السؤال
بداية: أشكركم جزيل الشكر على هذا التميز الرائد، فكم أنتم مبدعون, زادكم الله من فضله، ولا حرمكم صدق دعواتنا.
الدكتور: محمد عبد العليم، لك شكر خاص, ودعوات تصل إلى السماء أن يجزيك الله خير الجزاء، يعجبني وضوح منهجك، وطريقة إقناع المريض، لله درك, وجزاك الله خيرا.
في شهر رمضان تعبت فجأة, كانت الأعراض ألما خفيفا جدا في المعدة، وإسهالا، وضعفا في الجسم، عدم القدرة على الوقوف، ورجفة بالجسم، (حدث هذا بعد تناول بعض الطعام كثير الزيت، ثم تناولت بعدها بعض الحلوى)، ذهبت للطبيب, وشخَّصها بقولون عصبي تناولت العلاج، والحمد لله شعرت بتحسن بعد أسبوعين، وتركت العلاج.
بعدها بثلاثة أيام عادت الحالة, تنقلت بين العديد من المستشفيات، وعملت تحاليلا وفحوصاتٍ، وكانت النتيجة سليمة -ولله الحمد-، والتشخيص قولون عصبي, حاولت التأقلم, واستمررت شهرين، أحيانا تكون حالتي جيدة، ثم تعود إليّ تلك الأعراض.
لم أتناول أي دواء، اتبعت حمية فقط، حالتي النفسية ساءت كثيرا، أصبحت أخاف من كل شيء، كثيرة الذهاب للطوارئ، والأطباء.
تأتيني أحلام مزعجة، وكل هذا بعد أن ذكر أحد الأطباء أن لدي نسبه دم بالبراز -أعزكم الله- وكان عن طريق خطأ بالتحليل، ورغم أني أعدت التحليل مرة أخرى، وطلعت النتيجة سليمة إلا أن خوفي لازال.
حاولت كثيرا أن أتغلب على حالتي النفسية، نجحت -ولله الحمد- نوعا ما، لكم الفضل بعد الله في ذلك.
وأنا الآن أعاني من الأعراض التالية: نغزات بالصدر، وألم باليد اليسرى خفيف، وأشعر بوجود شيء في حلقي لا أعلم ما هو، ورجفة، وسرعة نبضات القلب, وخفقان، وبرودة بالأطراف، أخاف كثيرا من الموت, بالرغم من أن أعراض القولون أخف بكثير من قبل، إلا أنني لازلت خائفة، وأقول: ليس معقولا أن تكون هذه أعراض قولون، بل هي أعراض بداية الموت، فقدت بعض وزني رغم أنني آكل جيدا-ولله الحمد- لكني أفكر كثيرا.
أكثر ما يؤلمني الآن هاجس يقول: إنك ستموتين، كل مرة أسمعه في ذلك المكان, فإذا ذهبت للمدرسة يقول: (ستسقطين وتموتين) وإذا نمت يقول ذلك في الليل.
والآن يخطط أهلي لقضاء الإجازة في مكة، وهناك من يقول لي: (ستموتين في مكة), وهذا الأمر جاء بعد أن حلمت حلما مزعجا، ولم أقم بتفسيره، لكني دائما أتذكره، وأقول: تفسيره كذا، وأضع احتمالات برأسي, هناك شيء يقول: لا تذهبي، لكن أقول لنفسي: الموت في كل مكان، وأنا الآن خائفة جدا كل ما اقترب موعد السفر.
أشعر أني لا أنساق وراء هذا الوسواس، وأقول لنفسي: هذا وسواس حقير، والموت والحياة بيد الله، لكن تأتيني أعراض الخوف رغم أني أحقِّر الفكرة، ولا أعيرها اهتماما، لكن هناك شيء يقول: هذا ليس كلاما، بل حقيقة، وأنت في آخر أيامك.
لست خائفة من الموت؛ فأنا مؤمنة -ولله الحمد- ومتدينة، ولكن أقول في نفسي: لماذا يأتني هذا الشعور؟ فالله لا يعذب عباده أبدا، وكما جاء في الحديث: إن الموت يخافه الإنسان, والله لا يسيء لعباده, فما هي الفكرة التي تأتني؟ هل هذا إنذار من الله أن أجلي قريب؟
صفاتي: إنسانة محبوبة في العمل كثيرا، أحظى بكثير من الاحترام عند أهلي -ولله الحمد-، لكني كتومة، ومليئة بالهموم والأحزان، مرَّت الكثير من الأمور الصعبة بحياتي -ولله الحمد على كل حال- وأكتمها.