الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتفاع شديد في عدد ضربات القلب مع اختناق ورعب شديد، ما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة أبلغ من العمر 18سنة، في مرحلة الثانوية أصابتني حالة مفاجئة، وأعراضها هي: ارتفاع شديد في عدد ضربات القلب مع حالة تشبه الاختناق مع رعب شديد، وعدم القدرة على السيطرة على الأعصاب والتوتر، مما أدى إلى الذهاب إلى المستشفى.

كانت هذه الأعراض تذهب وتأتي، لمدة أربعة أيام، وبعد عمل عدة فحوصات أكد الأطباء أني أعاني من الهلع، بعدها بدأت أذهب إلى طبيبة نفسية، وصفت لي عدة علاجات مع جلسات علاج سلوكي.

استخدمت العلاج تقريباً لعام ونصف، والحمد الله رجعت إلى طبيعتي، وكان حينها عمري 16سنة.

هذه السنة أنهيت أول سنة في الجامعة، الفصل الدراسي الأول، كانت حالتي النفسية جيدة جداً، ولكن الفصل الدراسي انقلبت النفسية 180 درجة، وأصبحت عصبية جداً، كثيرة البكاء، أشعر بأنه لا أهمية لي في هذه الحياة، وأنه ليس لي قيمة عند أحد، وسهل التخلي عني، وأنه لا أحد يريدني!

بدأ حب الشباب يظهر في وجهي وجسدي، وأشعر بحزن شديد، لأني أرى أقرب صديقاتي يستمتعن بالحياة إلا أنا.

هل أنا أعاني من الاكتئاب؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ basher حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي لديك هو نوع من عسر المزاج، وهو درجة بسيطة من درجات الاكتئاب النفسي، وأعتقد هذا كله ناتج عن حالة القلق والتوتر، حيث إنه لديك بعض الاستعداد لقلق المخاوف، وهذا ما توصلنا إليه من خلال ما ورد في رسالتك الجيدة والواضحة.

شعورك أنه سهل التخلي عنك هو شعور خاص نفسي جدًّا، يتوجب أن نتوقف عنده، لأنني أرى أنه يمثل جوهرًا لما يمسى بالديناميات النفسية السلبية، التشبث والتعلق والقناعة بمثل هذا الفكر السلبي يُحرك كل الطاقات السلبية الداخلية لديك، ويمنع ظهور الطاقات الإيجابية.

الذي أرجوه منك هو أن تصححي هذا المفهوم، أنت شابة، مسلمة، عزيزة، مكرمة، لك طاقات نفسية وجسدية وإيمانية ومعرفية وأكاديمية، ماذا تريدين أكثر من ذلك؟! لا تدعي مجالاً للفكر السلبي ليهزم مشاعرك أبدًا، أنت بخير، وكل المطلوب منك هو أن تصححي مفاهيمك حول نفسك، وتقيمي ذاتك تقييمًا صحيحًا، انظري لمصادر القوة في نفسك، وهي -إن شاء الله- كثيرة جداً، وبعد ذلك حاولي أن تطوري ذاتك.

نحن دائمًا ننصح بحسن إدارة الوقت، لأن حسن إدارة الوقت هي التي تحدد فعاليات الإنسان التنشيطية، وهذه الفعاليات التي يقوم بها الإنسان - خاصة الشباب- يوميًا تعتبر هي الركيزة الأساسية لتغيير المشاعر، يعني إذا كانت مشاعري سلبية هذه المشاعر غالبًا ناتجة عن أفكار سلبية، إذا تابعتها وطاوعتها قطعًا سوف تؤدي إلى افتقاد القدرة على الأداء والعمل، وهذا يُكمل المثلث النفسي السلبي – مثل الفكر السلبي، المشاعر السلبية، العمل والأداء الضعيف – لكن الذي يصر ويجتهد وينفذ وينجز تتبدل مشاعره بصورة جيدة جدًّا، وأنا أدعوك أن تكوني على هذا النسق.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تنتبهي قليلاً لموضوع الأنشطة الأسرية الداخلية، لابد أن تكوني إنسانة فعالة، لك وجودك، تشاركين الأسرة في أنشطتها، خدمة الوالدين، ترتيب المنزل، التوجيه، التدخل بأفكار إيجابية، هذه ذات قيمة عظيمة جدًّا، وهذا يمثل دافعاً نفسياً إيجابياً.

أريدك أن تكوني على هذا المنوال، وفي ذات الوقت عليك بالصحبة الصالحة الجيدة الطيبة، لأن القدوة في حياتنا والرموز الممتازة نحتاج لها.

التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة مع تمارين الاسترخاء لها قيمة عظيمة جدًّا لترتيب النفس، ودفعها نحو التأهيل الصحيح، فكوني حريصة على ذلك.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لديك تواصل سابق مع الطبيبة، وأنا أرى الآن أن أعراضك قد تحتاج لعلاج دوائي بسيط جدًّا، هذا يساعدك بجانب ما ذكرناه لك من إرشاد، فإن شئت أن تذهبي إلى الطبيبة فلا مانع، وإن لم تستطيعي فأعتقد أن تناول عقار (فافرين Faverin) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفوكسامين Fluvoxamine) بجرعة خمسين مليجرامًا فقط، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل، وهذه أبسط جرعة وأقل جرعة، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن أنت لست في حاجة لهذه الجرعة، يمكن أن تتناولي الفافرين بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

هو علاج داعم، إن شاء الله تعالى يحرك فيك مشاعر إيجابية، مما يسهل عليك التطبيقات السلوكية، والتي نعتبرها هي الأساس الجوهري لعلاج مثل حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمدمراد

    إذاضاقت بكاالدنيافقل ياالله

  • الجزائر fathi

    الله يشفي كل مريض ان شاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً