السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
عندي مشكلة مع زوجي لكنه لا يعلم أني أعاني منها، ولا أستطيع البوح له.
أولاً: زوجي متفتح، ولكنه محافظ قليلاً، وأنا نشأت في بيئة ملتزمة جدًّا، وعودنا والدي منذ صغرنا على كثير من أمور الدين، والمشكلة أن زوجي مبتعث وأنا مرافقة له، وبحكم طبيعته المتفتحة فإنه يدرس في جامعة مختلطة، ويتراسل مع بعض الفتيات لهدف الدراسة، في البداية اتفقنا على أن يتواصل معهن بالرسائل على الفيس بوك فقط للدارسة لضرورة ذلك، ولكنهم يضعونه في جامعته مع مجموعات فيها فتيات، وليس بيده شيء لتغيير ذلك، فهذه قوانين الدراسة.
ولكنني أتضايق مع ذلك كثيرًا، وقلبي يؤلمني عندما أراه يتراسل معهن، طبعًا ليس أمامي، لكنني عندما أفتح جواله أرى كلامًا عاديًا عن الدراسة مع كلام آخر، مثل أن تقول له الفتاة: (إننا في حفلة موسيقية الآن، وعندما ننتهي نتفق على المحاضرة، فيجيبها "وااااو" أين هي؟ ويكمل كلامه عن الدراسة، أعلم أن زوجي من النوع المجامل، ومتأكدة أنه يفعل ذلك لمصلحة دراسته بأن يرد عليهن بأي رد؛ لكي يأخذ مصلحته الدراسية منهن، فهذا طبعه, مع العلم بأن جميع من يدرس معهن كفار, لكنني أتألم من رده هذا, وأغار جدًّا عليه, وأحيانًا أشك فيه، وأفتش أغراضه دون علمه، لكن ضميري يؤنبني كثيرًا على ظني السيء به أحيانًا، ولا أستطيع أن أصارحه بكل شيء في قلبي لأنني صارحته قبل ذلك وغضب، وأصبح لا يكلمني، ويعاملني بجفاء، وأخبرني أنه يخاف ربه قبل أن يخاف مني ويحسب حسابًا لي.
وعندما اعتذرت منه على ظني به، وأخبرته بأن نفتح صفحة جديدة يقول لي بأنه لا يكلمني لأجل أن لا يغضبني وأنني حساسة وكثيرة البكاء في نظره، وهو يكره البكاء، أوقاتًا كثيرة أنتظر خروجه من البيت لكي آخذ راحتي في البكاء، تعبت وأصبحت لا أشكوا له شيئًا؛ لكي لا أعكر مزاجه وأغضبه، ولا أحد يعلم ما في قلبي سوى ربي، لكنني أريد نصيحتكم كيف أتصرف معه، وماذا أفعل؟ علمًا أنه الآن ليس غاضبًا مني, لكني أشعر بقهر منه ومن تصرفاته ماذا أقول له؟
هل أنا متشددة معه أو أغار عليه زيادة؟ كيف لا أتعلق به، كيف لا أغضب ولا أبالي ولا أحزن عندما أرى شيئًا يغضبني منه وهو يراه عاديًا بحكم انفتاحه؟
أنا كتومة جدًّا وصامتة أكثر منه، وأحب أن أستمع له، ولا أستطيع التعبير له عن ما في قلبي من ضيق سوى بالرسائل، لكنه لا يرد علي، بل يتغير يومًا يومين للأفضل ثم يرجع كما كان، ولا أشعر باهتمامه لكلامي عندما أكلمه بجدية، وأغلب أموره مزاح وسخرية، أتمنى أن تساعدوني في كيفية التعامل معه.