الإيجاز
وهو قسم من الحذف ، ويسمى
nindex.php?page=treesubj&link=28914إيجاز القصر ، فإن الإيجاز عندهم قسمان : وجيز بلفظ ، ووجيز بحذف .
فالوجيز باللفظ أن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة ؛ وسبب حسنه أنه يدل على التمكن في الفصاحة ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018693أوتيت جوامع الكلم .
[ ص: 292 ] nindex.php?page=treesubj&link=28905واللفظ لا يخلو إما أن يكون مساويا لمعناه وهو المقدر ، أو أقل منه وهو المقصور .
أما المقدر فكقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( النحل : 90 ) الآية ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17قتل الإنسان ما أكفره ( عبس : 17 ) وهو كثير .
وأما المقصور ؛ فإما أن يكون نقصان لفظه عن معناه لاحتمال لفظه لمعان كثيرة ، أو لا .
الأول كاللفظ المشترك الذي له مجازان ، أو حقيقة ومجاز ، إذا أريد معانيه كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الأحزاب : 56 ) فإن الصلاة من الله مغايرة للصلاة من الملائكة ، والحق أنه من القدر المشترك وهو الاعتناء والتعظيم .
وكذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ( الحج : 18 ) الآية ، فإن السجود في الكل يجمعه معنى واحد وهو الانقياد .
والثاني كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ( الأعراف : 199 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ( الأنعام : 82 ) .
وكذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179ولكم في القصاص حياة ( البقرة : 179 ) إذ معناه كبير ولفظه يسير .
وقد نظر لقول العرب : " القتل أنفى للقتل " وهو بنون ثم فاء ، ويروى بتاء ثم قاف ، ويروى " أوقى " والمعنى : أنه إذا أقيم وتحقق حكمه خاف من يريد قتل أحد أن
[ ص: 293 ] يقتص منه ، وقد حكاه
الحوفي في " تفسيره " عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقال : قول
علي في غاية البلاغة ، وقد أجمع الناس على بلاغته وفصاحته ، وأبلغ منه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179ولكم في القصاص حياة ( البقرة : 179 ) وقد تكلموا في وجه الأبلغية .
وقد أشار صاحب " المثل السائر " إلى إنكار ذلك وقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29568لا نسبة بين كلام الخالق عز وجل وكلام المخلوق ، وإنما العلماء يقدحون أذهانهم فيما يظهر لهم من ذلك ، وهو كما قال ، وكيف يقابل المعجز بغيره مفاضلة ، وهو منه في مرتبة العجز عن إدراكه :
وماذا يقول القائلون إذا بدا جمال خطاب فات فهم الخلائق
وجملة ما ذكروا في ذلك وجوه :
أحدها : أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179القصاص حياة ( البقرة : 179 ) أوجز ، فإن حروفه عشرة ، وحروف ( القتل أنفى للقتل ) أربعة عشر حرفا ، والتاء وألف الوصل ساقطان لفظا ، وكذا التنوين لتمام الكلام المقتضي للوقف .
الثاني : أن قولهم فيه كلفة بتكرير القتل ، ولا تكرير في الآية .
الثالث : أن لفظ " القصاص " فيه حروف متلائمة ؛ لما فيه من الخروج من القاف إلى الصاد ، إذ القاف من حروف الاستعلاء ، والصاد من حروف الاستعلاء والإطباق ، بخلاف الخروج من القاف إلى التاء التي هي حرف منخفض ، فهو غير ملائم للقاف ، وكذا الخروج من الصاد إلى الحاء أحسن من الخروج من اللام إلى الهمزة ، لبعد ما دون طرف اللسان وأقصى الحلق .
[ ص: 294 ] الرابع : في النطق بالصاد والحاء والتاء حسن الصوت ، ولا كذلك تكرير القاف والفاء .
الخامس : تكرير ذلك في كلمتين متماثلتين بعد فصل طويل ، وهو ثقل في الحروف أو الكلمات .
السادس : الإثبات أول والنفي ثان عنه ، والإثبات أشرف .
السابع : أن القصاص المبني على المساواة أوزن في المعادلة من مطلق القتل ، ولذلك يلزم التخصيص ، بخلاف الآية .
الثامن : الطباع أقبل للفظ " الحياة " من كلمة " القتل " ؛ لما فيه من الاختصار ، وعدم تكرار الكلمة ، وعدم تنافر الحروف ، وعدم تكرار الحرفين ، وقبول الطبع للفظ " الحياة " ، وصحة الإطلاق .
التاسع : أن نفي القتل لا يستلزم الحياة ، والآية ناصة على ثبوتها التي هي الغرض المطلوب منه .
العاشر : أن قولهم لا يكاد يفهم إلا بعد فهم أن
nindex.php?page=treesubj&link=28973القصاص هو الحياة ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179في القصاص حياة ( البقرة : 179 ) مفهوم لأول وهلة .
الحادي عشر : أن قولهم خطأ ؛ فإن القتل كله ليس نافيا للقتل ؛ فإن القتل العدواني لا ينفي القتل ، وكذا القتل في الردة والزنا لا ينفيه ، وإنما ينفيه قتل خاص وهو قتل القصاص ، فالذي في الآية تنصيص على المقصود ، والذي في المثل لا يمكن حمله على ظاهره .
الثاني عشر : فيه دلالة على ربط المقادير بالأسباب ، وإن كانت الأسباب أيضا بالمقادير ، وكلام العرب يتضمنه ؛ إلا أن فيه زيادة وهي الدلالة على ربط الأجل في الحياة بالسبب لا من مجرد نفي القتل .
الثالث عشر : في تنكير " حياة " نوع تعظيم ؛ يدل على أن في القصاص حياة متطاولة ،
[ ص: 295 ] كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ( البقرة : 96 ) ولا كذلك المثل ؛ فإن اللام فيه للجنس ؛ ولهذا فسروا الحياة فيها بالبقاء .
الرابع عشر : فيه بناء أفعل التفضيل من فعل متعد ، والآية سالمة منه .
الخامس عشر : أن " أفعل " في الغالب تقتضي الاشتراك ؛ فيكون ترك القصاص نافيا القتل ، ولكن القصاص أكثر نفيا ، وليس الأمر كذلك ، والآية سالمة من هذا .
السادس عشر : أن اللفظ المنطوق به إذا توالت حركاته تمكن اللسان من النطق ، وظهرت فصاحته ، بخلافه إذا تعقب كل حركة سكون ، والحركات تنقطع بالسكنات . نظيره : إذا تحركت الدابة أدنى حركة فخنست ، ثم تحركت فخنست ، لا يتبين انطلاقها ، ولا تتمكن من حركتها على ما تختاره ، وهي كالمقيدة ، وقولهم : " القتل أنفى للقتل " حركاته متعاقبة بالسكون بخلاف الآية .
السابع عشر : الآية اشتملت على فن بديع ، وهو جعل أحد الضدين الذي هو الفناء والموت محلا ومكانا لضده الذي هو الحياة ، واستقرار الحياة في الموت مبالغة عظيمة ، ذكره في " الكشاف " .
الثامن عشر : أن في الآية طباقا ؛ لأن القصاص مشعر بضد الحياة ، بخلاف المثل .
التاسع عشر : القصاص في الأعضاء والنفوس ، وقد جعل في الكل حياة ؛ فيكون جمعا بين حياة النفس والأطراف ، وإن فرض قصاص بما لا حياة فيه كالسن ؛ فإن مصلحة الحياة تنقص بذهابه ، ويصير كنوع آخر ، وهذه اللطيفة لا يتضمنها المثل .
العشرون : أنها أكثر فائدة ؛ لتضمنها القصاص في الأعضاء ، وأنه نبه على حياة النفس من وجهين : من وجه به القصاص صريحا ، ومن وجه القصاص في الطرف ؛ لأن أحد أحوالها أن يسري إلى النفس فيزيلها ، ولا كذلك المثل .
[ ص: 296 ] وقد قيل غير ذلك .
وأما زيادة ( لكم ) ففيها لطيفة ؛ وهي بيان العناية بالمؤمنين على الخصوص ، وأنهم المراد حياتهم لا غيرهم ؛ لتخصيصهم بالمعنى مع وجوده فيمن سواهم .
والحاصل أن هذا من
nindex.php?page=treesubj&link=28914البيان الموجز الذي لا يقترن به شيء .
ومن
nindex.php?page=treesubj&link=28914بديع الإيجاز قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2الله الصمد . . . الآية ، فإنها نهاية التنزيه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وزروع ومقام كريم الدخان : ( 25 - 26 ) وهذا بيان عجيب يوجب التحذير من الاغترار بالإمهال .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ( الدخان : 40 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=51إن المتقين في مقام أمين ( الدخان : 51 ) وهذا من أحسن الوعد والوعيد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فاصدع بما تؤمر ( الحجر : 94 ) فهذه ثلاث كلمات اشتملت على جميع ما في الرسالة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ( الأعراف : 199 ) فهذه جمعت مكارم الأخلاق كلها ؛ لأن في ( خذ العفو ) صلة القاطعين والصفح عن الظالمين ، وفي الأمر بالمعروف تقوى الله ، وصلة الأرحام ، وصرف اللسان عن الكذب ، وفي الإعراض عن الجاهلين الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مماراة السفيه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مدهامتان ( الرحمن : 64 ) معناه مسودتان من شدة الخضرة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ( البقرة : 286 ) .
[ ص: 297 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أخرج منها ماءها ومرعاها ( النازعات : 31 ) فدل بأمرين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام ؛ من العشب ، والشجر ، والحب ، والتمر ، والعصف ، والحطب ، واللباس ، والنار ، والملح ؛ لأن النار من العيدان والملح من الماء .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ( الرعد : 4 ) فدل على نفسه ولطفه ووحدانيته وقدرته ، وهدى للحجة على من ضل عنه ؛ لأنه لو كان ظهور الثمرة بالماء والتربة لوجب في القياس ألا تختلف الطعوم والروائح ، ولا يقع التفاضل في الجنس الواحد إذا نبت في مغرس واحد ، ولكنه صنع اللطيف الخبير .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=19لا يصدعون عنها ولا ينزفون ( الواقعة : 19 ) كيف نفى عنها بهذين جميع عيوب الخمر ، وجمع بقوله : لا ينزفون عدم العقل ، وذهاب المال ، ونفاد الشراب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ( يونس : 42 - 43 ) فدل على فضل السمع على البصر ، حيث جعل مع الصمم فقدان العقل ، ولم يجعل مع العمى إلا فقدان البصر وحده .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل ياأرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ( هود : 44 ) كيف أمر ونهى وأخبر ونادى ونعت وسمى وأهلك وأبقى وأسعد وأشقى ، قص من الأنباء ما لو شرح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والإيجاز والبيان لجفت الأقلام وانحسرت الأيدي .
وقوله تعالى عن النملة :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=18ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم ( النمل : 18 ) فجمع في هذه اللفظة أحد عشر جنسا من الكلام ؛ نادت ، وكنت ، ونبهت ، وسمعت ، وأمرت ، وقصت ، وحذرت ، وخصت ، وعمت ، وأشارت ، وغدرت ؛ فالنداء " يا " ، والكناية " أي " ، والتنبيه " ها " ، والتسمية " النمل " ، والأمر " ادخلوا " ، والقصص " مساكنكم " ،
[ ص: 298 ] والتحذير " لا يحطمنكم " ، والتخصيص "
سليمان " ، والتعميم " جنوده " ، والإشارة " وهم " ، والعذر " لا يشعرون " ، فأدت خمس حقوق : حق الله ، وحق رسوله ، وحقها ، وحق رعيتها ، وحق جنود
سليمان ؛ فحق الله أنها استرعيت على النمل فقامت بحقهم ، وحق
سليمان أنها نبهته على النمل ، وحقها إسقاطها حق الله عن الرعية في نصحهم ، وحق الرعية بنصحها لهم ليدخلوا مساكنهم ، وحق الجنود إعلامها إياهم وجميع الخلق أن من استرعا رعية فوجب عليه حفظها والذب عنها ، وهو داخل في الخبر المشهور :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1010664كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .
ويقال إن
سليمان عليه السلام لم يضحك في عمره إلا مرة واحدة ، وأخرى حين أشرف على وادي النمل فرآها على كبر الثعالب ، لها خراطيم وأنياب ، فقال رئيسهم : ادخلوا مساكنكم ، فخرج كبير النمل في عظم الجواميس ، فلما نظر إليه
سليمان هاله ، فأراه الخاتم فخضع له ، ثم قال : أهذه كلها نمل ؟ فقال إن النمل لكبير ، إنها ثلاثة أصناف : صنف في الجبال ، وصنف في القرى ، وصنف في المدن . فقال
سليمان عليه السلام : اعرضها علي . فقال له : قف . فبقي
سليمان عليه السلام تسعين يوما واقفا يمر عليه النمل ، فقال : هل انقطعت عساكركم ؟ فقال ملك النمل : لو وقفت إلى يوم القيامة ما انقطعت . فذكر
الجنيد أن
سليمان عليه السلام قال لعظيم
[ ص: 299 ] النمل : لم قلت للنمل ادخلوا مساكنكم ، أخفت عليهم من ظلمنا ؟ قال : لا ؛ ولكن خفت أن يفتتنوا بما رأوا من ملكك ، فيشغلهم ذلك عن طاعة الله تعالى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ( يس : 78 - 79 ) وهذا أشد ما يكون من الحجاج .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ( الزخرف : 39 ) وهذا أعظم ما يكون من التحسير .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ( الزخرف : 67 ) وهذا أشد ما يكون من التنفير عن الخلة إلا على التقوى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وهذا أشد ما يكون من التحذير من التفريط .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة ( فصلت : 40 ) وهذا أشد ما يكون من التبعيد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعملوا ما شئتم ( فصلت : 40 ) فهذا أعظم ما يكون من التخيير .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ( ق : 19 - 22 ) وهذا أبلغ ما يكون من التذكير .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أتواصوا به بل هم قوم طاغون ( الذاريات : 52 - 53 )
[ ص: 300 ] وهذا أشد ما يكون في التقريع على التمادي في الباطل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يطوفون بينها وبين حميم آن ( الرحمن : 43 - 44 ) وهذا أشد ما يكون من التقريع .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ( آل عمران : 185 ) وهذا غاية الترهيب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ( فصلت : 31 ) وهذه غاية الترغيب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=91ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ( المؤمنون : 91 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ( الأنبياء : 22 ) وهذا أبلغ ما يكون من الحجاج ، وهو الأصل الذي عليه أثبتت دلالة التمانع في علم الكلام .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=71وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ( الزخرف : 71 ) وهذا أبلغ ما يكون من الوصف بكل ما تميل إليه النفس من الشهوات ، وتلذ الأعين من المرئيات ؛ ليعلم أن هذا اللفظ القليل جدا حوى معاني كثيرة لا تنحصر عددا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو ( المنافقون : 4 ) وهذا أشد ما يكون من الخوف .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ( فاطر : 43 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إنما بغيكم على أنفسكم ( يونس : 23 ) .
[ ص: 301 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=51ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ( سبأ : 51 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هدى للمتقين ( البقرة : 2 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ( غافر : 18 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58فانبذ إليهم على سواء ( الأنفال : 58 ) معناه : قابلهم بما يفعلونه معك ، وعاملهم مثل معاملتهم لك سواء ، مع ما يدل عليه " سواء " من الأمر بالعدل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وغيض الماء وقضي الأمر ( هود : 44 ) فإنه أشار به إلى انقطاع مدة الماء النازل من السماء والنابع من الأرض ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقضي الأمر ( هود : 44 ) أي : هلك من قضي هلاكه ، ونجا من قدرت نجاته ، وإنما عدل عن لفظه إلى لفظ التمثيل لأمرين : اختصار اللفظ ، وكون الهلاك والنجاة كانا بأمر مطاع ؛ إذ الأمر يستدعي آمرا ومطاعا ، وقضاؤه يدل على قدرته .
nindex.php?page=treesubj&link=28914ومن أقسام الإيجاز الاقتصار على السبب الظاهر للشيء ؛ اكتفاء بذلك عن جميع الأسباب ، كما يقال : فلان لا يخاف الشجعان ، والمراد لا يخاف أحدا .
ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228والمطلقات يتربصن بأنفسهن ( البقرة : 228 ) ولا شك أن من فسخت النكاح أيضا تتربص ؛ لأن السبب الغالب للفراق الطلاق .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43أو جاء أحد منكم من الغائط ( النساء : 43 ) ولم يذكر النوم وغيره ؛ لأن السبب الضروري الناقض خروج الخارج ؛ فإن النوم الناقض ليس بضروري ، فذكر السبب الظاهر ، وعلم منه الحكم في الباقي .
ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7يعلم السر وأخفى ( طه : 7 ) أي : وهو ما لم يقع في وهم الضمير من الهواجس ، ولم يخطر على القلوب من مخيلات الوساوس .
[ ص: 302 ] ومنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الأحزاب : 56 ) ونظائره .
وكذلك زيد وعمرو قائم ، على القول بأن " قائم " خبر عن أحدهما ، واستغني به عن خبر الآخر .
ومنها
nindex.php?page=treesubj&link=28908الاقتصار على المبتدأ وإقامة الشيء مقام الخبر نحو : أقائم الزيدان ، فإن " قائم " مبتدأ لا خبر له .
ومنها باب " علمت أنك قائم " إذا جعلنا الجملة سادة مسد المفعولين ؛ فإن الجملة محلة لاسم واحد سد مسد اسمين مفعولين من غير حذف .
ومنه باب النائب عن الفاعل ، في " ضرب زيد " فـ " زيد " دل على الفاعل بإعطائه حكمه ، وعلى المفعول بوضعه .
ومنها جميع أدوات الاستفهام والشرط ، فإن " كم مالك ؟ " يغني عن عشرين أو ثلاثين ، و " من يقم أكرمه " يغني عن زيد وعمرو ، قاله
ابن الأثير في " الجامع " .
ومنه الألفاظ اللازمة للعموم ، مثل أحد وديار ، قاله
ابن الأثير أيضا .
ومنه لفظ الجمع ؛ فإن " الزيدين " يغني عن زيد وزيد وزيد ، وكذا التثنية أصلها رجل
[ ص: 303 ] ورجل ، فحذفوا العطف والمعطوف ، وأقاموا حرف الجمع والتثنية مقامهما اختصارا ، وصح ذلك لاتفاق الذاتين في التسمية بلفظ واحد ، فإن اختلف لفظ الاسمين رجعوا إلى التكرار بالعطف ؛ نحو : مررت بزيد وبكر .
ومنه باب الضمائر على ما سيأتي بيانه ، في قاعدة الضمير .
ومنه لفظ " فعل " فإنه يجيء كثيرا كناية عن أفعال متعددة ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=79لبئس ما كانوا يفعلون ( المائدة : 79 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=66ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ( النساء : 66 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ( البقرة : 24 ) أي : فإن لم تأتوا بسورة من مثله ، ولن تأتوا بسورة من مثله .
الْإِيجَازُ
وَهُوَ قِسْمٌ مِنَ الْحَذْفِ ، وَيُسَمَّى
nindex.php?page=treesubj&link=28914إِيجَازَ الْقَصْرِ ، فَإِنَّ الْإِيجَازَ عِنْدَهُمْ قِسْمَانِ : وَجِيزٌ بِلَفْظٍ ، وَوَجِيزٌ بِحَذْفٍ .
فَالْوَجِيزُ بِاللَّفْظِ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَعْنَى أَقَلَّ مِنَ الْقَدْرِ الْمَعْهُودِ عَادَةً ؛ وَسَبَبُ حُسْنِهِ أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى التَّمَكُّنِ فِي الْفَصَاحَةِ ، وَلِهَذَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018693أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ .
[ ص: 292 ] nindex.php?page=treesubj&link=28905وَاللَّفْظُ لَا يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِمَعْنَاهُ وَهُوَ الْمُقَدَّرُ ، أَوْ أَقَلَّ مِنْهُ وَهُوَ الْمَقْصُورُ .
