الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5108 - وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365938لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " . فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا . قال : " إن الله تعالى جميل يحب الجمال . nindex.php?page=treesubj&link=18670_18682الكبر بطر الحق وغمط الناس " رواه مسلم .
5108 - ( وعنه ) أي : عن ابن مسعود ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=treesubj&link=18682لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " فقال رجل : هو nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ، أو nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، أو ربيعة بن عامر أقوال . ( إن الرجل ) أي : جنسه ، والمراد به الشخص ( يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا ) أي : من غير أن يراعي نظر الخلق وما يترتب عليه من الكبر والخيلاء والسمعة والرياء ، وعلامة صدقه أن يحب ذلك أيضا في الخلاء ، ثم النعل ما وقيت به القدم ، وهي مؤنثة جماعية . ذكرها ابن الحاجب في رسالته فيما يجب تأنيثه ، وفي المشارق : ونعله حسنة فالتذكير هنا باعتبار معناها ، هو ما وقيت به القدم ، كذا ذكره بعضهم ، ويمكن أن يقال التقدير : ونعله ذات حسن ، أو عدل عن فعلاء أي فعل للمشاكلة مع قابلية اللفظ أن يقرأ كذلك ، ولعل سبب السؤال ما ذكره الطيبي أنه لما رأى الرجل العادة في المتكبرين nindex.php?page=treesubj&link=18684لبس الثياب الفاخرة ، ونحو ذلك سأل ما سأل .
[ ص: 3190 ] ( قال ) أي : مجيبا له ( إن الله جميل ) أي : في ذاته وصفاته وفعاله وكل جمال صوري أو جميل معنوي ، فهو أثر جماله ، فلا جمال ولا جلال ولا كمال إلا له سبحانه ( يحب الجمال ) أي : ظهوره في مخلوقاته ، ولذلك أظهرهم وجعلهم مظاهره ، ويؤيده حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365939إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " ( الكبر بطر الحق ) : بفتح الموحدة والمهملة أي : الكبر المذموم بطلان جمال الحق ( وغمص الناس ) أي : استحقار الخلق ، وأصل البطر شدة الفرح والنشاط ، والمراد هنا قيل سواء احتمال الغنى ، وقيل الطغيان عند النعمة والمعنيان متقاربان . وفي النهاية : بطر الحق هو أن يجعل ما يجعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلا ، وقيل : هو أن يتجبر عن الحق فلا يراه حقا . وقيل : هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله . قال التوربشتي : وتفسيره على الباطل أشبه لما ورد في غير هذه الرواية ، إنما ذلك من سفه الحق ، وغمص الناس أي : رأى الحق سفها . ( رواه مسلم ) : وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن ابن مسعود والطبراني ، عن أبي أمامة ، والحاكم عن ابن عمرو ، وابن عساكر عن جابر ، وعن ابن عمرو رواه البيهقي عن أبي سعيد بزيادة : " ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس " . ورواه ابن عدي بزيادة : " سخي يحب السخاء نطيف يحب النظافة " .