تنبيهات
( الأول ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28952إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=31صلى و
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=12يصلى إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة ، وإذا أميلت الألف المنقلبة في ذلك إنما تمال مع ترقيق اللام سواء كانت رأس آية أم غيرها إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان ، وهذا مما لا خلاف فيه .
( الثاني ) : قال
أبو شامة :
nindex.php?page=treesubj&link=28952أما nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125من مقام إبراهيم مصلى ففيه التغليظ في الوصل لأنه منون ، وفي الوقف الوجهان السابقان ، قال : ولا تترجح الإمالة وإن كان رأس آية إذ لا مؤاخاة لآي قبلها ، ولا بعدها انتهى ، فجعل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مصلى رأس آية وليس كذلك ، بل لا خلاف بين العادين أنه ليس برأس آية فاعلم ذلك .
( الثالث ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28952إذا وقعت اللام من اسم الله تعالى بعد الراء الممالة في مذهب السوسي ، وغيره كما تقدم من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55نرى الله جهرة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94أخباركم وسيرى الله جاز في اللام التفخيم والترقيق فوجه التفخيم عدم وجود الكسر الخالص قبلها ، وهو أحد الوجهين في التجريد ، وبه قرأ على
أبي العباس بن نفيس ، وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14563أبي القاسم الشاطبي وأبي الحسن السخاوي ، وغيرهم ، وهو قراءة
الداني على
أبي الفتح عن قراءته على
عبد الله بن الحسين السامري . ووجه الترقيق عدم وجود الفتح الخالص قبلها ، وهو الوجه الثاني في التجريد ، وبه قرأ صاحب التجريد على شيخه
عبد الباقي ، وعليه نص
الحافظ أبو عمرو في جامعه ، وغيره ، وبه قرأ على شيخه
أبي الفتح في رواية
السوسي عن قراءته على
أبي الحسن يعني
عبد الباقي بن الحسن الخراساني ، وقال
الداني : إنه القياس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12671الأستاذ أبو عمرو بن الحاجب إنه الأولى لأمرين . أحدهما أن أصل هذه اللام الترقيق ، وإنما
[ ص: 117 ] فخمت للفتح والضم ، ولا فتح ، ولا ضم هنا فعدنا إلى الأصل ، قال : والثاني اعتبار ذلك بترقيق الراء في الوقف بعد الإمالة .
( قلت ) : والوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء - والله أعلم - .
( الرابع )
nindex.php?page=treesubj&link=28952إذا رققت الراء nindex.php?page=showalam&ids=17274لورش من طريق الأزرق في نحو قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=114أفغير الله أبتغي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=40أغير الله تدعون ،
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45ولذكر الله ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23يبشر الله وجب تفخيم اللام من اسم الله تعالى بعدها ، بلا نظر لوقوعها بعد فتحة وضمة خالصة ، ولا اعتبار بترقيق الراء قبل اللام في ذلك ; وممن نص على ذلك الإمام الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن شريح قال في كتابه الكافي من باب اللامات بعد ذكر مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ، ما نصه : وكذلك لم يختلف في تفخيم لام اسم الله إذا كانت قبلها فتحة ، أو ضمة نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9فالله هو الولي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45ولذكر الله أكبر والإمام العلامة المحقق
أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في باب اللامات أيضا من شرحه قال : والراء المرققة غير المكسورة كغير المرققة يجب بعدها التفخيم لأن الترقيق لم يغير فتحها ، ولا ضمها .
وقال الإمام
أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري في الباب المذكور
nindex.php?page=treesubj&link=28952وهذه اللام - يعني من اسم الله - إذا وقعت بعد ترقيق خال من الكسر فهي على تفخيمها نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23يبشر الله عباده ، أو بعد إمالة كبرى فوجهان .
وقال الأستاذ
أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي في كتابه الكنز في القراءات العشر : فإن أتى - يعني - اسم الله بعد حرف مرقق لا كسرة فيه نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله في قراءة من رقق فليس إلا التفخيم وإن كان بعد إمالة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55حتى نرى الله جهرة ففيه وجهان انتهى . وهو مما لا يحتاج إلى زيادة التنبيه عليه وتأكيد الإشارة إليه لظهوره ووضوحه ولولا أن بعض أهل الأداء من أهل عصرنا ، بلغنا عنه أنه رأى ترقيق اسم الله تعالى بعد الراء المرققة فأجرى الراء المرققة في ذلك مجرى الراء الممالة وبنى أصله على أن الضمة تمال كما تمال الفتحة لأن سيبويه رحمه الله حكى ذلك في ( مذعور ، و السمر ، و المنقر ) واستدل
[ ص: 118 ] بإطلاقهم على الترقيق إمالة . واستنتج من ذلك ترقيق اللام بعد المرققة ، وقطع بأن ذلك هو القياس الذي لا ينبغي أن يخالف مع اعترافه بأنه لم يقرأ بذلك على أحد من شيوخه ، ولكنه شيء ظهر له من جهة النظر فاتبعه لعدم وجود النص بخلافه على ما ادعاه ، وذلك كله غير مسلم له ، ولا موافق عليه .
فأما ادعاؤه أن الضمة تمال في مذعور فإنه غير ما نحن فيه فإن حركة الضمة التي هي على العين قربت إلى الكسر ولفظ بها كذلك ، وذلك مشاهد حسا والضمة التي هي على الراء في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23يبشر لم تقرب إلى الكسرة ، ولا غيرت عن حالتها ، ولو غيرت ولفظ بها كما لفظ بمذعور على لغة من أمال لكان لحنا ، وغير جائز في القراءة ، وإنما التغيير وقع على الراء فقط لا على حركتها ، وهذا هو الذي حكاه
ابن سفيان ، وغيره من أن الراء المضمومة تكون عند
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ، بين اللفظين فعبروا عن الراء ، ولم يقولوا إن الضمة تكون بين اللفظين ، ومن زعم أن الضمة في ذلك تكون تابعة للراء فهو مكابر في المحسوس ، وأما كون الترقيق إمالة ، أو غير إمالة ، فقد تقدم الفرق بين الترقيق والإمالة في ، أول باب الراءات ، وإذا ثبت ذلك بطل القياس على
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55نرى الله .
وأما ادعاؤه عدم النص ، فقد ذكرنا نصوصهم على التفخيم وقول
nindex.php?page=showalam&ids=13269ابن شريح إنه لم يختلف في تفخيم اللام في ذلك . والناس كلهم في سائر الأعصار وأقطار الأمصار ممن أدركناهم وأخذنا عنهم وبلغتنا روايتهم ووصلت إلينا طرقهم لم يختلفوا في ذلك ، ولا حكوا فيه وجها ، ولا احتمالا ضعيفا ، ولا قويا فالواجب الرجوع إلى ما عليه إجماع الأئمة وسلف الأمة والله يوفقنا جميعا لفهم الحق واتباعه وسلوك سبيله بمنه وكرمه .
( الخامس ) إن قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=28952لم كان التفخيم في الوقف على اللام المغلظة الساكنة وقفا أرجح وكان ينبغي أن لا يجوز ألبتة كما سبق في الراء المكسورة أنها تفخم وقفا ، ولا ترقق لذهاب الموجب للترقيق ، وهو الكسر وهاهنا قد ذهب الفتح الذي هو شرط في تغليظ اللام ، وكلا الذهابين عارض ؟ .
[ ص: 119 ]
( فالجواب ) أن سبب التغليظ هنا قائم ، وهو وجود حرف الاستعلاء ، وإنما فتح اللام شرط فلم يؤثر سكون الوقف لعروضه وقوة السبب فعمل السبب عمله لضعف المعارض في باب الوقف على الراء المكسورة أن السبب زال بالوقف ، وهو الكسر فافترقا .
( السادس ) ، ولو قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=28952لم كانت الكسرة العارضة والمفصولة وجب ترقيق اللام من اسم الله ، ولا توجب ترقيق الراء ؟
( فالجواب ) أن اللام لما كان أصلها الترقيق وكان التغليظ عارضا لم يستعملوه فيها إلا بشرط أن لا يجاورها مناف للتغليظ ، وهو الكسر فإذا جاورتها الكسرة ردتها إلى أصلها .
وأما الراء المتحركة بالفتح ، أو بالضم فإنها لما استحقت التغليظ بعد ثبوت حركتها لم تقو الكسرة غير اللازمة على ترقيقها واستصحبوا فيها حكم التغليظ الذي استحقته بسبب حركتها فإذا كانت الكسرة لازمة أثرت في لغة دون أخرى فرققت الراء لذلك وفخمت ، وقيل الفرق أن المراد من ترقيق الراء بإمالتها ، وذلك يستدعي سببا قويا للإمالة .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28952ترقيق اللام فهو الإتيان بها على ماهيتها وسجيتها من غير زيادة شيء فيها ، وإنما التغليظ هو الزيادة فيها ، ولا تكون الحركة قبل لام اسم الله إلا مفصولة لفظا ، أو تقديرا . وأما الحركة قبل الراء فتكون مفصولة وموصولة فأمكن اعتبار ذلك فيها بخلاف اللام .
( السابع )
nindex.php?page=treesubj&link=28952اللام المشددة نحو nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=33يصلبوا ، و nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231طلقتم ، و nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58ظل وجهه ، لا يقال : فيها إنه فصل بينها وبين حرف الاستعلاء فاصل فينبغي أن يجرى الوجهان لأن ذلك الفاصل أيضا لام أدغمت في مثلها فصار حرفا واحدا فلم تخرج اللام عن كون حرف الاستعلاء وليها . وقد شذ بعضهم فاعتبر ذلك فصلا مطلقا ، حكاه
الداني . وبعضهم قد أثبته فيما تقدم - والله أعلم - .
تَنْبِيهَاتٌ
( الْأَوَّلُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28952إِذَا غُلِّظَتِ اللَّامُ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=31صَلَّى وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=12يَصْلَى إِنَّمَا تُغَلَّظُ مَعَ فَتْحِ الْأَلِفِ الْمُنْقَلِبَةِ ، وَإِذَا أُمِيلَتِ الْأَلِفُ الْمُنْقَلِبَةُ فِي ذَلِكَ إِنَّمَا تُمَالُ مَعَ تَرْقِيقِ اللَّامِ سَوَاءٌ كَانَتْ رَأْسَ آيَةٍ أَمْ غَيْرَهَا إِذِ الْإِمَالَةُ وَالتَّغْلِيظُ ضِدَّانِ لَا يَجْتَمِعَانِ ، وَهَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ .
( الثَّانِي ) : قَالَ
أَبُو شَامَةَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28952أَمَّا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَفِيهِ التَّغْلِيظُ فِي الْوَصْلِ لِأَنَّهُ مُنَوَّنٌ ، وَفِي الْوَقْفِ الْوَجْهَانِ السَّابِقَانِ ، قَالَ : وَلَا تَتَرَجَّحُ الْإِمَالَةُ وَإِنْ كَانَ رَأْسَ آيَةٍ إِذْ لَا مُؤَاخَاةَ لِآيٍ قَبْلَهَا ، وَلَا بَعْدَهَا انْتَهَى ، فَجَعَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125مُصَلًّى رَأْسَ آيَةٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ لَا خِلَافَ بَيْنَ الْعَادِّينَ أَنَّهُ لَيْسَ بِرَأْسِ آيَةٍ فَاعْلَمْ ذَلِكَ .
( الثَّالِثُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=28952إِذَا وَقَعَتِ اللَّامُ مِنَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ الرَّاءِ الْمُمَالَةِ فِي مَذْهَبِ السُّوسِيِّ ، وَغَيْرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ،
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ جَازَ فِي اللَّامِ التَّفْخِيمُ وَالتَّرْقِيقُ فَوَجْهُ التَّفْخِيمِ عَدَمُ وُجُودِ الْكَسْرِ الْخَالِصِ قَبْلَهَا ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي التَّجْرِيدِ ، وَبِهِ قَرَأَ عَلَى
أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ نَفِيسٍ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=14563أَبِي الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ السَّخَاوِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَهُوَ قِرَاءَةُ
الدَّانِيِّ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّامَرِّيِّ . وَوَجْهُ التَّرْقِيقِ عَدَمُ وُجُودِ الْفَتْحِ الْخَالِصِ قَبْلَهَا ، وَهُوَ الْوَجْهُ الثَّانِي فِي التَّجْرِيدِ ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ التَّجْرِيدِ عَلَى شَيْخِهِ
عَبْدِ الْبَاقِي ، وَعَلَيْهِ نَصَّ
الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو فِي جَامِعِهِ ، وَغَيْرِهِ ، وَبِهِ قَرَأَ عَلَى شَيْخِهِ
أَبِي الْفَتْحِ فِي رِوَايَةِ
السُّوسِيِّ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
أَبِي الْحَسَنِ يَعْنِي
عَبْدَ الْبَاقِي بْنَ الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيَّ ، وَقَالَ
الدَّانِيُّ : إِنَّهُ الْقِيَاسُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12671الْأُسْتَاذُ أَبُو عَمْرٍو بْنُ الْحَاجِبِ إِنَّهُ الْأُولَى لِأَمْرَيْنِ . أَحَدُهُمَا أَنَّ أَصْلَ هَذِهِ اللَّامِ التَّرْقِيقُ ، وَإِنَّمَا
[ ص: 117 ] فُخِّمَتْ لِلْفَتْحِ وَالضَّمِّ ، وَلَا فَتَحَ ، وَلَا ضَمَّ هُنَا فَعُدْنَا إِلَى الْأَصْلِ ، قَالَ : وَالثَّانِي اعْتِبَارُ ذَلِكَ بِتَرْقِيقِ الرَّاءِ فِي الْوَقْفِ بَعْدَ الْإِمَالَةِ .
( قُلْتُ ) : وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ فِي النَّظَرِ ثَابِتَانِ فِي الْأَدَاءِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - .
( الرَّابِعُ )
nindex.php?page=treesubj&link=28952إِذَا رَقَّقْتَ الرَّاءَ nindex.php?page=showalam&ids=17274لِوَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=114أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=40أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45وَلَذِكْرُ اللَّهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23يُبَشِّرُ اللَّهُ وَجَبَ تَفْخِيمُ اللَّامِ مِنَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَهَا ، بِلَا نَظَرٍ لِوُقُوعِهَا بَعْدَ فَتْحَةٍ وَضَمَّةٍ خَالِصَةٍ ، وَلَا اعْتِبَارَ بِتَرْقِيقِ الرَّاءِ قَبْلَ اللَّامِ فِي ذَلِكَ ; وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْإِمَامُ الْأُسْتَاذُ الْكَبِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ فِي كِتَابِهِ الْكَافِي مِنْ بَابِ اللَّامَاتِ بَعْدَ ذِكْرِ مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٍ ، مَا نَصُّهُ : وَكَذَلِكَ لَمْ يَخْتَلِفْ فِي تَفْخِيمِ لَامِ اسْمِ اللَّهِ إِذَا كَانَتْ قَبْلَهَا فَتْحَةٌ ، أَوْ ضَمَّةٌ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=9فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَالْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْمُحَقِّقُ
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شَامَةَ فِي بَابِ اللَّامَاتِ أَيْضًا مِنْ شَرْحِهِ قَالَ : وَالرَّاءُ الْمُرَقَّقَةُ غَيْرُ الْمَكْسُورَةِ كَغَيْرِ الْمُرَقَّقَةِ يَجِبُ بَعْدَهَا التَّفْخِيمُ لِأَنَّ التَّرْقِيقَ لَمْ يُغَيِّرْ فَتْحَهَا ، وَلَا ضَمَّهَا .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْجَعْبَرِيُّ فِي الْبَابِ الْمَذْكُورِ
nindex.php?page=treesubj&link=28952وَهَذِهِ اللَّامُ - يَعْنِي مِنَ اسْمِ اللَّهِ - إِذَا وَقَعَتْ بَعْدَ تَرْقِيقٍ خَالٍ مِنَ الْكَسْرِ فَهِيَ عَلَى تَفْخِيمِهَا نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ ، أَوْ بَعْدَ إِمَالَةٍ كُبْرَى فَوَجْهَانِ .
وَقَالَ الْأُسْتَاذُ
أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنَ الْوَاسِطِيُّ فِي كِتَابِهِ الْكَنْزُ فِي الْقِرَاءَاتِ الْعَشْرِ : فَإِنْ أَتَى - يَعْنِي - اسْمَ اللَّهِ بَعْدَ حَرْفٍ مُرَقَّقٍ لَا كَسْرَةَ فِيهِ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ فِي قِرَاءَةِ مَنْ رَقَّقَ فَلَيْسَ إِلَّا التَّفْخِيمُ وَإِنْ كَانَ بَعْدَ إِمَالَةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَفِيهِ وَجْهَانِ انْتَهَى . وَهُوَ مِمَّا لَا يَحْتَاجُ إِلَى زِيَادَةِ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِ وَتَأْكِيدِ الْإِشَارَةِ إِلَيْهِ لِظُهُورِهِ وَوُضُوحِهِ وَلَوْلَا أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْأَدَاءِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِنَا ، بَلَّغَنَا عَنْهُ أَنَّهُ رَأَى تَرْقِيقَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ الرَّاءِ الْمُرَقَّقَةِ فَأَجْرَى الرَّاءَ الْمُرَقَّقَةَ فِي ذَلِكَ مُجْرَى الرَّاءِ الْمُمَالَةِ وَبَنَى أَصْلَهُ عَلَى أَنَّ الضَّمَّةَ تُمَالُ كَمَا تُمَالُ الْفَتْحَةُ لِأَنَّ سِيبَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ حَكَى ذَلِكَ فِي ( مَذْعُورٍ ، وَ السَّمَرِ ، وَ الْمُنْقَرِ ) وَاسْتَدَلَّ
[ ص: 118 ] بِإِطْلَاقِهِمْ عَلَى التَّرْقِيقِ إِمَالَةً . وَاسْتَنْتَجَ مِنْ ذَلِكَ تَرْقِيقَ اللَّامِ بَعْدَ الْمُرَقَّقَةِ ، وَقَطَعَ بِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْقِيَاسُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي أَنْ يُخَالَفَ مَعَ اعْتِرَافِهِ بِأَنَّهُ لَمْ يَقْرَأْ بِذَلِكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ ظَهَرَ لَهُ مِنْ جِهَةِ النَّظَرِ فَاتَّبَعَهُ لِعَدَمِ وُجُودِ النَّصِّ بِخِلَافِهِ عَلَى مَا ادَّعَاهُ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ غَيْرُ مُسَلَّمٍ لَهُ ، وَلَا مُوَافَقٌ عَلَيْهِ .
فَأَمَّا ادِّعَاؤُهُ أَنَّ الضَّمَّةَ تُمَالُ فِي مَذْعُورٍ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَا نَحْنُ فِيهِ فَإِنَّ حَرَكَةَ الضَّمَّةِ الَّتِي هِيَ عَلَى الْعَيْنِ قُرِّبَتْ إِلَى الْكَسْرِ وَلُفِظَ بِهَا كَذَلِكَ ، وَذَلِكَ مُشَاهَدٌ حِسًّا وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ عَلَى الرَّاءِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23يُبَشِّرُ لَمْ تُقَرَّبْ إِلَى الْكَسْرَةِ ، وَلَا غُيِّرَتْ عَنْ حَالَتِهَا ، وَلَوْ غُيِّرَتْ وَلُفِظَ بِهَا كَمَا لُفِظَ بِمَذْعُورٍ عَلَى لُغَةِ مَنْ أَمَالَ لَكَانَ لَحْنًا ، وَغَيْرَ جَائِزٍ فِي الْقِرَاءَةِ ، وَإِنَّمَا التَّغْيِيرُ وَقَعَ عَلَى الرَّاءِ فَقَطْ لَا عَلَى حَرَكَتِهَا ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي حَكَاهُ
ابْنُ سُفْيَانَ ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ الرَّاءَ الْمَضْمُومَةَ تَكُونُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٍ ، بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ فَعَبَّرُوا عَنِ الرَّاءِ ، وَلَمْ يَقُولُوا إِنَّ الضَّمَّةَ تَكُونُ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الضَّمَّةَ فِي ذَلِكَ تَكُونُ تَابِعَةً لِلرَّاءِ فَهُوَ مُكَابِرٌ فِي الْمَحْسُوسِ ، وَأَمَّا كَوْنُ التَّرْقِيقِ إِمَالَةً ، أَوْ غَيْرَ إِمَالَةٍ ، فَقَدْ تَقَدَّمَ الْفِرَقُ بَيْنَ التَّرْقِيقِ وَالْإِمَالَةِ فِي ، أَوَّلِ بَابِ الرَّاءَاتِ ، وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ بَطُلَ الْقِيَاسُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55نَرَى اللَّهَ .
وَأَمَّا ادِّعَاؤُهُ عَدَمَ النَّصِّ ، فَقَدْ ذَكَرْنَا نُصُوصَهُمْ عَلَى التَّفْخِيمِ وَقَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13269ابْنِ شُرَيْحٍ إِنَّهُ لَمْ يَخْتَلِفْ فِي تَفْخِيمِ اللَّامِ فِي ذَلِكَ . وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي سَائِرِ الْأَعْصَارِ وَأَقْطَارِ الْأَمْصَارِ مِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُمْ وَأَخَذْنَا عَنْهُمْ وَبَلَغَتْنَا رِوَايَتُهُمْ وَوَصَلَتْ إِلَيْنَا طُرُقُهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِكَ ، وَلَا حَكَوْا فِيهِ وَجْهًا ، وَلَا احْتِمَالًا ضَعِيفًا ، وَلَا قَوِيًّا فَالْوَاجِبُ الرُّجُوعُ إِلَى مَا عَلَيْهِ إِجْمَاعُ الْأَئِمَّةِ وَسَلَفُ الْأُمَّةِ وَاللَّهُ يُوَفِّقُنَا جَمِيعًا لِفَهْمِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ وَسُلُوكِ سَبِيلِهِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ .
( الْخَامِسُ ) إِنْ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28952لِمَ كَانَ التَّفْخِيمُ فِي الْوَقْفِ عَلَى اللَّامِ الْمُغَلَّظَةِ السَّاكِنَةِ وَقْفًا أَرْجَحَ وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَجُوزَ أَلْبَتَّةَ كَمَا سَبَقَ فِي الرَّاءِ الْمَكْسُورَةِ أَنَّهَا تُفَخَّمُ وَقْفًا ، وَلَا تُرَقَّقُ لِذَهَابِ الْمُوجِبِ لِلتَّرْقِيقِ ، وَهُوَ الْكَسْرُ وَهَاهُنَا قَدْ ذَهَبَ الْفَتْحُ الَّذِي هُوَ شَرْطٌ فِي تَغْلِيظِ اللَّامِ ، وَكِلَا الذَّهَابَيْنِ عَارِضٌ ؟ .
[ ص: 119 ]
( فَالْجَوَابُ ) أَنَّ سَبَبَ التَّغْلِيظِ هُنَا قَائِمٌ ، وَهُوَ وُجُودُ حَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ ، وَإِنَّمَا فَتْحُ اللَّامِ شَرْطٌ فَلَمْ يُؤَثِّرْ سُكُونُ الْوَقْفِ لِعُرُوضِهِ وَقُوَّةِ السَّبَبِ فَعَمِلَ السَّبَبُ عَمَلَهُ لِضَعْفِ الْمُعَارِضِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الرَّاءِ الْمَكْسُورَةِ أَنَّ السَّبَبَ زَالَ بِالْوَقْفِ ، وَهُوَ الْكَسْرُ فَافْتَرَقَا .
( السَّادِسُ ) ، وَلَوْ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28952لِمَ كَانَتِ الْكَسْرَةُ الْعَارِضَةُ وَالْمَفْصُولَةُ وَجَبَ تَرْقِيقُ اللَّامِ مِنَ اسْمِ اللَّهِ ، وَلَا تُوجِبُ تَرْقِيقَ الرَّاءِ ؟
( فَالْجَوَابُ ) أَنَّ اللَّامَ لَمَّا كَانَ أَصْلُهَا التَّرْقِيقَ وَكَانَ التَّغْلِيظُ عَارِضًا لَمْ يَسْتَعْمِلُوهُ فِيهَا إِلَّا بِشَرْطٍ أَنْ لَا يُجَاوِرَهَا مُنَافٍ لِلتَّغْلِيظِ ، وَهُوَ الْكَسْرُ فَإِذَا جَاوَرَتْهَا الْكَسْرَةُ رَدَّتْهَا إِلَى أَصْلِهَا .
وَأَمَّا الرَّاءُ الْمُتَحَرِّكَةُ بِالْفَتْحِ ، أَوْ بِالضَّمِّ فَإِنَّهَا لَمَّا اسْتَحَقَّتِ التَّغْلِيظُ بَعْدَ ثُبُوتِ حَرَكَتِهَا لَمْ تَقْوَ الْكَسْرَةُ غَيْرُ اللَّازِمَةِ عَلَى تَرْقِيقِهَا وَاسْتَصْحَبُوا فِيهَا حُكْمَ التَّغْلِيظَ الَّذِي اسْتَحَقَّتْهُ بِسَبَبِ حَرَكَتِهَا فَإِذَا كَانَتِ الْكَسْرَةُ لَازِمَةً أَثَّرَتْ فِي لُغَةٍ دُونَ أُخْرَى فَرُقِّقَتِ الرَّاءُ لِذَلِكَ وَفَخِّمَتْ ، وَقِيلَ الْفَرْقُ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ تَرْقِيقِ الرَّاءِ بِإِمَالَتِهَا ، وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي سَبَبًا قَوِيًّا لِلْإِمَالَةِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28952تَرْقِيقُ اللَّامِ فَهُوَ الْإِتْيَانُ بِهَا عَلَى مَاهِيَّتِهَا وَسَجِيَّتِهَا مِنْ غَيْرِ زِيَادَةِ شَيْءٍ فِيهَا ، وَإِنَّمَا التَّغْلِيظُ هُوَ الزِّيَادَةُ فِيهَا ، وَلَا تَكُونُ الْحَرَكَةُ قَبْلَ لَامِ اسْمِ اللَّهِ إِلَّا مَفْصُولَةُ لَفْظًا ، أَوْ تَقْدِيرًا . وَأَمَّا الْحَرَكَةُ قَبْلَ الرَّاءِ فَتَكُونُ مَفْصُولَةً وَمَوْصُولَةً فَأُمْكِنَ اعْتِبَارُ ذَلِكَ فِيهَا بِخِلَافِ اللَّامِ .
( السَّابِعُ )
nindex.php?page=treesubj&link=28952اللَّامُ الْمُشَدَّدَةُ نَحْوَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=33يُصَلَّبُوا ، وَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231طَلَّقْتُمُ ، وَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58ظَلَّ وَجْهُهُ ، لَا يُقَالُ : فِيهَا إِنَّهُ فَصَلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ فَاصِلٌ فَيَنْبَغِي أَنْ يُجْرَى الْوَجْهَانِ لِأَنَّ ذَلِكَ الْفَاصِلَ أَيْضًا لَامٌ أُدْغِمَتْ فِي مِثْلِهَا فَصَارَ حَرْفًا وَاحِدًا فَلَمْ تَخْرُجِ اللَّامُ عَنْ كَوْنِ حَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ وَلِيَهَا . وَقَدْ شَذَّ بَعْضُهُمْ فَاعْتَبَرَ ذَلِكَ فَصْلًا مُطْلَقًا ، حَكَاهُ
الدَّانِيُّ . وَبَعْضُهُمْ قَدْ أَثْبَتَهُ فِيمَا تَقَدَّمَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - .