nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153nindex.php?page=treesubj&link=28973_19572_24589يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=154ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون
لما فرغ سبحانه من إرشاده عباده إلى ذكره وشكره ، عقب ذلك بإرشادهم إلى
nindex.php?page=treesubj&link=19572_24589الاستعانة بالصبر والصلاة ، فإن
[ ص: 104 ] من جمع بين ذكر الله وشكره ، واستعان بالصبر والصلاة على تأدية ما أمر الله به ، ودفع ما يرد عليه من المحن فقد هدي إلى الصواب ووفق إلى الخير ، وإن هذه المعية التي أوضحها الله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153إن الله مع الصابرين فيها أعظم ترغيب لعباده سبحانه إلى لزوم الصبر على ما ينوب من الخطوب ، فمن كان الله معه لم يخش من الأهوال وإن كانت كالجبال .
و " أموات " و " أحياء " مرتفعان على أنهما خبران لمحذوفين ، أي لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم أموات بل هم أحياء ، ولكن لا تشعرون بهذه الحياة عند مشاهدتكم لأبدانهم بعد سلب روحهم ، لأنكم تحكمون عليها بالموت في ظاهر الأمر بحسب ما يبلغ إليه علمكم الذي هو بالنسبة إلى علم الله كما يأخذ الطائر في منقاره من ماء البحر ، وليسوا كذلك في الواقع بل هم أحياء في البرزخ .
وفي الآية دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=32925ثبوت عذاب القبر ، ولا اعتداد بخلاف من خالف في ذلك ، فقد تواترت به الأحاديث الصحيحة ودلت عليه الآيات القرآنية ، ومثل هذه الآية قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون .
والبلاء أصله المحنة ، ومعنى نبلونكم : نمتحنكم لنختبركم هل تصبرون على القضاء أم لا ؟ وتنكير شيء للتقليل ، أي بشيء قليل من هذه الأمور .
وقرأ
الضحاك بأشياء .
والمراد بالخوف : ما يحصل لمن يخشى من نزول ضرر به من عدو أو غيره .
وبالجوع : المجاعة التي تحصل عند الجدب والقحط .
وبنقص الأموال : ما يحدث فيها بسبب الجوائح وما أوجبه الله فيها من الزكاة ونحوها .
وبنقص الأنفس : الموت والقتل في الجهاد .
وبنقص الثمرات : ما يصيبها من الآفات وهو من عطف الخاص على العام لشمول الأموال للثمرات وغيرها ، وقيل : المراد بنقص الثمرات : موت الأولاد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وبشر الصابرين أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يقدر على التبشير .
وقد تقدم معنى البشارة .
والصبر أصله الحبس ، ووصفهم بأنهم
nindex.php?page=treesubj&link=19585المسترجعون عند المصيبة ، لأن ذلك تسليم ورضا .
والمصيبة واحدة المصائب : وهي النكبة التي يتأذى بها الإنسان وإن صغرت .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156إنا لله وإنا إليه راجعون فيه بيان أن هذه الكلمات ملجأ للمصابين وعصمة للممتحنين ، فإنها جامعة بين الإقرار بالعبودية لله ، والاعتراف بالبعث والنشور .
ومعنى الصلوات هنا : المغفرة والثناء الحسن قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
وعلى هذا فذكر الرحمة لقصد التأكيد .
وقال في الكشاف : الصلاة : الرحمة والتعطف ، فوضعت موضع الرأفة ، وجمع بينها وبين الرحمة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27رأفة ورحمة nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117رءوف رحيم والمعنى : عليهم رأفة بعد رأفة ورحمة بعد رحمة . انتهى .
وقيل : المراد بالرحمة : كشف الكربة وقضاء الحاجة .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157المهتدون قد تقدم معناه ، وإنما وصفوا هنا بذلك لكونهم فعلوا ما فيه الوصول إلى طريق الصواب من الاسترجاع والتسليم .
وأخرج
الحاكم والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=12378إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : غشي على
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف في وجعه غشية ظنوا أنه قد فاضت نفسه فيها ، حتى قاموا من عنده وجللوه ثوبا ، وخرجت
nindex.php?page=showalam&ids=11720أم كلثوم بنت عقبة امرأته إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة ، فلبثوا ساعة وهو في غشيته ثم أفاق .
وأخرج
ابن منده في المعرفة
عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قتل عمير بن الحمام ببدر ، وفيه وفي غيره نزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=154ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=154في سبيل الله في طاعة الله في قتال المشركين .
وقد وردت أحاديث أن
nindex.php?page=treesubj&link=25561أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر تأكل من ثمار الجنة .
فمنها عن
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك مرفوعا عند
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
وروي أن أرواح الشهداء تكون على صور طيور بيض ، كما أخرجه
عبد الرزاق عن
قتادة قال : بلغنا ، فذكر ذلك .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عنه أيضا بنحوه ، وروي أنها على صور طيور خضر ، كما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن
أبي العالية .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في البعث والنشور عن
كعب .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري عن
هذيل .
وأخرجه عنه
عبد الرزاق في المصنف عن
عبد الله بن كعب بن مالك مرفوعا ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
عطاء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع قال : هم أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155ولنبلونكم الآية ، قال : أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دار بلاء وأنه مبتليهم فيها ، وأمرهم بالصبر وبشرهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وبشر الصابرين وأخبر أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير : الصلاة من الله ، والرحمة ، وتخفيف سبيل الهدى .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003487من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15889رجاء بن حيوة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=130ونقص من الثمرات قال : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019490أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم أن يقولوا عند المصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون وقد ورد في فضل الاسترجاع عند المصيبة أحاديث كثيرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153nindex.php?page=treesubj&link=28973_19572_24589يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=154وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
لَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ إِرْشَادِهِ عِبَادَهُ إِلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ ، عَقَّبَ ذَلِكَ بِإِرْشَادِهِمْ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=19572_24589الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، فَإِنَّ
[ ص: 104 ] مَنْ جَمَعَ بَيْنَ ذِكْرِ اللَّهِ وَشُكْرِهِ ، وَاسْتَعَانَ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ عَلَى تَأْدِيَةِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ ، وَدَفْعِ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنَ الْمِحَنِ فَقَدَ هُدِيَ إِلَى الصَّوَابِ وَوُفِّقَ إِلَى الْخَيْرِ ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمَعِيَّةَ الَّتِي أَوْضَحَهَا اللَّهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ فِيهَا أَعْظَمُ تَرْغِيبٍ لِعِبَادِهِ سُبْحَانَهُ إِلَى لُزُومِ الصَّبْرِ عَلَى مَا يَنُوبُ مِنَ الْخُطُوبِ ، فَمَنْ كَانَ اللَّهُ مَعَهُ لَمْ يَخْشَ مِنَ الْأَهْوَالِ وَإِنْ كَانَتْ كَالْجِبَالِ .
وَ " أَمْوَاتٌ " وَ " أَحْيَاءٌ " مُرْتَفِعَانِ عَلَى أَنَّهُمَا خَبَرَانِ لِمَحْذُوفَيْنِ ، أَيْ لَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ هُمْ أَمْوَاتٌ بَلْ هُمْ أَحْيَاءٌ ، وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ بِهَذِهِ الْحَيَاةِ عِنْدَ مُشَاهَدَتِكُمْ لِأَبْدَانِهِمْ بَعْدَ سَلْبِ رُوحِهِمْ ، لِأَنَّكُمْ تَحْكُمُونَ عَلَيْهَا بِالْمَوْتِ فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ بِحَسَبِ مَا يَبْلُغُ إِلَيْهِ عِلْمُكُمُ الَّذِي هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِ اللَّهِ كَمَا يَأْخُذُ الطَّائِرُ فِي مِنْقَارِهِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ، وَلَيْسُوا كَذَلِكَ فِي الْوَاقِعِ بَلْ هُمْ أَحْيَاءٌ فِي الْبَرْزَخِ .
وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32925ثُبُوتِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَلَا اعْتِدَادَ بِخِلَافِ مَنْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ ، فَقَدْ تَوَاتَرَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .
وَالْبَلَاءُ أَصْلُهُ الْمِحْنَةُ ، وَمَعْنَى نَبْلُوَنَّكُمْ : نَمْتَحِنُكُمْ لِنَخْتَبِرَكُمْ هَلْ تَصْبِرُونَ عَلَى الْقَضَاءِ أَمْ لَا ؟ وَتَنْكِيرُ شَيْءٍ لِلتَّقْلِيلِ ، أَيْ بِشَيْءٍ قَلِيلٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ .
وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ بِأَشْيَاءَ .
وَالْمُرَادُ بِالْخَوْفِ : مَا يَحْصُلُ لِمَنْ يَخْشَى مِنْ نُزُولِ ضَرَرٍ بِهِ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ غَيْرِهِ .
وَبِالْجُوعِ : الْمَجَاعَةُ الَّتِي تَحْصُلُ عِنْدَ الْجَدْبِ وَالْقَحْطِ .
وَبِنَقْصِ الْأَمْوَالِ : مَا يَحْدُثُ فِيهَا بِسَبَبِ الْجَوَائِحِ وَمَا أَوْجَبَهَ اللَّهُ فِيهَا مِنَ الزَّكَاةِ وَنَحْوِهَا .
