السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أشكر الموقع للرد على إجاباتنا، وجزاكم الله خيرا، أما بعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة، طلبت من والدي الزواج ولكن رفض بحجة إكمال الدراسة، وكما تعلمون الفتن منتشرة، وأنا أريد العفاف، وشكرا لكم.
السلام عليكم ورحمة الله.
أشكر الموقع للرد على إجاباتنا، وجزاكم الله خيرا، أما بعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة، طلبت من والدي الزواج ولكن رفض بحجة إكمال الدراسة، وكما تعلمون الفتن منتشرة، وأنا أريد العفاف، وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الشباب المسلم الصالح المطيع الذي يظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يرزقك بر والديك، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه مما لا شك فيه أن الفتن في هذه البلاد منتشرة وقوية وشديدة وعنيفة، ونحن نعلم مدى تأثير هذه على سلوك الشاب المسلم خاصة؛ لأن الشاب المسلم يعاني معاناة مرة، وكان الله في عونك يا ولدي، وكم أتمنى أن تظل محافظًا على نفسك بعيدًا عن هذه المغريات والشهوات حتى تكون من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما ثبت في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وعد منهم (وشاب نشأ في طاعة الله) وأيضًا قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (عجب ربك من شاب ليست له صبوة) ومعنى صبوة: أي زلة أو غفوة خاصة فيما يتعلق بجانب العلاقات النسائية.
فأتمنى ولدي أن تجعل هذا نصب عينيك، وأن تظل محافظًا على هذا التميز، الذي أسأل الله أن يتمه عليك وأن تخرج من الدنيا على خير لتكون يوم القيامة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
وأما قضية رفض والديك فأنت كما لا يخفى عليك -ولدي عبد الله- أن الزواج ليس مجرد ارتباط شاب بفتاة، وإنما هو ارتباط مجتمع بمجتمع، وارتباط أسرة بأسرة، وارتباط بيئة ببيئة، ولذلك لو تقدمت أنت وحدك الآن لأي أسرة محترمة مسلمة فاضلة لم ولن تقبلك أبدًا، لأن الأسرة تعرف أن الزواج ليس ارتباط شخص بشخص، وإنما تعرف أنه ارتباط أسرة بأسرة وكيان بكيان وقبيلة بقبيلة ومجتمع بمجتمع، ولذلك تجد أن الزواج في كل بلاد المسلمين الزواج المعتبر هو الذي يراعي فيه الناس هذا الجانب؛ لأن اختلاط الدماء والأعراق وتداخل الأنساب هذا أمر ليس سهلاً، لأن كل واحد منا يحمل موروثاته الأسرية في دمه، وكل أسرة فاضلة تريد فعلاً أن تنتقي لأبنائها وبناتها أطيب الأعراق وأطهر الأسر حتى تخرج من نتاج هذه الأسرة ذرية مؤمنة صحيحة نظيفة عفيفة فاضلة، وهذا ما أوصانا به النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولنسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقال أيضًا: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وورد أيضًا أن العرق دساس، وأنت تعلم أن كل واحد منا يحمل موروثات أهله، كما ورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه أن زوجته قد أنجبت طفلاً أسودًا وهو رجل أبيض وهي كذلك، وكأن الرجل يشك في سلوكها فأخبره النبي -عليه الصلاة والسلام- بأنه قد نزعه عرق، ومعنى عرق هنا: أي موروث من موروثات القديمة.
إذن الزواج في نظر الإسلام ونظر الأسر المحترمة هو ارتباط كيان بكيان، وعليه فأنت لو ذهبت لأحد الآن لن يقبلك إذا كانت أسرة محترمة، إذن نحن في حاجة إلى الأسرة، وما دامت الأسرة ترفض فليس أمامنا إلا أن نحاول إقناعهم بين الحين والآخر، وفوق ذلك نصبر الصبر الجميل، لأنك لن تستطيع أن تجبر والدك على تزويجك لأنك لا تملك شيئًا، حتى وإن ذهبت وحدك لتتزوج لن يقبل أهلها بك وحدك، وإنما يقولون لا بد أن تأتي بأهلك، لأنهم يعرفون أن هذا شيء طبيعي.
إذن أقول: عليك بالصبر الجميل في العموم تصبر وتحتسب، واعلم أن الله -تبارك وتعالى- قال: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} واعلم أن الصبر من أهم أسباب قضاء الحوائج كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا).
ثانيًا بارك الله فيك: عليك بالابتعاد عن الأشياء المثيرة، فأنت بلا شك تعرف الأشياء المثيرة التي في مجتمعك، فالاختلاط بالفتيات أو الكلام الجانبي مع إحدى الفتيات، أو النظر إلى الفتيات، خاصة وأني أعلم أن الدراسة لديكم مختلطة وأن الأمر فيه اختلاط كبير ومؤلم ومزعج يقينًا خاصة اختلاط البنات مع الشباب في كل مكان، سواء كان في الصف الدراسي أو في قاعات المدرسة أو غير ذلك، أعلم أن هذا الأمر شديد، كذلك أيضًا تبتعد عن النظر إلى الأشياء المثيرة، سواء كانت في الأجهزة الإعلامية كالتلفاز أو الإنترنت، وكذلك الصور التي تنتشر في المجلات وأحيانًا في الطرقات، اجتهد بارك الله فيك أن تغض بصرك عن مثل هذه الأشياء، لأن هذا سيعينك، لأن إطلاق النظر إلى هذه الأشياء سيجعلك في حالة ثورة دائمًا.
كذلك أوصيك بكثرة الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن الله يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، واصبر -إن شاء الله تعالى-، وسترى خيرًا كثيرًا، وأكثر من صيام النوافل لعله أن ينفعك في ذلك.
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنَّ عليك بالصبر الجميل، وأن يحصن فرجك وأن يطهر قلبك، وأن يعينك على غض بصرك.
هذا وبالله التوفيق.