قال : ( ثم يخرج إلى الصفا فيصعد عليه ويستقبل البيت ويكبر ويهلل ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع يديه ويدعو الله لحاجته ) لما روي { الصفا حتى إذا نظر إلى البيت قام مستقبل القبلة يدعو الله }ولأن الثناء والصلاة يقدمان على الدعاء تقريبا إلى الإجابة كما في غيره من الدعوات ، والرفع سنة الدعاء وإنما صعد بقدر ما يصير البيت بمرأى منه لأن الاستقبال هو المقصود بالصعود ويخرج إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام صعد الصفا من أي جنب شاء . [ ص: 133 - 134 ] وإنما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من باب بني مخزوم وهو الذي يسمى باب الصفا لأنه كان أقرب الأبواب إلى الصفا إلا أنه سنة . [ ص: 135 ] قال : ( ثم ينحط نحو المروة ويمشي على هينته فإذا بلغ بطن الوادي يسعى بين الميلين الأخضرين سعيا ، ثم يمشي على هينته حتى يأتي المروة فيصعد عليها ويفعل كما فعل على الصفا ) لما روي { أن النبي عليه الصلاة والسلام نزل من الصفا وجعل يمشي نحو المروة وسعى في بطن الوادي حتى إذا خرج من بطن الوادي مشى حتى صعد المروة وطاف بينهما سبعة أشواط }. [ ص: 136 ] قال : ( وهذا شوط واحد فيطوف سبعة أشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ويسعى في بطن الوادي في كل شوط ) لما روينا ، وإنما يبدأ بالصفا لقوله عليه الصلاة والسلام فيه { }ثم ابدءوا بما بدأ الله تعالى به الصفا والمروة واجب وليس بركن . [ ص: 137 ] وقال السعي بين رحمه الله : إنه ركن لقوله عليه الصلاة والسلام { الشافعي }. ولنا قوله تعالى: { إن الله تعالى كتب عليكم السعي فاسعوا فلا جناح عليه أن يطوف بهما }ومثله يستعمل للإباحة فينفي الركنية والإيجاب إلا أنا عدلنا عنه في الإيجاب ولأن الركنية لا تثبت إلا بدليل مقطوع به ولم يوجد ، ثم معنى ما روي كتب استحبابا كما في قوله تعالى: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت }الآية .