( وإن ينوي بتلبيته الحج ) لأنه عبادة والأعمال بالنيات ( كان مفردا بالحج أن يقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد [ ص: 97 ] والنعمة لك والملك لا شريك لك ) وقوله : إن الحمد بكسر الألف لا بفتحها ليكون ابتداء لا بناء إذ الفتحة صفة الأولى ، وهو إجابة لدعاء والتلبية الخليل صلوات الله عليه على ما هو المعروف في القصة . [ ص: 98 ] ( ولا ينبغي أن يخل بشيء من هذه الكلمات ) لأنه هو المنقول باتفاق الرواة فلا ينقص عنه ( ولو زاد فيها جاز ) خلافا رحمه الله في رواية للشافعي الربيع رحمه الله عنه هو اعتبره بالأذان والتشهد من حيث إنه ذكر منظوم . [ ص: 99 ] ولنا أن أجلاء الصحابة كابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم زادوا على المأثور ولأن المقصود الثناء وإظهار العبودية فلا يمنع من الزيادة عليه . قال : ( وأبي هريرة ) يعني إذا نوى لأن العبادة لا تتأدى إلا بالنية إلا أنه لم يذكرها لتقدم الإشارة إليها في قوله : اللهم إني أريد الحج ( وإذا لبى فقد أحرم ) خلافا ولا يصير [ ص: 100 ] بالتلبية رحمه الله لأنه عقد على الأداء ، فلا بد من ذكر كما في تحريمة الصلاة ويصير شارعا بذكر يقصد به التعظيم سوى التلبية فارسية كانت أو عربية ، هذا هو المشهور عن [ ص: 101 ] أصحابنا رحمهم الله ، والفرق بينه وبين الصلاة على أصلهما أن باب الحج أوسع من باب الصلاة حتى يقام غير الذكر مقام الذكر كتقليد البدن ، فكذا غير التلبية وغير العربية . للشافعي