nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وقال قرينه هذا ما لدي عتيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم كل كفار عنيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مناع للخير معتد مريب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ( 35 )
nindex.php?page=treesubj&link=29021_28781قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه [ ص: 1399 ] هذا كلام مبتدأ يتضمن ذكر بعض القدرة الربانية ، والمراد بالإنسان الجنس ، وقيل
: آدم ، والوسوسة هي في الأصل الصوت الخفي ، والمراد بها هنا ما يختلج في سره ، وقلبه ، وضميره : أي نعلم ما يخفي ويكن في نفسه ، ومن استعمال الوسوسة في الصوت الخفي قول
الأعشى :
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت
فاستعمل لما خفي من حديث النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد هو حبل العاتق ، وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه ، وهما وريدان من عن يمين وشمال .
وقال
الحسن : الوريد الوتين ، وهو عرق معلق بالقلب .
وهو تمثيل للقرب بقرب ذلك العرق من الإنسان : أي نحن أقرب إليه من حبل وريده ، والإضافة بيانية : أي : حبل هو الوريد .
وقيل : الحبل هو نفس الوريد ، فهو من باب مسجد الجامع .
ثم ذكر سبحانه أنه مع علمه به وكل به ملكين يكتبان ويحفظان عليه عمله إلزاما للحجة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17إذ يتلقى المتلقيان الظرف منتصب بما في ( أقرب ) من معنى الفعل ، ويجوز أن يكون منصوبا بمقدر هو اذكر ، والمعنى : أنه أقرب إليه من حبل وريده حين يتلقى المتلقيان ، وهما
nindex.php?page=treesubj&link=29655_29747_30497الملكان الموكلان به ما يلفظ به ، وما يعمل به : أي يأخذان ذلك ويثبتانه .
والتلقي الأخذ : أي نحن أعلم بأحواله غير محتاجين إلى الحفظة الموكلين به .
وإنما جعلنا ذلك إلزاما للحجة وتوكيدا للأمر .
قال
الحسن ،
وقتادة ،
ومجاهد : المتلقيان ملكان يتلقيان عملك أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك ، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك .
وقال
مجاهد أيضا : وكل الله بالإنسان ملكين بالليل وملكين بالنهار يحفظان عمله ويكتبان أثره
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17عن اليمين وعن الشمال قعيد إنما قال قعيد ولم يقل قعيدان وهما اثنان ؛ لأن المراد عن اليمين قعيد ، وعن الشمال قعيد ، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه كقول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
وأتى وكان وكنت غير عذور
أي وكان غير عذور وكنت غير عذور . وقال
الأخفش ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : إن لفظ ( قعيد ) يصلح للواحد ، والاثنين ، والجمع ، ولا يحتاج إلى تقدير في الأول .
قال
الجوهري وغيره من أئمة اللغة والنحو : فعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد ، والاثنان ، والجمع ، والقعيد المقاعد ، كالجليس بمعنى المجالس .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أي : ما يتكلم من كلام ، فيلفظه ، ويرميه من فيه إلا لديه : أي : لدى ذلك اللافظ رقيب : أي : ملك يرقب قوله ويكتبه ، والرقيب : الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر .
فكاتب الخير هو ملك اليمين ، وكاتب الشر ملك الشمال .
والعتيد : الحاضر المهيأ .
قال
الجوهري : العتيد الحاضر المهيأ ، يقال : عتده تعتيدا وأعتده اعتدادا : أي أعده ، ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وأعتدت لهن متكأ [ يوسف : 31 ] والمراد هنا أنه معد للكتابة مهيأ لها .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29021_32890_32872وجاءت سكرة الموت بالحق لما بين سبحانه أن جميع أعماله محفوظة مكتوبة ذكر بعده ما ينزل بهم من الموت ، والمراد بسكرة الموت شدته وغمرته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله ، ومعنى ( بالحق ) : أنه عند الموت يتضح له الحق ويظهر له صدق ما جاءت به الرسل من الإخبار بالبعث ، والوعد ، والوعيد ، وقيل : الحق هو الموت ، وقيل في الكلام تقديم وتأخير : أي وجاءت سكرة الحق بالموت ، وكذا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود .
والسكرة هي الحق ، فأضيفت إلى نفسها لاختلاف اللفظين ، وقيل : الباء للملابسة كالتي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تنبت بالدهن [ المؤمنون : 20 ] أي : ملتبسة بالحق : أي بحقيقة الحال ، والإشارة بقوله : ذلك إلى الموت ، والحيد الميل : أي : ذلك الموت الذي كنت تميل عنه وتفر منه ، يقال : حاد عن الشيء يحيد حيودا وحيدة وحيدودة : مال عنه وعدل ، ومنه قول
طرفة :
أبا منذر رمت الوفاء فهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض
وقال
الحسن : تحيد تهرب .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ونفخ في الصور عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه ، وهذه هي النفخة الآخرة للبعث
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ذلك يوم الوعيد أي : ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=30293_30292الوقت الذي يكون فيه النفخ في الصور يوم الوعيد الذي أوعد الله به الكفار .
قال
مقاتل : يعني بالوعيد العذاب في الآخرة ، وخصص الوعيد مع كون اليوم هو يوم الوعد والوعيد جميعا لتهويله .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29021_29468_28766_30296وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد أي جاءت كل نفس من النفوس معها من يسوقها ومن يشهد لها أو عليها .
واختلف في السائق والشهيد ، فقال
الضحاك : السائق من الملائكة ، والشهيد من أنفسهم : يعني الأيدي والأرجل .
وقال
الحسن ،
وقتادة : سائق يسوقها وشاهد يشهد عليها بعملها .
وقال
ابن مسلم : السائق قرينها من الشياطين ، سمي سائقا لأنه يتبعها وإن لم يحثها .
وقال
مجاهد : السائق والشهيد ملكان .
وقيل : السائق الملك ، والشهيد العمل ، وقيل : السائق كاتب السيئات ، والشهيد كاتب الحسنات ، ومحل الجملة النصب على الحال .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة من هذا أي يقال له : لقد كنت في غفلة من هذا ، والجملة في محل نصب على الحال من ( نفس ) ، أو مستأنفة كأنه قيل : ما يقال له .
قال
الضحاك : المراد بهذا المشركون لأنهم كانوا في غفلة من عواقب أمورهم .
