nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71nindex.php?page=treesubj&link=29007أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ( 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=32412_32409_32424_33679ذكر - سبحانه - قدرته العظيمة ، وإنعامه على عبيده وجحد الكفار لنعمه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما والهمزة للإنكار والتعجيب من حالهم ، والواو للعطف على مقدر كما في نظائره ، والرؤية هي القلبية أي : أو لم يعلموا بالتفكر والاعتبار
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أنا خلقنا لهم : أي : لأجلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71مما عملت أيدينا أي : مما أبدعناه ، وعملناه من غير واسطة ، ولا شركة ، وإسناد العمل إلى الأيدي مبالغة في الاختصاص والتفرد بالخلق ، كما يقول الواحد منا : عملته بيدي للدلالة على تفرده بعمله ، و ( ما ) بمعنى : الذي ، وحذف العائد لطول الصلة ، ويجوز أن تكون مصدرية ، والأنعام جمع نعم ، وهي البقر ، والغنم ، والإبل ، وقد سبق تحقيق الكلام فيها .
ثم ذكر - سبحانه -
nindex.php?page=treesubj&link=32414المنافع المترتبة على خلق الأنعام ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71فهم لها مالكون أي : ضابطون قاهرون يتصرفون بها كيف شاءوا ، ولو خلقناها وحشية لنفرت عنهم ، ولم يقدروا على ضبطها ، ويجوز أن يكون المراد : أنها صارت في أملاكهم ، ومعدودة من جملة أموالهم المنسوبة إليهم نسبة الملك .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وذللناها لهم أي : جعلناها لهم مسخرة لا تمتنع مما يريدون منها من منافعهم حتى الذبح ، ويقودها الصبي فتنقاد له ويزجرها فتنزجر ، والفاء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72فمنها ركوبهم لتفريع أحكام التذليل عليه أي : فمنها مركوبهم الذي يركبونه كما يقال : ناقة حلوب أي : محلوبة .
قرأ الجمهور : ركوبهم بفتح الراء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
والحسن ،
وابن السميفع بضم الراء على المصدر .
وقرأ
أبي ،
وعائشة " ركوبتهم " ، والركوب والركوبة واحد ، مثل الحلوب والحلوبة ، والحمول والحمولة .
وقال
أبو عبيدة : الركوبة تكون للواحدة والجماعة ، والركوب لا يكون إلا للجماعة .
وزعم
أبو حاتم أنه لا يجوز : " فمنها ركوبهم " بضم الراء ; لأنه مصدر ، والركوب ما يركب ، وأجاز ذلك
الفراء كما يقال : فمنها أكلهم ومنها شربهم ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72ومنها يأكلون ما يأكلونه من لحمها ، و ( من ) للتبعيض .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73ولهم فيها منافع أي : لهم في الأنعام منافع غير الركوب لها والأكل منها وهي ما ينتفعون به من أصوافها وأوبارها وأشعارها وما يتخذونه من الأدهان من شحومها ، وكذلك الحمل عليها والحراثة بها ومشارب أي : ولهم فيها مشارب مما يحصل من ألبانها
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73أفلا يشكرون الله على هذه النعم ويوحدونه ، ويخصونه بالعبادة .
ثم ذكر - سبحانه - جهلهم واغترارهم ووضعهم كفران النعم مكان شكرها ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74واتخذوا من دون الله آلهة من الأصنام ونحوها يعبدونها ، ولا قدرة لها على شيء ، ولم يحصل لهم منها فائدة ، ولا عاد عليهم من عبادتها عائدة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74لعلهم ينصرون أي : رجاء أن ينصروا من جهتهم إن نزل بهم عذاب أو دهمهم أمر من الأمور .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75لا يستطيعون نصرهم مستأنفة لبيان بطلان ما رجوه منها وأملوه من نفعها ، وجمعهم بالواو والنون جمع العقلاء بناء على زعم المشركين أنهم ينفعون ويضرون ويعقلون
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75وهم لهم جند محضرون أي : والكفار جند للأصنام محضرون أي : يحضرونهم في الدنيا .
قال الحسن : يمنعون منهم ويدفعون عنهم ، وقال
قتادة أي : يغضبون لهم في الدنيا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ينتصرون للأصنام وهي لا تستطيع نصرهم .
وقيل : المعنى : يعبدون الآلهة ، ويقومون بها فهم لهم بمنزلة الجند ، هذه الأقوال على جعل ضمير " هم " للمشركين وضمير " لهم " للآلهة ، وقيل : وهم ، أي : الآلهة لهم ، أي : للمشركين ، جند محضرون معهم في النار فلا يدفع بعضهم عن بعض .
وقيل : معناه : وهذه الأصنام لهؤلاء الكفار جند الله عليهم في جهنم ; لأنهم يلعنونهم ويتبرءون منهم .
وقيل : المعنى : إن
nindex.php?page=treesubj&link=29434الكفار يعتقدون أن الأصنام جند لهم يحضرون يوم القيامة لإعانتهم .
ثم سلى - سبحانه - نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76فلا يحزنك قولهم هذا القول هو ما يفيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74واتخذوا من دون الله آلهة فإنهم لا بد أن يقولوا هؤلاء آلهتنا وإنها شركاء لله في المعبودية ونحو ذلك ، وهو نهي للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عن التأثر بذلك . وقيل إنه نهي لهم عن الأسباب التي تحزن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإن النهي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن التأثر لما يصدر منهم هو من باب : " لا أرينك هاهنا " فإنه يراد به نهي من خاطبه عن الحضور لديه ، لا نهي نفسه عن الرؤية ، وهذا بعيد ، والأول أولى ، والكلام من باب التسلية كما ذكرنا .
ويجوز أن يكون المراد بالقول المذكور هو قولهم : إنه ساحر وشاعر ومجنون ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون [ ص: 1233 ] لتعليل ما تقدم من النهي .
فإن علمه - سبحانه - بما يظهرون ويضمرون مستلزم المجازاة لهم بذلك .
وأن جميع ما صدر منهم لا يعزب عنه سواء كان خافيا أو باديا ، سرا أو جهرا ، مظهرا أو مضمرا .
وتقديم السر على الجهر للمبالغة في شمول علمه لجميع المعلومات .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة مستأنفة مسوقة لبيان إقامة الحجة على من أنكر البعث وللتعجيب من جهله ، فإن مشاهدة خلقهم في أنفسهم على هذه الصفة من البداية إلى النهاية مستلزمة للاعتراف بقدرة القادر الحكيم على ما هو دون ذلك من بعث الأجسام وردها كما كانت ، والإنسان المذكور في الآية المراد به جنس الإنسان كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا [ مريم : 67 ] ولا وجه لتخصيصه بإنسان معين كما قيل : إنه
عبد الله بن أبي ، وأنه قيل له ذلك لما أنكر البعث . وقال
الحسن : هو
أمية بن خلف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : فهو
العاص بن وائل السهمي . وقال
قتادة ومجاهد : هو
أبي بن خلف الجمحي ، فإن أحد هؤلاء وإن كان سببا للنزول فمعنى الآية خطاب الإنسان من حيث هو ، لا إنسان معين ، ويدخل من كان سببا للنزول تحت جنس الإنسان دخولا أوليا ، والنطفة هي اليسير من الماء ، وقد تقدم تحقيق معناها
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77فإذا هو خصيم مبين هذه الجملة معطوفة على الجملة المنفية قبلها داخلة معها في حيز الإنكار المفهوم من الاستفهام ، و ( إذا ) هي الفجائية أي : ألم ير الإنسان أنا خلقناه من أضعف الأشياء ، ففجأ خصومتنا في أمر قد قامت فيه عليه حجج الله ، وبراهينه ، والخصيم الشديد الخصومة الكثير الجدال ، ومعنى المبين : المظهر لما يقوله الموضح له بقوة عارضته وطلاقة لسانه .
وهكذا جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وضرب لنا مثلا ونسي خلقه معطوفة على الجملة المنفية داخلة في حيز الإنكار المفهوم من الاستفهام ، فهي تكميل للتعجيب من حال الإنسان وبيان جهله بالحقائق وإهماله للتفكر في نفسه فضلا عن التفكر في سائر مخلوقات الله ، ويجوز أن تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77فإذا هو خصيم معطوفة على " خلقنا " ، وهذه معطوفة عليها أي : أورد في شأننا قصة غريبة كالمثل : وهي إنكاره أحيانا للعظام ، و ( نسي خلقه ) أي : خلقنا إياه ، وهذه الجملة معطوفة على ( ضرب ) ، أو في محل نصب على الحال بتقدير قد ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78قال من يحيي العظام وهي رميم استئناف جوابا عن سؤال مقدر كأنه قيل : ما هذا المثل الذي ضربه ؟ فقيل : قال : من يحيي العظام وهي رميم ، وهذا الاستفهام للإنكار لأنه قاس قدرة الله على قدرة العبد ، فأنكر أن الله يحيي العظام البالية حيث لم يكن ذلك في مقدور البشر ، يقال : رم العظم يرم رما ، إذا بلي فهو رميم ورمام وإنما قال : رميم ، ولم يقل : رميمة ، مع كونه خبرا للمؤنث لأنه اسم لما بلي من العظام غير صفة كالرمة والرفات .
وقيل : لكونه معدولا عن فاعله وكل معدول عن وجهه يكون مصروفا عن إعرابه كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28وما كانت أمك بغيا [ مريم : 28 ] لأنه مصروف عن باغية ، كذا قال
البغوي والقرطبي وقال بالأول صاحب الكشاف .
والأولى أن يقال : إنه فعيل بمعنى فاعل أو مفعول وهو يستوي فيه المذكر والمؤنث كما قيل : في جريح وصبور .
ثم أجاب - سبحانه - عن الضارب لهذا المثل فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قل يحييها الذي أنشأها أول مرة أي : ابتدأها وخلقها أول مرة من غير شيء ، ومن قدر على النشأة الأولى قدر على النشأة الثانية
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79وهو بكل خلق عليم لا يخفى عليه خافية ولا يخرج عن علمه خارج كائنا ما كان .
وقد استدل
أبو حنيفة وبعض أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بهذه الآية على أن العظام مما تحله الحياة وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا تحله الحياة وأن المراد بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78من يحيي العظام من يحيي أصحاب العظام على تقدير مضاف محذوف ، ورد بأن هذا التقدير خلاف الظاهر .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا هذا رجوع منه - سبحانه - إلى تقرير ما تقدم من دفع استبعادهم ، فنبه - سبحانه - على وحدانيته ودل على قدرته على إحياء الموات بما يشاهدونه من إخراج النار المحرقة من العود الندي الرطب ، وذلك أن الشجر المعروف بالمرخ والشجر المعروف بالعفار إذا قطع منهما عودان وضرب أحدهما على الآخر انقدحت منهما النار وهما أخضران .
وقيل : المرخ هو الذكر والعفار هو الأنثى ، ويسمى الأول الزند والثاني الزندة ، وقال : ( الأخضر ) ، ولم يقل : الخضراء ؛ اعتبارا باللفظ .
وقرئ " الخضر " اعتبارا بالمعنى ، وقد تقرر أنه يجوز تذكير اسم الجنس وتأنيثه كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20نخل منقعر [ القمر : 20 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7نخل خاوية [ الحاقة : 7 ]
فبنو تميم ونجد يذكرونه
وأهل الحجاز يؤنثونه إلا نادرا ، والموصول بدل من الموصول الأول
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80فإذا أنتم منه توقدون أي : تقدحون منه النار ، وتوقدونها من ذلك الشجر الأخضر .
ثم ذكر - سبحانه - ما هو أعظم خلقا من الإنسان فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم والهمزة للإنكار ، والواو للعطف على مقدر كنظائره ، ومعنى الآية : أن من قدر على خلق السماوات والأرض وهما في غاية العظم وكبر الأجزاء يقدر على إعادة خلق البشر الذي هو صغير الشكر ضعيف القوة ، كما قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس [ غافر : 57 ] .
قرأ الجمهور بقادر بصيغة اسم الفاعل . وقرأ
الجحدري ،
وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وسلام بن المنذر وأبو يعقوب الحضرمي " يقدر " بصيغة الفعل المضارع .
ثم أجاب - سبحانه - عما أفاده الاستفهام من الإنكار التقريري بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بلى وهو الخلاق العليم أي : بلى هو قادر على ذلك وهو المبالغ في الخلق والعلم على أكمل وجه وأتمه . وقرأ الحسن ، والجحدري ومالك بن دينار " وهو الخالق " .
ثم ذكر - سبحانه - ما يدل على كمال قدرته وتيسر المبدأ والإعادة عليه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون أي : إنما شأنه - سبحانه - إذا تعلقت إرادته بشيء من الأشياء أن يقول له احدث فيحدث من غير توقف على شيء آخر
[ ص: 1234 ] أصلا ، وقد تقدم تفسير هذا في سورة النحل وفي البقرة .
قرأ الجمهور فيكون بالرفع على الاستئناف . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بالنصب عطفا على يقول .
ثم نزه سبحانه نفسه عن أن يوصف بغير القدرة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء والملكوت في كلام العرب لفظ مبالغة في الملك كالجبروت والرحموت كأنه قال : فسبحان الذي بيده مالكية الأشياء الكلية .
قال
قتادة : ملكوت كل شيء : مفاتح كل شيء .
قرأ الجمهور ملكوت وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف ،
nindex.php?page=showalam&ids=12402وإبراهيم التيمي " ملكة " بزنة شجرة ، وقرئ " مملكة " بزنة مفعلة ، وقرئ " ملك " والملكوت أبلغ من الجميع .
وقرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83وإليه ترجعون بالفوقية على الخطاب مبنيا للمفعول .
وقرأ
السلمي nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش وأصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بالتحتية على الغيبة مبنيا للمفعول أيضا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي على البناء للفاعل أي : ترجعون إليه لا إلى غيره ، وذلك في الدار الآخرة بعد البعث .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، في معجمه
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في البعث
والضياء في المختارة
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021255عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : " جاء العاص بن وائل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعظم حائل ففته بيده فقال : يا محمد أيحيي الله هذا بعد ما أرى ؟ قال : نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ، فنزلت الآيات من آخر يس nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة إلى آخر السورة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه عنه قال : جاء
عبد الله بن أبي في يده عظم حائل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وذكر مثل ما تقدم قال
ابن كثير : وهذا منكر ، لأن السورة
مكية وعبد الله بن أبي إنما كان
بالمدينة .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : جاء
أبي بن خلف الجمحي وذكر نحو ما تقدم .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا قال : نزلت في
أبي جهل وذكر نحو ما تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71nindex.php?page=treesubj&link=29007أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ( 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32412_32409_32424_33679ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - قُدْرَتَهُ الْعَظِيمَةَ ، وَإِنْعَامَهُ عَلَى عَبِيدِهِ وَجَحْدَ الْكُفَّارِ لِنِعَمِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ وَالتَّعْجِيبِ مِنْ حَالِهِمْ ، وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ ، وَالرُّؤْيَةُ هِيَ الْقَلْبِيَّةُ أَيْ : أَوَ لَمْ يَعْلَمُوا بِالتَّفَكُّرِ وَالِاعْتِبَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ : أَيْ : لِأَجْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَيْ : مِمَّا أَبْدَعْنَاهُ ، وَعَمِلْنَاهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ ، وَلَا شَرِكَةٍ ، وَإِسْنَادُ الْعَمَلِ إِلَى الْأَيْدِي مُبَالَغَةٌ فِي الِاخْتِصَاصِ وَالتَّفَرُّدِ بِالْخَلْقِ ، كَمَا يَقُولُ الْوَاحِدُ مِنَّا : عَمِلْتُهُ بِيَدَيَّ لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَفَرُّدِهِ بِعَمَلِهِ ، وَ ( مَا ) بِمَعْنَى : الَّذِي ، وَحُذِفَ الْعَائِدُ لِطُولِ الصِّلَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ، وَالْأَنْعَامُ جَمْعُ نَعَمٍ ، وَهِيَ الْبَقَرُ ، وَالْغَنَمُ ، وَالْإِبِلُ ، وَقَدْ سَبَقَ تَحْقِيقُ الْكَلَامِ فِيهَا .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=treesubj&link=32414الْمَنَافِعَ الْمُتَرَتِّبَةَ عَلَى خَلْقِ الْأَنْعَامِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=71فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ أَيْ : ضَابِطُونَ قَاهِرُونَ يَتَصَرَّفُونَ بِهَا كَيْفَ شَاءُوا ، وَلَوْ خَلَقْنَاهَا وَحْشِيَّةً لَنَفَرَتْ عَنْهُمْ ، وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ضَبْطِهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ : أَنَّهَا صَارَتْ فِي أَمْلَاكِهِمْ ، وَمَعْدُودَةً مِنْ جُمْلَةِ أَمْوَالِهِمُ الْمَنْسُوبَةِ إِلَيْهِمْ نِسْبَةَ الْمُلْكِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ أَيْ : جَعَلْنَاهَا لَهُمْ مُسَخَّرَةً لَا تَمْتَنِعُ مِمَّا يُرِيدُونَ مِنْهَا مِنْ مَنَافِعِهِمْ حَتَّى الذَّبْحِ ، وَيَقُودُهَا الصَّبِيُّ فَتَنْقَادُ لَهُ وَيَزْجُرُهَا فَتَنْزَجِرُ ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ لِتَفْرِيعِ أَحْكَامِ التَّذْلِيلِ عَلَيْهِ أَيْ : فَمِنْهَا مَرْكُوبُهُمُ الَّذِي يَرْكَبُونَهُ كَمَا يُقَالُ : نَاقَةٌ حَلُوبٌ أَيْ : مَحْلُوبَةٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ : رَكُوبُهُمْ بِفَتْحِ الرَّاءِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ بِضَمِّ الرَّاءِ عَلَى الْمَصْدَرِ .
وَقَرَأَ
أُبَيٌّ ،
وَعَائِشَةُ " رَكُوبَتُهُمْ " ، وَالرَّكُوبُ وَالرَّكُوبَةُ وَاحِدٌ ، مِثْلُ الْحَلُوبِ وَالْحَلُوبَةِ ، وَالْحَمُولِ وَالْحُمُولَةِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الرَّكُوبَةُ تَكُونُ لِلْوَاحِدَةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَالرَّكُوبُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْجَمَاعَةِ .
وَزَعَمَ
أَبُو حَاتِمٍ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ : " فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ " بِضَمِّ الرَّاءِ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَالرُّكُوبُ مَا يُرْكَبُ ، وَأَجَازَ ذَلِكَ
الْفَرَّاءُ كَمَا يُقَالُ : فَمِنْهَا أَكْلُهُمْ وَمِنْهَا شُرْبُهُمْ وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=72وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ مَا يَأْكُلُونَهُ مِنْ لَحْمِهَا ، وَ ( مِنْ ) لِلتَّبْعِيضِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ أَيْ : لَهُمْ فِي الْأَنْعَامِ مَنَافِعُ غَيْرُ الرُّكُوبِ لَهَا وَالْأَكْلِ مِنْهَا وَهِيَ مَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ مِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا وَمَا يَتَّخِذُونَهُ مِنَ الْأَدْهَانِ مِنْ شُحُومِهَا ، وَكَذَلِكَ الْحَمْلُ عَلَيْهَا وَالْحِرَاثَةُ بِهَا وَمَشَارِبُ أَيْ : وَلَهُمْ فِيهَا مَشَارِبُ مِمَّا يَحْصُلُ مِنْ أَلْبَانِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=73أَفَلَا يَشْكُرُونَ اللَّهَ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ وَيُوَحِّدُونَهُ ، وَيَخُصُّونَهُ بِالْعِبَادَةِ .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - جَهْلَهُمْ وَاغْتِرَارَهُمْ وَوَضْعَهُمْ كُفْرَانَ النِّعَمِ مَكَانَ شُكْرِهَا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً مِنَ الْأَصْنَامِ وَنَحْوِهَا يَعْبُدُونَهَا ، وَلَا قُدْرَةَ لَهَا عَلَى شَيْءٍ ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُمْ مِنْهَا فَائِدَةٌ ، وَلَا عَادَ عَلَيْهِمْ مِنْ عِبَادَتِهَا عَائِدَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ أَيْ : رَجَاءَ أَنْ يُنْصَرُوا مِنْ جِهَتِهِمْ إِنْ نَزَلَ بِهِمْ عَذَابٌ أَوْ دَهَمَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ بُطْلَانِ مَا رَجَوْهُ مِنْهَا وَأَمَّلُوهُ مِنْ نَفْعِهَا ، وَجَمَعَهُمْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ جَمْعَ الْعُقَلَاءِ بِنَاءً عَلَى زَعْمِ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ يَنْفَعُونَ وَيَضُرُّونَ وَيَعْقِلُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=75وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ أَيْ : وَالْكُفَّارُ جُنْدٌ لِلْأَصْنَامِ مُحْضَرُونَ أَيْ : يَحْضُرُونَهُمْ فِي الدُّنْيَا .
قَالَ الْحَسَنُ : يَمْنَعُونَ مِنْهُمْ وَيَدْفَعُونَ عَنْهُمْ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ أَيْ : يَغْضَبُونَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يَنْتَصِرُونَ لِلْأَصْنَامِ وَهِيَ لَا تَسْتَطِيعُ نَصْرَهُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : يَعْبُدُونَ الْآلِهَةَ ، وَيَقُومُونَ بِهَا فَهُمْ لَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْجُنْدِ ، هَذِهِ الْأَقْوَالُ عَلَى جَعْلِ ضَمِيرِ " هُمْ " لِلْمُشْرِكِينَ وَضَمِيرِ " لَهُمْ " لِلْآلِهَةِ ، وَقِيلَ : وَهُمْ ، أَيِ : الْآلِهَةُ لَهُمْ ، أَيْ : لِلْمُشْرِكِينَ ، جُنْدٌ مُحْضَرُونَ مَعَهُمْ فِي النَّارِ فَلَا يَدْفَعُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : وَهَذِهِ الْأَصْنَامُ لِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ جُنْدُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي جَهَنَّمَ ; لِأَنَّهُمْ يَلْعَنُونَهُمْ وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29434الْكُفَّارَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الْأَصْنَامَ جُنْدٌ لَهُمْ يَحْضُرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِإِعَانَتِهِمْ .
ثُمَّ سَلَّى - سُبْحَانَهُ - نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ هَذَا الْقَوْلُ هُوَ مَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=74وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً فَإِنَّهُمْ لَا بُدَّ أَنْ يَقُولُوا هَؤُلَاءِ آلِهَتُنَا وَإِنَّهَا شُرَكَاءُ لِلَّهِ فِي الْمَعْبُودِيَّةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَهُوَ نَهْيٌ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ التَّأَثُّرِ بِذَلِكَ . وَقِيلَ إِنَّهُ نَهْيٌ لَهُمْ عَنِ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُحْزِنُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّ النَّهْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّأَثُّرِ لِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ هُوَ مِنْ بَابِ : " لَا أَرَيَنَّكَ هَاهُنَا " فَإِنَّهُ يُرَادُ بِهِ نَهْيُ مَنْ خَاطَبَهُ عَنِ الْحُضُورِ لَدَيْهِ ، لَا نَهْيُ نَفْسِهِ عَنِ الرُّؤْيَةِ ، وَهَذَا بَعِيدٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَالْكَلَامُ مِنْ بَابِ التَّسْلِيَةِ كَمَا ذَكَرْنَا .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْقَوْلِ الْمَذْكُورِ هُوَ قَوْلُهُمْ : إِنَّهُ سَاحِرٌ وَشَاعِرٌ وَمَجْنُونٌ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=76إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [ ص: 1233 ] لِتَعْلِيلِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ النَّهْيِ .
فَإِنَّ عِلْمَهُ - سُبْحَانَهُ - بِمَا يُظْهِرُونَ وَيُضْمِرُونَ مُسْتَلْزِمٌ الْمُجَازَاةَ لَهُمْ بِذَلِكَ .
وَأَنَّ جَمِيعَ مَا صَدَرَ مِنْهُمْ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ سَوَاءٌ كَانَ خَافِيًا أَوْ بَادِيًا ، سِرًّا أَوْ جَهْرًا ، مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا .
وَتَقْدِيمُ السِّرِّ عَلَى الْجَهْرِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي شُمُولِ عِلْمِهِ لِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِبَيَانِ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ وَلِلتَّعْجِيبِ مِنْ جَهْلِهِ ، فَإِنَّ مُشَاهَدَةَ خَلْقِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ مُسْتَلْزِمَةٌ لِلِاعْتِرَافِ بِقُدْرَةِ الْقَادِرِ الْحَكِيمِ عَلَى مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ مِنْ بَعْثِ الْأَجْسَامِ وَرَدِّهَا كَمَا كَانَتْ ، وَالْإِنْسَانُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ الْمُرَادُ بِهِ جِنْسُ الْإِنْسَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا [ مَرْيَمَ : 67 ] وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِهِ بِإِنْسَانٍ مُعَيَّنٍ كَمَا قِيلَ : إِنَّهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، وَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لَمَّا أَنْكَرَ الْبَعْثَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ
أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : فَهُوَ
الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ : هُوَ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ ، فَإِنَّ أَحَدَ هَؤُلَاءِ وَإِنْ كَانَ سَبَبًا لِلنُّزُولِ فَمَعْنَى الْآيَةِ خِطَابُ الْإِنْسَانِ مِنْ حَيْثُ هُوَ ، لَا إِنْسَانَ مُعَيَّنٌ ، وَيَدْخُلُ مَنْ كَانَ سَبَبًا لِلنُّزُولِ تَحْتَ جِنْسِ الْإِنْسَانِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ، وَالنُّطْفَةُ هِيَ الْيَسِيرُ مِنَ الْمَاءِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ مَعْنَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الْمَنْفِيَّةِ قَبْلَهَا دَاخِلَةٌ مَعَهَا فِي حَيِّزِ الْإِنْكَارِ الْمَفْهُومِ مِنَ الِاسْتِفْهَامِ ، وَ ( إِذَا ) هِيَ الْفُجَائِيَّةُ أَيْ : أَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ أَضْعَفِ الْأَشْيَاءِ ، فَفَجَأَ خُصُومَتَنَا فِي أَمْرٍ قَدْ قَامَتْ فِيهِ عَلَيْهِ حُجَجُ اللَّهِ ، وَبَرَاهِينُهُ ، وَالْخَصِيمُ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ الْكَثِيرُ الْجِدَالِ ، وَمَعْنَى الْمُبِينِ : الْمُظْهِرُ لِمَا يَقُولُهُ الْمُوَضِّحُ لَهُ بِقُوَّةِ عَارَضَتِهِ وَطَلَاقَةِ لِسَانِهِ .
وَهَكَذَا جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الْمَنْفِيَّةِ دَاخِلَةٌ فِي حَيِّزِ الْإِنْكَارِ الْمَفْهُومِ مِنَ الِاسْتِفْهَامِ ، فَهِيَ تَكْمِيلٌ لِلتَّعْجِيبِ مِنْ حَالِ الْإِنْسَانِ وَبَيَانُ جَهْلِهِ بِالْحَقَائِقِ وَإِهْمَالِهِ لِلتَّفَكُّرِ فِي نَفْسِهِ فَضْلًا عَنِ التَّفَكُّرِ فِي سَائِرِ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مَعْطُوفَةٌ عَلَى " خَلَقْنَا " ، وَهَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَيْهَا أَيْ : أَوْرَدَ فِي شَأْنِنَا قِصَّةً غَرِيبَةً كَالْمَثَلِ : وَهِيَ إِنْكَارُهُ أَحْيَانًا لِلْعِظَامِ ، وَ ( نَسِيَ خَلْقَهُ ) أَيْ : خَلْقَنَا إِيَّاهُ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى ( ضَرَبَ ) ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ قَدْ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ اسْتِئْنَافٌ جَوَابًا عَنْ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا هَذَا الْمَثَلُ الَّذِي ضَرَبَهُ ؟ فَقِيلَ : قَالَ : مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، وَهَذَا الِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ لِأَنَّهُ قَاسَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى قُدْرَةِ الْعَبْدِ ، فَأَنْكَرَ أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْعِظَامَ الْبَالِيَةَ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي مَقْدُورِ الْبَشَرِ ، يُقَالُ : رَمَّ الْعَظْمُ يَرِمُّ رَمًّا ، إِذَا بَلِيَ فَهُوَ رَمِيمٌ وَرِمَامٌ وَإِنَّمَا قَالَ : رَمِيمٌ ، وَلَمْ يَقُلْ : رَمِيمَةٌ ، مَعَ كَوْنِهِ خَبَرًا لِلْمُؤَنَّثِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِمَا بَلِيَ مِنَ الْعِظَامِ غَيْرُ صِفَةٍ كَالرُّمَّةِ وَالرُّفَاتِ .
وَقِيلَ : لِكَوْنِهِ مَعْدُولًا عَنْ فَاعِلِهِ وَكُلُّ مَعْدُولٍ عَنْ وَجْهِهِ يَكُونُ مَصْرُوفًا عَنْ إِعْرَابِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [ مَرْيَمَ : 28 ] لِأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْ بَاغِيَةٍ ، كَذَا قَالَ
الْبَغَوِيُّ وَالْقُرْطُبِيُّ وَقَالَ بِالْأَوَّلِ صَاحِبُ الْكَشَّافِ .
وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَوْ مَفْعُولٍ وَهُوَ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ كَمَا قِيلَ : فِي جَرِيحٍ وَصَبُورٍ .
ثُمَّ أَجَابَ - سُبْحَانَهُ - عَنِ الضَّارِبِ لِهَذَا الْمَثَلِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ أَيِ : ابْتَدَأَهَا وَخَلَقَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ، وَمَنْ قَدَرَ عَلَى النَّشْأَةِ الْأُولَى قَدَرَ عَلَى النَّشْأَةِ الثَّانِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ وَلَا يَخْرُجُ عَنْ عِلْمِهِ خَارِجٌ كَائِنًا مَا كَانَ .
وَقَدِ اسْتَدَلَّ
أَبُو حَنِيفَةَ وَبَعْضُ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ الْعِظَامَ مِمَّا تُحِلُّهُ الْحَيَاةُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : لَا تُحِلُّهُ الْحَيَاةُ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ مَنْ يُحْيِي أَصْحَابَ الْعِظَامِ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ ، وَرَدَّ بِأَنَّ هَذَا التَّقْدِيرَ خِلَافُ الظَّاهِرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا هَذَا رُجُوعٌ مِنْهُ - سُبْحَانَهُ - إِلَى تَقْرِيرِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ دَفْعِ اسْتِبْعَادِهِمْ ، فَنَبَّهَ - سُبْحَانَهُ - عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَدَلَّ عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوَاتِ بِمَا يُشَاهِدُونَهُ مِنْ إِخْرَاجِ النَّارِ الْمُحْرِقَةِ مِنَ الْعُودِ النِّدِّيِّ الرَّطِبِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الشَّجَرَ الْمَعْرُوفَ بِالْمَرْخِ وَالشَّجَرَ الْمَعْرُوفَ بِالْعَفَارِ إِذَا قُطِعَ مِنْهُمَا عُودَانِ وَضُرِبَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ انْقَدَحَتْ مِنْهُمَا النَّارُ وَهُمَا أَخْضَرَانِ .
