السؤال
السلام عليكم.
منذ وقت طويل وأنا أريد المشورة، ولا أعرف إن كان قد فات الأوان الآن أم لا! رغم المخاوف التي كانت تنتابني من وقت لآخر للزواج أو عدم الزواج به.
تزوجنا أخيرًا بعد ما أسلم واختار اسمًا عربيًا إسلاميًا قبل عقد القِران، فهو أمريكي ووالده نيجيري، ومخاوفي كلها كانت حول نجاحه مستقبلًا في اتباع الإسلام من عدمه؛ لأني كنت أعرف أن حياته جد مختلفة عنا، وأن اختلاف الثقافة واللغة والعادات ليس أمرًا سهلًا.
حاليًا أنا لا زلت في بيت أهلي أنتظر -انتهاء إجراءات الالتحاق به – وبعد ذلك الاحتفال مع العائلة حين رجوعه المرة القادمة -عارض والدي في البداية فكرة زواجي وسكني مستقبلًا بعيدًا عن بلدي لكنه ترك القرار أخيرًا بيدي.
تنتابني مخاوف عدة، وفي بعض الأحيان لا أستطيع النوم، وأفكر إن كنت فعلًا اتخذت قرارًا صحيحًا بزواجي منه، أتساءل لماذا لم أسعَ سابقًا للبحث عن شخص يتحدث لغتي؟ يعرف جيدًا ديننا، أمه عربية مسلمة، أبوه عربي مسلم، لماذا لم تكن عندي صورة واضحة عما أريده سابقًا؟ ما العمل إن لم ينجح زوجي في اتباع الكتاب والسنة خصوصًا أنه يقول: أتريديني أن أتغير كليًا بهذه السرعة.
في الأسبوع الماضي توفيت جدته وحزنت لموتها، وأثناء حديثنا هاتفيًا سألته عن المكان الذي ستدفن فيه وقلت له: هل ستدفن في نفس المقبرة التي دفنت فيها أمك المتوفاة منذ 15 سنة؟ فصعقت لجوابه حين قال: ألم تذكري ما قلت لك عن أمي! فقلت لا! ماذا قلت؟ قال: قلت لك من قبل أن والدتي حين ماتت منذ حوالي 15 سنة تَرَكَتْ وصية: أن تحرق بعد موتها، ويرمى رمادها في البحر، فكان الخبر كالصاعقة، ولم أصدق ما سمعت، وخفت كثيرًا ولا زلت خائفة، وكل مخاوفي ازدادت بسماع رغبة والدته بعد موتها، وكيف قبل أفراد عائلتها تنفيذ وصيتها، وأحسست بالاشمئزاز وعدم الاحترام للروح البشرية.
هل أخبر عائلتي أن التشويش الذي كنت أشعر به من قبل تضاعف الآن حين علمت أن أمه ليس لديها قبر؟ هل أخبرهم أنني أريد الطلاق وأنهي إجراءات الالتحاق به? هل سأكون ظالمة إن أنهيت كل شيء؟ مع العلم أنه يفعل كل ما في وسعه لاتباع الإسلام، وسيفعل أكثر حين نعيش معًا، هل أستمر في هذا الزواج مع خوفي من الاصطدام مستقبلًا بأشياء لا توجد في حسباني أم سأظلم نفسي؟
حين أفكر في الطلاق أفكر في كلام العائلة حين ستعلم بخبر زواجي وطلاقي بهذه السرعة، سيقولون تزوج بها وتركها في بيت أهلها.
أفكر أحيانًا في إتمام الزواج والالتحاق به والسفر إلى أمريكا، وعدم الدخلة إلى حين التأكد أنه سيتبع الإسلام فعلًا.
أفكاري جد مشوشة، وأشعر بشيء من الندم؛ لأنه كانت عندي فرص أفضل لإنهاء كل تشويش انتابني قبل أن أتزوجه.
لا أعرف ما العمل! جزى الله كل شخص ينور طريقي، وأنا مستعدة لفعل أي شيء يرضي الله.
آسفة على الإطالة، وفي أمان الله.