السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خير الجزاء على جهودكم المبذولة في هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
لدي بنت عم عمرها 11 سنة، وقد وصلت سن البلوغ وبدأ عندها الحيض قبل رمضان هذا بأيام قليلة، وحين دخل عليها رمضان صامت أول يوم كاملا، ثم عاودتها الحيضة مرة أخرى، وكانت حيضتها غزيرة لدرجة أنها استمرت معها لمدة 25 يوما، حسابا من أول يوم بدأ معها الحيض قبل رمضان بأيام قليلة، ولم تنقطع عنها سوى أول يوم من رمضان، وتأكدت الأم من الدم وعرفت بأنه دم حيض من ثخانته ورائحته، حينها أخذتها والدتها للطبيب، وأخبرها بأن ما حدث لها بسبب تغيرات هرمونية وليس عليها قلق، لأن الأمر طبيعي وقد يحدث لأي فتاة في بدايات البلوغ، وتختلف مدة أو غزارة الحيض بين فتاة وأخرى.
وقد طهرت من الحيض بعد أيام في رمضان، وكانت تصوم ولكنها كانت لا تكمل الصيام لشعورها بتعب وعدم القدرة على الإكمال، وتشعر بالتعب الشديد كلما صامت لأنها تعاني من فقر الدم والضعف، ولا تأكل جيدا، فطلبت منها والدتها بأن تصوم نصف يوم تخفيفا عليها لخوفها على صحة ابنتها، وأيضا الوقت هنا في لندن طويل، فنحن نصوم 18 ساعة، وليس لهذه الفتاة القدرة الصحية لتصوم كل هذه الساعات، فالأمر صعب عليها ويكلفها صحتها، ويمكن أن تتدهور صحتها إن داومت الصيام وهي بهذه الحالة. أمها الآن تشعر بأنها آثمة لأنها تتعمد تفطير ابنتها خوفا على صحتها، فهي تتمنى أن تصوم ابنتها ولكن خوفها على ابنتها جعلها تفطرها، وهي الآن لا تعرف ماذا تفعل.
فهل على الأم ذنب؟ وهل عليها أن تدفع كفارة عن كل يوم أفطرت فيه ابنتها؟ أم ليس عليها شيء؟ وهل على الابنة قضاء ما أفطرته من رمضان في وقت الشتاء مثلا حين يكون النهار قصيرا؟
أرجو الإفادة وتوضيح الأمر، وأتمنى أن لا تحيلوني على أسئلة سابقة، ولكم جزيل الشكر.