[ ص: 1464 ] وهي مدنية .
قال
القرطبي : في قول الجميع ، إلا رواية عن
عطاء أن العشر الأول منها مدني وباقيها مكي وقال
الكلبي : نزلت جميعها بالمدينة غير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم نزلت
بمكة .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وأبو الشيخ في العظمة
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت سورة المجادلة بالمدينة .
وأخرج
ابن مردويه عن
الزبير مثله .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29029_32385_32344قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قرأ
أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بإدغام الدال في السين ، وقرأ الباقون بالإظهار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : من بين الدال عند السين فلسانه أعجمي وليس بعربي
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قول التي تجادلك في زوجها أي تراجعك الكلام في شأنه " وتشتكي إلى الله " معطوف على " تجادلك " .
والمجادلة هذه الكائنة منها مع رسول الله أنه كان كلما قال لها قد حرمت عليه ، قالت : والله ما ذكر طلاقا ثم تقول أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك ، فهذا معنى قوله : وتشتكي إلى الله قال
الواحدي : قال المفسرون : نزلت هذه الآية في
خولة بنت ثعلبة وزوجها
أوس بن الصامت وكان به لمم ، فاشتد به لممه ذات يوم فظاهر منها ، ثم ندم على ذلك ، وكان الظهار طلاقا في الجاهلية .
وقيل هي
nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم ، وقيل اسمها
جميلة ، والأول أصح ، وقيل هي
بنت خويلد .
وقال
الماوردي : إنها نسبت تارة إلى أبيها ، وتارة إلى جدها وأحدهما أبوها والآخر جدها ، فهي
خولة بنت ثعلبة بن خويلد ، وجملة " والله يسمع تحاوركما " في محل نصب على الحال ، أو مستأنفة جارية مجرى التعليل لما قبلها أي : والله يعلم تراجعكما في الكلام
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1إن الله سميع بصير يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر ، ومن جملة ذلك ما جادلتك به هذه المرأة .
ثم بين سبحانه شأن
nindex.php?page=treesubj&link=12025_12026_23271الظهار في نفسه وذكر حكمه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الذين يظاهرون منكم من نسائهم قرأ الجمهور " يظهرون " بالتشديد مع فتح حرف المضارعة .
وقرأ
ابن عامر ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " يظاهرون " بفتح الياء وتشديد الظاء وزيادة ألف ، وقرأ
أبو العالية ،
وعاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش " يظاهرون " بضم الياء وتخفيف الظاء وكسر الهاء .
وقد تقدم مثل هذا في سورة الأحزاب .
وقرأ
أبي " يتظاهرون " بفك الإدغام ومعنى الظهار أن يقول لامرأته : أنت علي كظهر أمي : أي ولا خلاف في كون هذا ظهارا .
واختلفوا إذا قال : أنت علي كظهر ابنتي أو أختي أو غير ذلك من ذوات المحارم ، فذهب جماعة منهم
أبو حنيفة ،
ومالك إلى أنه ظهار ، وبه قال
الحسن ،
والنخعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري .
وقال جماعة منهم
قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي : إنه لا يكون ظهارا بل يختص الظهار بالأم وحدها .
واختلفت الرواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فروي عنه كالقول الأول ، وروي عنه كالقول الثاني ، وأصل الظهار مشتق من الظهر .
واختلفوا إذا قال لامرأته أنت علي كرأس أمي أو يدها أو رجلها أو نحو ذلك ؟ هل يكون ظهارا أم لا ، وهكذا إذا قال أنت علي كأمي ولم يذكر الظهر ، والظاهر أنه إذا قصد بذلك الظهار كان ظهارا .
وروي عن
أبي حنيفة أنه إذا شبهها بعضو من أمه يحل له النظر إليه لم يكن ظهارا .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه لا يكون الظهار إلا في الظهر وحده .
واختلفوا إذا شبه امرأته بأجنبية ، فقيل يكون ظهارا وقيل لا ، والكلام في هذا مبسوط في كتب الفروع .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2ما هن أمهاتهم في محل رفع على أنها خبر الموصول .
أي ما نساؤهم بأمهاتهم ، فذلك كذب منهم ، وفي هذا توبيخ للمظاهرين وتبكيت لهم .
قرأ الجمهور " أمهاتهم " بالنصب على اللغة الحجازية في إعمال " ما " عمل " ليس " .
وقرأ
أبو عمرو ،
والسلمي بالرفع على عدم الإعمال ، وهي لغة
نجد وبني أسد .
ثم بين سبحانه لهم أمهاتهم على الحقيقة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم أي ما أمهاتهم إلا النساء اللائي ولدنهم .