وقال
ابن زيد : الخطاب للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : أي : لقد كنت يا
محمد في غفلة من الرسالة .
وقال أكثر المفسرين : المراد به جميع الخلق برهم وفاجرهم ، واختار هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
قرأ الجمهور بفتح التاء من ( كنت ) وفتح الكاف في ( غطاءك ) ، و ( بصرك ) حملا على ما في لفظ كل من التذكير .
وقرأ
الجحدري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف بالكسر في الجميع على أن المراد النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22فكشفنا عنك غطاءك الذي كان في الدنيا : يعني رفعنا الحجاب الذي كان بينك وبين أمور الآخرة ، ورفعنا ما كنت فيه من الغفلة عن ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29021فبصرك اليوم حديد أي : نافذ تبصر به ما كان يخفى عليك من الدنيا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المراد بالغطاء أنه كان في بطن أمه فولد ، وقيل إنه كان في القبر فنشر ، والأول أولى .
والبصر قيل : هو بصر
[ ص: 1400 ] القلب ، وقيل : بصر العين .
وقال
مجاهد : بصرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك ، وبه قال
الضحاك .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29021وقال قرينه هذا ما لدي عتيد أي قال الملك الموكل به هذا ما عندي من كتاب عملك عتيد حاضر قد هيأته ، كذا قال
الحسن ،
وقتادة ،
والضحاك .
وقال
مجاهد : إن الملك يقول للرب سبحانه : هذا الذي وكلتني به من بني
آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله .
وروي عنه أنه قال : إن قرينه من الشياطين ، يقول ذلك : أي : هذا ما قد هيأته لك بإغوائي وإضلالي .
وقال
ابن زيد : إن المراد هنا قرينه من الإنس ، وعتيد مرفوع على أنه صفة ل ( ما ) إن كانت موصوفة ، وإن كانت موصولة فهو خبر بعد خبر ، أو خبر مبتدأ محذوف .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29021ألقيا في جهنم كل كفار عنيد هذا خطاب من الله عز وجل للسائق والشهيد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هذا أمر للملكين الموكلين به ، وهما السائق والشاهد : كل كفار للنعم عنيد مجانب للإيمان .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مناع للخير لا يبذل خيرا معتد ظالم لا يقر بتوحيد الله مريب شاك في الحق ، من قولهم أراب الرجل : إذا صار ذا ريب .
وقيل : هو خطاب للملكين من خزنة النار .
وقيل : هو خطاب لواحد على تنزيل تثنية الفاعل منزلة تثنية الفعل ، وتكريره .
قال
الخليل ،
والأخفش : هذا كلام العرب الصحيح أن يخاطب الواحد بلفظ الاثنين يقولون : ارحلاها ، وازجراها ، وخذاه ، وأطلقاه ، للواحد .
قال
الفراء : العرب تقول للواحد قوما عنا .
وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه ورفقته في سفره اثنان : فجرى كلام الرجل للواحد على ذلك ، ومنه قولهم للواحد في الشعر كما قال
امرؤ القيس :
خليلي مرا بي على أم جندب نقض لبانات الفؤاد المعذب
وقوله :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقول الآخر :
فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر وإن تدعواني أحم عرضا ممنعا
قال
المازني : قوله : ( ألقيا ) يدل على ألق ألق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : هي تثنية على التوكيد ، فناب ( ألقيا ) مناب ألق ألق .
قال
مجاهد ،
وعكرمة : العنيد : المعاند للحق ، وقيل : المعرض عن الحق ، يقال : عند يعند بالكسر عنودا : إذا خالف الحق .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الذي جعل مع الله إلها آخر يجوز أن يكون بدلا من ( كل ) ، أو منصوبا على الذم ، أو بدلا من ( كفار ) ، أو مرفوعا بالابتداء ، أو الخبر
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26فألقياه في العذاب الشديد تأكيد للأمر الأول أو بدل منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه ربنا ما أطغيته هذه الجملة مستأنفة لبيان ما يقوله القرين ، والمراد بالقرين هنا الشيطان الذي قيض لهذا الكافر ، أنكر أن يكون أطغاه ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27ولكن كان في ضلال بعيد أي : عن الحق فدعوته فاستجاب لي ، ولو كان من عبادك المخلصين لم أقدر عليه ، وقيل : إن قرينه الملك الذي كان يكتب سيئاته وإن الكافر يقول : رب ، إنه أعجلني فيجيبه بهذا ، كذا قال
مقاتل ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير .
والأول أولى وبه قال الجمهور .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قال لا تختصموا لدي هذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : فماذا قال الله ؟ فقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قال لا تختصموا لدي يعني الكافرين وقرناءهم ، نهاهم سبحانه عن
nindex.php?page=treesubj&link=28766الاختصام في موقف الحساب ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وقد قدمت إليكم بالوعيد في محل نصب على الحال : أي والحال أن قدمت إليكم بالوعيد بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، والباء في ( بالوعيد ) مزيدة للتأكيد أو على تضمين " قدم " معنى " تقدم " .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل القول لدي أي لا خلف لوعدي ، بل هو كائن لا محالة ، وقد قضيت عليكم بالعذاب فلا تبديل له ، وقيل : هذا القول هو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها [ الأنعام : 160 ] .
وقيل : هو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [ هود : 119 ] وقال
الفراء ،
وابن قتيبة : معنى الآية أنه ما يكذب عندي بزيادة في القول ولا ينقص منه لعلمي بالغيب وهو قول
الكلبي ، واختاره
الواحدي لأنه قال ( لدي ) ولم يقل : وما يبدل قولي ، والأول أولى وقيل : إن مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قدمت إليكم هو
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل أي : وقد قدمت إليكم هذا القول ملتبسا بالوعيد . وهذا بعيد جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29021_30364وما أنا بظلام للعبيد أي : لا أعذبهم ظلما بغير جرم اجترموه ، ولا ذنب أذنبوه . ولما كان نفي الظلام لا يستلزم نفي مجرد الظلم قيل إنه هنا بمعنى الظالم كالتمار بمعنى التامر . وقيل : إن صيغة المبالغة لتأكيد هذا المعنى بإبراز ما ذكر من التعذيب بغير ذنب في معرض المبالغة في الظلم . وقيل : صيغة المبالغة لرعاية جمعية العبيد من قولهم : فلان ظالم لعبده وظلام لعبيده ، وقيل : غير ذلك . وقد تقدم الكلام على هذا في سورة آل عمران وفي سورة الحج .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29021_28766_30296يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد قرأ الجمهور ( نقول ) بالنون .
وقرأ
نافع ،
وأبو بكر بالياء .
وقرأ
الحسن ( أقول ) .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ( يقال ) ، والعامل في الظرف ( ما يبدل القول لدي ) أو محذوف ، أي اذكر أو أنذرهم ، وهذا الكلام على طريقة التمثيل والتخييل ، ولا سؤال ولا جواب ، كذا قيل ، والأولى أنه على طريقة التحقيق ولا يمنع من ذلك عقل ولا شرع .
قال
الواحدي .
قال المفسرون : أراها الله تصديق قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لأملأن جهنم [ هود : 119 ] فلما امتلأت قال لها :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30هل امتلأت وتقول هل من مزيد أي : قد امتلأت ولم يبق في موضع لم يمتلئ .
وبهذا قال
عطاء ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل بن سليمان .
وقيل : إن هذا الاستفهام بمعنى الاستزادة : أي : إنها تطلب الزيادة على من قد صار فيها .
وقيل : إن المعنى أنها طلبت أن يزاد في سعتها لتضايقها بأهلها ، والمزيد إما مصدر كالمحيد ، أو اسم مفعول كالمنيع ، فالأول بمعنى : هل من زيادة ؟ والثاني بمعنى : هل من شيء تزيدونيه .
ثم لما فرغ من بيان حال الكافرين شرع في بيان حال المؤمنين ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=28766_29021_30394وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد أي قربت الجنة للمتقين تقريبا غير بعيد ، أو مكان غير بعيد منهم بحيث يشاهدونها في الموقف ، وينظرون ما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ويجوز أن يكون انتصاب
[ ص: 1401 ] nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31غير بعيد على الحال .
وقيل المعنى : أنها زينت قلوبهم في الدنيا بالترغيب والترهيب ، فصارت قريبة من قلوبهم ، والأول أولى .
والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هذا ما توعدون إلى الجنة بتقدير القول : أي ويقال لهم هذا ما توعدون .
قرأ الجمهور ( توعدون ) بالفوقية .
وقرأ
ابن كثير بالتحتية
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32لكل أواب حفيظ هو بدل من ( للمتقين ) بإعادة الخافض ، أو متعلق بقول محذوف هو حال : أي : مقولا لهم لكل أواب ، والأواب الرجاع إلى الله تعالى بالتوبة عن المعصية ، وقيل : هو المسبح ، وقيل : هو الذاكر لله في الخلوة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ،
ومجاهد : هو الذي يذكر ذنوبه في الخلوة فيستغفر الله منها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير هو الذي لا يجلس مجلسا حتى يستغفر الله فيه ، والحفيظ : هو الحافظ لذنوبه حتى يتوب منها .
وقال
قتادة : هو الحافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته ، قاله
مجاهد .
وقيل : هو الحافظ لأمر الله .
وقال
الضحاك : هو الحافظ لوصية الله له بالقبول .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33من خشي الرحمن بالغيب الموصول في محل جر بدلا أو بيانا لكل أواب ، وقيل : يجوز أن يكون بدلا بعد بدل من المتقين ، وفيه نظر ؛ لأنه لا يتكرر البدل والمبدل منه واحد ، ويجوز أن يكون في محل رفع على الاستئناف ، والخبر ( ادخلوها ) بتقدير : يقال لهم ادخلوها ، والخشية بالغيب أن يخاف الله ولم يكن رآه .
وقال
الضحاك ،
والسدي : يعني الخلوة حيث لا يراه أحد .
قال
الحسن : إذا أرخى الستر وأغلق الباب ، ( وبالغيب ) متعلق بمحذوف هو حال أو صفة لمصدر خشي
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33وجاء بقلب منيب أي : راجع إلى الله مخلص لطاعته ، وقيل : المنيب المقبل على الطاعة ، وقيل : السليم .
( ادخلوها ) هو بتقدير القول : أي : يقال لهم ادخلوها ، والجمع باعتبار معنى " من " : أي : ادخلوا الجنة بسلام أي بسلامة من العذاب ، وقيل : بسلام من الله وملائكته ، وقيل : بسلامة من زوال النعم ، وهو متعلق بمحذوف هو حال : أي : ملتبسين بسلام ، والإشارة بقوله : ( ذلك ) إلى زمن ذلك اليوم كما قال
أبو البقاء ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34يوم الخلود وسماه يوم الخلود لأنه لا انتهاء له ، بل هو دائم أبدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لهم ما يشاءون فيها أي : في
nindex.php?page=treesubj&link=30387_29468الجنة ما تشتهي أنفسهم وتلذ أعينهم من فنون النعم وأنواع الخير
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35ولدينا مزيد من النعم التي لم تخطر لهم على بال ولا مرت لهم في خيال .
وقد أخرج
ابن مردويه ، عن
أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
نزل الله من ابن آدم أربع منازل : هو أقرب إليه من حبل الوريد ، وهو يحول بين المرء وقلبه ، وهو آخذ بناصية كل دابة ، وهو معهم أينما كانوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16من حبل الوريد قال : عروق العنق .
وأخرج
ابن المنذر عنه قال : هو نياط القلب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه أيضا ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله : أكلت ، وشربت ، ذهبت ، جئت ، رأيت ، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله ، وعمله ، فأقر منه ما كان من خير أو شر ، وألقى سائره ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يمحوا الله ما يشاء ويثبت [ الرعد : 39 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم ، وصححه ،
وابن مردويه ، من طريق
عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : إنما يكتب الخير والشر ، لا يكتب يا غلام اسرج الفرس ، يا غلام : اسقني الماء .
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019716إن nindex.php?page=treesubj&link=30534الله غفر لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم الترمذي ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي في الشعب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16667عمرو بن ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021461إن الله عند لسان كل قائل ، فليتق الله عبد ولينظر ما يقول .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا مثله .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم في الكنى ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في البعث ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان أنه قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال : سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد عليها بما عملت .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم في الكنى ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في البعث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الآية قال : السائق الملك ، والشهيد العمل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : السائق من الملائكة ، والشهيد شاهد عليه من نفسه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لقد كنت في غفلة من هذا قال : هو الكافر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22فكشفنا عنك غطاءك قال : الحياة بعد الموت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عنه أيضا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قال قرينه قال شيطانه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28لا تختصموا لدي قال : إنهم اعتذروا بغير عذر ، فأبطل الله حجتهم ورد عليهم قولهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29وما أنا بظلام للعبيد قال : ما أنا بمعذب من لم يجترم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عنه أيضا ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد قال : وهل في من مكان يزاد في .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ، وغيرهما ، عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021462لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط ، وعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في فضول الجنة .
وأخرجا أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، وفي الباب أحاديث .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
والبيهقي في الشعب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32لكل أواب حفيظ قال : حفظ ذنوبه حتى رجع عنها .
وأخرج
البزار ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في البعث والنشور عن
أنس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35ولدينا مزيد قال :
[ ص: 1402 ] يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل جمعة .
وأخرج
البيهقي في الرؤية ،
والديلمي ، عن
علي في الآية قال : يتجلى لهم الرب عز وجل ، وفي الباب أحاديث .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ( 35 )
nindex.php?page=treesubj&link=29021_28781قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ [ ص: 1399 ] هَذَا كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ بَعْضِ الْقُدْرَةِ الرَّبَّانِيَّةِ ، وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ الْجِنْسُ ، وَقِيلَ
: آدَمُ ، وَالْوَسْوَسَةُ هِيَ فِي الْأَصْلِ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ ، وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا مَا يَخْتَلِجُ فِي سِرِّهِ ، وَقَلْبِهِ ، وَضَمِيرِهِ : أَيْ نَعْلَمُ مَا يُخْفِي وَيُكِنُّ فِي نَفْسِهِ ، وَمِنِ اسْتِعْمَالِ الْوَسْوَسَةِ فِي الصَّوْتِ الْخَفِيِّ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
تَسْمَعُ لِلْحَلْيِ وَسْوَاسًا إِذَا انْصَرَفَتْ
فَاسْتُعْمِلَ لِمَا خَفِيَ مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ هُوَ حَبْلُ الْعَاتِقِ ، وَهُوَ مُمْتَدٌّ مِنْ نَاحِيَةِ حَلْقِهِ إِلَى عَاتِقِهِ ، وَهُمَا وَرِيدَانِ مِنْ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْوَرِيدُ الْوَتِينُ ، وَهُوَ عِرْقٌ مُعَلَّقٌ بِالْقَلْبِ .
وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِلْقُرْبِ بِقُرْبِ ذَلِكَ الْعِرْقِ مِنَ الْإِنْسَانِ : أَيْ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ وَرِيدِهِ ، وَالْإِضَافَةُ بَيَانِيَّةٌ : أَيْ : حَبْلٌ هُوَ الْوَرِيدُ .
وَقِيلَ : الْحَبْلُ هُوَ نَفْسُ الْوَرِيدِ ، فَهُوَ مِنْ بَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ مَعَ عِلْمِهِ بِهِ وَكَّلَ بِهِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ وَيَحْفَظَانِ عَلَيْهِ عَمَلَهُ إِلْزَامًا لِلْحُجَّةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ الظَّرْفُ مُنْتَصِبٌ بِمَا فِي ( أَقْرَبُ ) مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِمُقَدَّرٍ هُوَ اذْكُرْ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ وَرِيدِهِ حِينَ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ، وَهُمَا
nindex.php?page=treesubj&link=29655_29747_30497الْمَلَكَانِ الْمُوَكَّلَانِ بِهِ مَا يَلْفِظُ بِهِ ، وَمَا يَعْمَلُ بِهِ : أَيْ يَأْخُذَانِ ذَلِكَ وَيُثْبِتَانِهِ .
وَالتَّلَقِّي الْأَخْذُ : أَيْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِأَحْوَالِهِ غَيْرُ مُحْتَاجِينَ إِلَى الْحَفَظَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهِ .
وَإِنَّمَا جَعَلْنَا ذَلِكَ إِلْزَامًا لِلْحُجَّةِ وَتَوْكِيدًا لِلْأَمْرِ .
قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ : الْمُتَلَقِّيَانِ مَلَكَانِ يَتَلَقَّيَانِ عَمَلَكَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِكَ يَكْتُبُ حَسَنَاتِكَ ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِكَ يَكْتُبُ سَيِّئَاتِكَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ أَيْضًا : وَكَّلَ اللَّهُ بِالْإِنْسَانِ مَلَكَيْنِ بِاللَّيْلِ وَمَلَكَيْنِ بِالنَّهَارِ يَحْفَظَانِ عَمَلَهُ وَيَكْتُبَانِ أَثَرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ إِنَّمَا قَالَ قَعِيدٌ وَلَمْ يَقُلْ قَعِيدَانِ وَهُمَا اثْنَانِ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ عَنِ الْيَمِينِ قَعِيدٌ ، وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، فَحَذَفَ الْأَوَّلَ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :
نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا عِنْدَكَ رَاضٍ وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ
وَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
وَأَتَى وَكَانَ وَكُنْتُ غَيْرَ عَذُورِ
أَيْ وَكَانَ غَيْرَ عَذُورٍ وَكُنْتُ غَيْرَ عَذُورٍ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : إِنَّ لَفْظَ ( قَعِيدٌ ) يَصْلُحُ لِلْوَاحِدِ ، وَالِاثْنَيْنِ ، وَالْجَمْعِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرٍ فِي الْأَوَّلِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ : فَعِيلٌ وَفَعُولٌ مِمَّا يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ ، وَالِاثْنَانِ ، وَالْجَمْعُ ، وَالْقَعِيدُ الْمُقَاعِدُ ، كَالْجَلِيسِ بِمَعْنَى الْمُجَالِسِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ أَيْ : مَا يَتَكَلَّمُ مِنْ كَلَامٍ ، فَيَلْفِظُهُ ، وَيَرْمِيهِ مِنْ فِيهِ إِلَّا لَدَيْهِ : أَيْ : لَدَى ذَلِكَ اللَّافِظِ رَقِيبٌ : أَيْ : مَلَكٌ يَرْقُبُ قَوْلَهُ وَيَكْتُبُهُ ، وَالرَّقِيبُ : الْحَافِظُ الْمُتَتَبِّعُ لِأُمُورِ الْإِنْسَانِ الَّذِي يَكْتُبُ مَا يَقُولُهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ .
فَكَاتِبُ الْخَيْرِ هُوَ مَلَكُ الْيَمِينِ ، وَكَاتِبُ الشَّرِّ مَلَكُ الشِّمَالِ .
وَالْعَتِيدُ : الْحَاضِرُ الْمُهَيَّأُ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْعَتِيدُ الْحَاضِرُ الْمُهَيَّأُ ، يُقَالُ : عَتَّدَهُ تَعْتِيدًا وَأَعْتَدَهُ اعْتِدَادًا : أَيْ أَعَدَّهُ ، وَمِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً [ يُوسُفَ : 31 ] وَالْمُرَادُ هُنَا أَنَّهُ مُعَدٌّ لِلْكِتَابَةِ مُهَيَّأٌ لَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29021_32890_32872وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ لَمَّا بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ جَمِيعَ أَعْمَالِهِ مَحْفُوظَةٌ مَكْتُوبَةٌ ذَكَرَ بَعْدَهُ مَا يَنْزِلُ بِهِمْ مِنَ الْمَوْتِ ، وَالْمُرَادُ بِسَكْرَةِ الْمَوْتِ شِدَّتُهُ وَغَمْرَتُهُ الَّتِي تَغْشَى الْإِنْسَانَ وَتَغْلِبُ عَلَى عَقْلِهِ ، وَمَعْنَى ( بِالْحَقِّ ) : أَنَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ يَتَّضِحُ لَهُ الْحَقُّ وَيَظْهَرُ لَهُ صِدْقُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنَ الْإِخْبَارِ بِالْبَعْثِ ، وَالْوَعْدِ ، وَالْوَعِيدِ ، وَقِيلَ : الْحَقُّ هُوَ الْمَوْتُ ، وَقِيلَ فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ : أَيْ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بِالْمَوْتِ ، وَكَذَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ .
وَالسَّكْرَةُ هِيَ الْحَقُّ ، فَأُضِيفَتْ إِلَى نَفْسِهَا لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ ، وَقِيلَ : الْبَاءُ لِلْمُلَابَسَةِ كَالَّتِي فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ [ الْمُؤْمِنُونَ : 20 ] أَيْ : مُلْتَبِسَةً بِالْحَقِّ : أَيْ بِحَقِيقَةِ الْحَالِ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى الْمَوْتِ ، وَالْحَيْدُ الْمَيْلُ : أَيْ : ذَلِكَ الْمَوْتُ الَّذِي كُنْتَ تَمِيلُ عَنْهُ وَتَفِرُّ مِنْهُ ، يُقَالُ : حَادَ عَنِ الشَّيْءِ يَحِيدُ حُيُودًا وَحِيدَةً وَحَيْدُودَةً : مَالَ عَنْهُ وَعَدَلَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
طَرَفَةَ :
أَبَا مُنْذِرٍ رُمْتَ الْوَفَاءَ فَهِبْتَهُ وَحِدْتَ كَمَا حَادَ الْبَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ
وَقَالَ
الْحَسَنُ : تَحِيدُ تَهْرُبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20وَنُفِخَ فِي الصُّورِ عَبَّرَ عَنْهُ بِالْمَاضِي لِتَحَقُّقِ وُقُوعِهِ ، وَهَذِهِ هِيَ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ لِلْبَعْثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=20ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ أَيْ : ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=30293_30292الْوَقْتُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ النَّفْخُ فِي الصُّورِ يَوْمُ الْوَعِيدِ الَّذِي أَوْعَدَ اللَّهُ بِهِ الْكُفَّارَ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي بِالْوَعِيدِ الْعَذَابَ فِي الْآخِرَةِ ، وَخَصَّصَ الْوَعِيدَ مَعَ كَوْنِ الْيَوْمِ هُوَ يَوْمُ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ جَمِيعًا لِتَهْوِيلِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29021_29468_28766_30296وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ أَيْ جَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مِنَ النُّفُوسِ مَعَهَا مَنْ يَسُوقُهَا وَمَنْ يَشْهَدُ لَهَا أَوْ عَلَيْهَا .
وَاخْتُلِفَ فِي السَّائِقِ وَالشَّهِيدِ ، فَقَالَ
الضَّحَّاكُ : السَّائِقُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ : يَعْنِي الْأَيْدِيَ وَالْأَرْجُلَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ : سَائِقٌ يَسُوقُهَا وَشَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا .
وَقَالَ
ابْنُ مُسْلِمٍ : السَّائِقُ قَرِينُهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ ، سُمِّيَ سَائِقًا لِأَنَّهُ يَتْبَعُهَا وَإِنْ لَمْ يَحُثَّهَا .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : السَّائِقُ وَالشَّهِيدُ مَلَكَانِ .
وَقِيلَ : السَّائِقُ الْمَلَكُ ، وَالشَّهِيدُ الْعَمَلُ ، وَقِيلَ : السَّائِقُ كَاتِبُ السَّيِّئَاتِ ، وَالشَّهِيدُ كَاتِبُ الْحَسَنَاتِ ، وَمَحَلُّ الْجُمْلَةِ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا أَيْ يُقَالُ لَهُ : لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ( نَفْسٍ ) ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا يُقَالُ لَهُ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : الْمُرَادُ بِهَذَا الْمُشْرِكُونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي غَفْلَةٍ مِنْ عَوَاقِبِ أُمُورِهِمْ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : أَيْ : لَقَدْ كُنْتَ يَا
مُحَمَّدُ فِي غَفْلَةٍ مِنَ الرِّسَالَةِ .
وَقَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : الْمُرَادُ بِهِ جَمِيعُ الْخَلْقِ بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ ، وَاخْتَارَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ التَّاءِ مِنْ ( كُنْتَ ) وَفَتْحِ الْكَافِ فِي ( غِطَاءَكَ ) ، وَ ( بَصَرُكَ ) حَمْلًا عَلَى مَا فِي لَفْظِ كُلٍّ مِنَ التَّذْكِيرِ .
وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ بِالْكَسْرِ فِي الْجَمِيعِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ النَّفْسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا : يَعْنِي رَفَعْنَا الْحِجَابَ الَّذِي كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أُمُورِ الْآخِرَةِ ، وَرَفَعْنَا مَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ الْغَفْلَةِ عَنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29021فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ أَيْ : نَافِذٌ تُبْصِرُ بِهِ مَا كَانَ يَخْفَى عَلَيْكَ مِنَ الدُّنْيَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْمُرَادُ بِالْغِطَاءِ أَنَّهُ كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَوُلِدَ ، وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي الْقَبْرِ فَنُشِرَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْبَصَرُ قِيلَ : هُوَ بَصَرُ
[ ص: 1400 ] الْقَلْبِ ، وَقِيلَ : بَصَرُ الْعَيْنِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : بَصَرُكَ إِلَى لِسَانِ مِيزَانِكَ حِينَ تُوزَنُ حَسَنَاتُكَ وَسَيِّئَاتُكَ ، وَبِهِ قَالَ
الضَّحَّاكُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29021وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ أَيْ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ هَذَا مَا عِنْدِي مِنْ كِتَابِ عَمَلِكَ عَتِيدٌ حَاضِرٌ قَدْ هَيَّأْتُهُ ، كَذَا قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : إِنَّ الْمَلَكَ يَقُولُ لِلرَّبِّ سُبْحَانَهُ : هَذَا الَّذِي وَكَّلْتَنِي بِهِ مِنْ بَنِي
آدَمَ قَدْ أَحْضَرْتُهُ وَأَحْضَرْتُ دِيوَانَ عَمَلِهِ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ قَرِينَهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ ، يَقُولُ ذَلِكَ : أَيْ : هَذَا مَا قَدْ هَيَّأْتُهُ لَكَ بِإِغْوَائِي وَإِضْلَالِي .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : إِنَّ الْمُرَادَ هُنَا قَرِينُهُ مِنَ الْإِنْسِ ، وَعَتِيدٌ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِ ( مَا ) إِنْ كَانَتْ مَوْصُوفَةً ، وَإِنْ كَانَتْ مَوْصُولَةً فَهُوَ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29021أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ هَذَا خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلسَّائِقِ وَالشَّهِيدِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هَذَا أَمْرٌ لِلْمَلَكَيْنِ الْمُوَكَّلَيْنِ بِهِ ، وَهُمَا السَّائِقُ وَالشَّاهِدُ : كُلَّ كُفَّارٍ لِلنِّعَمِ عَنِيدٍ مُجَانِبٍ لِلْإِيمَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=25مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ لَا يَبْذُلُ خَيْرًا مُعْتَدٍ ظَالِمٍ لَا يُقِرُّ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ مُرِيبٍ شَاكٍّ فِي الْحَقِّ ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَرَابَ الرَّجُلُ : إِذَا صَارَ ذَا رَيْبٍ .
وَقِيلَ : هُوَ خِطَابٌ لِلْمَلَكَيْنِ مِنْ خَزَنَةِ النَّارِ .
وَقِيلَ : هُوَ خِطَابٌ لِوَاحِدٍ عَلَى تَنْزِيلِ تَثْنِيَةِ الْفَاعِلِ مَنْزِلَةَ تَثْنِيَةِ الْفِعْلِ ، وَتَكْرِيرِهِ .
قَالَ
الْخَلِيلُ ،
وَالْأَخْفَشُ : هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ الصَّحِيحُ أَنْ يُخَاطَبَ الْوَاحِدُ بِلَفْظِ الِاثْنَيْنِ يَقُولُونَ : ارْحَلَاهَا ، وَازْجُرَاهَا ، وَخُذَاهُ ، وَأَطْلِقَاهُ ، لِلْوَاحِدِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْوَاحِدِ قُومَا عَنَّا .
وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ أَدْنَى أَعْوَانِ الرَّجُلِ فِي إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ وَرُفْقَتِهِ فِي سَفَرِهِ اثْنَانِ : فَجَرَى كَلَامُ الرَّجُلِ لِلْوَاحِدِ عَلَى ذَلِكَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْوَاحِدِ فِي الشِّعْرِ كَمَا قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدَبِ نُقَضِّ لُبَانَاتِ الْفُؤَادِ الْمُعَذَّبِ
وَقَوْلِهِ :
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدُّخُولِ فَحَوْمَلِ
وَقَوْلِ الْآخَرِ :
فَإِنْ تَزْجُرَانِي يَا ابْنَ عَفَّانَ أَنْزَجِرْ وَإِنْ تَدْعُوَانِي أَحْمِ عِرْضًا مُمَنَّعَا
قَالَ
الْمَازِنِيُّ : قَوْلُهُ : ( أَلْقِيَا ) يَدُلُّ عَلَى أَلْقِ أَلْقِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : هِيَ تَثْنِيَةٌ عَلَى التَّوْكِيدِ ، فَنَابَ ( أَلْقِيَا ) مَنَابَ أَلْقِ أَلْقِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَعِكْرِمَةُ : الْعَنِيدُ : الْمُعَانِدُ لِلْحَقِّ ، وَقِيلَ : الْمُعْرِضُ عَنِ الْحَقِّ ، يُقَالُ : عَنَدَ يَعْنِدُ بِالْكَسْرِ عُنُودًا : إِذَا خَالَفَ الْحَقَّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ ( كُلَّ ) ، أَوْ مَنْصُوبًا عَلَى الذَّمِّ ، أَوْ بَدَلًا مِنْ ( كَفَّارٍ ) ، أَوْ مَرْفُوعًا بِالِابْتِدَاءِ ، أَوِ الْخَبَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=26فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ تَأْكِيدٌ لِلْأَمْرِ الْأَوَّلِ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ مَا يَقُولُهُ الْقَرِينُ ، وَالْمُرَادُ بِالْقَرِينِ هُنَا الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لِهَذَا الْكَافِرِ ، أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ أَطْغَاهُ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ أَيْ : عَنِ الْحَقِّ فَدَعَوْتُهُ فَاسْتَجَابَ لِي ، وَلَوْ كَانَ مِنْ عِبَادِكَ الْمُخْلِصِينَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ قَرِينَهُ الْمَلَكُ الَّذِي كَانَ يَكْتُبُ سَيِّئَاتِهِ وَإِنَّ الْكَافِرَ يَقُولُ : رَبِّ ، إِنَّهُ أَعْجَلَنِي فَيُجِيبُهُ بِهَذَا ، كَذَا قَالَ
مُقَاتِلٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَاذَا قَالَ اللَّهُ ؟ فَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ يَعْنِي الْكَافِرِينَ وَقُرَنَاءَهُمْ ، نَهَاهُمْ سُبْحَانَهُ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28766الِاخْتِصَامِ فِي مَوْقِفِ الْحِسَابِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ وَالْحَالُ أَنْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ ، وَالْبَاءُ فِي ( بِالْوَعِيدِ ) مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ أَوْ عَلَى تَضْمِينِ " قَدَّمَ " مَعْنَى " تَقَدَّمَ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ أَيْ لَا خُلْفَ لِوَعْدِي ، بَلْ هُوَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَيْكُمْ بِالْعَذَابِ فَلَا تَبْدِيلَ لَهُ ، وَقِيلَ : هَذَا الْقَوْلُ هُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا [ الْأَنْعَامِ : 160 ] .
وَقِيلَ : هُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [ هُودٍ : 119 ] وَقَالَ
الْفَرَّاءُ ،
وَابْنُ قُتَيْبَةَ : مَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهُ مَا يُكَذَّبُ عِنْدِي بِزِيَادَةٍ فِي الْقَوْلِ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ لِعِلْمِي بِالْغَيْبِ وَهُوَ قَوْلُ
الْكَلْبِيِّ ، وَاخْتَارَهُ
الْوَاحِدِيُّ لِأَنَّهُ قَالَ ( لَدَيَّ ) وَلَمْ يَقُلْ : وَمَا يُبَدَّلُ قَوْلِي ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى وَقِيلَ : إِنَّ مَفْعُولَ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ أَيْ : وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ مُلْتَبِسًا بِالْوَعِيدِ . وَهَذَا بَعِيدٌ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29021_30364وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ أَيْ : لَا أُعَذِّبُهُمْ ظُلْمًا بِغَيْرِ جُرْمٍ اجْتَرَمُوهُ ، وَلَا ذَنْبٍ أَذْنَبُوهُ . وَلَمَّا كَانَ نَفْيُ الظَّلَّامِ لَا يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ مُجَرَّدِ الظُّلْمِ قِيلَ إِنَّهُ هُنَا بِمَعْنَى الظَّالِمِ كَالتَّمَّارِ بِمَعْنَى التَّامِرِ . وَقِيلَ : إِنَّ صِيغَةَ الْمُبَالَغَةِ لِتَأْكِيدِ هَذَا الْمَعْنَى بِإِبْرَازِ مَا ذُكِرَ مِنَ التَّعْذِيبِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ فِي مَعْرِضِ الْمُبَالَغَةِ فِي الظُّلْمِ . وَقِيلَ : صِيغَةُ الْمُبَالَغَةِ لِرِعَايَةِ جَمْعِيَّةِ الْعَبِيدِ مِنْ قَوْلِهِمْ : فُلَانٌ ظَالِمٌ لِعَبْدِهِ وَظَلَّامٌ لِعَبِيدِهِ ، وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ وَفِي سُورَةِ الْحَجِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29021_28766_30296يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( نَقُولُ ) بِالنُّونِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ( أَقُولُ ) .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ( يُقَالُ ) ، وَالْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ) أَوْ مَحْذُوفٌ ، أَيِ اذْكُرْ أَوْ أَنْذِرْهُمْ ، وَهَذَا الْكَلَامُ عَلَى طَرِيقَةِ التَّمْثِيلِ وَالتَّخْيِيلِ ، وَلَا سُؤَالَ وَلَا جَوَابَ ، كَذَا قِيلَ ، وَالْأَوْلَى أَنَّهُ عَلَى طَرِيقَةِ التَّحْقِيقِ وَلَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ عَقْلٌ وَلَا شَرْعٌ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : أَرَاهَا اللَّهُ تَصْدِيقَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ [ هُودٍ : 119 ] فَلَمَّا امْتَلَأَتْ قَالَ لَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ أَيْ : قَدِ امْتَلَأْتُ وَلَمْ يَبْقَ فِيَّ مَوْضِعٌ لَمْ يَمْتَلِئْ .
وَبِهَذَا قَالَ
عَطَاءٌ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17131وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ .
وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الِاسْتِفْهَامَ بِمَعْنَى الِاسْتِزَادَةِ : أَيْ : إِنَّهَا تَطْلُبُ الزِّيَادَةَ عَلَى مَنْ قَدْ صَارَ فِيهَا .
وَقِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى أَنَّهَا طَلَبَتْ أَنْ يُزَادَ فِي سَعَتِهَا لِتَضَايُقِهَا بِأَهْلِهَا ، وَالْمَزِيدُ إِمَّا مَصْدَرٌ كَالْمَحِيدِ ، أَوِ اسْمُ مَفْعُولٍ كَالْمَنِيعِ ، فَالْأَوَّلُ بِمَعْنَى : هَلْ مِنْ زِيَادَةٍ ؟ وَالثَّانِي بِمَعْنَى : هَلْ مِنْ شَيْءٍ تَزِيدُونِيهِ .
ثُمَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بَيَانِ حَالِ الْكَافِرِينَ شَرَعَ فِي بَيَانِ حَالِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=28766_29021_30394وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ أَيْ قُرِّبَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ تَقْرِيبًا غَيْرَ بَعِيدٍ ، أَوْ مَكَانٌ غَيْرُ بَعِيدٍ مِنْهُمْ بِحَيْثُ يُشَاهِدُونَهَا فِي الْمَوْقِفِ ، وَيَنْظُرُونَ مَا فِيهَا مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ انْتِصَابُ
[ ص: 1401 ] nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=31غَيْرَ بَعِيدٍ عَلَى الْحَالِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّهَا زَيَّنَتْ قُلُوبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ، فَصَارَتْ قَرِيبَةً مِنْ قُلُوبِهِمْ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32هَذَا مَا تُوعَدُونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ وَيُقَالُ لَهُمْ هَذَا مَا تُوعَدُونَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( تُوعَدُونَ ) بِالْفَوْقِيَّةِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ بِالتَّحْتِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ هُوَ بَدَلٌ مِنْ ( لِلْمُتَّقِينَ ) بِإِعَادَةِ الْخَافِضِ ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلٍ مَحْذُوفٍ هُوَ حَالٌ : أَيْ : مَقُولًا لَهُمْ لِكُلِّ أَوَّابٍ ، وَالْأَوَّابُ الرَّجَّاعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ عَنِ الْمَعْصِيَةِ ، وَقِيلَ : هُوَ الْمُسَبِّحُ ، وَقِيلَ : هُوَ الذَّاكِرُ لِلَّهِ فِي الْخَلْوَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ ،
وَمُجَاهِدٌ : هُوَ الَّذِي يَذْكُرُ ذُنُوبَهُ فِي الْخَلْوَةِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ هُوَ الَّذِي لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا حَتَّى يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ فِيهِ ، وَالْحَفِيظُ : هُوَ الْحَافِظُ لِذُنُوبِهِ حَتَّى يَتُوبَ مِنْهَا .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ الْحَافِظُ لِمَا اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ وَنِعْمَتِهِ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ .
وَقِيلَ : هُوَ الْحَافِظُ لِأَمْرِ اللَّهِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هُوَ الْحَافِظُ لِوَصِيَّةِ اللَّهِ لَهُ بِالْقَبُولِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ الْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بَدَلًا أَوْ بَيَانًا لِكُلِّ أَوَّابٍ ، وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا بَعْدَ بَدَلٍ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، وَفِيهِ نَظَرٌ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَتَكَرَّرُ الْبَدَلُ وَالْمُبْدَلُ مِنْهُ وَاحِدٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، وَالْخَبَرُ ( ادْخُلُوهَا ) بِتَقْدِيرِ : يُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوهَا ، وَالْخَشْيَةُ بِالْغَيْبِ أَنْ يَخَافَ اللَّهَ وَلَمْ يَكُنْ رَآهُ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَالسُّدِّيُّ : يَعْنِي الْخَلْوَةَ حَيْثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ .
قَالَ
الْحَسَنُ : إِذَا أَرْخَى السِّتْرَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ ، ( وَبِالْغَيْبِ ) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ حَالٌ أَوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرِ خَشِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=33وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ أَيْ : رَاجِعٍ إِلَى اللَّهِ مُخْلِصٍ لِطَاعَتِهِ ، وَقِيلَ : الْمُنِيبُ الْمُقْبِلُ عَلَى الطَّاعَةِ ، وَقِيلَ : السَّلِيمُ .
( ادْخُلُوهَا ) هُوَ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ : يُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوهَا ، وَالْجَمْعُ بِاعْتِبَارِ مَعْنَى " مِنْ " : أَيْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ أَيْ بِسَلَامَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ، وَقِيلَ : بِسَلَامٍ مِنَ اللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ ، وَقِيلَ : بِسَلَامَةٍ مِنْ زَوَالِ النِّعَمِ ، وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ حَالٌ : أَيْ : مُلْتَبِسِينَ بِسَلَامٍ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ( ذَلِكَ ) إِلَى زَمَنِ ذَلِكَ الْيَوْمِ كَمَا قَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34يَوْمُ الْخُلُودِ وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْخُلُودِ لِأَنَّهُ لَا انْتِهَاءَ لَهُ ، بَلْ هُوَ دَائِمٌ أَبَدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا أَيْ : فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30387_29468الْجَنَّةِ مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُهُمْ وَتَلَذُّ أَعْيُنُهُمْ مِنْ فُنُونِ النِّعَمِ وَأَنْوَاعِ الْخَيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي لَمْ تَخْطُرْ لَهُمْ عَلَى بَالٍ وَلَا مَرَّتْ لَهُمْ فِي خَيَالٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
نَزَلَ اللَّهُ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَرْبَعَ مَنَازِلَ : هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، وَهُوَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَهُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَةِ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَهُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قَالَ : عُرُوقُ الْعُنُقِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ : هُوَ نِيَاطُ الْقَلْبِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ أَيْضًا ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قَالَ : يَكْتُبُ كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ حَتَّى إِنَّهُ لَيَكْتُبُ قَوْلَهُ : أَكَلْتُ ، وَشَرِبْتُ ، ذَهَبْتُ ، جِئْتُ ، رَأَيْتُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ عَرَضَ قَوْلَهُ ، وَعَمَلَهُ ، فَأَقَرَّ مِنْهُ مَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، وَأَلْقَى سَائِرَهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ [ الرَّعْدِ : 39 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، مِنْ طَرِيقِ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : إِنَّمَا يُكْتَبُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ ، لَا يُكْتَبُ يَا غُلَامُ اسْرُجِ الْفَرَسَ ، يَا غُلَامُ : اسْقِنِي الْمَاءَ .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019716إِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=30534اللَّهَ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14155وَالْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16667عَمْرِو بْنِ ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021461إِنَّ اللَّهَ عِنْدَ لِسَانِ كُلِّ قَائِلٍ ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ وَلْيَنْظُرْ مَا يَقُولُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=21وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ قَالَ : سَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلَى أَمْرِ اللَّهِ وَشَهِيدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِمَا عَمِلَتْ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : السَّائِقُ الْمَلَكُ ، وَالشَّهِيدُ الْعَمَلُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : السَّائِقُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَالشَّهِيدُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا قَالَ : هُوَ الْكَافِرُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ قَالَ : الْحَيَاةُ بَعْدَ الْمَوْتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْهُ أَيْضًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=27قَالَ قَرِينُهُ قَالَ شَيْطَانُهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=28لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ قَالَ : إِنَّهُمُ اعْتَذَرُوا بِغَيْرِ عُذْرٍ ، فَأَبْطَلَ اللَّهُ حُجَّتَهُمْ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ قَوْلَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ قَالَ : مَا أَنَا بِمُعَذِّبٍ مَنْ لَمْ يَجْتَرِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ أَيْضًا ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قَالَ : وَهَلْ فِيَّ مِنْ مَكَانٍ يُزَادُ فِيَّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُمَا ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021462لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ : قَطْ قَطْ ، وَعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا آخَرَ فَيُسْكِنَهُمْ فِي فُضُولِ الْجَنَّةِ .
وَأَخْرَجَا أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ ، وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=32لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ قَالَ : حَفِظَ ذُنُوبَهُ حَتَّى رَجَعَ عَنْهَا .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ عَنْ
أَنَسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=35وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ قَالَ :
[ ص: 1402 ] يَتَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ جُمُعَةٍ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الرُّؤْيَةِ ،
وَالدَّيْلَمِيُّ ، عَنْ
عَلِيٍّ فِي الْآيَةِ قَالَ : يَتَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ .