السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أنا فتاة عزباء، وبعمر 25 سنة، تحصّلت على شهادة الأستاذيّة مؤخّرا، وتمّ تعييني كأستاذة في مدينة مغايرة لمقرّ إقامة عائلتي، أقمت في البداية في بيت يجاورني فيه أربع فتيات لهنّ نفس وضعي تقريبا، لكن حالياّ اختلفن وافترقن وغادرن البيت، فبقيت أقيم وحدي تماما، هذا الوضع هو ما رجوته من الله من البداية لما رأيت فيه من الخير، إذ يساعدني على الإخلاص أكثر في ديني وعملي، خاصّة وأنّه تعذّر عليّ إيجاد فتاة صالحة ذات دين مناسبة للإقامة معي، لي جيران طيّبون تعهّدوا أمامي بحراستي كابنة لهم، والقرية التي أقيم فيها آمنة عموما، فما حكم إقامتي وحدي؟
بحكم مقرّ عملي البعيد عن مقرّ سكن عائلتي اضطررت للإقامة وحدي في بيت آمن وقرية آمنة، ووجدت في هذا الوضع الخير الكثير في ديني وعملي، وسلامة من الفتن التي كنت أجدها في بيت العائلة، وفي مدينتي الأصليّة، فالأجواء في بيت العائلة فيها استخفاف بالحرام إلى حدّ ما، وهو ما كان كثيرا ما يؤثّر عليّ سلبيّا ويرهقني نفسيّا.
وجدت في البعد عن العائلة فرصة لتجديد علاقتي بربّي، والاعتناء بديني في محيط أطهر وآمن، وهو ما جعلني لا أريد العودة إلى بيت العائلة في عطلة نهاية الأسبوع خشية أن يضيع ما أبنيه في ظلّ الأجواء العائليّة المتكدّرة دينيّا، خاصّة وأني سريعة التّأثر بوالديّ وبالأجواء العائليّة عموما، لكن والديّ يريدان منّي العودة إلى البيت تقريباً كل عطلة آخر الأسبوع (ليوم ونصف) وهي العطلة الفعليّة الوحيدة التي أرتاح فيها من مشاقّ عملي اليومي، وهكذا يتوجّب عليّ تحمّل مشاقّ سفر يدوم إجمالا أكثر من ستّ ساعات، وأيضا التّعب النفسي الذي أجده في أجواء عائلتي.
هل يجوز لي عدم طاعة والديّ في العودة كلّ أسبوع؟ وأن أقصر العودة إلى البيت مرّة أو مرّتين في الشّهر اجتنابا للفتنة ومراعاة لمتطلّبات عملي؟