وَبِنَقْصِ الْأَنْفُسِ : الْمَوْتُ وَالْقَتْلُ فِي الْجِهَادِ .
وَبِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ : مَا يُصِيبُهَا مِنَ الْآفَاتِ وَهُوَ مِنْ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ لِشُمُولِ الْأَمْوَالِ لِلثَّمَرَاتِ وَغَيْرِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ : مَوْتُ الْأَوْلَادِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ أَمْرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لِكُلِّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى التَّبْشِيرِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الْبِشَارَةِ .
وَالصَّبْرُ أَصْلُهُ الْحَبْسُ ، وَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=19585الْمُسْتَرْجِعُونَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ تَسْلِيمٌ وَرِضًا .
وَالْمُصِيبَةُ وَاحِدَةُ الْمَصَائِبِ : وَهِيَ النَّكْبَةُ الَّتِي يَتَأَذَّى بِهَا الْإِنْسَانُ وَإِنْ صَغُرَتْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ فِيهِ بَيَانُ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مَلْجَأٌ لِلْمُصَابِينَ وَعِصْمَةٌ لِلْمُمْتَحَنِينَ ، فَإِنَّهَا جَامِعَةٌ بَيْنَ الْإِقْرَارِ بِالْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ .
وَمَعْنَى الصَّلَوَاتِ هُنَا : الْمَغْفِرَةُ وَالثَّنَاءُ الْحَسَنُ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَعَلَى هَذَا فَذِكْرُ الرَّحْمَةِ لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ .
وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : الصَّلَاةُ : الرَّحْمَةُ وَالتَّعَطُّفُ ، فَوُضِعَتْ مَوْضِعَ الرَّأْفَةِ ، وَجَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَةِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27رَأْفَةً وَرَحْمَةً nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117رَءُوفٌ رَحِيمٌ وَالْمَعْنَى : عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ بَعْدَ رَأْفَةٍ وَرَحْمَةٌ بَعْدَ رَحْمَةٍ . انْتَهَى .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالرَّحْمَةِ : كَشْفُ الْكُرْبَةِ وَقَضَاءُ الْحَاجَةِ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157الْمُهْتَدُونَ قَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ ، وَإِنَّمَا وُصِفُوا هُنَا بِذَلِكَ لِكَوْنِهِمْ فَعَلُوا مَا فِيهِ الْوُصُولُ إِلَى طَرِيقِ الصَّوَابِ مِنَ الِاسْتِرْجَاعِ وَالتَّسْلِيمِ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12378إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : غُشِيَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَتْ نَفْسُهُ فِيهَا ، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا ، وَخَرَجَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=11720أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، فَلَبِثُوا سَاعَةً وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ ثُمَّ أَفَاقَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَنْدَهْ فِي الْمَعْرِفَةِ
عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قُتِلَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ بِبَدْرٍ ، وَفِيهِ وَفِي غَيْرِهِ نَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=154وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=154فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فِي قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ .
وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25561أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي أَجْوَافِ طُيُورِ خُضْرٍ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ .
فَمِنْهَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا عِنْدَ
أَحْمَدَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنِ مَاجَهْ .
وَرُوِيَ أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ تَكُونُ عَلَى صُوَرِ طُيُورٍ بِيضٍ ، كَمَا أَخْرَجَهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : بَلَغَنَا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا بِنَحْوِهِ ، وَرُوِيَ أَنَّهَا عَلَى صُوَرِ طُيُورٍ خُضْرٍ ، كَمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ عَنْ
كَعْبٍ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17259هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ
هُذَيْلٍ .
وَأَخْرَجَهُ عَنْهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي الْمُصَنَّفِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ الْآيَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ وَأَنَّهُ مُبْتَلِيهِمْ فِيهَا ، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّبْرِ وَبَشَّرَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ وَأَخْبَرَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا سَلَّمَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَرَجَعَ وَاسْتَرْجَعَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ مِنَ الْخَيْرِ : الصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ ، وَالرَّحْمَةُ ، وَتَخْفِيفُ سَبِيلِ الْهُدَى .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003487مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ جَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَهُ ، وَأَحْسَنَ عُقْبَاهُ ، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفًا صَالِحًا يَرْضَاهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15889رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=130وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا تَحْمِلُ النَّخْلَةُ فِيهِ إِلَّا تَمْرَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019490أُعْطِيَتْ أُمَّتِي شَيْئًا لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ مِنَ الْأُمَمِ أَنْ يَقُولُوا عِنْدَ الْمُصِيبَةِ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَقَدْ وَرَدَ فِي فَضْلِ الِاسْتِرْجَاعِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ .