الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله تعالى: قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون

                                                                                                                                                                                          قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول في قوله تعالى: قل لا تقسموا طاعة معروفة قال: وقع لي فيها ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                          أحدها: أن المعنى: لا تقسموا واخرجوا من غير قسم، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم، فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه .

                                                                                                                                                                                          والثاني: أن المعنى: نحن نعلم ما في قلوبكم، وهل أنتم على عزم الموافقة [ ص: 36 ] للرسول في الخروج؟ فالقسم هاهنا: إعلام منكم لنا بما في قلوبكم . وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب .

                                                                                                                                                                                          والثالث: أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم . وبهذا المعنى وقع المتنبي فقال:


                                                                                                                                                                                          وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم .



                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية