وهي مكية في قول
الحسن وعطاء وعكرمة وجابر . قال
الحسن : إلا قوله : وسبح بحمد ربك [ غافر : 55 ] لأن الصلوات نزلت
بالمدينة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة : إلا آيتين نزلتا
بالمدينة ، وهما
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إن الذين يجادلون في آيات الله [ غافر : 56 ] والتي بعدها ، وهي خمس وثمانون آية ، وقيل : اثنتان وثمانون آية .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889_28860أنزلت سورة حم المؤمن بمكة . وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله .
وأخرج
ابن الضريس والنحاس ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أنزلت الحواميم السبع
بمكة .
وأخرج
ابن مردويه والديلمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب قال نزلت الحواميم جميعا
بمكة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول :
إن الله أعطاني السبع الحواميم مكان التوراة ، وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور ، وفضلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن نبي قبلي .
وأخرج
أبو عبيد في فضائله عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : إن لكل شيء لبابا ، وإن لباب القرآن آل حم .
وأخرج
أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=12798وابن الضريس ،
وابن المنذر ،
والحاكم ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : الحواميم ديباج القرآن . ، وأخرج
أبو عبيد ومحمد بن نصر وابن المنذر عنه قال : إذا وقعت في آل حم وقعت في دمثات أتأنق فيهن .
وأخرج
أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
الحواميم ديباج القرآن .
وأخرج
البيهقي في الشعب عن
خليل بن مرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
الحواميم سبع ، nindex.php?page=treesubj&link=30435وأبواب النار سبع ، تجيء كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول : اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني .
وأخرج
أبو عبيد وابن سعد ومحمد بن نصر ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021325من قرأ حم المؤمن أي : [ غافر : 1 - 3 ] وآية الكرسي [ البقرة : 255 ] حين يصبح ، حفظ بهما حتى يمسي ، ومن قرأهما حين [ ص: 1294 ] يمسي ، حفظ بهما حتى يصبح .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29011تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم
قوله : حم قرأ الجمهور بفتح الحاء مشبعا ، وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بإمالته إمالة محضة . وقرأ
أبو عمرو بإمالته بين بين ، وقرأ الجمهور حم بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري بضمها على أنها خبر مبتدأ مضمر أو مبتدأ والخبر ما بعده . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16748عيسى بن عمر الثقفي بفتحها على أنها منصوبة بفعل مقدر أو على أنها حركة بناء لا حركة إعراب . وقرأ
ابن أبي إسحاق وأبو السماك بكسرها لالتقاء الساكنين ، أو بتقدير القسم . وقرأ الجمهور بوصل الحاء بالميم . وقرأ
أبو جعفر بقطعها .
وقد اختلف في معناه ، فقيل : هو اسم من
nindex.php?page=treesubj&link=28723أسماء الله ، وقيل : اسم من
nindex.php?page=treesubj&link=28867أسماء القرآن .
وقال
الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي معناه قضى ، وجعلاه بمعنى حم أي : قضي ووقع ، وقيل : معناه حم أمر الله أي : قرب نصره لأوليائه وانتقامه من أعدائه .
وهذا كله تكلف لا موجب له وتعسف لا ملجئ إليه ، والحق أن هذه الفاتحة لهذه وأمثالها من المتشابه الذي استأثر الله بعلم معناه كما قدمنا تحقيقه في فاتحة سورة البقرة .
تنزيل الكتاب هو خبر ل حم على تقدير أنه مبتدأ ، أو خبر لمبتدأ مضمر ، أو هو مبتدأ وخبره من الله العزيز العليم قال
الرازي : المراد بـ تنزيل : المنزل ، والمعنى : أن
nindex.php?page=treesubj&link=28742_28860_28424القرآن منزل من عند الله ليس بكذب عليه .
والعزيز الغالب القاهر ، والعليم : الكثير العلم بخلقه وما يقولونه ويفعلونه .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب قال
الفراء : جعلها كالنعت للمعرفة ، وهي نكرة ، ووجه قوله هذا أن إضافتها لفظية ، ولكنه يجوز أن تجعل إضافتها معنوية كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن كل ما إضافته غير محضة يجوز أن تجعل محضة ، وتوصف به المعارف إلا الصفة المشبهة .
وأما الكوفيون فلم يستثنوا شيئا بل جعلوا الصفة المشبهة كاسم الفاعل في جواز جعلها إضافة محضة ، وذلك حيث لا يراد بها زمان مخصوص ، فيجوزون في شديد هنا أن تكون إضافته محضة . وعلى قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه لا بد من تأويله بمشدد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن هذه الصفات الثلاث مخفوضة على البدل . وروي عنه أنه جعل غافر وقابل مخفوضين على الوصف ، وشديد مخفوضا على البدل ؛ والمعنى : غافر الذنب لأوليائه وقابل توبتهم وشديد العقاب لأعدائه ، والتوب مصدر بمعنى التوبة من تاب يتوب توبة وتوبا ، وقيل : هو جمع توبة ، وقيل : غافر الذنب لمن قال لا إله إلا الله ، وقابل التوب من الشرك ، وشديد العقاب لمن لا يوحده ، وقوله : ذي الطول يجوز أن يكون صفة ؛ لأنه معرفة وأن يكون بدلا ، وأصل الطول الإنعام والتفضل أي : ذي الإنعام على عباده والتفضل عليهم . وقال
مجاهد : ذي الغنى والسعة . ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25ومن لم يستطع منكم طولا [ النساء : 25 ] أي : غنى وسعة ، وقال
عكرمة : ذي الطول : ذي المن .
قال
الجوهري : والطول بالفتح : المن يقال منه : طال عليه ويطول عليه إذا امتن عليه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : ذي الطول : ذي التفضل . قال
الماوردي : والفرق بين المن والتفضل أن المن عفو عن ذنب ، والتفضل إحسان غير مستحق .
ثم ذكر ما يدل على توحيده وأنه الحقيق بالعبادة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3لا إله إلا هو إليه المصير لا إلى غيره ، وذلك في اليوم الآخر .
ثم لما ذكر أن القرآن كتاب الله أنزله ليهتدى به في الدين ، ذكر أحوال من يجادل فيه لقصد إبطاله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا أي : ما يخاصم في دفع آيات الله وتكذيبها إلا الذين كفروا ، والمراد
nindex.php?page=treesubj&link=19153_19155الجدال بالباطل والقصد إلى دحض الحق كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ، فأما
nindex.php?page=treesubj&link=19155_28431الجدال لاستيضاح الحق ورفع اللبس والبحث عن الراجح والمرجوح وعن المحكم والمتشابه ودفع ما يتعلق به المبطلون من متشابهات القرآن ، وردهم بالجدال إلى المحكم فهو من أعظم ما يتقرب المتقربون ، وبذلك أخذ الله الميثاق على الذين أوتوا الكتاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه [ آل عمران : 187 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=159إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [ البقرة : 159 ] وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن [ العنكبوت : 46 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4فلا يغررك تقلبهم في البلاد لما حكم - سبحانه - على
nindex.php?page=treesubj&link=19156المجادلين في آيات الله بالكفر ، نهى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أن يغتر بشيء من حظوظهم الدنيوية فقال : فلا يغررك ما يفعلونه من التجارة في البلاد وما يحصلونه من الأرباح ويجمعونه من الأموال فإنهم معاقبون عما قليل وإن أمهلوا فإنهم لا يهملون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لا يغررك سلامتهم بعد كفرهم ، فإن عاقبتهم الهلاك .
قرأ الجمهور لا يغررك بفك الإدغام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير بالإدغام .
ثم بين حال من كان قبلهم ، وأن هؤلاء سلكوا سبيل أولئك في التكذيب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم [ ص: 1295 ] الضمير في بعدهم يرجع إلى قوم
نوح أي : وكذبت الأحزاب الذين تحزبوا على الرسل من بعد قوم
نوح كعاد وثمود nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه أي : همت كل أمة من تلك الأمم المكذبة برسولهم الذي أرسل إليهم ليأخذوه ليتمكنوا منه فيحبسوه ويعذبوه ويصيبوا منه ما أرادوا .
وقال
قتادة والسدي : ليقتلوه ، والأخذ قد يرد بمعنى الإهلاك ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=44ثم أخذتهم فكيف كان نكير [ الحج : 44 ] والعرب تسمي الأسير الأخيذ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق أي : خاصموا رسولهم بالباطل من القول ليدحضوا به الحق ليزيلوه ، ومنه مكان دحض : أي : مزلقة ، ومزلة أقدام ، والباطل داحض لأنه يزلق ويزول فلا يستقر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام : جادلوا الأنبياء بالشرك ليبطلوا به الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فأخذتهم فكيف كان عقاب أي : فأخذت هؤلاء المجادلين بالباطل ، فكيف كان عقابي الذي عاقبتهم به ، وحذف ياء المتكلم من عقاب اجتزاء بالكسرة عنها وصلا ووقفا لأنها رأس آية .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أي : وجبت وثبتت ولزمت ، يقال : حق الشيء إذا لزم وثبت ، والمعنى : وكما حقت كلمة العذاب على الأمم المكذبة لرسلهم حقت على الذين كفروا به وجادلوك بالباطل وتحزبوا عليك ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أنهم أصحاب النار للتعليل أي : لأجل أنهم مستحقون للنار . قال
الأخفش أي : لأنهم ، أو بأنهم . ويجوز أن تكون في محل رفع بدلا من كلمة .
قرأ الجمهور كلمة بالتوحيد ، وقرأ
نافع ،
وابن عامر " كلمات " بالجمع .
ثم ذكر أحوال
nindex.php?page=treesubj&link=29657حملة العرش ومن حوله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ومن حوله والموصول مبتدأ ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75يسبحون بحمد ربهم ، والجملة مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ببيان أن هذا الجنس من الملائكة الذين هم أعلى طبقاتهم يضمون إلى تسبيحهم لله والإيمان به الاستغفار للذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا ، والمراد بمن حول العرش : هم الملائكة الذين يطوفون به مهللين مكبرين ، وهو في محل رفع عطفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ، وهذا هو الظاهر .
وقيل : يجوز أن تكون في محل نصب عطفا على العرش ، والأول أولى .
والمعنى : أن الملائكة الذين يحملون العرش ، وكذلك الملائكة الذين هم حول العرش ينزهون الله ملتبسين بحمده على نعمه ويؤمنون بالله ويستغفرون الله لعباده المؤمنين به .
ثم بين - سبحانه -
nindex.php?page=treesubj&link=29747كيفية استغفارهم للمؤمنين فقال حاكيا عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وهو بتقدير القول أي : يقولون ربنا ، أو قائلين : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما انتصاب رحمة وعلما على التمييز المحول عن الفاعل ، والأصل وسعت رحمتك وعلمك كل شيء
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك أي : أوقعوا التوبة عن الذنوب واتبعوا سبيل الله ، وهو دين الإسلام
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7وقهم عذاب الجحيم أي : احفظهم منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8ربنا وأدخلهم جنات عدن وأدخلهم معطوف على قوله : " قهم " ووسط الجملة الندائية لقصد المبالغة بالتكرير ، ووصف جنات عدن بأنها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8التي وعدتهم إياها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم أي : وأدخل من صلح ، والمراد بالصلاح هاهنا : الإيمان بالله والعمل بما شرعه الله ، فمن فعل ذلك فقد صلح لدخول الجنة ، ويجوز عطف ومن صلح على الضمير في وعدتهم أي : ووعدت من صلح ، والأولى عطفه على الضمير الأول في وأدخلهم .
قال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : نصبه من مكانين إن شئت على الضمير في أدخلهم ، وإن شئت على الضمير في وعدتهم .
قرأ الجمهور بفتح اللام من صلح . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة بضمها . وقرأ الجمهور وذرياتهم على الجمع . وقرأ
عيسى بن عمر على الإفراد .
إنك أنت العزيز الحكيم أي : الغالب القاهر الكثير الحكمة الباهرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وقهم السيئات أي : العقوبات ، أو جزاء السيئات على تقدير مضاف محذوف .
قال
قتادة : وقهم ما يسوؤهم من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9ومن تق السيئات يومئذ أي : يوم القيامة فقد رحمته يقال : وقاه يقيه وقاية أي : حفظه ، ومعنى فقد رحمته أي : رحمته من عذابك وأدخلته جنتك ، والإشارة بقوله : وذلك إلى ما تقدم من إدخالهم الجنات ، ووقايتهم السيئات وهو مبتدأ ، وخبره هو الفوز العظيم أي : الظفر الذي لا ظفر مثله ، والنجاة التي لا تساويها نجاة .
وأخرج
ابن مردويه عن
أبي أمامة قال : حم اسم من أسماء الله .
وأخرج
عبد الرزاق ، في المصنف
وأبو عبيد وابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم وصححه ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب بن أبي صفرة قال : حدثني من
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021326سمع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول ليلة الخندق إن أتيتم الليلة فقولوا حم لا ينصرون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والحاكم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021327إنكم تلقون عدوكم فليكن شعاركم حم لا ينصرون .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3ذي الطول قال : ذي السعة والغنى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب الآية قال : غافر الذنب لمن يقول لا إله إلا الله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وقابل التوب ممن يقول لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا إله إلا الله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3ذي الطول ذي الغنى لا إله إلا هو كانت كفار
قريش لا يوحدونه فوحد نفسه إليه المصير مصير من يقول لا إله إلا الله فيدخله الجنة ، ومصير من لا يقول لا إله إلا الله فيدخله النار .
وأخرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021328إن جدالا في القرآن كفر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وأبو داود عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021329مراء في القرآن كفر .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ وَجَابِرٍ . قَالَ
الْحَسَنُ : إِلَّا قَوْلَهُ : وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ [ غَافِرٍ : 55 ] لِأَنَّ الصَّلَوَاتِ نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ : إِلَّا آيَتَيْنِ نَزَلَتَا
بِالْمَدِينَةِ ، وَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ [ غَافِرٍ : 56 ] وَالَّتِي بَعْدَهَا ، وَهِيَ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ آيَةً ، وَقِيلَ : اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ آيَةً .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889_28860أُنْزِلَتْ سُورَةُ حم الْمُؤْمِنِ بِمَكَّةَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ وَالنَّحَّاسُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أُنْزِلَتِ الْحَوَامِيمُ السَّبْعُ
بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالدَّيْلَمِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=24سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ نَزَلَتِ الْحَوَامِيمُ جَمِيعًا
بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي السَّبْعَ الْحَوَامِيمَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ ، وَأَعْطَانِيَ الرَّاءَاتِ إِلَى الطَّوَاسِينِ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ وَأَعْطَانِي مَا بَيْنَ الطَّوَاسِينِ إِلَى الْحَوَامِيمِ مَكَانَ الزَّبُورِ ، وَفَضَّلَنِي بِالْحَوَامِيمِ وَالْمُفَصَّلِ مَا قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ لُبَابًا ، وَإِنَّ لُبَابَ الْقُرْآنِ آلُ حم .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12798وَابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : الْحَوَامِيمُ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ . ، وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ : إِذَا وَقَعْتُ فِي آلِ حم وَقَعْتُ فِي دَمِثَاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالدَّيْلَمِيُّ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
الْحَوَامِيمُ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
خَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
الْحَوَامِيمُ سَبْعٌ ، nindex.php?page=treesubj&link=30435وَأَبْوَابُ النَّارِ سَبْعٌ ، تَجِيءُ كُلُّ حم مِنْهَا تَقِفُ عَلَى بَابٍ مِنْ هَذِهِ الْأَبْوَابِ تَقُولُ : اللَّهُمَّ لَا تُدْخِلْ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِي وَيَقْرَأُنِي .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021325مَنْ قَرَأَ حم الْمُؤْمِنَ أَيْ : [ غَافِرٍ : 1 - 3 ] وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ [ الْبَقَرَةِ : 255 ] حِينَ يُصْبِحُ ، حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ قَرَأَهُمَا حِينَ [ ص: 1294 ] يُمْسِي ، حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُصْبِحَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29011تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
قَوْلُهُ : حم قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْحَاءِ مُشْبَعًا ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِإِمَالَتِهِ إِمَالَةً مَحْضَةً . وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو بِإِمَالَتِهِ بَيْنَ بَيْنَ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ حم بِسُكُونِ الْمِيمِ كَسَائِرِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ بِضَمِّهَا عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مُضْمَرٍ أَوْ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ مَا بَعْدَهُ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16748عِيسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ بِفَتْحِهَا عَلَى أَنَّهَا مَنْصُوبَةٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ أَوْ عَلَى أَنَّهَا حَرَكَةُ بِنَاءٍ لَا حَرَكَةُ إِعْرَابٍ . وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو السَّمَّاكِ بِكَسْرِهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، أَوْ بِتَقْدِيرِ الْقَسَمِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِوَصْلِ الْحَاءِ بِالْمِيمِ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ بِقَطْعِهَا .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ ، فَقِيلَ : هُوَ اسْمٌ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28723أَسْمَاءِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : اسْمٌ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28867أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ مَعْنَاهُ قَضَى ، وَجَعَلَاهُ بِمَعْنَى حُمَّ أَيْ : قُضِيَ وَوَقَعَ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ حُمَّ أَمْرُ اللَّهِ أَيْ : قَرُبَ نَصْرُهُ لِأَوْلِيَائِهِ وَانْتِقَامُهُ مِنْ أَعْدَائِهِ .
وَهَذَا كُلُّهُ تَكَلُّفٌ لَا مُوجِبَ لَهُ وَتَعَسُّفٌ لَا مُلْجِئَ إِلَيْهِ ، وَالْحَقُّ أَنَّ هَذِهِ الْفَاتِحَةَ لِهَذِهِ وَأَمْثَالِهَا مِنَ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِ مَعْنَاهُ كَمَا قَدَّمْنَا تَحْقِيقَهُ فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ هُوَ خَبَرٌ لِ حم عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ ، أَوْ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مُضْمَرٍ ، أَوْ هُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ قَالَ
الرَّازِيُّ : الْمُرَادُ بِـ تَنْزِيلُ : الْمُنَزَّلُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28742_28860_28424الْقُرْآنَ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَيْسَ بِكَذِبٍ عَلَيْهِ .
وَالْعَزِيزُ الْغَالِبُ الْقَاهِرُ ، وَالْعَلِيمُ : الْكَثِيرُ الْعِلْمِ بِخَلْقِهِ وَمَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ قَالَ
الْفَرَّاءُ : جَعَلَهَا كَالنَّعْتِ لِلْمَعْرِفَةِ ، وَهِيَ نَكِرَةٌ ، وَوَجْهُ قَوْلِهِ هَذَا أَنَّ إِضَافَتَهَا لَفْظِيَّةٌ ، وَلَكِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ تُجْعَلَ إِضَافَتُهَا مَعْنَوِيَّةً كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّ كُلَّ مَا إِضَافَتُهُ غَيْرُ مَحْضَةٍ يَجُوزُ أَنْ تُجْعَلَ مَحْضَةً ، وَتُوصَفُ بِهِ الْمَعَارِفُ إِلَّا الصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ .
وَأَمَّا الْكُوفِيُّونَ فَلَمْ يَسْتَثْنُوا شَيْئًا بَلْ جَعَلُوا الصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ كَاسْمِ الْفَاعِلِ فِي جَوَازِ جَعْلِهَا إِضَافَةً مَحْضَةً ، وَذَلِكَ حَيْثُ لَا يُرَادُ بِهَا زَمَانٌ مَخْصُوصٌ ، فَيُجَوِّزُونَ فِي شَدِيدِ هُنَا أَنْ تَكُونَ إِضَافَتُهُ مَحْضَةً . وَعَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ لَا بُدَّ مِنْ تَأْوِيلِهِ بِمُشَدَّدٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ الثَّلَاثَ مَخْفُوضَةٌ عَلَى الْبَدَلِ . وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ جَعَلَ غَافِرَ وَقَابِلَ مَخْفُوضَيْنِ عَلَى الْوَصْفِ ، وَشَدِيدَ مَخْفُوضًا عَلَى الْبَدَلِ ؛ وَالْمَعْنَى : غَافِرِ الذَّنْبِ لِأَوْلِيَائِهِ وَقَابِلِ تَوْبَتِهِمْ وَشَدِيدِ الْعِقَابِ لِأَعْدَائِهِ ، وَالتَّوْبُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّوْبَةِ مِنْ تَابَ يَتُوبُ تَوْبَةً وَتَوْبًا ، وَقِيلَ : هُوَ جَمْعُ تَوْبَةٍ ، وَقِيلَ : غَافِرِ الذَّنْبِ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَقَابِلِ التَّوْبِ مِنَ الشِّرْكِ ، وَشَدِيدِ الْعِقَابِ لِمَنْ لَا يُوَحِّدُهُ ، وَقَوْلُهُ : ذِي الطَّوْلِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً ؛ لِأَنَّهُ مَعْرِفَةٌ وَأَنْ يَكُونَ بَدَلًا ، وَأَصْلُ الطَّوْلِ الْإِنْعَامُ وَالتَّفَضُّلُ أَيْ : ذِي الْإِنْعَامِ عَلَى عِبَادِهِ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيْهِمْ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : ذِي الْغِنَى وَالسَّعَةِ . وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا [ النِّسَاءِ : 25 ] أَيْ : غِنًى وَسَعَةً ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : ذِي الطَّوْلِ : ذِي الْمَنِّ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالطَّوْلُ بِالْفَتْحِ : الْمَنُّ يُقَالُ مِنْهُ : طَالَ عَلَيْهِ وَيَطُولُ عَلَيْهِ إِذَا امْتَنَّ عَلَيْهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : ذِي الطَّوْلِ : ذِي التَّفَضُّلِ . قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمَنِّ وَالتَّفَضُّلِ أَنَّ الْمَنَّ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ ، وَالتَّفَضُّلَ إِحْسَانٌ غَيْرُ مُسْتَحَقٍّ .
ثُمَّ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَأَنَّهُ الْحَقِيقُ بِالْعِبَادَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ لَا إِلَى غَيْرِهِ ، وَذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْآخِرِ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ أَنَّ الْقُرْآنَ كِتَابُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ لِيُهْتَدَى بِهِ فِي الدِّينِ ، ذَكَرَ أَحْوَالَ مَنْ يُجَادِلُ فِيهِ لِقَصْدِ إِبْطَالِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ : مَا يُخَاصِمُ فِي دَفْعِ آيَاتِ اللَّهِ وَتَكْذِيبِهَا إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَالْمُرَادُ
nindex.php?page=treesubj&link=19153_19155الْجِدَالُ بِالْبَاطِلِ وَالْقَصْدُ إِلَى دَحْضِ الْحَقِّ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ، فَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=19155_28431الْجِدَالُ لِاسْتِيضَاحِ الْحَقِّ وَرَفْعِ اللَّبْسِ وَالْبَحْثِ عَنِ الرَّاجِحِ وَالْمَرْجُوحِ وَعَنِ الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ وَدَفْعِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْمُبْطِلُونَ مِنْ مُتَشَابِهَاتِ الْقُرْآنِ ، وَرَدِّهِمْ بِالْجِدَالِ إِلَى الْمُحْكَمِ فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ الْمُتَقَرِّبُونَ ، وَبِذَلِكَ أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ عَلَى الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ [ آلِ عِمْرَانَ : 187 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=159إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [ الْبَقَرَةِ : 159 ] وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ الْعَنْكَبُوتِ : 46 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ لَمَّا حَكَمَ - سُبْحَانَهُ - عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=19156الْمُجَادِلِينَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِالْكُفْرِ ، نَهَى رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَنْ يَغْتَرَّ بِشَيْءٍ مِنْ حُظُوظِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ فَقَالَ : فَلَا يَغْرُرْكَ مَا يَفْعَلُونَهُ مِنَ التِّجَارَةِ فِي الْبِلَادِ وَمَا يُحَصِّلُونَهُ مِنَ الْأَرْبَاحِ وَيَجْمَعُونَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ فَإِنَّهُمْ مُعَاقَبُونَ عَمَّا قَلِيلٍ وَإِنْ أُمْهِلُوا فَإِنَّهُمْ لَا يُهْمَلُونَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَا يَغْرُرْكَ سَلَامَتُهُمْ بَعْدَ كُفْرِهِمْ ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُمُ الْهَلَاكُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ لَا يَغْرُرْكَ بِفَكِّ الْإِدْغَامِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ بِالْإِدْغَامِ .
ثُمَّ بَيَّنَ حَالَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ ، وَأَنَّ هَؤُلَاءِ سَلَكُوا سَبِيلَ أُولَئِكَ فِي التَّكْذِيبِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ [ ص: 1295 ] الضَّمِيرُ فِي بَعْدِهِمْ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِ
نُوحٍ أَيْ : وَكَذَّبَتِ الْأَحْزَابُ الَّذِينَ تَحَزَّبُوا عَلَى الرُّسُلِ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ
نُوحٍ كَعَادٍ وَثَمُودَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ أَيْ : هَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ مِنْ تِلْكَ الْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ بِرَسُولِهِمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ لِيَأْخُذُوهُ لِيَتَمَكَّنُوا مِنْهُ فَيَحْبِسُوهُ وَيُعَذِّبُوهُ وَيُصِيبُوا مِنْهُ مَا أَرَادُوا .
وَقَالَ
قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ : لِيَقْتُلُوهُ ، وَالْأَخْذُ قَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى الْإِهْلَاكِ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=44ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [ الْحَجِّ : 44 ] وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْأَسِيرَ الْأَخِيذَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ أَيْ : خَاصَمُوا رَسُولَهُمْ بِالْبَاطِلِ مِنَ الْقَوْلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ لِيُزِيلُوهُ ، وَمِنْهُ مَكَانٌ دَحْضٌ : أَيْ : مُزْلِقَةٌ ، وَمُزِلَّةُ أَقْدَامٍ ، وَالْبَاطِلُ دَاحِضٌ لِأَنَّهُ يَزْلَقُ وَيَزُولُ فَلَا يَسْتَقِرُّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ : جَادَلُوا الْأَنْبِيَاءَ بِالشِّرْكِ لِيُبْطِلُوا بِهِ الْإِيمَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ أَيْ : فَأَخَذْتُ هَؤُلَاءِ الْمُجَادِلِينَ بِالْبَاطِلِ ، فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِي الَّذِي عَاقَبْتُهُمْ بِهِ ، وَحَذْفُ يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ مِنْ عِقَابِ اجْتِزَاءٌ بِالْكَسْرَةِ عَنْهَا وَصْلًا وَوَقْفًا لِأَنَّهَا رَأْسُ آيَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ : وَجَبَتْ وَثَبَتَتْ وَلَزِمَتْ ، يُقَالُ : حَقَّ الشَّيْءُ إِذَا لَزِمَ وَثَبَتَ ، وَالْمَعْنَى : وَكَمَا حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ لِرُسُلِهِمْ حَقَّتْ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بِهِ وَجَادَلُوكَ بِالْبَاطِلِ وَتَحَزَّبُوا عَلَيْكَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ لِلتَّعْلِيلِ أَيْ : لِأَجْلِ أَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ لِلنَّارِ . قَالَ
الْأَخْفَشُ أَيْ : لِأَنَّهُمْ ، أَوْ بِأَنَّهُمْ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ بَدَلًا مِنْ كَلِمَةُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ كَلِمَةُ بِالتَّوْحِيدِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ " كَلِمَاتٌ " بِالْجَمْعِ .
ثُمَّ ذَكَرَ أَحْوَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=29657حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَمَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ وَالْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَسْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِبَيَانِ أَنَّ هَذَا الْجِنْسَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَى طَبَقَاتِهِمْ يَضُمُّونَ إِلَى تَسْبِيحِهِمْ لِلَّهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ الِاسْتِغْفَارَ لِلَّذِينِ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَصَدَقُوا ، وَالْمُرَادُ بِمَنْ حَوْلَ الْعَرْشِ : هُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَطُوفُونَ بِهِ مُهَلِّلِينَ مُكَبِّرِينَ ، وَهُوَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَطْفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ .
وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى الْعَرْشِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ، وَكَذَلِكَ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ هُمْ حَوْلَ الْعَرْشِ يُنَزِّهُونَ اللَّهَ مُلْتَبِسِينَ بِحَمْدِهِ عَلَى نِعَمِهِ وَيُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=treesubj&link=29747كَيْفِيَّةَ اسْتِغْفَارِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ حَاكِيًا عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا وَهُوَ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ أَيْ : يَقُولُونَ رَبَّنَا ، أَوْ قَائِلِينَ : رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا انْتِصَابُ رَحْمَةً وَعِلْمًا عَلَى التَّمْيِيزِ الْمُحَوَّلِ عَنِ الْفَاعِلِ ، وَالْأَصْلُ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ وَعِلْمُكَ كُلَّ شَيْءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ أَيْ : أَوْقَعُوا التَّوْبَةَ عَنِ الذُّنُوبِ وَاتَّبَعُوا سَبِيلَ اللَّهِ ، وَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ أَيِ : احْفَظْهُمْ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَأَدْخِلْهُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : " قِهِمْ " وَوَسَّطَ الْجُمْلَةَ النِّدَائِيَّةَ لِقَصْدِ الْمُبَالَغَةِ بِالتَّكْرِيرِ ، وَوَصَفَ جَنَّاتِ عَدْنٍ بِأَنَّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8الَّتِي وَعَدْتَهُمْ إِيَّاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ أَيْ : وَأَدْخِلْ مَنْ صَلَحَ ، وَالْمُرَادُ بِالصَّلَاحِ هَاهُنَا : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْعَمَلُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ صَلَحَ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ ، وَيَجُوزُ عَطْفُ وَمَنْ صَلَحَ عَلَى الضَّمِيرِ فِي وَعَدْتَهُمْ أَيْ : وَوَعَدْتَ مَنْ صَلَحَ ، وَالْأَوْلَى عَطْفُهُ عَلَى الضَّمِيرِ الْأَوَّلِ فِي وَأَدْخِلْهُمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : نَصْبُهُ مِنْ مَكَانَيْنِ إِنْ شِئْتَ عَلَى الضَّمِيرِ فِي أَدْخِلْهُمْ ، وَإِنْ شِئْتَ عَلَى الضَّمِيرِ فِي وَعَدْتَهُمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ اللَّامِ مَنْ صَلَحَ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِضَمِّهَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ وَذُرِّيَّاتِهِمْ عَلَى الْجَمْعِ . وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ عَلَى الْإِفْرَادِ .
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَيِ : الْغَالِبُ الْقَاهِرُ الْكَثِيرُ الْحِكْمَةِ الْبَاهِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ أَيِ : الْعُقُوبَاتِ ، أَوْ جَزَاءَ السَّيِّئَاتِ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ .
قَالَ
قَتَادَةُ : وَقِهِمْ مَا يَسُوؤُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=9وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَدْ رَحِمْتَهُ يُقَالُ : وَقَاهُ يَقِيهِ وِقَايَةً أَيْ : حَفِظَهُ ، وَمَعْنَى فَقَدْ رَحِمْتَهُ أَيْ : رَحِمْتَهُ مِنْ عَذَابِكَ وَأَدْخَلْتَهُ جَنَّتَكَ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : وَذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ إِدْخَالِهِمُ الْجَنَّاتِ ، وَوِقَايَتِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أَيِ : الظَّفَرُ الَّذِي لَا ظَفَرَ مِثْلُهُ ، وَالنَّجَاةُ الَّتِي لَا تُسَاوِيهَا نَجَاةٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : حم اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، فِي الْمُصَنَّفِ
وَأَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ سَعْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15350الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021326سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لَيْلَةَ الْخَنْدَقِ إِنْ أُتِيتُمُ اللَّيْلَةَ فَقُولُوا حم لَا يُنْصَرُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021327إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29011قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3ذِي الطَّوْلِ قَالَ : ذِي السَّعَةِ وَالْغِنَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ الْآيَةَ قَالَ : غَافِرِ الذَّنْبِ لِمَنْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3وَقَابِلِ التَّوْبِ مِمَّنْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَدِيدِ الْعِقَابِ لِمَنْ لَا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3ذِي الطَّوْلِ ذِي الْغِنَى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كَانَتْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ لَا يُوَحِّدُونَهُ فَوَحَّدَ نَفْسَهُ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ مَصِيرُ مَنْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، وَمَصِيرُ مَنْ لَا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيُدْخِلُهُ النَّارَ .
وَأَخْرَجَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021328إِنَّ جِدَالًا فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021329مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ .