576 - وإن ريح الصوم ريح المسك
1574 - حدثنا إملاء ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بكار بن قتيبة القاضي ، ثنا أبو داود الطيالسي ، عن أبان بن يزيد العطار ، عن يحيى بن أبي كثير زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، عن الحارث الأشعري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات أن يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، وكأنه أبطأ بهن ، فأتاه الله أوحى إلى عيسى عليه السلام فقال : إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن ، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فإما أن تخبرهم ، وإما أن أخبرهم قال : يا أخي لا تفعل فإني أخاف إن سبقتني بهن أن يخسف بي وأعذب . قال : فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد ، وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم ، فقال : إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن ، وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن : أولاهن أن شيئا ، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب ، أو ورق ، ثم أسكنه دارا ، فقال : اعمل ، وارفع ، إلي فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده ، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ، فإن لا تشركوا بالله فلا تشركوا به شيئا ، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا ، فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت ، وأمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك ، كلهم يحب أن يجد ريحها ، وإن الله خلقكم ورزقكم ، وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو ، فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول : هل لكم أن أفدي نفسي منكم ، وجعل يعطي القليل ، والكثير حتى فدى نفسه ، ريح الصيام كريح المسك ، ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا ، فأحرز نفسه فيه ، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان [ ص: 52 ] إلا بذكر الله " . قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " وأنا وأمركم بذكر الله كثيرا ، ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، أو من رأسه إلا أن يراجع ، ومن ادعى دعوى جاهلية فهو من جثاء جهنم " قيل : يا رسول الله وإن صام وصلى قال : " وإن صام وصلى ، ويدعي بدعوى الله التي سماكم بها المؤمنين ، المسلمين عباد الله آمركم بخمس أمرني الله بهن : الجماعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله " . إن
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .