السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني أتمنى من الله أن تساعدوني في أقرب وقت لحل مشكلتي.
أنا متزوج منذ سنتين ورزقني الله بمولود والحمد لله، تعترضني مشاكل مع زوجتي أحياناً، لكن في أغلب الأوقات كنا نجد حلاً لهذه المشاكل، لكن ما حدث لي مؤخراً عصف بأعصابي ووضعني أمام مفترق طريق!
المشكلة تكمن في أن زوجتي تشتكي دائماً من عدم مواصلة والدتي وأخواتي لها، وأنهم لا يحبونها! وفي كل مرة وبتوفيق من الله كنت أتصنع الأعذار وأرطب الجو، وأجد منفذاً، لكن المرة الأخيرة كانت أختي في زيارة لنا وأثناء تبادلنا الحديث بدأت زوجتي في إلقاء اللوم لكن بصورة عصبية، مما أدى إلى انفجار أختي بالبكاء، فأخذت أختي بعيداً لأهدئها، فما كان من الزوجة الغالية إلا أن تأخذ كوباً وتكسره أمام أختي بحجة أنني أفضلها عليها! يا لقصر عقلهن! يا لغيرتهن! المهم أنني هدأت أختي وبدأت أفكر، أحسست جرحاً عميقاً لكبريائي ورجولتي، فلو كنت رجلاً بالحق لطلقتها مباشرة، هذا الذي دار بيني وبين نفسي، المهم ذهبت لأبيها وأخبرته القصة وجاء معي إلى البيت وضربها، ولكنها ازدادت صراخاً، وكانت في منظر جعلني أكرهها تماماً!
المهم بعد أخذ ورد تساءلت: إذا كانت لم تستجب لأبيها فلمن تستجيب؟! في تلك اللحظة وبدون وعي مني أخبرت أباها بأنني لا أستطيع العيش معها، فقال لي: لم تحترم مجيئي وضربي إياها من أجلك؟ قلت بأنها معاندة وأنا يئست من كثرة لومها.
المهم أخذت بتوظيب حقائبها على أمل اللاعودة، ونحن على هذا الحال إذ جاءت أمها -وهي امرأة فاضلة- وبدأت تتوسلني أن أعيدها وأنها المرة الأخيرة، فضعفت ورجعتها وأنا كاره لها، ولم أستطع نسيان ذلك الموقف، وفي الصباح ذهبت أم زوجتي إلى أمي لكي تستسمحها وترد العلاقات، لكن أمي رفضت رفضاً قاطعاً، وقالت: لا نريدها تأتينا، توسلت لها لكن أمي رفضت لصعوبة الموقف.
أعرف أنها قصة تافهة! لكن والله العظيم ما كنت أحسب أن كل هذا سيحدث لي! أنا في قمة طاعتي لوالدي، وهما يشهدان على ذلك، ولا أريد أن أخسر ابني وزوجتي، ولأننا نسكن بجانب والدي فأنا لم أستطع تخيل أن تنقطع الزيارة بين زوجتي وأمي.
أنا الآن محطم! الكل في العمل يسألني: ما بك؟ لكنني لست من النوع الذي يبوح، أحس بضيق في صدري، ندمت -أستغفر الله- لزواجي، وندمت أكثر حين لم أطلق زوجتي! ولم أعرف كيف حدث هذا وأين المفر؟ مع العلم أنه قبل المشكلة بعشر دقائق طلب مني والداي أن أصلي بهما المغرب فدعوت لهما بعينين باكيتين أن يطيل في عمرهما، وأن يحفظهما، لكن لا أعرف لماذا يحدث معي هذا؟ بدأت أراجع نفسي وذنوبي لعلي أجد تفسيراً لما يحدث مع يقيني بأن ما أصابني لم يكن ليخطئني، لكن المهم الآن هو هل تستحق هذه الزوجة أن أظل معها؟ أم هل أطلقها وأنتقم لأختي وأشفي غليل أمي؟
والله! إني تائه فأرشدوني أرشدكم الله إلى كل خير، وأدعو الله لي أن يغفر لي ويخفف ما بي ويثبتني على دينه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وجزاكم الله خيراً.