nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29002ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير
اختلف في لقمان هل هو عجمي أم عربي ؟ مشتق من اللقم ، فمن قال إنه عجمي منعه للتعريف والعجمة ، ومن قال إنه عربي منعه للتعريف ولزيادة الألف والنون .
واختلفوا أيضا هو
nindex.php?page=treesubj&link=32003نبي أم رجل صالح ؟ فذهب أكثر أهل العلم إلى أنه ليس بنبي .
وحكى
الواحدي عن
عكرمة والسدي nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي أنه كان نبيا ، والأول أرجح لما سيأتي في آخر البحث .
وقيل : لم يقل بنبوته إلا
عكرمة فقط ، مع أن الراوي لذلك عنه
جابر الجعفي وهو ضعيف جدا وهو
لقمان بن باعورا بن ناحور بن تارخ ، وهو
آزر أبو
إبراهيم ، وقيل : هو
لقمان بن عنقا بن مروان ، وكان
نوبيا من
أهل أيلة ذكره
السهيلي .
قال
وهب : هو ابن أخت
أيوب .
وقال
مقاتل : هو ابن خالته ، عاش ألف سنة وأخذ عنه العلم ، وكان يفتي قبل مبعث
داود ، فلما بعث
داود قطع الفتوى ، فقيل له ؟ فقال ألا أكتفي إذ كفيت .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : كان قاضيا في بني إسرائيل ، والحكمة التي آتاه الله هي الفقه والعقل والإصابة في القول وفسر الحكمة من قال بنبوته بالنبوة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أن اشكر لي أن هي المفسرة ، لأن في إيتاء الحكمة معنى القول .
وقيل : التقدير قلنا له أن اشكر لي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى : ولقد آتينا
لقمان الحكمة ؛ لأن اشكر لي .
وقيل : بأن اشكر لي فشكر فكان حكيما بشكره والشكر لله الثناء عليه في مقابلة النعمة وطاعته فيما أمر به .
ثم بين - سبحانه - أن الشكر لا ينتفع به إلا الشاكر ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه لأن نفع ذلك راجع إليه ، وفائدته حاصلة له ، إذ به تستبقى النعمة وبسببه يستجلب المزيد لها من الله - سبحانه -
[ ص: 1142 ] nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12ومن كفر فإن الله غني حميد أي : من جعل كفر النعم مكان شكرها ، فإن الله غني عن شكره غير محتاج إليه حميد مستحق للحمد من خلقه لإنعامه عليهم بنعمه التي لا يحاط بقدرها ولا يحصر عددها وإن لم يحمده أحد من خلقه ، فإن كل موجود ناطق بحمده بلسان الحال .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام : غني عن خلقه حميد في فعله .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وإذ قال لقمان لابنه قال
السهيلي : اسم ابنه
ثاران في قول
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير والقتيبي . وقال
الكلبي :
مشكم . وقال
النقاش :
أنعم . وقيل :
ماتان . قال
القشيري : كان ابنه وامرأته كافرين فما زال يعظهما حتى أسلما ، وهذه الجملة معطوفة على ما تقدم ، والتقدير : آتينا لقمان الحكمة حين جعلناه شاكرا في نفسه ، وحين جعلناه واعظا لغيره .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إذ في موضع نصب بآتينا .
والمعنى : ولقد آتينا
لقمان الحكمة إذ قال .
قال
النحاس : وأحسبه غلطا لأن في الكلام واوا وهي تمنع من ذلك ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وهو يعظه يخاطبه بالمواعظ التي ترغبه في التوحيد وتصده عن الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13يابني لا تشرك بالله قرأ الجمهور بكسر الياء . وقرأ
ابن كثير بإسكانها . وقرأ
حفص بفتحها ، ونهيه عن الشرك يدل على أنه كان كافرا كما تقدم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم تعليل لما قبلها ، وبدأ في وعظه بنهيه عن الشرك ؛ لأنه أهم من غيره .
وقد اختلف في هذه الجملة ، فقيل : هي من كلام
لقمان ، وقيل : هي من كلام الله ، فتكون منقطعة عما قبلها ، ويؤيد هذا ما ثبت في الحديث الصحيح أنها لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82ولم يلبسوا إيمانهم بظلم [ الأنعام : 82 ] شق ذلك على الصحابة ، وقالوا : أينا لم يظلم نفسه . فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم فطابت أنفسهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14ووصينا الإنسان بوالديه هذه الوصية بالوالدين وما بعدها إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15بما كنتم تعملون اعتراض بين كلام
لقمان لقصد التأكيد لما قبلها من
nindex.php?page=treesubj&link=28675النهي عن الشرك بالله ، وتفسير التوصية هي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أن اشكر لي ولوالديك وما بينهما اعتراض بين المفسر والمفسر وفي جعل الشكر لهما مقترنا بالشكر لله دلالة على أن حقهما من أعظم الحقوق على الولد وأكبرها وأشدها وجوبا ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14حملته أمه وهنا على وهن أنها حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف ، وقيل : المعنى : إن المرأة ضعيفة الخلقة ، ثم يضعفها الحمل ، وانتصاب وهنا على المصدر .
وقال
النحاس على أنه مفعول ثان بإسقاط الحرف أي : حملته بضعف على ضعف وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج المعنى لزمها بحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة ، وقيل : انتصابه على الحال من أمه و
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14على وهن صفة لوهنا أي : وهنا كائنا على وهن قرأ الجمهور بسكون الهاء في الموضعين .
وقرأ
عيسى الثقفي وهي رواية عن
أبي عمرو بفتحهما وهما لغتان . قال
قعنب :
هل للعواذل من ناه فيزجرها إن العواذل فيها الأين والوهن
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وفصاله في عامين الفصال الفطام ، وهو أن يفصل الولد عن الأم ، وهو مبتدأ وخبره الظرف .
وقرأ
الجحدري ،
وقتادة وأبو رجاء ،
والحسن ويعقوب " وفصله " وهما لغتان ، يقال : انفصل عن كذا أي : تميز ، وبه سمي الفصيل .
وقد قدمنا أن " أن " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أن اشكر لي ولوالديك هي المفسرة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هي مصدرية . والمعنى : بأن اشكر لي .
قال
النحاس : وأجود منه أن تكون أن مفسرة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14إلي المصير تعليل لوجوب امتثال الأمر أي : الرجوع إلي لا إلى غيري .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم أي : ما لا علم لك بشركته
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15فلا تطعهما في ذلك .
وقد قدمنا تفسير الآية وسبب نزولها في سورة العنكبوت ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15معروفا على أنه صفة لمصدر محذوف أي : وصاحبهما صحابا معروفا ، وقيل : هو منصوب بنزع الخافض ، والتقدير بمعروف
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15واتبع سبيل من أناب إلي أي : اتبع سبيل من رجع إلي من عبادي الصالحين بالتوبة والإخلاص
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15ثم إلي مرجعكم جميعا لا إلى غيري
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15فأنبئكم أي : أخبركم عند رجوعكم
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15بما كنتم تعملون من خير وشر فأجازي كل عامل بعمله .
وقد قيل : إن هذا السياق من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14ووصينا الإنسان إلى هنا من كلام
لقمان فلا يكون اعتراضا وفيه بعد .
ثم شرع - سبحانه - في حكاية بقية كلام
لقمان في وعظه لابنه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل الضمير في إنها عائد إلى الخطيئة لما روي أن
ابن لقمان قال لأبيه : يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد هل يعلمها الله ؟ فقال إنها أي : الخطيئة ، والجملة الشرطية مفسرة للضمير أي : إن الخطيئة إن تك مثقال حبة من خردل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : التقدير إن التي سألتني عنها إن تك مثقال حبة من خردل ، وعبر بالخردلة أنها أصغر الحبوب ولا يدرك بالحس ثقلها ولا ترجح ميزانا .
وقيل : إن الضمير في " إنها " راجع إلى الخصلة من الإساءة والإحسان أي : إن الخصلة من الإساءة والإحسان إن تك مثقال حبة إلخ ، ثم زاد في بيان خفاء الحبة مع خفتها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16فتكن في صخرة فإن كونها في الصخرة قد صارت في أخفى مكان وأحرزه
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16أو في السماوات أو في الأرض أي : أو حيث كانت من بقاع السماوات أو من بقاع الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16يأت بها الله أي : يحضرها ويحاسب فاعلها عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16إن الله لطيف لا تخفى عليه خافية ، بل يصل علمه إلى كل خفي
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16خبير بكل شيء لا يغيب عنه شيء .
قرأ الجمهور " إن تك " بالفوقية على معنى إن تك الخطيئة أو المسألة أو الخصلة أو القصة .
وقرءوا " مثقال " بالنصب على أنه خبر كان ، واسمها هو أحد تلك المقدرات .
وقرأ
نافع برفع " مثقال " على أنه اسم كان وهي تامة . وأنث الفعل في هذه القراءة لإضافة مثقال إلى المؤنث .
وقرأ الجمهور " فتكن " بضم الكاف . وقرأ
الجحدري بكسرها وتشديد النون : من الكن الذي هو الشيء المغطى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هذه الصخرة هي صخرة ليست في السماوات ولا في الأرض .
ثم حكى - سبحانه - عن
لقمان أنه أمر ابنه بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن
[ ص: 1143 ] المنكر والصبر على المصيبة .
ووجه تخصيص هذه الطاعات أنها أمهات العبادات وعماد الخير كله .
والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17إن ذلك إلى الطاعات المذكورة . وخبر إن : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17من عزم الأمور أي مما جعله الله عزيمة ، وأوجبه على عباده . وقيل المعنى من حق الأمور التي أمر الله بها ، والعزم يجوز أن يكون بمعنى المعزوم : أي : من معزومات الأمور أو بمعنى العازم كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فإذا عزم الأمر [
محمد : 21 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : إن العين تبدل حاء ، فيقال : عزم وحزم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم أهل الأخلاق وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة ، وصوب هذا
القرطبي .
" ولا تصاعر خدك للناس " قرأ الجمهور " تصعر " وقرأ
ابن كثير ،
وابن عامر وعاصم " تصاعر " والمعنى متقارب ، والصعر الميل ، يقال : صعر خده وصاعر خده : إذا أمال وجهه وأعرض تكبرا . والمعنى : لا تعرض عن الناس تكبرا عليهم . ومنه قول الشاعر :
وكنا إذا الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير هكذا :
وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما
قال
الهروي "
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18ولا تصعر خدك للناس " أي : لا تعرض عنهم تكبرا ، يقال : أصاب البعير صعر : إذا أصابه داء يلوي عنقه ، وقيل : المعنى : ولا تلو شدقك إذا ذكر الرجل عندك كأنك تحتقره .
وقال
ابن خويز منداد : كأنه نهى أن يذل الإنسان نفسه من غير حاجة ، ولعله فهم من التصعير التذلل
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18ولا تمش في الأرض مرحا أي : خيلاء وفرحا ، والمعنى النهي عن التكبر والتجبر ، والمختال يمرح في مشيه ، وهو مصدر في موضع الحال ، وقد تقدم تحقيقه ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18إن الله لا يحب كل مختال فخور تعليل للنهي ؛ لأن الاختيال هو المرح ، والفخور هو الذي يفتخر على الناس بما له من المال أو الشرف أو القوة أو غير ذلك ، وليس منه التحدث بنعم الله ، فإن الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وأما بنعمة ربك فحدث [ الضحى : 11 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19واقصد في مشيك أي : توسط فيه ، والقصد ما بين الإسراع والبطء ، يقال : قصد فلان في مشيته : إذا مشى مستويا لا يدب دبيب المتماوتين ولا يثب وثوب الشياطين .
وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021090كان إذا مشى أسرع ، فلا بد أن يحمل القصد هنا على ما جاوز الحد في السرعة . وقال
مقاتل : معناه لا تختل في مشيتك . وقال
عطاء : امش بالوقار والسكينة . كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63يمشون على الأرض هونا [ الفرقان : 63 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19واغضض من صوتك أي : انقص منه واخفضه ولا تتكلف رفعه ، فإن الجهر بأكثر من الحاجة يؤذي السامع ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19إن أنكر الأصوات لصوت الحمير تعليل للأمر بالغض من الصوت أي : أوحشها وأقبحها . قال
قتادة : أقبح الأصوات صوت الحمير أوله زفير وآخره شهيق . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : تأويله إن
nindex.php?page=treesubj&link=32610الجهر بالصوت ليس بمحمود وإنه داخل في باب الصوت المنكر ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19لصوت للتأكيد ، ووحد الصوت مع كونه مضافا إلى الجمع ؛ لأنه مصدر ، وهو يدل على الكثرة ، وهو مصدر صات يصوت صوتا فهو صائت .
وقد أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
أتدرون ما كان لقمان ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :
كان حبشيا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان
لقمان عبدا
حبشيا نجارا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في الضعفاء
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021093اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم سادات أهل الجنة : لقمان الحكيم ، nindex.php?page=showalam&ids=888والنجاشي ، وبلال المؤذن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : أراد
الحبشة .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12ولقد آتينا لقمان الحكمة يعني العقل والفهم والفطنة في غير نبوة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
عكرمة أنه كان نبيا ، وقد قدمنا أن الراوي عنه
جابر الجعفي ، وهو ضعيف جدا .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم الترمذي والحاكم في الكنى ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021094إن لقمان الحكيم كان يقول : إن الله إذا استودع شيئا حفظه .
وقد ذكر جماعة من أهل الحديث روايات عن جماعة من الصحابة والتابعين تتضمن كلمات من مواعظ
لقمان وحكمه ، ولم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من ذلك شيء ولا ثبت إسناد صحيح إلى
لقمان بشيء منها حتى نقبله .
وقد حكى الله - سبحانه - من مواعظه لابنه ما حكاه في هذا الموضع ، وفيه كفاية ، وما عدا ذلك مما لم يصح فليس في ذكره إلا شغلة للحيز وقطيعة للوقت ، ولم يكن نبيا حتى يكون ما نقل عنه من شرع من قبلنا ، ولا صح إسناد ما روي عنه من الكلمات حتى يكون ذكر ذلك من تدوين كلمات الحكمة التي هي ضالة المؤمن .
وأخرج
أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي أن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال : أنزلت في هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وإن جاهداك على أن تشرك بي ، وقد تقدم ذكر هذا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : نزلت هذه الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وهنا على وهن قال : شدة بعد شدة وخلقا بعد خلق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18ولا تصعر خدك للناس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003553لي الشدق وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18ولا تصعر خدك للناس لا تتكبر فتحتقر عباد الله وتعرض عنهم إذا كلموك .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه في الآية قال : هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29002وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
اخْتُلِفَ فِي لُقْمَانَ هَلْ هُوَ عَجَمِيٌّ أَمْ عَرَبِيٌّ ؟ مُشْتَقٌّ مِنَ اللُّقَمِ ، فَمَنْ قَالَ إِنَّهُ عَجَمِيٌّ مَنَعَهُ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعُجْمَةِ ، وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ عَرَبِيٌّ مَنَعَهُ لِلتَّعْرِيفِ وَلِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ .
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=32003نَبِيٌّ أَمْ رَجُلٌ صَالِحٌ ؟ فَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيٍّ .
وَحَكَى
الْوَاحِدِيُّ عَنْ
عِكْرِمَةَ وَالسُّدِّيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ نَبِيًّا ، وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ لِمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ .
وَقِيلَ : لَمْ يَقُلْ بِنُبُوَّتِهِ إِلَّا
عِكْرِمَةُ فَقَطْ ، مَعَ أَنَّ الرَّاوِيَ لِذَلِكَ عَنْهُ
جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا وَهُوَ
لُقْمَانُ بْنُ بَاعُورَا بْنِ نَاحُورَ بْنِ تَارِخْ ، وَهُوَ
آزَرُ أَبُو
إِبْرَاهِيمَ ، وَقِيلَ : هُوَ
لُقْمَانُ بْنُ عَنْقَا بْنِ مَرْوَانَ ، وَكَانَ
نُوبِيًّا مِنْ
أَهْلِ أَيْلَةَ ذَكَرَهُ
السُّهَيْلِيُّ .
قَالَ
وَهْبٌ : هُوَ ابْنُ أُخْتِ
أَيُّوبَ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : هُوَ ابْنُ خَالَتِهِ ، عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ وَأَخَذَ عَنْهُ الْعِلْمَ ، وَكَانَ يُفْتِي قَبْلَ مَبْعَثِ
دَاوُدَ ، فَلَمَّا بُعِثَ
دَاوُدُ قَطَعَ الْفَتْوَى ، فَقِيلَ لَهُ ؟ فَقَالَ أَلَا أَكْتَفِي إِذْ كُفِيتُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15472الْوَاقِدِيُّ : كَانَ قَاضِيًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَالْحِكْمَةُ الَّتِي آتَاهُ اللَّهُ هِيَ الْفِقْهُ وَالْعَقْلُ وَالْإِصَابَةُ فِي الْقَوْلِ وَفَسَّرَ الْحِكْمَةَ مَنْ قَالَ بِنُبُوَّتِهِ بِالنُّبُوَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أَنِ اشْكُرْ لِي أَنْ هِيَ الْمُفَسِّرَةُ ، لِأَنَّ فِي إِيتَاءِ الْحِكْمَةِ مَعْنَى الْقَوْلِ .
وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ قُلْنَا لَهُ أَنِ اشْكُرْ لِي .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى : وَلَقَدْ آتَيْنَا
لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ؛ لِأَنِ اشْكُرْ لِي .
وَقِيلَ : بِأَنِ اشْكُرْ لِي فَشَكَرَ فَكَانَ حَكِيمًا بِشُكْرِهِ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ فِي مُقَابَلَةِ النِّعْمَةِ وَطَاعَتِهِ فِيمَا أُمِرَ بِهِ .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّ الشُّكْرَ لَا يَنْتَفِعُ بِهِ إِلَّا الشَّاكِرُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ لِأَنَّ نَفْعَ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَيْهِ ، وَفَائِدَتَهُ حَاصِلَةٌ لَهُ ، إِذْ بِهِ تُسْتَبْقَى النِّعْمَةُ وَبِسَبَبِهِ يُسْتَجْلَبُ الْمَزِيدُ لَهَا مِنَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ -
[ ص: 1142 ] nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ أَيْ : مَنْ جَعَلَ كُفْرَ النِّعَمِ مَكَانَ شُكْرِهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ شُكْرِهِ غَيْرُ مُحْتَاجٍ إِلَيْهِ حَمِيدٌ مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ مِنْ خَلْقِهِ لِإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ بِنِعَمِهِ الَّتِي لَا يُحَاطُ بِقَدْرِهَا وَلَا يُحْصَرُ عَدَدُهَا وَإِنْ لَمْ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ ، فَإِنَّ كُلَّ مَوْجُودٍ نَاطِقٌ بِحَمْدِهِ بِلِسَانِ الْحَالِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ : غَنِيٌّ عَنْ خَلْقِهِ حَمِيدٌ فِي فِعْلِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ قَالَ
السُّهَيْلِيُّ : اسْمُ ابْنِهِ
ثَارَانَ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ وَالْقُتَيْبِيِّ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ :
مِشْكَمُ . وَقَالَ
النَّقَاشُ :
أَنْعَمُ . وَقِيلَ :
مَاتَانَ . قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : كَانَ ابْنُهُ وَامْرَأَتُهُ كَافِرَيْنِ فَمَا زَالَ يَعِظُهُمَا حَتَّى أَسْلَمَا ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ، وَالتَّقْدِيرُ : آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ حِينَ جَعَلْنَاهُ شَاكِرًا فِي نَفْسِهِ ، وَحِينَ جَعَلْنَاهُ وَاعِظًا لِغَيْرِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِذْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِآتَيْنَا .
وَالْمَعْنَى : وَلَقَدْ آتَيْنَا
لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ إِذْ قَالَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَأَحْسَبُهُ غَلَطًا لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ وَاوًا وَهِيَ تَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وَهُوَ يَعِظُهُ يُخَاطِبُهُ بِالْمَوَاعِظِ الَّتِي تُرَغِّبُهُ فِي التَّوْحِيدِ وَتَصُدُّهُ عَنِ الشِّرْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الْيَاءِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ بِإِسْكَانِهَا . وَقَرَأَ
حَفْصٌ بِفَتْحِهَا ، وَنَهْيُهُ عَنِ الشِّرْكِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ كَافِرًا كَمَا تَقَدَّمَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا ، وَبَدَأَ فِي وَعْظِهِ بِنَهْيِهِ عَنِ الشِّرْكِ ؛ لِأَنَّهُ أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ ، فَقِيلَ : هِيَ مِنْ كَلَامِ
لُقْمَانَ ، وَقِيلَ : هِيَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ ، فَتَكُونُ مُنْقَطِعَةً عَمَّا قَبْلَهَا ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [ الْأَنْعَامِ : 82 ] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الصَّحَابَةِ ، وَقَالُوا : أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ فَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ هَذِهِ الْوَصِيَّةُ بِالْوَالِدَيْنِ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ كَلَامِ
لُقْمَانَ لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28675النَّهْيِ عَنِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ ، وَتَفْسِيرُ التَّوْصِيَةِ هِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْمُفَسِّرِ وَالْمُفَسَّرِ وَفِي جَعْلِ الشُّكْرِ لَهُمَا مُقْتَرِنًا بِالشُّكْرِ لِلَّهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ حَقَّهُمَا مِنْ أَعْظَمِ الْحُقُوقِ عَلَى الْوَلَدِ وَأَكْبَرِهَا وَأَشَدِّهَا وُجُوبًا وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ أَنَّهَا حَمَلَتْهُ فِي بَطْنِهَا وَهِيَ تَزْدَادُ كُلِّ يَوْمٍ ضَعْفًا عَلَى ضَعْفٍ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ الْمَرْأَةَ ضَعِيفَةُ الْخِلْقَةِ ، ثُمَّ يُضْعِفُهَا الْحَمْلُ ، وَانْتِصَابُ وَهْنًا عَلَى الْمَصْدَرِ .
وَقَالَ
النَّحَّاسُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ بِإِسْقَاطِ الْحَرْفِ أَيْ : حَمَلَتْهُ بِضَعْفٍ عَلَى ضَعْفٍ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ الْمَعْنَى لَزِمَهَا بِحَمْلِهَا إِيَّاهُ أَنْ تَضْعُفَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، وَقِيلَ : انْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنْ أُمِّهِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14عَلَى وَهْنٍ صِفَةٌ لِوَهْنًا أَيْ : وَهْنًا كَائِنًا عَلَى وَهْنٍ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِسُكُونِ الْهَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
وَقَرَأَ
عِيسَى الثَّقَفِيُّ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو بِفَتْحِهِمَا وَهُمَا لُغَتَانِ . قَالَ
قَعْنَبٌ :
هَلْ لِلْعَوَاذِلِ مِنْ نَاهٍ فَيَزْجُرُهَا إِنَّ الْعَوَاذِلَ فِيهَا الْأَيْنُ وَالْوَهْنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ الْفِصَالُ الْفِطَامُ ، وَهُوَ أَنْ يُفْصَلَ الْوَلَدُ عَنِ الْأُمِّ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ الظَّرْفُ .
وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ ،
وَقَتَادَةُ وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَالْحَسَنُ وَيَعْقُوبُ " وَفَصْلُهُ " وَهُمَا لُغَتَانِ ، يُقَالُ : انْفَصَلَ عَنْ كَذَا أَيْ : تَمَيَّزَ ، وَبِهِ سُمِّيَ الْفَصِيلُ .
وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ " أَنْ " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ هِيَ الْمُفَسِّرَةُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هِيَ مَصْدَرِيَّةٌ . وَالْمَعْنَى : بِأَنِ اشْكُرْ لِي .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَأَجْوَدُ مِنْهُ أَنْ تَكُونَ أَنْ مُفَسِّرَةً ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14إِلَيَّ الْمَصِيرُ تَعْلِيلٌ لِوُجُوبِ امْتِثَالِ الْأَمْرِ أَيِ : الرُّجُوعِ إِلَيَّ لَا إِلَى غَيْرِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ أَيْ : مَا لَا عِلْمَ لَكَ بِشَرِكَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15فَلَا تُطِعْهُمَا فِي ذَلِكَ .
وَقَدْ قَدَّمْنَا تَفْسِيرَ الْآيَةِ وَسَبَبَ نُزُولِهَا فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15مَعْرُوفًا عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : وَصَاحِبْهُمَا صِحَابًا مَعْرُوفًا ، وَقِيلَ : هُوَ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَالتَّقْدِيرُ بِمَعْرُوفٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ أَيِ : اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ رَجَعَ إِلَيَّ مِنْ عِبَادِي الصَّالِحِينَ بِالتَّوْبَةِ وَالْإِخْلَاصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا لَا إِلَى غَيْرِي
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15فَأُنَبِّئُكُمْ أَيْ : أَخْبِرُكُمْ عِنْدَ رُجُوعِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ فَأُجَازِيَ كُلَّ عَامِلٍ بِعَمَلِهِ .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ هَذَا السِّيَاقَ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ إِلَى هُنَا مِنْ كَلَامِ
لُقْمَانَ فَلَا يَكُونُ اعْتِرَاضًا وَفِيهِ بُعْدٌ .
ثُمَّ شَرَعَ - سُبْحَانَهُ - فِي حِكَايَةِ بَقِيَّةِ كَلَامِ
لُقْمَانَ فِي وَعْظِهِ لِابْنِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ الضَّمِيرُ فِي إِنَّهَا عَائِدٌ إِلَى الْخَطِيئَةِ لِمَا رُوِيَ أَنَّ
ابْنَ لُقْمَانَ قَالَ لِأَبِيهِ : يَا أَبَتِ إِنْ عَمِلْتُ الْخَطِيئَةَ حَيْثُ لَا يَرَانِي أَحَدٌ هَلْ يَعْلَمُهَا اللَّهُ ؟ فَقَالَ إِنَّهَا أَيِ : الْخَطِيئَةُ ، وَالْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ مُفَسِّرَةٌ لِلضَّمِيرِ أَيْ : إِنَّ الْخَطِيئَةَ إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : التَّقْدِيرُ إِنَّ الَّتِي سَأَلْتَنِي عَنْهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ، وَعَبَّرَ بِالْخَرْدَلَةِ أَنَّهَا أَصْغَرُ الْحُبُوبِ وَلَا يُدْرَكُ بِالْحِسِّ ثِقْلُهَا وَلَا تُرَجِّحُ مِيزَانًا .
وَقِيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ فِي " إِنَّهَا " رَاجِعٌ إِلَى الْخَصْلَةِ مِنَ الْإِسَاءَةِ وَالْإِحْسَانِ أَيْ : إِنَّ الْخَصْلَةَ مِنَ الْإِسَاءَةِ وَالْإِحْسَانِ إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ إِلَخْ ، ثُمَّ زَادَ فِي بَيَانِ خَفَاءِ الْحَبَّةِ مَعَ خِفَّتِهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ فَإِنَّ كَوْنَهَا فِي الصَّخْرَةِ قَدْ صَارَتْ فِي أَخْفَى مَكَانٍ وَأَحْرَزِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ أَيْ : أَوْ حَيْثُ كَانَتْ مِنْ بِقَاعِ السَّمَاوَاتِ أَوْ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16يَأْتِ بِهَا اللَّهُ أَيْ : يُحْضِرُهَا وَيُحَاسِبُ فَاعِلَهَا عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، بَلْ يَصِلُ عِلْمُهُ إِلَى كُلِّ خَفِيٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16خَبِيرٌ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " إِنْ تَكُ " بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى مَعْنَى إِنْ تَكُ الْخَطِيئَةُ أَوِ الْمَسْأَلَةُ أَوِ الْخَصْلَةُ أَوِ الْقِصَّةُ .
وَقَرَءُوا " مِثْقَالَ " بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ ، وَاسْمُهَا هُوَ أَحَدُ تِلْكَ الْمُقَدَّرَاتِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ بِرَفْعِ " مِثْقَالَ " عَلَى أَنَّهُ اسْمُ كَانَ وَهِيَ تَامَّةٌ . وَأَنَّثَ الْفِعْلَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ لِإِضَافَةِ مِثْقَالٍ إِلَى الْمُؤَنَّثِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " فَتَكُنْ " بِضَمِّ الْكَافِ . وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ بِكَسْرِهَا وَتَشْدِيدِ النُّونِ : مِنَ الْكَنِّ الَّذِي هُوَ الشَّيْءُ الْمُغَطَّى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : هَذِهِ الصَّخْرَةُ هِيَ صَخْرَةٌ لَيْسَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ .
ثُمَّ حَكَى - سُبْحَانَهُ - عَنْ
لُقْمَانَ أَنَّهُ أَمَرَ ابْنَهُ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ
[ ص: 1143 ] الْمُنْكَرِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ .
وَوَجْهُ تَخْصِيصِ هَذِهِ الطَّاعَاتِ أَنَّهَا أُمَّهَاتُ الْعِبَادَاتِ وَعِمَادُ الْخَيْرِ كُلَّهِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17إِنَّ ذَلِكَ إِلَى الطَّاعَاتِ الْمَذْكُورَةِ . وَخَبَرُ إِنَّ : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=17مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أَيْ مِمَّا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزِيمَةً ، وَأَوْجَبَهُ عَلَى عِبَادِهِ . وَقِيلَ الْمَعْنَى مِنْ حَقِّ الْأُمُورِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا ، وَالْعَزْمُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْمَعْزُومِ : أَيْ : مِنْ مَعْزُومَاتِ الْأُمُورِ أَوْ بِمَعْنَى الْعَازِمِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ [
مُحَمَّدٍ : 21 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : إِنَّ الْعَيْنَ تُبْدَلُ حَاءً ، فَيُقَالُ : عَزْمٌ وَحَزْمٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَكَارِمِ أَهْلِ الْأَخْلَاقِ وَعَزَائِمِ أَهْلِ الْحَزْمِ السَّالِكِينَ طَرِيقَ النَّجَاةِ ، وَصَوَّبَ هَذَا
الْقُرْطُبِيُّ .
" وَلَا تُصَاعِرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ " قَرَأَ الْجُمْهُورُ " تُصَعِّرْ " وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٍ " تُصَاعِرْ " وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ ، وَالصَّعَرُ الْمَيْلُ ، يُقَالُ : صَعَّرَ خَدَّهُ وَصَاعَرَ خَدَّهُ : إِذَا أَمَالَ وَجْهَهُ وَأَعْرَضَ تَكَبُّرًا . وَالْمَعْنَى : لَا تُعْرِضْ عَنِ النَّاسِ تَكَبُّرًا عَلَيْهِمْ . وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ مَشَيْنَا إِلَيْهِ بِالسُّيُوفِ نُعَاتِبُهْ
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ هَكَذَا :
وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ أَقَمْنَا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقَوَّمَا
قَالَ
الْهَرَوِيُّ "
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ " أَيْ : لَا تُعْرِضْ عَنْهُمْ تَكَبُّرًا ، يُقَالُ : أَصَابَ الْبَعِيرَ صَعَرٌ : إِذَا أَصَابَهُ دَاءٌ يَلْوِي عُنُقَهُ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَلَا تَلْوِ شِدْقَكَ إِذَا ذُكِرَ الرَّجُلُ عِنْدَكَ كَأَنَّكَ تَحْتَقِرُهُ .
وَقَالَ
ابْنُ خُوَيْزِ مِنْدَادَ : كَأَنَّهُ نَهَى أَنْ يُذِلَّ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ ، وَلَعَلَّهُ فَهِمَ مِنَ التَّصْعِيرِ التَّذَلُّلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا أَيْ : خُيَلَاءَ وَفَرِحًا ، وَالْمَعْنَى النَّهْيُ عَنِ التَّكَبُّرِ وَالتَّجَبُّرِ ، وَالْمُخْتَالُ يَمْرَحُ فِي مَشْيِهِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ ؛ لِأَنَّ الِاخْتِيَالَ هُوَ الْمَرَحُ ، وَالْفَخُورُ هُوَ الَّذِي يَفْتَخِرُ عَلَى النَّاسِ بِمَا لَهُ مِنَ الْمَالِ أَوِ الشَّرَفِ أَوِ الْقُوَّةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ مِنْهُ التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [ الضُّحَى : 11 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ أَيْ : تَوَسَّطْ فِيهِ ، وَالْقَصْدُ مَا بَيْنَ الْإِسْرَاعِ وَالْبُطْءِ ، يُقَالُ : قَصَدَ فُلَانٌ فِي مِشْيَتِهِ : إِذَا مَشَى مُسْتَوِيًا لَا يَدِبُّ دَبِيبَ الْمُتَمَاوِتِينَ وَلَا يَثِبُ وُثُوبَ الشَّيَاطِينِ .
وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021090كَانَ إِذَا مَشَى أَسْرَعَ ، فَلَا بُدَّ أَنْ يُحْمَلَ الْقَصْدُ هُنَا عَلَى مَا جَاوَزَ الْحَدَّ فِي السُّرْعَةِ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : مَعْنَاهُ لَا تَخْتَلَّ فِي مِشْيَتِكَ . وَقَالَ
عَطَاءٌ : امْشِ بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ . كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا [ الْفُرْقَانِ : 63 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ أَيِ : انْقُصْ مِنْهُ وَاخْفِضْهُ وَلَا تَتَكَلَّفْ رَفْعَهُ ، فَإِنَّ الْجَهْرَ بِأَكْثَرَ مِنَ الْحَاجَةِ يُؤْذِي السَّامِعَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالْغَضِّ مِنَ الصَّوْتِ أَيْ : أَوْحَشُهَا وَأَقْبَحُهَا . قَالَ
قَتَادَةُ : أَقْبَحُ الْأَصْوَاتِ صَوْتُ الْحَمِيرِ أَوَّلُهُ زَفِيرٌ وَآخِرُهُ شَهِيقٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : تَأْوِيلُهُ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32610الْجَهْرَ بِالصَّوْتِ لَيْسَ بِمَحْمُودٍ وَإِنَّهُ دَاخِلٌ فِي بَابِ الصَّوْتِ الْمُنْكَرِ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19لَصَوْتُ لِلتَّأْكِيدِ ، وَوَحَّدَ الصَّوْتَ مَعَ كَوْنِهِ مُضَافًا إِلَى الْجَمْعِ ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الْكَثْرَةِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ صَاتَ يَصُوتُ صَوْتًا فَهُوَ صَائِتٌ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
أَتَدْرُونَ مَا كَانَ لُقْمَانُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :
كَانَ حَبَشِيًّا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْمَمْلُوكِينَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ
لُقْمَانُ عَبْدًا
حَبَشِيًّا نَجَّارًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021093اتَّخِذُوا السُّودَانَ فَإِنَّ ثَلَاثَةً مِنْهُمْ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ : لُقْمَانَ الْحَكِيمَ ، nindex.php?page=showalam&ids=888وَالنَّجَاشِيَّ ، وَبِلَالَ الْمُؤَذِّنَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ : أَرَادَ
الْحَبَشَةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ يَعْنِي الْعَقْلَ وَالْفَهْمَ وَالْفِطْنَةَ فِي غَيْرِ نُبُوَّةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ كَانَ نَبِيًّا ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الرَّاوِيَ عَنْهُ
جَابِرُ الْجُعْفِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=14155وَالْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021094إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا اسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ .
وَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ رِوَايَاتٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ تَتَضَمَّنُ كَلِمَاتٍ مِنْ مَوَاعِظِ
لُقْمَانَ وَحِكَمِهِ ، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ وَلَا ثَبْتَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى
لُقْمَانَ بِشَيْءٍ مِنْهَا حَتَّى نَقْبَلَهُ .
وَقَدْ حَكَى اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - مِنْ مَوَاعِظِهِ لِابْنِهِ مَا حَكَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَفِيهِ كِفَايَةٌ ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَصِحَّ فَلَيْسَ فِي ذِكْرِهِ إِلَّا شَغْلَةٌ لِلْحَيِّزِ وَقَطِيعَةٌ لِلْوَقْتِ ، وَلَمْ يَكُنْ نَبِيًّا حَتَّى يَكُونَ مَا نُقِلَ عَنْهُ مِنْ شَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا ، وَلَا صَحَّ إِسْنَادُ مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الْكَلِمَاتِ حَتَّى يَكُونَ ذِكْرُ ذَلِكَ مِنْ تَدْوِينِ كَلِمَاتِ الْحِكْمَةِ الَّتِي هِيَ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ فِيَّ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=15وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ هَذَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ قَالَ : شِدَّةً بَعْدَ شِدَّةٍ وَخَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13357وَابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=50أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003553لِيُّ الشِّدْقِ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=18وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ لَا تَتَكَبَّرْ فَتَحْتَقِرْ عِبَادَ اللَّهِ وَتُعْرِضْ عَنْهُمْ إِذَا كَلَّمُوكَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : هُوَ الَّذِي إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ لَوَى عُنُقَهُ كَالْمُسْتَكْبِرِ .