فهو أكثر من 20 خاطبا، كوني أتمتع -والحمد لله- بالأخلاق والتدين والجمال، ومثقفة ومتعلمة، وكلهم رفضتهم، فيوجد من رفضته كوني كنت صغيرة، في البداية كنت أدرس وعمري 15 سنة، والآخرين كان السبب عدم خوفهم من الله، فالله يشهد بذلك وليس تكبرا مني وعدم رغبة في الزواج، مع أني وددت لو قبلت أحدهم، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
كنت دائما أدعو الله أن يتقدم لي شاب صالح، لكنهم كانوا غير صالحين، مع أني استخرت ولم أرتح لهم، فأرجوكم أفيدوني، كيف أستلهم الصبر أكثر؟ وما هي الوسيلة التي ألتزمها؟ وهل من دعاء ليتقدم لخطبتي زوج صالح؟ وأريد أن أسألكم، أنا دائما أقول في دعائي وذلك بنصح من إحدى الصديقات الصالحات، فكنت أدعو وأقول: يا رب أمرتنا بالستر والحلال، ومنعتنا الحرام، وأودعت فيّ شهوة قوية، فأنا الآن بأمس لزوج صالح حتى أحصن نفسي بالحلال طاعة لك، ولا أفكر ولو خاطرا في شاب غير زوجي، وبنية صادقة دعوته وما زال لم يستجب الله دعائي.
سؤالي: هل هذا دليل على عدم رضى الله عني أم اختبار وحكمة منه وما زال سيستجيب لي؟
بارك الله فيكم على موقعكم الرائع، والذي هو رياض للصالحين، وملاذ الحائرين، وشفاء لهم، جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والأخرة، وجعل مثواكم الجنة الفردوس.