وَقِيلَ : الْمَرْخُ هُوَ الذَّكْرُ وَالْعَفَارُ هُوَ الْأُنْثَى ، وَيُسَمَّى الْأَوَّلُ الزَّنْدَ وَالثَّانِي الزَّنْدَةَ ، وَقَالَ : ( الْأَخْضَرِ ) ، وَلَمْ يَقُلِ : الْخَضْرَاءِ ؛ اعْتِبَارًا بِاللَّفْظِ .
وَقُرِئَ " الْخُضْرِ " اعْتِبَارًا بِالْمَعْنَى ، وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ يَجُوزُ تَذْكِيرُ اسْمِ الْجِنْسِ وَتَأْنِيثُهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [ الْقَمَرِ : 20 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [ الْحَاقَّةِ : 7 ]
فَبَنُو تَمِيمٍ وَنَجْدٍ يُذَكِّرُونَهُ
وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَهُ إِلَّا نَادِرًا ، وَالْمَوْصُولُ بَدَلٌ مِنَ الْمَوْصُولِ الْأَوَّلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ أَيْ : تَقْدَحُونَ مِنْهُ النَّارَ ، وَتُوقِدُونَهَا مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مَا هُوَ أَعْظَمُ خَلْقًا مِنَ الْإِنْسَانِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَنَظَائِرِهِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُمَا فِي غَايَةِ الْعِظَمِ وَكِبَرِ الْأَجْزَاءِ يَقْدِرُ عَلَى إِعَادَةِ خَلْقِ الْبَشَرِ الَّذِي هُوَ صَغِيرُ الشُّكْرِ ضَعِيفُ الْقُوَّةِ ، كَمَا قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [ غَافِرٍ : 57 ] .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِقَادِرٍ بِصِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ . وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَسَلَّامُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيُّ " يَقْدِرُ " بِصِيغَةِ الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ .
ثُمَّ أَجَابَ - سُبْحَانَهُ - عَمَّا أَفَادَهُ الِاسْتِفْهَامُ مِنَ الْإِنْكَارِ التَّقْرِيرِيِّ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ أَيْ : بَلَى هُوَ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ الْمُبَالِغُ فِي الْخَلْقِ وَالْعِلْمِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ وَأَتَمِّهِ . وَقَرَأَ الْحَسَنُ ، وَالْجَحْدَرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ " وَهُوَ الْخَالِقُ " .
ثُمَّ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَتَيَسُّرِ الْمَبْدَأِ وَالْإِعَادَةِ عَلَيْهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ أَيْ : إِنَّمَا شَأْنُهُ - سُبْحَانَهُ - إِذَا تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ أَنْ يَقُولَ لَهُ احْدُثْ فَيَحْدُثُ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ عَلَى شَيْءٍ آخَرَ
[ ص: 1234 ] أَصْلًا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي سُورَةِ النَّحْلِ وَفِي الْبَقَرَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ فَيَكُونُ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى يَقُولُ .
ثُمَّ نَزَّهَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ عَنْ أَنْ يُوصَفَ بِغَيْرِ الْقُدْرَةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَالْمَلَكُوتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لَفْظُ مُبَالَغَةٍ فِي الْمُلْكِ كَالْجَبَرُوتِ وَالرَّحَمُوتِ كَأَنَّهُ قَالَ : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَالِكِيَّةُ الْأَشْيَاءِ الْكُلِّيَّةُ .
قَالَ
قَتَادَةُ : مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ : مَفَاتِحُ كُلِّ شَيْءٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ مَلَكُوتُ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12402وَإِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ " مَلَكَةُ " بِزِنَةِ شَجَرَةٍ ، وَقُرِئَ " مَمْلَكَةُ " بِزِنَةٍ مَفْعَلَةٍ ، وَقُرِئَ " مِلْكُ " وَالْمَلَكُوتُ أَبْلَغُ مِنَ الْجَمِيعِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15916وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ وَأَصْحَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْغَيْبَةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ أَيْضًا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ أَيْ : تَرْجِعُونَ إِلَيْهِ لَا إِلَى غَيْرِهِ ، وَذَلِكَ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ بَعْدَ الْبَعْثِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، فِي مُعْجَمِهِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ
وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021255عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " جَاءَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِعَظْمٍ حَائِلٍ فَفَتَّهُ بِيَدِهِ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَيُحْيِي اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَى ؟ قَالَ : نَعَمْ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا ثُمَّ يُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْيِيكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ ، فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ يس nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي يَدِهِ عَظْمٌ حَائِلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَذَكَرَ مِثْلَ مَا تَقَدَّمَ قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَهَذَا مُنْكَرٌ ، لِأَنَّ السُّورَةَ
مَكِّيَّةٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ إِنَّمَا كَانَ
بِالْمَدِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : نَزَلَتْ فِي
أَبِي جَهْلٍ وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ .