السؤال
السلام عليكم..
باختصار: أنا متزوج من شهرين، وأنا وامرأتي من الملتزمين دينياً والحمد لله، ومن أول يوم أسسنا بيتنا على الدين وربطنا سعادتنا بديننا وعشنا مع بعضنا أياماً جميلة سابقة، المشكلة أن زوجتي نشأت في بيئة ينفصل فيها أبوها عن أمها، وأبوها اهتمامه بهم يقتصر على المال والإنفاق، زوجتي أكبر إخوانها، وكانت متعلقة جداً بأمها، وكل أسرار أمها عندها حتى الشخصية التي كانت بين أمها وأبيها، زوجتي متعلمة وكانت تعمل وكانت تمتلك السيارة، وهي من كانت تقوم بأخذ والدتها للسوق ولقضاء حوائج البيت.
أمها شخصية طيبة ومتدينة تديناً جيداً وبفهم عميق للدين، لكنها عنيدة وتصر على رأيها ومعتزة بنفسها وليست عزيزة نفس، تتدخل وتحاول فرض رأيها بكل شيء، زوجتي وقافة على الحق فاهمة لدينها محبة جداً لدينها، تقرأ وتسمع أموراً إسلامية كثيرة، عاطفية كثيراً في كل أمور حياتها، وتبكي وتتعظ من المواقف وتتأثر بالموت والقرآن، وتبكي لهما، محافظة على دينها، حافظة الكثير من القرآن، متفوقة بدراستها.
أنا وهي متفقان على كل شيء تقريباً، كنا متفقين أن علاقتنا مع والدتها يجب أن تبقى جيدة من غير السماح لها بالدخول والتدخل بحياتنا الخاصة، نتجنب ذكر التفاصيل أمامها حتى اليومية منها، أيضاً كنت متفقاً مع زوجتي أنني لا أحب خروج المرأة إلى الأسواق من غير محرم، ولا أحب أن تذهب بزيارات مع أمها إلا في المناسبات الاجتماعية؛ لأن ذلك سوف يفتح باباً كبيراً علينا خاصة أن أمها تحب أن تبقى مع بنتها دائماً، وكما أسلفت فإنها إن سمحنا لها بشيء تتمادى.
لغة التكلم دائماً بينها وبين أمها العاطفة، المشكلة بدأت فجأة من غير سابق إنذار عندما حاولت تغيير موعد زيارة أمها ليتناسب مع عملي دون الإنقاص من المدة الزمنية، وهي يوماً بعد يوم لمدة 5 ساعات، اختلفنا وهنا انفجرت بالبكاء وقالت: إنها تشعر أنها بالسجن، وليست حرة وأنها من قبل كانت حرة أكثر وأنها تحب أن تخرج مع أمها وتزور مع أمها! وأنا لا أفضل هذه العلاقة نظراً لأنني أخاف من تدخل أمها بحياتنا وتأثر بنتها بشكل غير مباشر، خاصة أن زوجتي عاطفية وأمها وأختها الصغرى دائماً تكونان معها، وبالذات عند الوداع.
وتشعر هي أنها مقصرة بحق والدتها؛ لأن والدتها أصبحت تشعر بفراغ بعد زواج بنتها، اشتد الكلام بيننا وأخبرتها أنها يجب أن تتحكم بعاطفتها وأنني لا أمنعها من زيارة والدتها بالشكل المتفق، ولا أمنعها إن احتاجت والدتها الذهاب إلى السوق أن نأخذها ونذهب بها سوياً، ولكن أحب أن نشتري ونختار أشياءنا وحدنا بعيداً عن أمها لأني أخجل من التكلم بالمال أمام أمها.
غضبت زوجتي كثيراً وأخبرت أمها، وهنا أمها غضبت كثيراً خاصة أنني كنت أعامل أمها بشكل ممتاز، وأمها كان متوقعة أنني سوف أسمح لها أن تتصرف مع بنتها كما تريد، وغضبت كثيراً، وأنا أيضاً غضبت، وأصبحت تردد وتؤكد أنني أضغط على بنتها وأنني أعيش بنتها بسجن! تحسنت العلاقة كثيراً بيني وبين زوجتي، وأعدنا حساباتنا واتفقنا على ما كنا متفقين عليه، ولكن زوجتي الآن تشعر بأن أمها مظلومة، والكل ظالم لأمها وأن أمها مسكينة، وتشعر بقربها من أمها، وأمها أيضاً تتعامل الآن بعاطفة أكبر مع بنتها وكأنني أشعر أنها تستغل طيبة وعاطفة زوجتي.
والآن زوجتي تحاول إخفاء بكائها أمامي، ولأنني مرات أشعر وأراها وهي تبكي، والمشكلة الآن أن حياتنا أصبحت نكدا كلما سعدنا، وتعود أمها للاتصال بها أو رؤية بنتها فنرجع نعيش بنكد! أنا -والله- مدلل امرأتي ولا أصيح عليها وأثقل كاهلها بالطلبات، وأتجاوز عن الأخطاء، وأردد دائماً عند الغضب: حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الرجاء أفيدوني ما العمل؟