ثم زاد سبحانه في توبيخهم وتقريعهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا أي وإن المظاهرين ليقولون بقولهم هذا منكرا من القول : أي فظيعا من القول ينكره الشرع ، والزور الكذب ، وانتصاب منكرا وزورا على أنهما صفة لمصدر محذوف : أي قولا منكرا وزورا
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وإن الله لعفو غفور أي بليغ العفو والمغفرة ، إذ جعل الكفارة عليهم مخلصة لهم من هذا القول المنكر .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29029_12117_12118والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا " لما ذكر سبحانه الظهار إجمالا ووبخ فاعليه شرع في تفصيل أحكامه ، والمعنى : والذين يقولون ذلك القول المنكر الزور ، ثم يعودون لما قالوا : أي إلى ما قالوا بالتدارك والتلافي كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17أن تعودوا لمثله [ النور : 17 ] أي إلى مثله .
قال
الأخفش : " لما قالوا " و " إلى ما قالوا " يتعاقبان .
قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا [ الأعراف : 43 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=23فاهدوهم إلى صراط الجحيم [ الصافات : 23 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها [ الزلزلة : 5 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح [ ص: 1465 ] [ هود : 36 ] وقال
الفراء : اللام بمعنى " عن " ، والمعنى : ثم يرجعون عما قالوا ويريدون الوطء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى ثم يعودون إلى إرادة الجماع من أجل ما قالوا .
قال
الأخفش أيضا : الآية فيها تقديم وتأخير ، والمعنى : والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما كانوا عليه من الجماع
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فتحرير رقبة لما قالوا : أي فعليهم تحرير رقبة من أجل ما قالوا .
فالجار في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3لما قالوا " متعلق بالمحذوف الذي هو خبر المبتدأ وهو فعليهم .
واختلف أهل العلم في تفسير العود المذكور على أقوال : الأول أنه العزم على الوطء وبه قال العراقيون
أبو حنيفة وأصحابه . وروي عن
مالك .
وقيل هو الوطء نفسه وبه قال
الحسن ، وروي أيضا عن
مالك .
وقيل هو أن يمسكها زوجة بعد الظهار مع القدرة على الطلاق وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وقيل هو الكفارة ، والمعنى : أنه لا يستبيح وطأها إلا بكفارة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، وروي عن
أبي حنيفة .
وقيل هو تكرير الظهار بلفظه ، وبه قال أهل الظاهر .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن الأشج ،
وأبي العالية ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء .
والمعنى : ثم يعودون إلى قول ما قالوا .
والموصول مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فتحرير رقبة على تقدير فعليهم تحرير رقبة كما تقدم ، أو فالواجب عليهم إعتاق رقبة ، يقال حررته : أي جعلته حرا ، والظاهر أنها تجزئ أي رقبة كانت ، وقيل يشترط أن تكون مؤمنة كالرقبة في كفارة القتل ، وبالأول قال
أبو حنيفة وأصحابه وبالثاني قال
مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، واشترطا أيضا سلامتها من كل عيب
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4من قبل أن يتماسا المراد بالتماس هنا الجماع ، وبه قال الجمهور ، فلا يجوز للمظاهر الوطء حتى يكفر ، وقيل إن المراد به الاستمتاع بالجماع أو اللمس أو النظر إلى الفرج بشهوة ، وبه قال
مالك ، وهو أحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، والإشارة بقوله : ذلكم إلى الحكم المذكور وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3توعظون به أي تؤمرون به ، أو تزجرون به عن ارتكاب الظهار ، وفيه بيان لما هو المقصود من شرع الكفارة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معنى الآية ذلكم التغليظ في الكفارة توعظون به : أي إن غلظ الكفارة وعظ لكم حتى تتركوا الظهار
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3والله بما تعملون خبير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ، فهو مجازيكم عليها .
ثم ذكر سبحانه حكم العاجز عن الكفارة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا أي فمن لم يجد الرقبة في ملكه ولا تمكن من قيمتها فعليه صيام شهرين متتابعين متواليين لا يفطر فيهما ، فإن أفطر استأنف إن كان الإفطار لغير عذر ، وإن كان لعذر من سفر أو مرض فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ،
ومالك : إنه يبني ولا يستأنف .
وقال
أبو حنيفة : إنه يستأنف ، وهو مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، ومعنى من قبل أن يتماسا هو ما تقدم قريبا ، فلو وطئ ليلا أو نهارا عمدا أو خطأ استأنف ، وبه قال
أبو حنيفة ،
ومالك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يستأنف إذا وطئ ليلا لأنه ليس محلا للصوم ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يستطع يعني صيام شهرين متتابعين
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فإطعام ستين مسكينا أي فعليه أن يطعم ستين مسكينا ، لكل مسكين مدان ، وهما نصف صاع ، وبه قال
أبو حنيفة وأصحابه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره : لكل مسكين مد واحد ، والظاهر من الآية أن يطعمهم حتى يشبعوا مرة واحدة ، أو يدفع إليهم ما يشبعهم ، ولا يلزمه أن يجمعهم مرة واحدة ، بل يجوز له أن يطعم بعض الستين في يوم واحد ، وبعضهم في يوم آخر ، والإشارة بقوله : ذلك إلى ما تقدم ذكره من الأحكام ، وهو مبتدأ وخبره مقدر : أي ذلك واقع لتؤمنوا بالله ورسوله ويجوز أن يكون اسم الإشارة في محل نصب ، والتقدير : فعلنا ذلك لتؤمنوا : أي لتصدقوا أن الله أمر به وشرعه : أو لتطيعوا الله ورسوله في الأوامر والنواهي ، وتقفوا عند حدود الشرع ولا تتعدوها ولا تعودوا إلى الظهار الذي هو منكر من القول وزور ، والإشارة بقوله : وتلك إلى الأحكام المذكورة وهو مبتدأ ، وخبره حدود الله فلا تجاوزوا حدوده التي حدها لكم ، فإنه قد بين لكم أن الظهار معصية ، وأن كفارته المذكورة توجب العفو والمغفرة " وللكافرين " الذين لا يقفون عند حدود الله ولا يعملون بما حده الله لعباده عذاب أليم وهو عذاب جهنم ، وسماه كفرا تغليظا وتشديدا .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
عائشة قالت : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء ! إني لأسمع كلام
خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي تقول : يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك ، قالت : فما برحت حتى نزل
جبريل بهؤلاء الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وهو
أوس بن الصامت .
وأخرج
النحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021583كان أول من ظاهر في الإسلام أوس ، وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خولة بنت خويلد ، فظاهر منها فأسقط في يده وقال : ما أراك إلا قد حرمت علي ، فانطلقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاسأليه ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده ماشطة رأسه فأخبرته ، فقال : يا خولة ما أمرنا في أمرك بشيء ، فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا خولة أبشري . قالت : خيرا . قال : خيرا ، فقرأ عليها nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الآيات .
وأخرج
أحمد ،
وأبو داود ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه ،
والبيهقي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=9228يوسف بن عبد الله بن سلام قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021584حدثتني خولة بنت ثعلبة قالت : في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة ، قالت : كنت عنده ، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه ، فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب فقال : أنت علي كظهر أمي ، ثم رجع فجلس في نادي قومه ساعة ، ثم دخل علي فإذا هو يريدني عن نفسي ، قلت : كلا والذي نفس خولة بيده لا تصل إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله [ ص: 1466 ] فينا ، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فما برحت حتى نزل القرآن ، فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سري عنه ، فقال لي : يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك ، ثم قرأ علي nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4عذاب أليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مريه فليعتق رقبة ، قلت : يا رسول الله ما عنده ما يعتق ، قال : فليصم شهرين متتابعين ، قلت : والله إنه لشيخ كبير ما به من صيام ، قال : فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر ، قلت : والله ما ذاك عنده ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنا سأعينه بعرق من تمر ، فقلت : وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر ، فقال : قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا ، قالت : ففعلت وفي الباب أحاديث .
وأخرج
ابن المنذر ،
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3ثم يعودون لما قالوا قال : هو الرجل يقول لامرأته : أنت علي كظهر أمي ، فإذا قال ذلك فليس يحل له أن يقربها بنكاح ولا غيره حتى يكفر بعتق رقبة فمن فإن
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا والمس النكاح فمن فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وإن هو قال لها : أنت علي كظهر أمي إن فعلت كذا فليس يقع في ذلك ظهار حتى يحنث ، فإن حنث فلا يقربها حتى يكفر ، ولا يقع في الظهار طلاق .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال ثلاث فيه مد : كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة الصيام .
وأخرج
البزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021585أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني ظاهرت من امرأتي ، فرأيت بياض خلخالها في ضوء القمر ، فوقعت عليها قبل أن أكفر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألم يقل الله " من قبل أن يتماسا " ، قال : قد فعلت يا رسول الله ، قال : أمسك عنها حتى تكفر .
وأخرج
عبد الرزاق ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
والحاكم ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=1021586أن رجلا قال : يا رسول الله إني ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها من قبل أن أكفر ، فقال : وما حملك على ذلك ؟ قال : رأيت خلخالها في ضوء القمر ، قال : فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله .
وأخرج
عبد الرزاق ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والبغوي في معجمه
والحاكم وصححه عن
سلمة بن صخر الأنصاري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021587كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري ، فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقا من أن أصيب منها في ليلي ؛ فأتتابع في ذلك ولا أستطيع أن أنزع حتى يدركني الصبح ، فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف لي منها شيء فوثبت عليها ، فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري . فقلت : انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأمري ، فقالوا : لا ، والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا القرآن ، أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها ، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك قال : فخرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري ، فقال : أنت بذاك ؟ قلت : أنا بذاك ، قال : أنت بذاك ؟ قلت : أنا بذاك ، قال : أنت بذاك ؟ قلت : أنا بذاك ، وها أنا ذا فأمض في حكم الله فإني صابر لذلك ، قال : أعتق رقبة ، فضربت عنقي بيدي فقلت : لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها ، قال : فصم شهرين متتابعين فقلت : هل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ؟ قال : فأطعم ستين مسكينا ، قلت : والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشا ما لنا عشاء ، قال : اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق ، فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا ، ثم استعن بسائرها عليك وعلى عيالك ، فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة ، أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي ، فدفعوها إليه .
[ ص: 1464 ] وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ ، إِلَّا رِوَايَةً عَنْ
عَطَاءٍ أَنَّ الْعَشْرَ الْأُوَلِ مِنْهَا مَدَّنِيٌّ وَبَاقِيهَا مَكِّيٌّ وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : نَزَلَتْ جَمِيعُهَا بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ بِالْمَدِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29029_32385_32344قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِإِدْغَامِ الدَّالِّ فِي السِّينِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِظْهَارِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : مَنْ بَيَّنَ الدَّالَ عِنْدَ السِّينِ فَلِسَانُهُ أَعْجَمِيٌّ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا أَيْ تَرَاجِعُكَ الْكَلَامَ فِي شَأْنِهِ " وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ " مَعْطُوفٌ عَلَى " تَجَادِلُكَ " .
وَالْمُجَادَلَةُ هَذِهِ الْكَائِنَةُ مِنْهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا قَالَ لَهَا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا ذَكَرَ طَلَاقًا ثُمَّ تَقُولُ أَشْكُو إِلَى اللَّهِ فَاقَتِي وَوَحْدَتِي وَإِنَّ لِي صِبْيَةً صِغَارًا إِنْ ضَمَمْتُهُمْ إِلَيْهِ ضَاعُوا ، وَإِنْ ضَمَمْتُهُمْ إِلَيَّ جَاعُوا ، وَجَعَلَتْ تَرْفَعُ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ، فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ : وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَزَوْجِهَا
أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَكَانَ بِهِ لَمَمٌ ، فَاشْتَدَّ بِهِ لَمَمُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَظَاهَرَ مِنْهَا ، ثُمَّ نَدِمَ عَلَى ذَلِكَ ، وَكَانَ الظِّهَارُ طَلَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ .
وَقِيلَ هِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=10683خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ ، وَقِيلَ اسْمُهَا
جَمِيلَةُ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ، وَقِيلَ هِيَ
بِنْتُ خُوَيْلِدٍ .
وَقَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : إِنَّهَا نُسِبَتْ تَارَةً إِلَى أَبِيهَا ، وَتَارَةً إِلَى جَدِّهَا وَأَحَدُهُمَا أَبُوهَا وَالْآخَرُ جَدُّهَا ، فَهِيَ
خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ ، وَجُمْلَةُ " وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا " فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ جَارِيَةٌ مَجْرَى التَّعْلِيلِ لِمَا قَبْلَهَا أَيْ : وَاللَّهُ يَعْلَمُ تَرَاجُعَكُمَا فِي الْكَلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ يَسْمَعُ كُلَّ مَسْمُوعٍ وَيُبْصِرُ كُلَّ مُبْصَرٍ ، وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا جَادَلَتْكَ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةُ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ شَأْنَ
nindex.php?page=treesubj&link=12025_12026_23271الظِّهَارِ فِي نَفْسِهِ وَذَكَرَ حُكْمَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يَظَّهَّرُونَ " بِالتَّشْدِيدِ مَعَ فَتْحِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " يُظَّاهِرُونَ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الظَّاءِ وَزِيَادَةِ أَلِفٍ ، وَقَرَأَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَعَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ " يُظَاهِرُونَ " بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَخْفِيفِ الظَّاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ .
وَقَرَأَ
أُبَيٌّ " يَتَظَاهَرُونَ " بِفَكِّ الْإِدْغَامِ وَمَعْنَى الظِّهَارِ أَنْ يَقُولَ لِامْرَأَتِهِ : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي : أَيْ وَلَا خِلَافَ فِي كَوْنِ هَذَا ظِهَارًا .
وَاخْتَلَفُوا إِذَا قَالَ : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ ابْنَتِي أَوْ أُخْتِي أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ ، فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ
أَبُو حَنِيفَةَ ،
وَمَالِكٌ إِلَى أَنَّهُ ظِهَارٌ ، وَبِهِ قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَالنَّخَعِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزَّهْرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ .
وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ
قَتَادَةٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ : إِنَّهُ لَا يَكُونُ ظِهَارًا بَلْ يَخْتَصُّ الظِّهَارُ بِالْأُمِّ وَحْدَهَا .
وَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، فَرُوِيَ عَنْهُ كَالْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ كَالْقَوْلِ الثَّانِي ، وَأَصْلُ الظِّهَارِ مُشْتَقٌّ مِنَ الظَّهْرِ .
وَاخْتَلَفُوا إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ عَلَيَّ كَرَأْسِ أُمِّي أَوْ يَدِهَا أَوْ رَجْلِهَا أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ ؟ هَلْ يَكُونُ ظِهَارًا أَمْ لَا ، وَهَكَذَا إِذَا قَالَ أَنْتِ عَلَيَّ كَأُمِّي وَلَمْ يَذْكُرِ الظَّهْرَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ إِذَا قَصَدَ بِذَلِكَ الظِّهَارَ كَانَ ظِهَارًا .
وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ إِذَا شَبَّهَهَا بِعُضْوٍ مِنْ أُمِّهِ يَحِلُّ لَهُ النَّظَرُ إِلَيْهِ لَمْ يَكُنْ ظِهَارًا .
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ لَا يَكُونُ الظِّهَارُ إِلَّا فِي الظَّهْرِ وَحْدَهُ .
وَاخْتَلَفُوا إِذَا شَبَّهَ امْرَأَتَهُ بِأَجْنَبِيَّةٍ ، فَقِيلَ يَكُونُ ظِهَارًا وَقِيلَ لَا ، وَالْكَلَامُ فِي هَذَا مَبْسُوطٌ فِي كُتُبِ الْفُرُوعِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ الْمَوْصُولِ .
أَيْ مَا نِسَاؤُهُمْ بِأُمَّهَاتِهِمْ ، فَذَلِكَ كَذِبٌ مِنْهُمْ ، وَفِي هَذَا تَوْبِيخٌ لِلْمُظَاهِرِينَ وَتَبْكِيتٌ لَهُمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " أُمَّهَاتِهِمْ " بِالنَّصْبِ عَلَى اللُّغَةِ الْحِجَازِيَّةِ فِي إِعْمَالِ " مَا " عَمَلَ " لَيْسَ " .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَالسُّلَمِيُّ بِالرَّفْعِ عَلَى عَدَمِ الْإِعْمَالِ ، وَهِيَ لُغَةُ
نَجْدٍ وَبَنِي أَسَدٍ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ لَهُمْ أُمَّهَاتِهِمْ عَلَى الْحَقِيقَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ أَيْ مَا أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا النِّسَاءُ اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ .
ثُمَّ زَادَ سُبْحَانَهُ فِي تَوْبِيخِهِمْ وَتَقْرِيعِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا أَيْ وَإِنَّ الْمُظَاهِرِينَ لَيَقُولُونَ بِقَوْلِهِمْ هَذَا مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ : أَيْ فَظِيعًا مِنَ الْقَوْلِ يُنْكِرُهُ الشَّرْعُ ، وَالزُّورُ الْكَذِبُ ، وَانْتِصَابُ مُنْكَرًا وَزُورًا عَلَى أَنَّهُمَا صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ قَوْلًا مُنْكَرًا وَزُورًا
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ أَيْ بَلِيغُ الْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ ، إِذْ جَعَلَ الْكَفَّارَةَ عَلَيْهِمْ مُخَلِّصَةً لَهُمْ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ الْمُنْكَرِ .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29029_12117_12118وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا " لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ الظِّهَارَ إِجْمَالًا وَوَبَّخَ فَاعِلِيهِ شَرَعَ فِي تَفْصِيلِ أَحْكَامِهِ ، وَالْمَعْنَى : وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ذَلِكَ الْقَوْلَ الْمُنْكَرَ الزُّورَ ، ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا : أَيْ إِلَى مَا قَالُوا بِالتَّدَارُكِ وَالتَّلَافِي كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=17أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ [ النُّورِ : 17 ] أَيْ إِلَى مِثْلِهِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : " لِمَا قَالُوا " وَ " إِلَى مَا قَالُوا " يَتَعَاقَبَانِ .
قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=43وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا [ الْأَعْرَافِ : 43 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=23فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ [ الصَّافَّاتِ : 23 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا [ الزَّلْزَلَةِ : 5 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ [ ص: 1465 ] [ هُودٍ : 36 ] وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : اللَّامُ بِمَعْنَى " عَنْ " ، وَالْمَعْنَى : ثُمَّ يَرْجِعُونَ عَمَّا قَالُوا وَيُرِيدُونَ الْوَطْءَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَى إِرَادَةِ الْجِمَاعِ مِنْ أَجْلِ مَا قَالُوا .
قَالَ
الْأَخْفَشُ أَيْضًا : الْآيَةُ فِيهَا تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَالْمَعْنَى : وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْجِمَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ لِمَا قَالُوا : أَيْ فَعَلَيْهِمْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ أَجْلِ مَا قَالُوا .
فَالْجَارُّ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3لِمَا قَالُوا " مُتَعَلِّقٌ بِالْمَحْذُوفِ الَّذِي هُوَ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ وَهُوَ فَعَلَيْهِمْ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي تَفْسِيرِ الْعَوْدِ الْمَذْكُورِ عَلَى أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ أَنَّهُ الْعَزْمُ عَلَى الْوَطْءِ وَبِهِ قَالَ الْعِرَاقِيُّونَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ . وَرُوِيَ عَنْ
مَالِكٍ .
وَقِيلَ هُوَ الْوَطْءُ نَفْسُهُ وَبِهِ قَالَ
الْحَسَنُ ، وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
مَالِكٍ .
وَقِيلَ هُوَ أَنْ يُمْسِكَهَا زَوْجَةً بَعْدَ الظِّهَارِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى الطَّلَاقِ وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ .
وَقِيلَ هُوَ الْكَفَّارَةُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَسْتَبِيحُ وَطْأَهَا إِلَّا بِكَفَّارَةٍ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ .
وَقِيلَ هُوَ تَكْرِيرُ الظِّهَارِ بِلَفْظِهِ ، وَبِهِ قَالَ أَهْلُ الظَّاهِرِ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15562بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ ،
وَأَبِي الْعَالِيَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءِ .
وَالْمَعْنَى : ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَى قَوْلِ مَا قَالُوا .
وَالْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ عَلَى تَقْدِيرِ فَعَلَيْهِمْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ كَمَا تَقَدَّمَ ، أَوْ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِمْ إِعْتَاقُ رَقَبَةٍ ، يُقَالُ حَرَّرْتُهُ : أَيْ جَعَلْتُهُ حُرًّا ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا تُجْزِئُ أَيُّ رَقَبَةٍ كَانَتْ ، وَقِيلَ يُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً كَالرَّقَبَةِ فِي كَفَّارَةِ الْقَتْلِ ، وَبِالْأَوَّلِ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ وَبِالثَّانِي قَالَ
مَالِكٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ ، وَاشْتَرَطَا أَيْضًا سَلَامَتَهَا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا الْمُرَادُ بِالتَّمَاسِّ هُنَا الْجِمَاعُ ، وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ ، فَلَا يَجُوزُ لِلْمُظَاهِرِ الْوَطْءُ حَتَّى يُكَفِّرَ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمُرَادَ بِهِ الِاسْتِمْتَاعُ بِالْجِمَاعِ أَوِ اللَّمْسِ أَوِ النَّظَرِ إِلَى الْفَرْجِ بِشَهْوَةٍ ، وَبِهِ قَالَ
مَالِكٌ ، وَهُوَ أَحَدُ قَوْلَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكُمْ إِلَى الْحُكْمِ الْمَذْكُورِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3تُوعَظُونَ بِهِ أَيْ تُؤْمَرُونَ بِهِ ، أَوْ تُزْجَرُونَ بِهِ عَنِ ارْتِكَابِ الظِّهَارِ ، وَفِيهِ بَيَانٌ لِمَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنْ شَرْعِ الْكَفَّارَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَى الْآيَةِ ذَلِكُمُ التَّغْلِيظُ فِي الْكَفَّارَةِ تُوعَظُونَ بِهِ : أَيْ إِنَّ غِلَظَ الْكَفَّارَةِ وَعْظٌ لَكُمْ حَتَّى تَتْرُكُوا الظِّهَارَ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ حُكْمَ الْعَاجِزِ عَنِ الْكَفَّارَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا أَيْ فَمَنْ لَمْ يَجِدِ الرَّقَبَةَ فِي مِلْكِهِ وَلَا تَمَكَّنَ مِنْ قِيمَتِهَا فَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مُتَوَالِيَيْنِ لَا يُفْطِرُ فِيهِمَا ، فَإِنْ أَفْطَرَ اسْتَأْنَفَ إِنْ كَانَ الْإِفْطَارُ لِغَيْرِ عُذْرٍ ، وَإِنْ كَانَ لِعُذْرٍ مِنْ سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ ،
وَمَالِكٌ : إِنَّهُ يَبْنِي وَلَا يَسْتَأْنِفُ .
وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : إِنَّهُ يَسْتَأْنِفُ ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، وَمَعْنَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا هُوَ مَا تَقَدَّمَ قَرِيبًا ، فَلَوْ وَطِئَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا عَمْدًا أَوْ خَطَأً اسْتَأْنَفَ ، وَبِهِ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ ،
وَمَالِكٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : لَا يَسْتَأْنِفُ إِذَا وَطِئَ لَيْلًا لِأَنَّهُ لَيْسَ مَحِلًّا لِلصَّوْمِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ يَعْنِي صِيَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا أَيْ فَعَلَيْهِ أَنْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدَّانِ ، وَهُمَا نِصْفُ صَاعٍ ، وَبِهِ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ : لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ وَاحِدٌ ، وَالظَّاهِرُ مِنَ الْآيَةِ أَنْ يُطْعِمَهُمْ حَتَّى يَشْبَعُوا مَرَّةً وَاحِدَةً ، أَوْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمْ مَا يُشْبِعُهُمْ ، وَلَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَجْمَعَهُمْ مَرَّةً وَاحِدَةً ، بَلْ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُطْعِمَ بَعْضَ السِتِّينَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَبَعْضَهُمْ فِي يَوْمٍ آخَرَ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الْأَحْكَامِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مُقَدَّرٌ : أَيْ ذَلِكَ وَاقِعٌ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمُ الْإِشَارَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا : أَيْ لِتُصَدِّقُوا أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ وَشَرَّعَهُ : أَوْ لِتُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ، وَتَقِفُوا عِنْدَ حُدُودِ الشَّرْعِ وَلَا تَتَعَدُّوهَا وَلَا تَعُودُوا إِلَى الظِّهَارِ الَّذِي هُوَ مُنْكَرٌ مِنَ الْقَوْلِ وَزُورٌ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : وَتِلْكَ إِلَى الْأَحْكَامِ الْمَذْكُورَةِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تُجَاوِزُوا حُدُودَهُ الَّتِي حَدَّهَا لَكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ بَيَّنَ لَكُمْ أَنَّ الظِّهَارَ مَعْصِيَةٌ ، وَأَنَّ كَفَّارَتَهُ الْمَذْكُورَةَ تُوجِبُ الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ " وَلِلْكَافِرِينَ " الَّذِينَ لَا يَقِفُونَ عِنْدَ حُدُودِ اللَّهِ وَلَا يَعْمَلُونَ بِمَا حَدَّهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَهُوَ عَذَابُ جَهَنَّمَ ، وَسَمَّاهُ كُفْرًا تَغْلِيظًا وَتَشْدِيدًا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ ! إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ
خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِيَ تَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلَ شَبَابِي وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَ سِنِي وَانْقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ، قَالَتْ : فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ
جِبْرِيلُ بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَهُوَ
أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021583كَانَ أَوَّلَ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْسٌ ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهَا خَوْلَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، فَظَاهَرَ مِنْهَا فَأُسْقِطَ فِي يَدِهِ وَقَالَ : مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيَّ ، فَانْطَلِقِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلِيهِ ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ مَاشِطَةَ رَأْسِهِ فَأَخْبَرَتْهُ ، فَقَالَ : يَا خَوْلَةُ مَا أُمِرْنَا فِي أَمْرِكِ بِشَيْءٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا خَوْلَةُ أَبْشِرِي . قَالَتْ : خَيْرًا . قَالَ : خَيْرًا ، فَقَرَأَ عَلَيْهَا nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا الْآيَاتِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
وَأَبُو دَاوُدَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=9228يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021584حَدَّثَتْنِي خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ : فِيَّ وَاللَّهِ وَفِي أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَنْزَلَ اللَّهُ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ ، قَالَتْ : كُنْتُ عِنْدَهُ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ سَاءَ خُلُقُهُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا فَرَاجَعْتُهُ بِشَيْءٍ فَغَضِبَ فَقَالَ : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي ، ثُمَّ رَجَعَ فَجَلَسَ فِي نَادِي قَوْمِهِ سَاعَةً ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَإِذَا هُوَ يُرِيدُنِي عَنْ نَفْسِي ، قُلْتُ : كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ خَوْلَةَ بِيَدِهِ لَا تَصِلُ إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ [ ص: 1466 ] فِينَا ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ ، فَتَغَشَّى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَتَغَشَّاهُ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ ، فَقَالَ لِي : يَا خَوْلَةُ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكِ وَفِي صَاحِبِكِ ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4عَذَابٌ أَلِيمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُرِيهِ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَهُ مَا يُعْتِقُ ، قَالَ : فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ، قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّهُ لِشَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ ، قَالَ : فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ ، قُلْتُ : وَاللَّهِ مَا ذَاكَ عِنْدَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَنَا سَأُعِينُهُ بِعَرْقٍ مِنْ تَمْرٍ ، فَقُلْتُ : وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ سَأُعِينُهُ بِعَرْقٍ آخَرَ ، فَقَالَ : قَدْ أَصَبْتِ وَأَحْسَنْتِ فَاذْهَبِي فَتَصَدَّقِي بِهِ عَنْهُ ثُمَّ اسْتَوْصِي بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرًا ، قَالَتْ : فَفَعَلْتُ وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَلَيْسَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَقْرَبَهَا بِنِكَاحٍ وَلَا غَيْرِهِ حَتَّى يُكَفِّرَ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ فَمَنْ فَإِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا وَالْمَسُّ النِّكَاحُ فَمَنْ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَإِنْ هُوَ قَالَ لَهَا : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي إِنْ فَعَلْتِ كَذَا فَلَيْسَ يَقَعُ فِي ذَلِكَ ظِهَارٌ حَتَّى يَحْنَثَ ، فَإِنْ حَنِثَ فَلَا يَقْرَبْهَا حَتَّى يَكَفِّرَ ، وَلَا يَقَعُ فِي الظِّهَارِ طَلَاقٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ثَلَاثٌ فِيهِ مُدٌّ : كَفَّارَةُ الْيَمِينِ وَكَفَّارَةُ الظِّهَارِ وَكَفَّارَةُ الصِّيَامِ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021585أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي ، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ خَلْخَالِهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ ، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَمْ يُقَلِ اللَّهُ " مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا " ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَمْسِكْ عَنْهَا حَتَّى تُكَفِّرَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021586أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ أُكَفِّرَ ، فَقَالَ : وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ ، قَالَ : فَلَا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021587كُنْتُ رَجُلًا قَدْ أُوتِيتُ مِنْ جِمَاعِ النِّسَاءِ مَا لَمْ يُؤْتَ غَيْرِي ، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ فَرَقًا مِنْ أَنْ أُصِيبَ مِنْهَا فِي لَيْلِي ؛ فَأَتَتَابَعَ فِي ذَلِكَ وَلَا أَسْتَطِيعَ أَنْ أَنْزِعَ حَتَّى يُدْرِكَنِي الصُّبْحُ ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَخْدُمُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذِ انْكَشَفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي . فَقُلْتُ : انْطَلِقُوا مَعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرُوهُ بِأَمْرِي ، فَقَالُوا : لَا ، وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ نَتَخَوَّفُ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا الْقُرْآنُ ، أَوْ يَقُولَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقَالَةً يَبْقَى عَلَيْنَا عَارُهَا ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ قَالَ : فَخَرَجْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي ، فَقَالَ : أَنْتَ بِذَاكَ ؟ قُلْتُ : أَنَا بِذَاكَ ، قَالَ : أَنْتَ بِذَاكَ ؟ قُلْتُ : أَنَا بِذَاكَ ، قَالَ : أَنْتَ بِذَاكَ ؟ قُلْتُ : أَنَا بِذَاكَ ، وَهَا أَنَا ذَا فَأَمْضِ فِيَّ حُكْمَ اللَّهِ فَإِنِّي صَابِرٌ لِذَلِكَ ، قَالَ : أَعْتِقْ رَقَبَةً ، فَضَرَبْتُ عُنُقِي بِيَدِي فَقُلْتُ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ غَيْرَهَا ، قَالَ : فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فَقُلْتُ : هَلْ أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إِلَّا فِي الصِّيَامِ ؟ قَالَ : فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا ، قُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ وَحْشًا مَا لَنَا عَشَاءٌ ، قَالَ : اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ ، فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ فَأَطْعِمْ عَنْكَ مِنْهَا وَسْقًا سِتِّينَ مِسْكِينًا ، ثُمَّ اسْتَعِنْ بِسَائِرِهَا عَلَيْكَ وَعَلَى عِيَالِكَ ، فَرَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي فَقُلْتُ : وَجَدْتُ عِنْدَكُمُ الضِّيقَ وَسُوءَ الرَّأْيِ ، وَوَجَدْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعَةَ وَالْبَرَكَةَ ، أَمَرَ لِي بِصَدَقَتِكُمْ فَادْفَعُوهَا إِلَيَّ ، فَدَفَعُوهَا إِلَيْهِ .