أَمَّا الْمُقَدَّرُ فَكَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ( النَّحْلِ : 90 ) الْآيَةَ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=17قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ( عَبَسَ : 17 ) وَهُوَ كَثِيرٌ .
وَأَمَّا الْمَقْصُورُ ؛ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ نُقْصَانُ لَفْظِهِ عَنْ مَعْنَاهُ لِاحْتِمَالِ لَفْظِهِ لِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ ، أَوْ لَا .
الْأَوَّلُ كَاللَّفْظِ الْمُشْتَرَكِ الَّذِي لَهُ مَجَازَانِ ، أَوْ حَقِيقَةٌ وَمَجَازٌ ، إِذَا أُرِيدَ مَعَانِيهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ( الْأَحْزَابِ : 56 ) فَإِنَّ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّهِ مُغَايِرَةٌ لِلصَّلَاةِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَالْحَقُّ أَنَّهُ مِنَ الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ وَهُوَ الِاعْتِنَاءُ وَالتَّعْظِيمُ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=18أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ ( الْحَجِّ : 18 ) الْآيَةَ ، فَإِنَّ السُّجُودَ فِي الْكُلِّ يَجْمَعُهُ مَعْنًى وَاحِدٌ وَهُوَ الِانْقِيَادُ .
وَالثَّانِي كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ( الْأَعْرَافِ : 199 ) .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ( الْأَنْعَامِ : 82 ) .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( الْبَقَرَةِ : 179 ) إِذْ مَعْنَاهُ كَبِيرٌ وَلَفْظُهُ يَسِيرٌ .
وَقَدْ نُظِرَ لِقَوْلِ الْعَرَبِ : " الْقَتْلُ أَنْفَى لِلْقَتْلِ " وَهُوَ بِنُونٍ ثُمَّ فَاءٍ ، وَيُرْوَى بِتَاءٍ ثُمَّ قَافٍ ، وَيُرْوَى " أَوْقَى " وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ إِذَا أُقِيمَ وَتَحَقَّقَ حُكْمُهُ خَافَ مَنْ يُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ أَنْ
[ ص: 293 ] يُقْتَصَّ مِنْهُ ، وَقَدْ حَكَاهُ
الْحَوْفِيُّ فِي " تَفْسِيرِهِ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَقَالَ : قَوْلُ
عَلِيٍّ فِي غَايَةِ الْبَلَاغَةِ ، وَقَدْ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى بَلَاغَتِهِ وَفَصَاحَتِهِ ، وَأَبْلَغُ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( الْبَقَرَةِ : 179 ) وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي وَجْهِ الْأَبْلَغِيَّةِ .
وَقَدْ أَشَارَ صَاحِبُ " الْمَثَلِ السَّائِرِ " إِلَى إِنْكَارِ ذَلِكَ وَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29568لَا نِسْبَةَ بَيْنَ كَلَامِ الْخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَامِ الْمَخْلُوقِ ، وَإِنَّمَا الْعُلَمَاءُ يَقْدَحُونَ أَذْهَانَهُمْ فِيمَا يَظْهَرُ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَكَيْفَ يُقَابَلُ الْمُعْجِزُ بِغَيْرِهِ مُفَاضَلَةً ، وَهُوَ مِنْهُ فِي مَرْتَبَةِ الْعَجْزِ عَنْ إِدْرَاكِهِ :
وَمَاذَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ إِذَا بَدَا جَمَالُ خِطَابٍ فَاتَ فَهْمَ الْخَلَائِقِ
وَجُمْلَةُ مَا ذَكَرُوا فِي ذَلِكَ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( الْبَقَرَةِ : 179 ) أَوْجَزُ ، فَإِنَّ حُرُوفَهُ عَشْرَةٌ ، وَحُرُوفُ ( الْقَتْلُ أَنْفَى لِلْقَتْلِ ) أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَرْفًا ، وَالتَّاءُ وَأَلِفُ الْوَصْلِ سَاقِطَانِ لَفْظًا ، وَكَذَا التَّنْوِينُ لِتَمَامِ الْكَلَامِ الْمُقْتَضِي لِلْوَقْفِ .
الثَّانِي : أَنَّ قَوْلَهُمْ فِيهِ كُلْفَةٌ بِتَكْرِيرِ الْقَتْلِ ، وَلَا تَكْرِيرَ فِي الْآيَةِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ لَفْظَ " الْقِصَاصِ " فِيهِ حُرُوفٌ مُتَلَائِمَةٌ ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ الْقَافِ إِلَى الصَّادِ ، إِذِ الْقَافُ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِعْلَاءِ ، وَالصَّادُ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِعْلَاءِ وَالْإِطْبَاقِ ، بِخِلَافِ الْخُرُوجِ مِنَ الْقَافِ إِلَى التَّاءِ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ مُنْخَفِضٌ ، فَهُوَ غَيْرُ مُلَائِمٍ لِلْقَافِ ، وَكَذَا الْخُرُوجُ مِنَ الصَّادِ إِلَى الْحَاءِ أَحْسَنُ مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ اللَّامِ إِلَى الْهَمْزَةِ ، لِبُعْدِ مَا دُونَ طَرَفِ اللِّسَانِ وَأَقْصَى الْحَلْقِ .
[ ص: 294 ] الرَّابِعُ : فِي النُّطْقِ بِالصَّادِ وَالْحَاءِ وَالتَّاءِ حُسْنُ الصَّوْتِ ، وَلَا كَذَلِكَ تَكْرِيرُ الْقَافِ وَالْفَاءِ .
الْخَامِسُ : تَكْرِيرُ ذَلِكَ فِي كَلِمَتَيْنِ مُتَمَاثِلَتَيْنِ بَعْدَ فَصْلٍ طَوِيلٍ ، وَهُوَ ثِقَلٌ فِي الْحُرُوفِ أَوِ الْكَلِمَاتِ .
السَّادِسُ : الْإِثْبَاتُ أَوَّلٌ وَالنَّفْيُ ثَانٍ عَنْهُ ، وَالْإِثْبَاتُ أَشْرَفُ .
السَّابِعُ : أَنَّ الْقِصَاصَ الْمَبْنِيَّ عَلَى الْمُسَاوَاةِ أَوْزَنُ فِي الْمُعَادَلَةِ مِنْ مُطْلَقِ الْقَتْلِ ، وَلِذَلِكَ يَلْزَمُ التَّخْصِيصُ ، بِخِلَافِ الْآيَةِ .
الثَّامِنُ : الطِّبَاعُ أَقْبَلُ لِلَفْظِ " الْحَيَاةِ " مِنْ كَلِمَةِ " الْقَتْلِ " ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الِاخْتِصَارِ ، وَعَدَمِ تَكْرَارِ الْكَلِمَةِ ، وَعَدَمِ تَنَافُرِ الْحُرُوفِ ، وَعَدَمِ تَكْرَارِ الْحَرْفَيْنِ ، وَقَبُولِ الطَّبْعِ لِلَفْظِ " الْحَيَاةِ " ، وَصِحَّةِ الْإِطْلَاقِ .
التَّاسِعُ : أَنَّ نَفْيَ الْقَتْلِ لَا يَسْتَلْزِمُ الْحَيَاةَ ، وَالْآيَةُ نَاصَّةٌ عَلَى ثُبُوتِهَا الَّتِي هِيَ الْغَرَضُ الْمَطْلُوبُ مِنْهُ .
الْعَاشِرُ : أَنَّ قَوْلَهُمْ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ إِلَّا بَعْدَ فَهْمِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28973الْقِصَاصَ هُوَ الْحَيَاةُ ، وَقَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( الْبَقَرَةِ : 179 ) مَفْهُومٌ لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ .
الْحَادِي عَشَرَ : أَنَّ قَوْلَهُمْ خَطَأٌ ؛ فَإِنَّ الْقَتْلَ كُلَّهُ لَيْسَ نَافِيًا لِلْقَتْلِ ؛ فَإِنَّ الْقَتْلَ الْعُدْوَانِيَّ لَا يَنْفِي الْقَتْلَ ، وَكَذَا الْقَتْلُ فِي الرِّدَّةِ وَالزِّنَا لَا يَنْفِيهِ ، وَإِنَّمَا يَنْفِيهِ قَتْلٌ خَاصٌّ وَهُوَ قَتْلُ الْقِصَاصِ ، فَالَّذِي فِي الْآيَةِ تَنْصِيصٌ عَلَى الْمَقْصُودِ ، وَالَّذِي فِي الْمَثَلِ لَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ .
الثَّانِيَ عَشَرَ : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى رَبْطِ الْمَقَادِيرِ بِالْأَسْبَابِ ، وَإِنْ كَانَتِ الْأَسْبَابُ أَيْضًا بِالْمَقَادِيرِ ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ يَتَضَمَّنُهُ ؛ إِلَّا أَنَّ فِيهِ زِيَادَةً وَهِيَ الدَّلَالَةُ عَلَى رَبْطِ الْأَجَلِ فِي الْحَيَاةِ بِالسَّبَبِ لَا مِنْ مُجَرَّدِ نَفْيِ الْقَتْلِ .
الثَّالِثَ عَشَرَ : فِي تَنْكِيرِ " حَيَاةٌ " نَوْعُ تَعْظِيمٍ ؛ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةً مُتَطَاوِلَةً ،
[ ص: 295 ] كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ( الْبَقَرَةِ : 96 ) وَلَا كَذَلِكَ الْمَثَلُ ؛ فَإِنَّ اللَّامَ فِيهِ لِلْجِنْسِ ؛ وَلِهَذَا فَسَّرُوا الْحَيَاةَ فِيهَا بِالْبَقَاءِ .
الرَّابِعَ عَشَرَ : فِيهِ بِنَاءُ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ مِنْ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ ، وَالْآيَةُ سَالِمَةٌ مِنْهُ .
الْخَامِسَ عَشَرَ : أَنَّ " أَفْعَلَ " فِي الْغَالِبِ تَقْتَضِي الِاشْتِرَاكَ ؛ فَيَكُونُ تَرْكُ الْقِصَاصِ نَافِيًا الْقَتْلَ ، وَلَكِنَّ الْقِصَاصَ أَكْثَرُ نَفْيًا ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، وَالْآيَةُ سَالِمَةٌ مِنْ هَذَا .
السَّادِسَ عَشَرَ : أَنَّ اللَّفْظَ الْمَنْطُوقَ بِهِ إِذَا تَوَالَتْ حَرَكَاتُهُ تَمَكَّنَ اللِّسَانُ مِنَ النُّطْقِ ، وَظَهَرَتْ فَصَاحَتُهُ ، بِخِلَافِهِ إِذَا تَعَقَّبَ كُلَّ حَرَكَةٍ سُكُونٌ ، وَالْحَرَكَاتُ تَنْقَطِعُ بِالسَّكَنَاتِ . نَظِيرُهُ : إِذَا تَحَرَّكَتِ الدَّابَّةُ أَدْنَى حَرَكَةٍ فَخَنِسَتْ ، ثُمَّ تَحَرَّكَتْ فَخَنِسَتْ ، لَا يُتَبَيَّنُ انْطِلَاقُهَا ، وَلَا تَتَمَكَّنُ مِنْ حَرَكَتِهَا عَلَى مَا تَخْتَارُهُ ، وَهِيَ كَالْمُقَيَّدَةِ ، وَقَوْلُهُمْ : " الْقَتْلُ أَنْفَى لِلْقَتْلِ " حَرَكَاتُهُ مُتَعَاقِبَةٌ بِالسُّكُونِ بِخِلَافِ الْآيَةِ .
السَّابِعَ عَشَرَ : الْآيَةُ اشْتَمَلَتْ عَلَى فَنٍّ بَدِيعٍ ، وَهُوَ جَعْلُ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ الَّذِي هُوَ الْفَنَاءُ وَالْمَوْتُ مَحَلًّا وَمَكَانًا لِضِدِّهِ الَّذِي هُوَ الْحَيَاةُ ، وَاسْتِقْرَارُ الْحَيَاةِ فِي الْمَوْتِ مُبَالَغَةٌ عَظِيمَةٌ ، ذَكَرَهُ فِي " الْكَشَّافِ " .
الثَّامِنَ عَشَرَ : أَنْ فِي الْآيَةِ طِبَاقًا ؛ لِأَنَّ الْقِصَاصَ مُشْعِرٌ بِضِدِّ الْحَيَاةِ ، بِخِلَافِ الْمَثَلِ .
التَّاسِعَ عَشَرَ : الْقِصَاصُ فِي الْأَعْضَاءِ وَالنُّفُوسِ ، وَقَدْ جُعِلَ فِي الْكُلِّ حَيَاةٌ ؛ فَيَكُونُ جَمْعًا بَيْنَ حَيَاةِ النَّفْسِ وَالْأَطْرَافِ ، وَإِنْ فُرِضَ قِصَاصٌ بِمَا لَا حَيَاةَ فِيهِ كَالسِّنِّ ؛ فَإِنَّ مَصْلَحَةَ الْحَيَاةِ تَنْقُصُ بِذَهَابِهِ ، وَيَصِيرُ كَنَوْعٍ آخَرَ ، وَهَذِهِ اللَّطِيفَةُ لَا يَتَضَمَّنُهَا الْمَثَلُ .
الْعِشْرُونَ : أَنَّهَا أَكْثَرُ فَائِدَةً ؛ لِتُضَمُّنِهَا الْقِصَاصَ فِي الْأَعْضَاءِ ، وَأَنَّهُ نَبَّهَ عَلَى حَيَاةِ النَّفْسِ مِنْ وَجْهَيْنِ : مِنْ وَجْهٍ بِهِ الْقِصَاصُ صَرِيحًا ، وَمِنْ وَجْهِ الْقِصَاصِ فِي الطَّرْفِ ؛ لِأَنَّ أَحَدَ أَحْوَالِهَا أَنْ يَسْرِيَ إِلَى النَّفْسِ فَيُزِيلَهَا ، وَلَا كَذَلِكَ الْمَثَلُ .
[ ص: 296 ] وَقَدْ قِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .
وَأَمَّا زِيَادَةُ ( لَكُمْ ) فَفِيهَا لَطِيفَةٌ ؛ وَهِيَ بَيَانُ الْعِنَايَةِ بِالْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْخُصُوصِ ، وَأَنَّهُمُ الْمُرَادُ حَيَاتُهُمْ لَا غَيْرُهُمْ ؛ لِتَخْصِيصِهِمْ بِالْمَعْنَى مَعَ وُجُودِهِ فِيمَنْ سِوَاهُمْ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ هَذَا مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28914الْبَيَانِ الْمُوجَزِ الَّذِي لَا يَقْتَرِنُ بِهِ شَيْءٌ .
وَمِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28914بَدِيعِ الْإِيجَازِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2اللَّهُ الصَّمَدُ . . . الْآيَةَ ، فَإِنَّهَا نِهَايَةُ التَّنْزِيهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ الدُّخَانِ : ( 25 - 26 ) وَهَذَا بَيَانٌ عَجِيبٌ يُوجِبُ التَّحْذِيرَ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِالْإِمْهَالِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ( الدُّخَانِ : 40 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=51إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ( الدُّخَانِ : 51 ) وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ( الْحِجْرِ : 94 ) فَهَذِهِ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ اشْتَمَلَتْ عَلَى جَمِيعِ مَا فِي الرِّسَالَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ( الْأَعْرَافِ : 199 ) فَهَذِهِ جَمَعَتْ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ كُلَّهَا ؛ لِأَنَّ فِي ( خُذِ الْعَفْوَ ) صِلَةَ الْقَاطِعِينَ وَالصَّفْحَ عَنِ الظَّالِمِينَ ، وَفِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ تَقْوَى اللَّهِ ، وَصِلَةَ الْأَرْحَامِ ، وَصَرْفَ اللِّسَانِ عَنِ الْكَذِبِ ، وَفِي الْإِعْرَاضِ عَنِ الْجَاهِلِينَ الصَّبْرَ وَالْحِلْمَ وَتَنْزِيهَ النَّفْسِ عَنْ مُمَارَاةِ السَّفِيهِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مُدْهَامَّتَانِ ( الرَّحْمَنِ : 64 ) مَعْنَاهُ مُسَوَّدَتَانِ مِنْ شِدَّةِ الْخُضْرَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( الْبَقَرَةِ : 286 ) .
[ ص: 297 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ( النَّازِعَاتِ : 31 ) فَدَلَّ بِأَمْرَيْنِ عَلَى جَمِيعِ مَا أَخْرَجَهُ مِنَ الْأَرْضِ قُوتًا وَمَتَاعًا لِلْأَنَامِ ؛ مِنَ الْعُشْبِ ، وَالشَّجَرِ ، وَالْحَبِّ ، وَالتَّمْرِ ، وَالْعَصْفِ ، وَالْحَطَبِ ، وَاللِّبَاسِ ، وَالنَّارِ ، وَالْمِلْحِ ؛ لِأَنَّ النَّارَ مِنَ الْعِيدَانِ وَالْمِلْحَ مِنَ الْمَاءِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ( الرَّعْدِ : 4 ) فَدَلَّ عَلَى نَفْسِهِ وَلُطْفِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَهَدَى لِلْحُجَّةِ عَلَى مَنْ ضَلَّ عَنْهُ ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ظُهُورُ الثَّمَرَةِ بِالْمَاءِ وَالتُّرْبَةِ لَوَجَبَ فِي الْقِيَاسِ أَلَّا تَخْتَلِفَ الطُّعُومُ وَالرَّوَائِحُ ، وَلَا يَقَعَ التَّفَاضُلُ فِي الْجِنْسِ الْوَاحِدِ إِذَا نَبَتَ فِي مَغْرِسٍ وَاحِدٍ ، وَلَكِنَّهُ صُنْعُ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=19لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ( الْوَاقِعَةِ : 19 ) كَيْفَ نَفَى عَنْهَا بِهَذَيْنِ جَمِيعَ عُيُوبِ الْخَمْرِ ، وَجَمَعَ بِقَوْلِهِ : لَا يُنْزِفُونَ عَدَمَ الْعَقْلِ ، وَذَهَابَ الْمَالِ ، وَنَفَادَ الشَّرَابِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ( يُونُسَ : 42 - 43 ) فَدَلَّ عَلَى فَضْلِ السَّمْعِ عَلَى الْبَصَرِ ، حَيْثُ جَعَلَ مَعَ الصَّمَمِ فُقْدَانَ الْعَقْلِ ، وَلَمْ يَجْعَلْ مَعَ الْعَمَى إِلَّا فُقْدَانَ الْبَصَرِ وَحْدَهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( هُودٍ : 44 ) كَيْفَ أَمَرَ وَنَهَى وَأَخْبَرَ وَنَادَى وَنَعَتَ وَسَمَّى وَأَهْلَكَ وَأَبْقَى وَأَسْعَدَ وَأَشْقَى ، قَصَّ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا لَوْ شُرِحَ مَا انْدَرَجَ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ مِنْ بَدِيعِ اللَّفْظِ وَالْبَلَاغَةِ وَالْإِيجَازِ وَالْبَيَانِ لَجَفَّتِ الْأَقْلَامُ وَانْحَسَرَتِ الْأَيْدِي .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى عَنِ النَّمْلَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=18يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ( النَّمْلِ : 18 ) فَجَمَعَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ أَحَدَ عَشَرَ جِنْسًا مِنَ الْكَلَامِ ؛ نَادَتْ ، وَكَنَّتْ ، وَنَبَّهَتْ ، وَسَمَّعَتْ ، وَأَمَرَتْ ، وَقَصَّتْ ، وَحَذَّرَتْ ، وَخَصَّتْ ، وَعَمَّتْ ، وَأَشَارَتْ ، وَغَدَرَتْ ؛ فَالنِّدَاءُ " يَا " ، وَالْكِنَايَةُ " أَيُّ " ، وَالتَّنْبِيهُ " هَا " ، وَالتَّسْمِيَةُ " النَّمْلُ " ، وَالْأَمْرُ " ادْخُلُوا " ، وَالْقَصَصُ " مَسَاكِنَكُمْ " ،
[ ص: 298 ] وَالتَّحْذِيرُ " لَا يَحْطِمَنَّكُمْ " ، وَالتَّخْصِيصُ "
سُلَيْمَانُ " ، وَالتَّعْمِيمُ " جُنُودُهُ " ، وَالْإِشَارَةُ " وَهُمْ " ، وَالْعُذْرُ " لَا يَشْعُرُونَ " ، فَأَدَّتْ خَمْسَ حُقُوقٍ : حَقَّ اللَّهِ ، وَحَقَّ رَسُولِهِ ، وَحَقَّهَا ، وَحَقَّ رَعِيَّتِهَا ، وَحَقَّ جُنُودِ
سُلَيْمَانَ ؛ فَحَقُّ اللَّهِ أَنَّهَا اسْتُرْعِيَتْ عَلَى النَّمْلِ فَقَامَتْ بِحَقِّهِمْ ، وَحَقُّ
سُلَيْمَانَ أَنَّهَا نَبَّهَتْهُ عَلَى النَّمْلِ ، وَحَقُّهَا إِسْقَاطُهَا حَقَّ اللَّهِ عَنِ الرَّعِيَّةِ فِي نُصْحِهِمْ ، وَحَقُّ الرَّعِيَّةِ بِنُصْحِهَا لَهُمْ لِيَدْخُلُوا مَسَاكِنَهُمْ ، وَحَقُّ الْجُنُودِ إِعْلَامُهَا إِيَّاهُمْ وَجَمِيعَ الْخَلْقِ أَنَّ مَنِ اسْتَرْعَا رَعِيَّةً فَوَجَبَ عَلَيْهِ حِفْظُهَا وَالذَّبُّ عَنْهَا ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي الْخَبَرِ الْمَشْهُورِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1010664كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .
وَيُقَالُ إِنَّ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَضْحَكْ فِي عُمْرِهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً ، وَأُخْرَى حِينَ أَشْرَفَ عَلَى وَادِي النَّمْلِ فَرَآهَا عَلَى كِبَرِ الثَّعَالِبِ ، لَهَا خَرَاطِيمُ وَأَنْيَابٌ ، فَقَالَ رَئِيسُهُمُ : ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ، فَخَرَجَ كَبِيرُ النَّمْلِ فِي عِظَمِ الْجَوَامِيسِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ
سُلَيْمَانُ هَالَهُ ، فَأَرَاهُ الْخَاتَمَ فَخَضَعَ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَهَذِهِ كُلُّهَا نَمْلٌ ؟ فَقَالَ إِنَّ النَّمْلَ لَكَبِيرٌ ، إِنَّهَا ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ : صِنْفٌ فِي الْجِبَالِ ، وَصِنْفٌ فِي الْقُرَى ، وَصِنْفٌ فِي الْمُدُنِ . فَقَالَ
سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : اعْرِضْهَا عَلَيَّ . فَقَالَ لَهُ : قِفْ . فَبَقِيَ
سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ تِسْعِينَ يَوْمًا وَاقِفًا يَمُرُّ عَلَيْهِ النَّمْلُ ، فَقَالَ : هَلِ انْقَطَعَتْ عَسَاكِرُكُمْ ؟ فَقَالَ مَلِكُ النَّمْلِ : لَوْ وَقَفْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا انْقَطَعَتْ . فَذَكَرَ
الْجُنَيْدُ أَنَّ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِعَظِيمِ
[ ص: 299 ] النَّمْلِ : لِمَ قُلْتَ لِلنَّمْلِ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ، أَخِفْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ ظُلْمِنَا ؟ قَالَ : لَا ؛ وَلَكِنْ خِفْتُ أَنْ يُفْتَتَنُوا بِمَا رَأَوْا مِنْ مُلْكِكَ ، فَيَشْغَلَهُمْ ذَلِكَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ( يس : 78 - 79 ) وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحِجَاجِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ( الزُّخْرُفِ : 39 ) وَهَذَا أَعْظَمُ مَا يَكُونُ مِنَ التَّحْسِيرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ( الزُّخْرُفِ : 67 ) وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ التَّنْفِيرِ عَنِ الْخَلَّةِ إِلَّا عَلَى التَّقْوَى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=56أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ التَّحْذِيرِ مِنَ التَّفْرِيطِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ( فُصِّلَتْ : 40 ) وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ التَّبْعِيدِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ( فُصِّلَتْ : 40 ) فَهَذَا أَعْظَمُ مَا يَكُونُ مِنَ التَّخْيِيرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ( ق : 19 - 22 ) وَهَذَا أَبْلَغُ مَا يَكُونُ مِنَ التَّذْكِيرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=53أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ( الذَّارِيَاتِ : 52 - 53 )
[ ص: 300 ] وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ فِي التَّقْرِيعِ عَلَى التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=43هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ( الرَّحْمَنِ : 43 - 44 ) وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ التَّقْرِيعِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ( آلِ عِمْرَانَ : 185 ) وَهَذَا غَايَةُ التَّرْهِيبِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ( فُصِّلَتْ : 31 ) وَهَذِهِ غَايَةُ التَّرْغِيبِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=91مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ( الْمُؤْمِنُونَ : 91 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ( الْأَنْبِيَاءِ : 22 ) وَهَذَا أَبْلَغُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحِجَاجِ ، وَهُوَ الْأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِ أُثْبِتَتْ دَلَالَةُ التَّمَانُعِ فِي عِلْمِ الْكَلَامِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=71وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( الزُّخْرُفِ : 71 ) وَهَذَا أَبْلَغُ مَا يَكُونُ مِنَ الْوَصْفِ بِكُلِّ مَا تَمِيلُ إِلَيْهِ النَّفْسُ مِنَ الشَّهَوَاتِ ، وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ مِنَ الْمَرْئِيَّاتِ ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ الْقَلِيلَ جِدًّا حَوَى مَعَانِيَ كَثِيرَةً لَا تَنْحَصِرُ عَدَدًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ ( الْمُنَافِقُونَ : 4 ) وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْخَوْفِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=43وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ( فَاطِرٍ : 43 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ( يُونُسَ : 23 ) .
[ ص: 301 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=51وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ( سَبَأٍ : 51 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ( الْبَقَرَةِ : 2 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=18مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ( غَافِرٍ : 18 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ( الْأَنْفَالِ : 58 ) مَعْنَاهُ : قَابِلْهُمْ بِمَا يَفْعَلُونَهُ مَعَكَ ، وَعَامِلْهُمْ مِثْلَ مُعَامَلَتِهِمْ لَكَ سَوَاءً ، مَعَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ " سَوَاءٍ " مِنَ الْأَمْرِ بِالْعَدْلِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ( هُودٍ : 44 ) فَإِنَّهُ أَشَارَ بِهِ إِلَى انْقِطَاعِ مُدَّةِ الْمَاءِ النَّازِلِ مِنَ السَّمَاءِ وَالنَّابِعِ مِنَ الْأَرْضِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقُضِيَ الْأَمْرُ ( هُودٍ : 44 ) أَيْ : هَلَكَ مَنْ قُضِيَ هَلَاكُهُ ، وَنَجَا مَنْ قُدِّرَتْ نَجَاتُهُ ، وَإِنَّمَا عَدَلَ عَنْ لَفْظِهِ إِلَى لَفْظِ التَّمْثِيلِ لِأَمْرَيْنِ : اخْتِصَارِ اللَّفْظِ ، وَكَوْنِ الْهَلَاكِ وَالنَّجَاةِ كَانَا بِأَمْرٍ مُطَاعٍ ؛ إِذِ الْأَمْرُ يَسْتَدْعِي آمِرًا وَمُطَاعًا ، وَقَضَاؤُهُ يَدُلُّ عَلَى قُدْرَتِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28914وَمِنْ أَقْسَامِ الْإِيجَازِ الِاقْتِصَارُ عَلَى السَّبَبِ الظَّاهِرِ لِلشَّيْءِ ؛ اكْتِفَاءً بِذَلِكَ عَنْ جَمِيعِ الْأَسْبَابِ ، كَمَا يُقَالُ : فُلَانٌ لَا يَخَافُ الشُّجْعَانَ ، وَالْمُرَادُ لَا يَخَافُ أَحَدًا .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ( الْبَقَرَةِ : 228 ) وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنْ فَسَخَتِ النِّكَاحَ أَيْضًا تَتَرَبَّصُ ؛ لِأَنَّ السَّبَبَ الْغَالِبَ لِلْفِرَاقِ الطَّلَاقُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ( النِّسَاءِ : 43 ) وَلَمْ يَذْكُرِ النَّوْمَ وَغَيْرَهُ ؛ لِأَنَّ السَّبَبَ الضَّرُورِيَّ النَّاقِضَ خُرُوجُ الْخَارِجِ ؛ فَإِنَّ النَّوْمَ النَّاقِضَ لَيْسَ بِضَرُورِيٍّ ، فَذَكَرَ السَّبَبَ الظَّاهِرَ ، وَعُلِمَ مِنْهُ الْحُكْمُ فِي الْبَاقِي .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ( طه : 7 ) أَيْ : وَهُوَ مَا لَمْ يَقَعْ فِي وَهْمِ الضَّمِيرِ مِنَ الْهَوَاجِسِ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ مِنْ مُخَيِّلَاتِ الْوَسَاوِسِ .
[ ص: 302 ] وَمِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ( الْأَحْزَابِ : 56 ) وَنَظَائِرُهُ .
وَكَذَلِكَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو قَائِمٌ ، عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ " قَائِمٌ " خَبَرٌ عَنْ أَحَدِهِمَا ، وَاسْتُغْنِيَ بِهِ عَنْ خَبَرِ الْآخَرِ .
وَمِنْهَا
nindex.php?page=treesubj&link=28908الِاقْتِصَارُ عَلَى الْمُبْتَدَأِ وَإِقَامَةُ الشَّيْءِ مَقَامَ الْخَبَرِ نَحْوُ : أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ ، فَإِنَّ " قَائِمٌ " مُبْتَدَأٌ لَا خَبَرَ لَهُ .
وَمِنْهَا بَابُ " عَلِمْتُ أَنَّكَ قَائِمٌ " إِذَا جَعَلْنَا الْجُمْلَةَ سَادَّةً مَسَدَّ الْمَفْعُولَيْنِ ؛ فَإِنَّ الْجُمْلَةَ مَحِلَّةٌ لِاسْمٍ وَاحِدٍ سَدَّ مَسَدَّ اسْمَيْنِ مَفْعُولَيْنِ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ .
وَمِنْهُ بَابُ النَّائِبِ عَنِ الْفَاعِلِ ، فِي " ضُرِبَ زَيْدٌ " فَـ " زَيْدٌ " دَلَّ عَلَى الْفَاعِلِ بِإِعْطَائِهِ حُكْمَهُ ، وَعَلَى الْمَفْعُولِ بِوَضْعِهِ .
وَمِنْهَا جَمِيعُ أَدَوَاتِ الِاسْتِفْهَامِ وَالشَّرْطِ ، فَإِنَّ " كَمْ مَالَكَ ؟ " يُغْنِي عَنْ عِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ ، وَ " مَنْ يَقُمْ أُكْرِمْهُ " يُغْنِي عَنْ زَيْدٍ وَعَمْرٍو ، قَالَهُ
ابْنُ الْأَثِيرِ فِي " الْجَامِعِ " .
وَمِنْهُ الْأَلْفَاظُ اللَّازِمَةُ لِلْعُمُومِ ، مِثْلَ أَحَدٍ وَدَيَّارٍ ، قَالَهُ
ابْنُ الْأَثِيرِ أَيْضًا .
وَمِنْهُ لَفْظُ الْجَمْعِ ؛ فَإِنَّ " الزَّيْدِينَ " يُغْنِي عَنْ زَيْدٍ وَزَيْدٍ وَزَيْدٍ ، وَكَذَا التَّثْنِيَةُ أَصْلُهَا رَجُلٌ
[ ص: 303 ] وَرَجُلٌ ، فَحَذَفُوا الْعَطْفَ وَالْمَعْطُوفَ ، وَأَقَامُوا حَرْفَ الْجَمْعِ وَالتَّثْنِيَةِ مَقَامَهُمَا اخْتِصَارًا ، وَصَحَّ ذَلِكَ لِاتِّفَاقِ الذَّاتَيْنِ فِي التَّسْمِيَةِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ ، فَإِنِ اخْتَلَفَ لَفْظُ الِاسْمَيْنِ رَجَعُوا إِلَى التَّكْرَارِ بِالْعَطْفِ ؛ نَحْوِ : مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَبَكْرٍ .
وَمِنْهُ بَابُ الضَّمَائِرِ عَلَى مَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ ، فِي قَاعِدَةِ الضَّمِيرِ .
وَمِنْهُ لَفْظُ " فَعَلَ " فَإِنَّهُ يَجِيءُ كَثِيرًا كِنَايَةً عَنْ أَفْعَالٍ مُتَعَدِّدَةٍ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=79لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ( الْمَائِدَةِ : 79 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=66وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ ( النِّسَاءِ : 66 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ( الْبَقَرَةِ : 24 ) أَيْ : فَإِنْ لَمْ تَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ، وَلَنْ تَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ .