nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=53قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=54قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=55قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين .
لما أبطل كون الأصنام نافعة أضرب عن ذلك منتقلا إلى بيان أن ما هم فيه من الخير والتمتع بالحياة العاجلة هو من عند الله ، لا من مانع يمنعهم من الهلاك ، ولا من ناصر ينصرهم على أسباب التمتع فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28992_30550_30549بل متعنا هؤلاء وآباءهم يعني
أهل مكة متعهم الله بما أنعم عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44حتى طال عليهم العمر فاغتروا بذلك وظنوا أنهم لا يزالون كذلك ، فرد سبحانه عليهم قائلا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أفلا يرون أي أفلا ينظرون فيرون
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها فنفتحها بلدا بعد بلد وأرضا بعد أرض ، وقيل : ننقصها بالقتل والسبي ، وقد مضى في الرعد الكلام على هذا مستوفى ، والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أفهم الغالبون للإنكار ، والفاء للعطف على مقدر كنظائره : أي كيف يكونون غالبين بعد نقصنا لأرضهم من أطرافها ؟ وفي هذا إشارة إلى أن الغالبين هم المسلمون .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28992قل إنما أنذركم بالوحي أي أخوفكم وأحذركم بالقرآن ، وذلك شأني وما أمرني الله به ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45ولا يسمع الصم الدعاء إما من تتمة الكلام الذي أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقوله لهم ، أو من جهة الله تعالى . والمعنى : أن من أصم الله سمعه وختم على قلبه وجعل على بصره غشاوة لا يسمع الدعاء . قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14510أبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن السميفع ( ولا يسمع ) بضم الياء وفتح الميم على ما لم يسم فاعله . وقرأ
ابن عامر وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=17304ويحيى بن الحارث بالتاء الفوقية مضمومة وكسر الميم : أي إنك يا
محمد لا تسمع هؤلاء . قال
أبو علي الفارسي : ولو كان كما قال
ابن عامر لكان إذا ما تنذرهم فيحسن نظم الكلام ، فأما
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45إذا ما ينذرون فحسن أن يتبع قراءة العامة ، وقرأ الباقون بفتح الياء وفتح الميم ورفع الصم على أنه الفاعل .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=28992ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك المراد بالنفحة القليل ، مأخوذ من نفح المسك قاله
ابن كيسان ، ومنه قول الشاعر :
وعمرة من سروات النسا ء تنفح بالمسك أردانها
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : النفحة الدفعة من الشيء التي دون معظمه ، يقال نفحه نفحة بالسيف إذا ضربه ضربة خفيفة ، وقيل : هي النصب ، وقيل : هي الطرف .
والمعنى متقارب : أي ولئن مسهم أقل شيء من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين أي ليدعون على أنفسهم بالويل والهلاك ويعترفون عليها بالظلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=28992_28770_30364ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الموازين جمع ميزان ، وهو يدل على أن هناك موازين ، ويمكن أن يراد ميزان واحد ، عبر عنه بلفظ الجمع ، وقد ورد في السنة في صفة الميزان ما فيه كفاية ، وقد مضى في الأعراف ، وفي الكهف في هذا ما يغني عن الإعادة ، والقسط صفة للموازين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قسط مصدر يوصف به ، تقول : ميزان قسط وموازين قسط . والمعنى : ذوات قسط ، والقسط العدل . وقرئ ( القصط ) بالصاد والطاء ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ليوم القيامة لأهل يوم القيامة ، وقيل : اللام بمعنى في : أي في يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47فلا تظلم نفس شيئا أي لا ينقص من إحسان محسن ولا يزاد في إساءة مسيء
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وإن كان مثقال حبة من خردل قرأ
نافع وشيبة وأبو جعفر برفع ( مثقال ) على أن كان تامة ، أي إن وقع أو وجد مثقال حبة . وقرأ الباقون بنصب المثقال على تقدير : وإن كان العمل المدلول عليه بوضع الموازين مثقال حبة ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . وقال
أبو علي الفارسي : وإن كان الظلامة مثقال حبة . قال
الواحدي : وهذا أحسن لتقدم قوله : فلا تظلم نفس شيئا ، ومثقال الشيء ميزانه : أي وإن كان في غاية الخفة والحقارة ، فإن حبة الخردل مثل في الصغر أتينا بها قرأ الجمهور بالقصر : أي أحضرناها وجئنا بها للمجازة عليها ، يقال آتي يؤاتي مؤاتاة : جازى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وكفى بنا حاسبين أي كفى بنا محصين ، والحسب في الأصل معناه العد ، وقيل : كفى بنا عالمين ، لأن من حسب شيئا علمه وحفظه ، وقيل : كفى بنا مجازين على ما قدموه من خير وشر .
ثم شرع سبحانه في تفصيل ما أجمله سابقا بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم [ الأنبياء : 7 ] فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين المراد بالفرقان هنا التوراة ، لأن فيها الفرق بين الحلال والحرام ، وقيل : الفرقان هنا هو النصر على الأعداء كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان [ الأنفال : 41 ] .
قال
الثعلبي : وهذا القول أشبه بظاهر الآية ، ومعنى وضياء أنهم استضاءوا بها في ظلمات الجهل والغواية ، ومعنى ( وذكرا ) الموعظة : أي أنهم يتعظون بما فيها ، وخص المتقين لأنهم الذين ينتفعون بذلك .
ووصفهم بقوله :
[ ص: 938 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49الذين يخشون ربهم بالغيب لأن هذه الخشية تلازم التقوى . ويجوز أن يكون الموصول بدلا من المتقين أو بيانا له ، ومحل بالغيب النصب على الحال : أي يخشون عذابه وهو غائب عنهم ، أو هم غائبون عنه لأنهم في الدنيا ، والعذاب في الآخرة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة ( ضياء ) بغير واو . قال
الفراء حذفت الواو والمجيء بها واحد ، واعترضه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج بأن الواو تجيء لمعنى فلا تزاد
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49وهم من الساعة مشفقون أي وهم من القيامة خائفون وجلون . والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وهذا ذكر مبارك إلى القرآن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى وهذا القرآن ذكر لمن تذكر به وموعظة لمن اتعظ به ، والمبارك كثير البركة والخير . وقوله : أنزلناه صفة ثانية للذكر ، أو خبر بعد خبر ، والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50أفأنتم له منكرون للإنكار لما وقع منهم من الإنكار : أي كيف تنكرون كونه منزلا من عند الله مع اعترافكم بأن التوراة منزلة من عنده .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28992ولقد آتينا إبراهيم رشده أي الرشد اللائق به وبأمثاله من الرسل ، ومعنى من قبل أنه أعطي رشده قبل إيتاء
موسى وهارون التوراة . وقال
الفراء : المعنى أعطيناه هداه من قبل النبوة : أي وفقناه للنظر والاستدلال لما جن عليه الليل فرأى الشمس والقمر والنجم ، وعلى هذا أكثر المفسرين ، وبالأول قال أقلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51وكنا به عالمين أنه موضع لإيتاء الرشد ، وأنه يصلح لذلك . والظرف في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52إذ قال لأبيه متعلق بآتينا أو بمحذوف : أي اذكر حين قال : وأبوه هو
آزر وقومه
نمروذ ومن اتبعه ، والتماثيل الأصنام ، وأصل التمثال الشيء المصنوع مشابها لشيء من مخلوقات الله سبحانه ، يقال مثلت الشيء بالشيء : إذا جعلته مشابها له ، واسم ذلك الممثل تمثال ، أنكر عليهم عبادتها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28992_31848ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون والعكوف عبارة عن اللزوم والاستمرار على الشيء ، واللام في لها للاختصاص ، ولو كانت للتعدية لجيء بكلمة على : أي ما هذه الأصنام التي أنتم مقيمون على عبادتها ؟ وقيل : إن العكوف مضمن معنى العبادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=53قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين أجابوه بهذا الجواب الذي هو العصا التي يتوكأ عليها كل عاجز ، والحبل الذي يتشبث به كل غريق ، وهو التمسك بمجرد تقليد الآباء : أي وجدنا آباءنا يعبدونها فعبدناها اقتداء بهم ومشيا على طريقتهم ، وهكذا يجيب هؤلاء المقلدة من أهل هذه الملة الإسلامية ، وإن العالم بالكتاب والسنة إذا أنكر عليهم العمل بمحض الرأي المدفوع بالدليل قالوا هذا قد قال به إمامنا الذي وجدنا آباءنا له مقلدين وبرأيه آخذين ، وجوابهم هو ما أجاب به الخليل هاهنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=28992قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين أي في خسران واضح ظاهر لا يخفى على أحد ولا يلتبس على ذي عقل ، فإن قوم
إبراهيم عبدوا الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ولا تسمع ولا تبصر ، وليس بعد هذا الضلال ضلال ، ولا يساوي هذا الخسران خسران ، وهؤلاء المقلدة من أهل الإسلام استبدلوا بكتاب الله وبسنة رسوله كتابا قد دونت فيه اجتهادات عالم من علماء الإسلام زعم أنه لم يقف على دليل يخالفها ، إما لقصور منه أو لتقصير في البحث فوجد ذلك الدليل من وجده وأبرزه واضح المنار :
كأنه علم في رأسه نار
وقال هذا كتاب الله أو هذه سنة رسوله ، وأنشدهم :
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
فقالوا كما قال الأول :
ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
وقد أحسن من قال :
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى ومنهج الحق له واضح
ثم لما سمع أولئك مقالة الخليل
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=55قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين أي أجاد أنت فيما تقول أم أنت لاعب مازح قال مضربا عما بنوا عليه مقالتهم من التقليد .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن أي خلقهن وأبدعهن
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56وأنا على ذلكم الذي ذكرته لكم من كون ربكم هو رب السماوات والأرض دون ما عداه من الشاهدين أي العالمين به المبرهنين عليه ، فإن الشاهد على الشيء هو من كان عالما به مبرهنا عليه مبينا له . وقد أخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير في تهذيبه
وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=1020826أن رجلا قال : يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعتابك إياهم ، فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك ، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا عليك ولا لك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل ، فجعل الرجل يبكي ويهتف ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : أما تقرأ كتاب الله nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين فقال له الرجل يا رسول الله ما أجد لي ولهم خيرا من مفارقتهم أشهدك أنهم أحرار رواه
أحمد هكذا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16821أبو نوح الأقراد ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث بن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
عروة عن
عائشة فذكره ، وفي معناه أحاديث . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يقرأ ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء ) . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
أبي صالح nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال : التوراة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
قتادة نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
ابن زيد قال الفرقان الحق . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وهذا ذكر مبارك أي القرآن . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51ولقد آتينا إبراهيم رشده قال : هديناه صغيرا ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52ما هذه التماثيل قال : الأصنام .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=53قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=54قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=55قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ .
لَمَّا أَبْطَلَ كَونَ الْأَصْنَامِ نَافِعَةً أَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ مُنْتَقِلًا إِلَى بَيَانِ أَنَّ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالتَّمَتُّعِ بِالْحَيَاةِ الْعَاجِلَةِ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، لَا مِنْ مَانِعٍ يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْهَلَاكِ ، وَلَا مِنْ نَاصِرٍ يَنْصُرُهُمْ عَلَى أَسْبَابِ التَّمَتُّعِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28992_30550_30549بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ يَعْنِي
أَهْلَ مَكَّةَ مَتَّعَهُمُ اللَّهُ بِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ فَاغْتَرُّوا بِذَلِكَ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ ، فَرَدَّ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ قَائِلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أَفَلَا يَرَوْنَ أَيْ أَفَلَا يَنْظُرُونَ فَيَرَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا فَنَفْتَحُهَا بَلَدًا بَعْدَ بَلَدٍ وَأَرْضًا بَعْدَ أَرْضٍ ، وَقِيلَ : نَنْقُصُهَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ ، وَقَدْ مَضَى فِي الرَّعْدِ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا مُسْتَوْفًى ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَنَظَائِرِهِ : أَيْ كَيْفَ يَكُونُونَ غَالِبِينَ بَعْدَ نَقْصِنَا لِأَرْضِهِمْ مِنْ أَطْرَافِهَا ؟ وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْغَالِبِينَ هُمُ الْمُسْلِمُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28992قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ أَيْ أُخَوِّفُكُمْ وَأُحَذِّرُكُمْ بِالْقُرْآنِ ، وَذَلِكَ شَأْنِي وَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِمَّا مِنْ تَتِمَّةِ الْكَلَامِ الَّذِي أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُولَهُ لَهُمْ ، أَوْ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى . وَالْمَعْنَى : أَنَّ مَنْ أَصَمَّ اللَّهُ سَمْعَهُ وَخَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً لَا يَسْمَعُ الدُّعَاءَ . قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14510أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ السُّمَيْفِعِ ( وَلَا يُسْمَعُ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17304وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ مَضْمُومَةً وَكَسْرِ الْمِيمِ : أَيْ إِنَّكَ يَا
مُحَمَّدُ لَا تُسْمِعُ هَؤُلَاءِ . قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ
ابْنُ عَامِرٍ لَكَانَ إِذَا مَا تُنْذِرُهُمْ فَيَحْسُنُ نَظْمُ الْكَلَامِ ، فَأَمَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=45إِذَا مَا يُنْذَرُونَ فَحَسَنٌ أَنْ يَتَّبِعَ قِرَاءَةَ الْعَامَّةِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَرَفْعِ الصُّمِّ عَلَى أَنَّهُ الْفَاعِلُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=28992وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ الْمُرَادُ بِالنَّفْحَةِ الْقَلِيلُ ، مَأْخُوذٌ مِنْ نَفْحِ الْمِسْكِ قَالَهُ
ابْنُ كَيْسَانَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَعُمْرَةٌ مِنْ سَرَوَاتِ النِّسَا ءِ تَنْفَحُ بِالْمِسْكِ أَرْدَانُهَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : النَّفْحَةُ الدَّفْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ الَّتِي دُونَ مُعْظَمِهِ ، يُقَالُ نَفَحَهُ نَفْحَةً بِالسَّيْفِ إِذَا ضَرَبَهُ ضَرْبَةً خَفِيفَةً ، وَقِيلَ : هِيَ النَّصَبُ ، وَقِيلَ : هِيَ الطَّرْفُ .
وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ : أَيْ وَلَئِنْ مَسَّهُمْ أَقَلُّ شَيْءٍ مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=46لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ أَيْ لَيَدْعُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْوَيْلِ وَالْهَلَاكِ وَيَعْتَرِفُونَ عَلَيْهَا بِالظُّلْمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=28992_28770_30364وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ الْمَوَازِينُ جَمْعُ مِيزَانٍ ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ مَوَازِينَ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ مِيزَانٌ وَاحِدٌ ، عَبَّرَ عَنْهُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ ، وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَّةِ فِي صِفَةِ الْمِيزَانِ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ ، وَقَدْ مَضَى فِي الْأَعْرَافِ ، وَفِي الْكَهْفِ فِي هَذَا مَا يُغْنِي عَنِ الْإِعَادَةِ ، وَالْقِسْطِ صِفَةٌ لِلْمَوَازِينِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قِسْطٌ مَصْدَرٌ يُوصَفُ بِهِ ، تَقُولُ : مِيزَانُ قِسْطٍ وَمَوَازِينُ قِسْطٍ . وَالْمَعْنَى : ذَوَاتُ قِسْطٍ ، وَالْقِسْطُ الْعَدْلُ . وَقُرِئَ ( الْقِصْطُ ) بِالصَّادِّ وَالطَّاءِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَقِيلَ : اللَّامُ بِمَعْنَى فِي : أَيْ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا أَيْ لَا يُنْقَصُ مِنْ إِحْسَانِ مُحْسِنٍ وَلَا يُزَادُ فِي إِسَاءَةِ مُسِيءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ قَرَأَ
نَافِعٌ وَشَيْبَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِرَفْعِ ( مِثْقَالُ ) عَلَى أَنَّ كَانَ تَامَّةٌ ، أَيْ إِنْ وَقَعَ أَوْ وَجَدَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِ الْمِثْقَالِ عَلَى تَقْدِيرِ : وَإِنْ كَانَ الْعَمَلُ الْمَدْلُولُ عَلَيْهِ بِوَضْعِ الْمَوَازِينِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : وَإِنْ كَانَ الظُّلَامَةُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ . قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَهَذَا أَحْسَنُ لِتَقَدُّمِ قَوْلِهِ : فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ، وَمِثْقَالُ الشَّيْءِ مِيزَانُهُ : أَيْ وَإِنْ كَانَ فِي غَايَةِ الْخِفَّةِ وَالْحَقَارَةِ ، فَإِنَّ حَبَّةَ الْخَرْدَلِ مَثَلٌ فِي الصِّغَرِ أَتَيْنَا بِهَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالْقَصْرِ : أَيْ أَحْضَرْنَاهَا وَجِئْنَا بِهَا لِلْمُجَازَةِ عَلَيْهَا ، يُقَالُ آتِي يُؤَاتِي مُؤَاتَاةً : جَازَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ أَيْ كَفَى بِنَا مُحْصِينَ ، وَالْحَسْبُ فِي الْأَصْلِ مَعْنَاهُ الْعَدُّ ، وَقِيلَ : كَفَى بِنَا عَالِمِينَ ، لِأَنَّ مَنْ حَسَبَ شَيْئًا عَلِمَهُ وَحَفِظَهُ ، وَقِيلَ : كَفَى بِنَا مُجَازِينَ عَلَى مَا قَدَّمُوهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ .
ثُمَّ شَرَعَ سُبْحَانَهُ فِي تَفْصِيلِ مَا أَجْمَلَهُ سَابِقًا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ [ الْأَنْبِيَاءِ : 7 ] فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ الْمُرَادُ بِالْفُرْقَانِ هُنَا التَّوْرَاةُ ، لِأَنَّ فِيهَا الْفَرْقَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، وَقِيلَ : الْفُرْقَانُ هُنَا هُوَ النَّصْرُ عَلَى الْأَعْدَاءِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ [ الْأَنْفَالِ : 41 ] .
قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : وَهَذَا الْقَوْلُ أَشْبَهُ بِظَاهِرِ الْآيَةِ ، وَمَعْنَى وَضِيَاءٌ أَنَّهُمُ اسْتَضَاءُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَالْغِوَايَةِ ، وَمَعْنَى ( وَذِكْرًا ) الْمَوْعِظَةُ : أَيْ أَنَّهُمْ يَتَّعِظُونَ بِمَا فِيهَا ، وَخَصَّ الْمُتَّقِينَ لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَنْتَفِعُونَ بِذَلِكَ .
وَوَصَفَهُمْ بِقَوْلِهِ :
[ ص: 938 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لِأَنَّ هَذِهِ الْخَشْيَةَ تُلَازِمُ التَّقْوَى . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَوْصُولُ بَدَلًا مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ بَيَانًا لَهُ ، وَمَحَلُّ بِالْغَيْبِ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ : أَيْ يَخْشَوْنَ عَذَابَهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُمْ ، أَوْ هُمْ غَائِبُونَ عَنْهُ لِأَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَالْعَذَابُ فِي الْآخِرَةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ ( ضِيَاءً ) بِغَيْرِ وَاوٍ . قَالَ
الْفَرَّاءُ حُذِفَتِ الْوَاوُ وَالْمَجِيءُ بِهَا وَاحِدٌ ، وَاعْتَرَضَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ بِأَنَّ الْوَاوَ تَجِيءُ لِمَعْنًى فَلَا تُزَادُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=49وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ أَيْ وَهُمْ مِنَ الْقِيَامَةِ خَائِفُونَ وَجِلُونَ . وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ إِلَى الْقُرْآنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى وَهَذَا الْقُرْآنُ ذِكْرٌ لِمَنْ تَذَكَّرَ بِهِ وَمَوْعِظَةٌ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهِ ، وَالْمُبَارَكُ كَثِيرُ الْبَرَكَةِ وَالْخَيْرِ . وَقَوْلُهُ : أَنْزَلْنَاهُ صِفَةٌ ثَانِيَةٌ لِلذِّكْرِ ، أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ لِلْإِنْكَارِ لِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنَ الْإِنْكَارِ : أَيْ كَيْفَ تُنْكِرُونَ كَوْنَهُ مُنَزَّلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مَعَ اعْتِرَافِكُمْ بِأَنَّ التَّوْرَاةَ مُنَزَّلَةٌ مِنْ عِنْدِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28992وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ أَيِ الرُّشْدَ اللَّائِقَ بِهِ وَبِأَمْثَالِهِ مِنَ الرُّسُلِ ، وَمَعْنَى مِنْ قَبْلُ أَنَّهُ أُعْطِيَ رُشْدَهُ قَبْلَ إِيتَاءِ
مُوسَى وَهَارُونَ التَّوْرَاةَ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى أَعْطَيْنَاهُ هُدَاهُ مِنْ قَبْلِ النُّبُوَّةِ : أَيْ وَفَّقْنَاهُ لِلنَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ لَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ فَرَأَى الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنَّجْمَ ، وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَبِالْأَوَّلِ قَالَ أَقَلُّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ أَنَّهُ مَوْضِعٌ لِإِيتَاءِ الرُّشْدِ ، وَأَنَّهُ يَصْلُحُ لِذَلِكَ . وَالظَّرْفُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ مُتَعَلِّقٌ بِآتَيْنَا أَوْ بِمَحْذُوفٍ : أَيِ اذْكُرْ حِينَ قَالَ : وَأَبُوهُ هُوَ
آزَرُ وَقَوْمُهُ
نَمْرُوذُ وَمَنِ اتَّبَعَهُ ، وَالتَّمَاثِيلُ الْأَصْنَامُ ، وَأَصْلُ التِّمْثَالِ الشَّيْءُ الْمَصْنُوعُ مُشَابِهًا لِشَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، يُقَالُ مَثَّلْتُ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ : إِذَا جَعَلْتُهُ مُشَابِهًا لَهُ ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمُمَثَّلِ تِمْثَالٌ ، أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ عِبَادَتَهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28992_31848مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ وَالْعُكُوفُ عِبَارَةٌ عَنِ اللُّزُومِ وَالِاسْتِمْرَارِ عَلَى الشَّيْءِ ، وَاللَّامُ فِي لَهَا لِلِاخْتِصَاصِ ، وَلَوْ كَانَتْ لِلتَّعْدِيَةِ لَجِيءَ بِكَلِمَةِ عَلَى : أَيْ مَا هَذِهِ الْأَصْنَامُ الَّتِي أَنْتُمْ مُقِيمُونَ عَلَى عِبَادَتِهَا ؟ وَقِيلَ : إِنَّ الْعُكُوفَ مُضَمَّنٌ مَعْنَى الْعِبَادَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=53قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ أَجَابُوهُ بِهَذَا الْجَوَابِ الَّذِي هُوَ الْعَصَا الَّتِي يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا كُلُّ عَاجِزٍ ، وَالْحَبْلُ الَّذِي يَتَشَبَّثُ بِهِ كُلُّ غَرِيقٍ ، وَهُوَ التَّمَسُّكُ بِمُجَرَّدِ تَقْلِيدِ الْآبَاءِ : أَيْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا يَعْبُدُونَهَا فَعَبَدْنَاهَا اقْتِدَاءً بِهِمْ وَمَشْيًا عَلَى طَرِيقَتِهِمْ ، وَهَكَذَا يُجِيبُ هَؤُلَاءِ الْمُقَلِّدَةُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمِلَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إِذَا أَنْكَرَ عَلَيْهِمُ الْعَمَلَ بِمَحْضِ الرَّأْيِ الْمَدْفُوعِ بِالدَّلِيلِ قَالُوا هَذَا قَدْ قَالَ بِهِ إِمَامُنَا الَّذِي وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهُ مُقَلِّدِينَ وَبِرَأْيِهِ آخِذِينَ ، وَجَوَابُهُمْ هُوَ مَا أَجَابَ بِهِ الْخَلِيلُ هَاهُنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=28992قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ أَيْ فِي خُسْرَانٍ وَاضِحٍ ظَاهِرٍ لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَلْتَبِسُ عَلَى ذِي عَقْلٍ ، فَإِنَّ قَوْمَ
إِبْرَاهِيمَ عَبَدُوا الْأَصْنَامَ الَّتِي لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تُبْصِرُ ، وَلَيْسَ بَعْدَ هَذَا الضَّلَالِ ضَلَالٌ ، وَلَا يُسَاوِي هَذَا الْخُسْرَانَ خُسْرَانٌ ، وَهَؤُلَاءِ الْمُقَلِّدَةُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ اسْتَبْدَلُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَبِسُنَّةِ رَسُولِهِ كِتَابًا قَدْ دُوِّنَتْ فِيهِ اجْتِهَادَاتُ عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَقِفْ عَلَى دَلِيلٍ يُخَالِفُهَا ، إِمَّا لِقُصُورٍ مِنْهُ أَوْ لِتَقْصِيرٍ فِي الْبَحْثِ فَوَجَدَ ذَلِكَ الدَّلِيلَ مَنْ وَجَدَهُ وَأَبْرَزَهُ وَاضِحُ الْمَنَارِ :
كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارٌ
وَقَالَ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ أَوْ هَذِهِ سُنَّةُ رَسُولِهِ ، وَأَنْشَدَهُمْ :
دَعُوا كُلَّ قَوْلٍ عِنْدَ قَوْلِ مُحَمَّدٍ فَمَا آمِنٌ فِي دِينِهِ كَمُخَاطِرِ
فَقَالُوا كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ :
مَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ وَإِنْ تُرْشَدَ غَزِيَّةُ أُرْشَدِ
وَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ :
يَأْبَى الْفَتَى إِلَّا اتِّبَاعَ الْهَوَى وَمَنْهَجُ الْحَقِّ لَهُ وَاضِحٌ
ثُمَّ لَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ مَقَالَةَ الْخَلِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=55قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ أَيْ أَجَادٌّ أَنْتَ فِيمَا تَقُولُ أَمْ أَنْتَ لَاعِبٌ مَازِحٌ قَالَ مُضْرِبًا عَمَّا بَنَوْا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُمْ مِنَ التَّقْلِيدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ أَيْ خَلَقَهُنَّ وَأَبْدَعَهُنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=56وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكُمْ مِنْ كَوْنِ رَبِّكُمْ هُوَ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ دُونَ مَا عَدَاهُ مِنَ الشَّاهِدِينَ أَيِ الْعَالِمِينَ بِهِ الْمُبَرْهِنِينَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَلَى الشَّيْءِ هُوَ مَنْ كَانَ عَالِمًا بِهِ مُبَرْهِنًا عَلَيْهِ مُبَيِّنًا لَهُ . وَقَدْ أَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ فِي تَهْذِيبِهِ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020826أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَيَخُونُونَنِي وَيَعْصُونَنِي وَأَضْرِبُهُمْ وَأَشْتُمُهُمْ فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَّبُوكَ وَعِتَابُكَ إِيَّاهُمْ ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلًا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لَا عَلَيْكَ وَلَا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكِي وَيَهْتِفُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : أَمَّا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَهُمْ خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ رَوَاهُ
أَحْمَدُ هَكَذَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16821أَبُو نُوحٍ الْأَقْرَادُ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15124لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ
عَائِشَةَ فَذَكَرَهُ ، وَفِي مَعْنَاهُ أَحَادِيثُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً ) . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ قَالَ : التَّوْرَاةُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ قَالَ الْفُرْقَانُ الْحَقُّ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=50وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَيِ الْقُرْآنُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=51وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ قَالَ : هَدَيْنَاهُ صَغِيرًا ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=52مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ قَالَ : الْأَصْنَامُ .