قوله: كمثل الحمار هذه قراءة العامة. وقرأ "حمار" منكرا. وهو في قوة قراءة الباقين; لأن المراد بالحمار الجنس. ولهذا وصف بالجملة بعده كما سيأتي. وقرأ عبد الله "يحمل" مشددا مبنيا للمفعول. والجملة من "يحمل" أو "يحمل" فيها وجهان، أحدهما: - وهو المشهور - أنها في موضع الحال من "الحمار". والثاني: أنها في موضع الصفة للحمار لجريانه مجرى النكرة; إذ المراد به الجنس. قال المأمون بن هارون الرشيد : أو الجر على الوصف; لأن الحمار كاللئيم في قوله: الزمخشري
4261 - ولقد أمر على اللئيم يسبني . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقد تقدم تحرير هذا، وأن منه عند بعضهم وآية لهم الليل نسلخ وأن "نسلخ" نعت لـ "الليل". والجمهور يجعلونه حالا للتعريف [ ص: 327 ] اللفظي. وأما على قراءة فالجملة وصف فقط، ولا يمتنع أن تكون حالا عند عبد الله . سيبويه
والأسفار: جمع سفر، وهو الكتاب المجتمع الأوراق.
قوله: بئس مثل القوم فيه أوجه، أحدها: - وهو الظاهر المشهور أن "مثل القوم" فاعل "بئس". والمخصوص بالذم الموصول بعده فيشكل; لأنه لا بد من تصادق فاعل نعم وبئس والمخصوص، وهنا المثل ليس القوم المكذبين. والجواب: أنه على حذف مضاف، أي: بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا. الثاني: أن "الذين" صفة للقوم فيكون مجرور المحل، والمخصوص بالذم محذوف لفهم المعنى تقديره: بئس مثل القوم المكذبين مثل هؤلاء، وهو قريب من الأول. الثالث: أن الفاعل محذوف، وأن مثل القوم هو المخصوص بالذم، تقديره: بئس المثل مثل القوم، ويكون الموصول نعتا للقوم أيضا، وإليه ينحو كلام فإنه قال: والتقدير: بئس المثل مثل القوم. وهذا فاسد; لأنه لا يحذف الفاعل عند البصريين، إلا في مواضع ثلاثة، ليس هذا منها، اللهم إلا أن يقول بقول الكوفيين. الرابع: أن يكون التمييز محذوفا، والفاعل المفسر به مستتر تقديره: بئس مثلا مثل القوم، وإليه ينحو كلام ابن عطية، فإنه قال: "بئس مثلا مثل القوم" فيكون الفاعل [ ص: 328 ] مستترا، مفسر بـ "مثلا"، و"مثل القوم" هو المخصوص بالذم والموصول صفة له، وحذف التمييز، وهذا لا يجيزه الزمخشري وأصحابه البتة، نصوا على امتناع حذف التمييز، وكيف يحذف وهو مبين؟ سيبويه