3735 - كلوا في بعض بطنكم تعفوا ... ... ... ...
والفتح هو القياس ; لأن الفعل متى ضمت عين مضارعه أو فتحت جاء المفعل منه زمانا ومكانا ومصدرا بالفتح ، والكسر مسموع على غير قياس . وقال [ ص: 170 ] أبو الحسن : " كسر الكاف لغة فاشية ، وهي لغة الناس اليوم ، والكسر لغة الحجاز " . وهي قليلة . وقال : " هي لغة يمانية فصيحة " . و " مسكنهم " يحتمل أن يراد به المكان ، وأن يراد به المصدر أي : السكنى . ورجح بعضهم الثاني قال : لأن المصدر يشمل الكل فليس فيه وضع مفرد موضع جمع بخلاف الأول ; فإن فيه وضع المفرد موضع الجمع كما قررته ، لكن سيبويه يأباه إلا ضرورة كقوله : الفراء
3736 - ... ... ... ... قد عض أعناقهم جلد الجواميس
أي جلود . وأما الجمع فهو الظاهر ; لأن لكل واحد مسكنا . ورسم في المصاحف دون ألف بعد الكاف : فلذلك احتمل القراءات المذكورة .
قوله : " جنتان " فيه ثلاثة أوجه : الرفع على البدل من " آية " وأبدل مثنى من مفرد ; لأن هذا المفرد يصدق على هذا المثنى . وتقدم في قوله : وجعلنا ابن مريم وأمه آية الثاني : أنه خبر مبتدأ مضمر . وضعف الأول ولم يبينه . ولا يظهر ضعفه بل قوته ، وكأنه توهم أنهما مختلفان إفرادا وتثنية ; فلذلك ضعف البدل عنده . والله أعلم . الثالث : - وإليه نحا ابن عطية - أن يكون " ابن عطية جنتان " مبتدأ ، وخبره عن يمين وشمال . ورده [ ص: 171 ] الشيخ : بأنه ابتداء نكرة من غير مسوغ . واعتذر عنه : بأنه قد يعتقد حذف صفة أي : جنتان لهم ، أو جنتان عظيمتان [إن ] صح ما ذهب إليه .
وقرأ " جنتين " بالياء نصبا على خبر كان ، واسمها " آية " . فإن قيل : اسم " كان " كالمبتدأ ، ولا مسوغ للابتداء به حتى يجعل اسم كان . والجواب أنه تخصص بالحال المقدمة عليه ، وهي صفته في الأصل . ألا ترى أنه لو تأخر " لسبأ " لكان صفة لـ " آية " في هذه القراءة . ابن أبي عبلة
قوله : " عن يمين " إما صفة لـ " جنتان " أو خبر مبتدأ مضمر أي : هما عن يمين .
قوله : " كلوا " على إضمار القول أي : قال الله أو الملك .
قوله : " بلدة " أي : بلدتكم بلدة ، وربكم رب غفور . وقرأ رويس بنصب " بلدة ورب " على المدح ، أو اسكنوا واعبدوا . وجعله أبو البقاء مفعولا به ، والعامل فيه " اشكروا " وفيه نظر ; إذ يصير التقدير : اشكروا لربكم ربا غفورا .