nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28991_31910_31913_29485_30340قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49قال فمن ربكما يا موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51قال فما بال القرون الأولى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45أن يفرط بفتح الياء وضم الراء ، ومعنى ذلك : أننا نخاف أن يعجل ويبادر بعقوبتنا ، يقال فرط منه أمر : أي بدر ، ومنه الفارط ، وهو الذي يتقدم القوم إلى الماء : أي يعذبنا عذاب الفارط في الذنب ، وهو المتقدم فيه ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد . وقال أيضا : فرط منه أمر وأفرط : أسرف ، وفرط : ترك .
وقرأ
ابن محيصن ( يفرط ) بضم الياء وفتح الراء : أي يحمله حامل على التسرع إلينا ، وقرأت طائفة بضم الياء وكسر الراء ، ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد وعكرمة من الإفراط : أي يشتط في أذيتنا .
قال الراجز :
قد أفرط العلج علينا وعجل
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45أو أن يطغى قد تقدم قريبا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قال لا تخافا مستأنفة جواب سؤال مقدر ، نهي لهما عن الخوف الذي حصل معهما من فرعون ، ثم علل ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إنني معكما أي بالنصر لهما ، والمعونة على فرعون ، ومعنى
[ ص: 911 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46أسمع وأرى إدراك ما يجري بينهما وبينه بحيث لا يخفى عليه سبحانه منه خافية ، وليس بغافل عنهما . ثم أمرهما بإتيانه الذي هو عبارة عن الوصول إليه بعد أمرهما بالذهاب إليه فلا تكرار .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فقولا إنا رسولا ربك أرسلنا إليك
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فأرسل معنا بني إسرائيل أي خل عنهم وأطلقهم من الأسر
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47ولا تعذبهم بالبقاء على ما كانوا عليه ، وقد كانوا عند فرعون في عذاب شديد : يذبح أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، ويكلفهم من العمل ما لا يطيقونه ، ثم أمرهما سبحانه أن يقولا لفرعون
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47قد جئناك بآية من ربك قيل هي العصا واليد ، وقيل : إن فرعون قال لهما : وما هي ؟ فأدخل
موسى يده في جيب قميصه ، ثم أخرجها لها شعاع كشعاع الشمس ، فعجب فرعون من ذلك ، ولم يره
موسى العصا إلا يوم الزينة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47والسلام على من اتبع الهدى أي السلامة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أي من اتبع الهدى سلم من سخط الله - عز وجل - من عذابه ، وليس بتحية . قال : والدليل على ذلك أنه ليس بابتداء لقاء ولا خطاب . قال
الفراء : السلام على من اتبع الهدى ، ولمن اتبع الهدى سواء .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48إنا قد أوحي إلينا من جهة الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48أن العذاب على من كذب وتولى المراد بالعذاب : الهلاك والدمار في الدنيا والخلود في النار ، والمراد بالتكذيب : التكذيب بآيات الله وبرسله ، والتولي : الإعراض عن قبولها والإيمان بها .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49قال فمن ربكما ياموسى أي قال فرعون لهما : فمن ربكما ؟ فأضاف الرب إليهما ولم يضفه إلى نفسه لعدم تصديقه لهما ولجحده للربوبية ، وخص
موسى بالنداء لكونه الأصل في الرسالة ، وقيل : لمطابقة رءوس الآي .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه أي قال
موسى مجيبا له ، وربنا مبتدأ ، وخبره الذي أعطى كل شيء خلقه ، ويجوز أن يكون ربنا خبر مبتدأ محذوف ، وما بعده صفته ، قرأ الجمهور خلقه بسكون اللام ، وروى زائدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش أنه قرأ خلقه بفتح اللام على أنه فعل ، وهي قراءة
ابن أبي إسحاق ، ورواها
نصير عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي . فعلى القراءة الأولى يكون خلقه ثاني مفعولي أعطى . والمعنى : أعطى كل شيء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به المطابقة له كاليد للبطش ، والرجل للمشي واللسان للنطق ، والعين للنظر ، والأذن للسمع ، كذا قال
الضحاك وغيره . وقال
الحسن وقتادة : أعطى كل شيء صلاحه وهداه لما يصلحه . وقال
مجاهد : المعنى لم يخلق خلق الإنسان في خلق البهائم ، ولا خلق البهائم في خلق الإنسان ، ولكن خلق كل شيء فقدره تقديرا ، ومنه قول الشاعر :
وله في كل شيء خلقه وكذاك الله ما شاء فعل
وقال
الفراء : المعنى خلق للرجل المرأة ، ولكل ذكر ما يوافقه من الإناث ، ويجوز أن يكون خلقه على القراءة الأولى هو المفعول الأول لأعطى : أي أعطى خلقه كل شيء يحتاجون إليه ، ويرتفقون به ، ومعنى ثم هدى أنه سبحانه هداهم إلى طرق الانتفاع بما أعطاهم فانتفعوا بكل شيء فيما خلق له ، وأما على القراءة الآخرة ، فيكون الفعل صفة للمضاف أو للمضاف إليه : أي أعطى كل شيء خلقه الله سبحانه ولم يخله من عطائه ، وعلى هذه القراءة يكون المفعول الثاني محذوفا : أي أعطى كل شيء خلقه ما يحتاج إليه ، فيوافق معناها معنى القراءة الأولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51قال فما بال القرون الأولى لما سمع فرعون ما احتج به
موسى في ضمن هذا الكلام على إثبات الربوبية كما لا يخفى من أن الخلق والهداية ثابتان بلا خلاف ، ولا بد لهما من خالق وهاد ، وذلك الخالق والهادي هو الله سبحانه لا رب غيره . قال فرعون : فما بال القرون الأولى فإنها لم تقر بالرب الذي تدعو إليه يا
موسى بل عبدت الأوثان ونحوهما من المخلوقات ، ومعنى البال الحال والشأن : أي ما حالهم وما شأنهم ؟ وقيل : إن سؤال فرعون عن القرون الأولى مغالطة
لموسى لما خاف أن يظهر لقومه أنه قد قهره بالحجة : أي ما حال القرون الماضية ، وماذا جرى عليهم من الحوادث ؟ . فأجابه
موسى ، nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قال علمها عند ربي أي : إن هذا الذي سألت عنه ليس مما نحن بصدده ، بل هو من علم الغيب الذي استأثر الله به لا تعلمه أنت ولا أنا . وعلى التفسير الأول يكون معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52علمها عند ربي أن علم هؤلاء الذين عبدوا الأوثان ونحوها محفوظ عند الله في كتابه سيجازيهم عليها ، ومعنى كونها في كتاب أنها مثبتة في اللوح المحفوظ .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أن أعمالهم محفوظة عند الله يجازي بها ، والتقدير : علم أعمالها عند ربي في كتاب . وقد اختلف في معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يضل ربي ولا ينسى على أقوال : الأول أنه ابتداء كلام تنزيه لله تعالى عن هاتين الصفتين . وقد تم الكلام عند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52في كتاب كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . قال ومعنى لا يضل لا يهلك من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10أئذا ضللنا في الأرض [ السجدة : 10 ] ولا ينسى شيئا من الأشياء ، فقد نزهه عن الهلاك والنسيان . القول الثاني أن معنى لا يضل لا يخطئ . القول الثالث أن معناه لا يغيب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أصل الضلال الغيبوبة . القول الرابع أن المعنى لا يحتاج إلى كتاب ، ولا يضل عنه علم شيء من الأشياء ، ولا ينسى ما علمه منها ، حكي هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أيضا . قال
النحاس : وهو أشبهها بالمعنى . ولا يخفى أنه كقول
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . القول الخامس أن هاتين الجملتين صفة لكتاب ، والمعنى : أن الكاتب غير ذاهب عن الله ولا ناس له .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا الموصول في محل رفع على أنه صفة لربي متضمنة لزيادة البيان ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أو في محل النصب على المدح . قرأ الكوفيون مهدا على أنه مصدر لفعل مقدر : أي مهدها مهدا ، أو على تقدير مضاف محذوف : أي ذات مهد ، وهو اسم لما يمهد كالفراش لما يفرش . وقرأ الباقون ( مهادا ) واختار هذه القراءة
أبو عبيد وأبو حاتم قال لاتفاقهم على قراءة :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا [ النبأ : 6 ] قال
النحاس : والجمع أولى من المصدر ، لأن هذا الموضع ليس موضع المصدر إلا على
[ ص: 912 ] حذف المضاف . قيل يجوز أن يكون مهادا مفردا كالفراش ، ويجوز أن يكون جمعا ، ومعنى المهاد : الفراش فالمهاد جمع المهد : أي جعل كل موضع منها مهدا لكل واحد منكم
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وسلك لكم فيها سبلا السلك : إدخال الشيء في الشيء . والمعنى : أدخل في الأرض لأجلكم طرقا تسلكونها وسهلها لكم . وفي الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون [ الزخرف : 10 ] ثم قال سبحانه ممتنا على عباده
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وأنزل من السماء ماء هو ماء المطر ، قيل إلى هنا انتهى كلام
موسى ، وما بعده هو
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى من كلام الله سبحانه ، وقيل : هو من الكلام المحكي عن
موسى معطوف على أنزل ، وإنما التفت إلى التكلم للتنبيه على ظهور ما فيه من الدلالة على كمال القدرة . ونوقش بأن هذا خلاف الظاهر مع استلزامه فوت الالتفات لعدم اتحاد المتكلم ، ويجاب عنه بأن الكلام كله محكي عن واحد هو
موسى ، والحاكي للجميع هو الله سبحانه .
والمعنى : فأخرجنا بذلك الماء بسبب الحرث والمعالجة أزواجا : أي ضروبا وأشباها من أصناف النبات المختلفة . وقوله من نبات صفة لأزواجا ، أو بيان له ، وكذا شتى صفة أخرى له ، أي متفرقة جمع شتيت . وقال
الأخفش : التقدير أزواجا شتى من نبات . قال : وقد يكون النبات شتى ، فيجوز أن يكون شتى نعتا ل ( أزواجا ) ويجوز أن يكون نعتا للنبات ، يقال أمر شت : أي متفرق ، وشت الأمر شتا وشتاتا تفرق واشتت مثله ، والشتيت المتفرق .
قال
رؤبة :
جاءت معا وأطرقت شتيتا
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا في محل نصب على الحال بتقدير القول : أي قائلين لهم ذلك ، والأمر للإباحة : يقال رعت الماشية الكلأ ورعاها صاحبها رعاية : أي أسامها وسرحها يجيء لازما ومتعديا ، والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54إن في ذلك لآيات لأولي النهى إلى ما تقدم ذكره في هذه الآيات ، والنهى العقول جمع نهية ، وخص ذوي النهى لأنهم الذين ينتهى إلى رأيهم ، وقيل : لأنهم ينهون النفس عن القبائح ، وهذا كله من
موسى احتجاج على فرعون في إثبات الصانع جوابا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49فمن ربكما ياموسى .
والضمير في
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وما بعده راجع إلى الأرض المذكورة سابقا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره : يعني أن
آدم خلق من الأرض وأولاده منه . وقيل : المعنى : أن كل نطفة مخلوقة من التراب في ضمن خلق
آدم ، لأن كل فرد من أفراد البشر له حظ من خلقه وفيها أي في الأرض نعيدكم بعد الموت فتدفنون فيها وتتفرق أجزاؤكم حتى تصير من جنس الأرض ، وجاء بفي دون إلى للدلالة على الاستقرار ومنها أي من الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55نخرجكم تارة أخرى أي بالبعث والنشور وتأليف الأجسام ورد الأرواح إليها على ما كانت عليه قبل الموت ، والتارة كالمرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها أي أرينا فرعون وعرفناه آياتنا كلها ، والمراد بالآيات هي الآيات التسع المذكورة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=101ولقد آتينا موسى تسع آيات [ الإسراء : 101 ] على أن الإضافة للعهد . وقيل : المراد جميع الآيات التي جاء بها
موسى ، والتي جاء بها غيره من الأنبياء ، وأن
موسى قد كان عرفه جميع معجزاته ومعجزات سائر الأنبياء ، والأول أولى . وقيل : المراد بالآيات حجج الله سبحانه الدالة على توحيده
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56فكذب وأبى أي كذب فرعون
موسى وأبى عليه أن يجيبه إلى الإيمان ، وهذا يدل على أن كفر فرعون كفر عناد لأنه رأى الآيات وكذب بها كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [ النمل : 14 ] .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى مستأنفة جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : فماذا قال فرعون بعد هذا ؟ والهمزة للإنكار لما جاء به
موسى من الآيات : أي جئت يا
موسى لتوهم الناس بأنك نبي يجب عليهم اتباعك ، والإيمان بما جئت به ، حتى تتوصل بذلك الإيهام الذي هو شعبة من السحر إلى أن تغلب على أرضنا وتخرجنا منها . وإنما ذكر الملعون الإخراج من الأرض لتنفير قومه عن إجابة
موسى ، فإنه إذا وقع في أذهانهم وتقرر في أفهامهم أن عاقبة إجابتهم
لموسى الخروج من ديارهم وأوطانهم كانوا غير قابلين لكلامه ولا ناظرين في معجزاته ولا ملتفتين إلى ما يدعو إليه من الخير .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فلنأتينك بسحر مثله الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها واللام هي الموطئة للقسم : أي والله لنعارضنك بمثل ما جئت به من السحر ، حتى يتبين للناس أن الذي جئت به سحر يقدر على مثله الساحر
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فاجعل بيننا وبينك موعدا هو مصدر : أي وعدا ، وقيل : اسم مكان : أي اجعل لنا يوما معلوما ، أو مكانا معلوما لا نخلفه . قال
القشيري : والأظهر أنه مصدر ، ولهذا قال : لا نخلفه أي لا نخلف ذلك الوعد ، والإخلاف أن تعد شيئا ولا تنجزه . قال
الجوهري : الميعاد المواعدة والوقت الموضع ، وكذلك الموعد . وقرأ
أبو جعفر بن القعقاع وشيبة nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ( لا نخلفه ) بالجزم على أنه جواب لقوله اجعل . وقرأ الباقون بالرفع على أنه صفة لموعدا : أي لا نخلف ذلك الوعد
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58نحن ولا أنت وفوض تعيين الموعد إلى
موسى إظهارا لكمال اقتداره على الإتيان بمثل ما أتى به
موسى ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58مكانا سوى بفعل مقدر يدل عليه المصدر ، أو على أنه بدل من موعد . قرأ
ابن عامر وعاصم وحمزة سوى بضم السين ، وقرأ الباقون بكسرها وهما لغتان . واختار
أبو عبيد وأبو حاتم كسر السين لأنها اللغة العالية الفصيحة ، والمراد مكانا مستويا ، وقيل : مكانا منصفا عدلا بيننا وبينك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : يقال سوى وسوى : أي عدل ، يعني عدلا بين المكانين . قال
زهير :
أرونا خطة لا ضيم فيها يسوي بيننا فيها السواء
قال
أبو عبيدة والقتيبي : معناه مكانا وسطا بين الفريقين ، وأنشد
أبو عبيدة لموسى بن جابر الحنفي :
وإن أبانا كان حل ببلدة سوى بين قيس قيس غيلان والفزر
والفزر
سعد بن زيد مناة . ثم واعده
موسى بوقت معلوم ف
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قال موعدكم يوم الزينة قال
مجاهد وقتادة ومقاتل والسدي : كان ذلك يوم عيد يتزينون فيه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : كان ذلك يوم عاشوراء ، وقال
الضحاك : يوم السبت ،
[ ص: 913 ] وقيل : يوم النيروز ، وقيل : يوم كسر الخليج . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى الثقفي والسلمي وهبيرة عن
حفص ( يوم الزينة ) بالنصب ، ورويت هذه القراءة عن
أبي عمرو : أي في يوم الزينة إنجاز موعدنا . وقرأ الباقون بالرفع على أنه خبر موعدكم ، وإنما جعل الميعاد زمانا بعد أن طلب منه فرعون أن يكون مكانا سوى ، لأن يوم الزينة يدل على مكان مشهور يجتمع فيه الناس ذلك اليوم ، أو على تقدير مضاف محذوف : أي موعدكم مكان يوم الزينة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى معطوف على يوم الزينة فيكون في محل رفع ، أو على الزينة فيكون في محل جر ، يعني ضحى ذلك اليوم ، والمراد بالناس أهل
مصر . والمعنى : يحشرون إلى العيد وقت الضحى ، وينظرون في أمر
موسى وفرعون . قال
الفراء : المعنى إذا رأيت الناس يحشرون من كل ناحية ضحى فذلك الموعد . قال : وجرت عادتهم بحشر الناس في ذلك اليوم .
والضحى قال
الجوهري : ضحوة النهار بعد طلوع الشمس ثم بعده الضحى ، وهو حين تشرق الشمس ، وخص الضحى لأنه أول النهار ، فإذا امتد الأمر بينهما كان في النهار متسع . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود والجحدري ( وأن يحشر ) على البناء للفاعل : أي وأن يحشر الله الناس ضحى . وروي عن
الجحدري أنه قرأ ( وأن نحشر ) بالنون وقرأ بعض القراء بالتاء الفوقية : أي ( وأن تحشر ) أنت يا فرعون ، وقرأ الباقون بالتحتية على البناء للمفعول . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45إننا نخاف أن يفرط علينا قال : يعجل
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45أو أن يطغى قال : يعتدي . وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46أسمع وأرى قال : أسمع ما يقول وأرى ما يجاوبكما به ، فأوحي إليكما فتجاوبانه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : لما بعث الله
موسى إلى فرعون قال : رب أي شيء أقول ؟ قال : قل أهيا شرا هيا . قال
الأعشى : تفسير ذلك الحي قبل كل شيء ، والحي بعد كل شيء . وجود
السيوطي إسناده ، وسبقه إلى تجويد إسناده
ابن كثير في تفسيره . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48على من كذب وتولى قال : كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله . وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50أعطى كل شيء خلقه قال : خلق لكل شيء زوجه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50ثم هدى قال : هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يضل ربي قال : لا يخطئ . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53من نبات شتى قال : مختلف .
وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54لأولي النهى قال : لأولي التقى . وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54لأولي النهى قال : لأولي الحجا والعقل . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني قال : إن الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة ، فيخلق من التراب ومن النطفة ، وذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم . وأخرج
أحمد والحاكم عن
أبي أمامة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020801لما وضعت nindex.php?page=showalam&ids=11715أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في القبر قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ، بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله وفي حديث في السنن
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020802أنه أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم ، ثم أخرى وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وفيها نعيدكم ، ثم أخرى وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55ومنها نخرجكم تارة أخرى . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59موعدكم يوم الزينة قال : يوم عاشوراء . وأخرج
ابن المنذر عن
ابن عمرو نحوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28991_31910_31913_29485_30340قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45أَنْ يَفْرُطَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ ، وَمَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَعْجَلَ وَيُبَادِرَ بِعُقُوبَتِنَا ، يُقَالُ فَرَطَ مِنْهُ أَمْرٌ : أَيْ بَدَرَ ، وَمِنْهُ الْفَارِطُ ، وَهُوَ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ إِلَى الْمَاءِ : أَيْ يُعَذِّبُنَا عَذَابَ الْفَارِطِ فِي الذَّنْبِ ، وَهُوَ الْمُتَقَدِّمُ فِيهِ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ . وَقَالَ أَيْضًا : فَرَطَ مِنْهُ أَمْرٌ وَأَفْرَطَ : أَسْرَفَ ، وَفَرَّطَ : تَرَكَ .
وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ ( يُفْرَطَ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ : أَيْ يَحْمِلُهُ حَامِلٌ عَلَى التَّسَرُّعِ إِلَيْنَا ، وَقَرَأَتْ طَائِفَةٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ ، وَمِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ مِنَ الْإِفْرَاطِ : أَيْ يَشْتَطُّ فِي أَذِيَّتِنَا .
قَالَ الرَّاجِزُ :
قَدْ أَفْرَطَ الْعِلْجُ عَلَيْنَا وَعَجَّلَ
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45أَوْ أَنْ يَطْغَى قَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قَالَ لَا تَخَافَا مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ ، نَهْيٌ لَهُمَا عَنِ الْخَوْفِ الَّذِي حَصَلَ مَعَهُمَا مِنْ فِرْعَوْنَ ، ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَيْ بِالنَّصْرِ لَهُمَا ، وَالْمَعُونَةِ عَلَى فِرْعَوْنَ ، وَمَعْنَى
[ ص: 911 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46أَسْمَعُ وَأَرَى إِدْرَاكُ مَا يَجْرِي بَيْنَهُمَا وَبَيْنَهُ بِحَيْثُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ مِنْهُ خَافِيَةٌ ، وَلَيْسَ بِغَافِلٍ عَنْهُمَا . ثُمَّ أَمَرَهُمَا بِإِتْيَانِهِ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ بَعْدَ أَمْرِهِمَا بِالذِّهَابِ إِلَيْهِ فَلَا تَكْرَارَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْ خَلِّ عَنْهُمْ وَأَطْلِقْهُمْ مِنَ الْأَسْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47وَلَا تُعَذِّبْهُمْ بِالْبَقَاءِ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ ، وَقَدْ كَانُوا عِنْدَ فِرْعَوْنَ فِي عَذَابٍ شَدِيدٍ : يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ، وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ، وَيُكَلِّفُهُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُونَهُ ، ثُمَّ أَمَرَهُمَا سُبْحَانَهُ أَنْ يَقُولَا لِفِرْعَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ قِيلَ هِيَ الْعَصَا وَالْيَدُ ، وَقِيلَ : إِنَّ فِرْعَوْنَ قَالَ لَهُمَا : وَمَا هِيَ ؟ فَأَدْخَلَ
مُوسَى يَدَهُ فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا لَهَا شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ ، فَعَجِبَ فِرْعَوْنُ مِنْ ذَلِكَ ، وَلَمْ يُرِهِ
مُوسَى الْعَصَا إِلَّا يَوْمَ الزِّينَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَيِ السَّلَامَةُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَيْ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى سَلِمَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ عَذَابِهِ ، وَلَيْسَ بِتَحِيَّةٍ . قَالَ : وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِابْتِدَاءِ لِقَاءٍ وَلَا خِطَابٍ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، وَلِمَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى سَوَاءٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا مِنْ جِهَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى الْمُرَادُ بِالْعَذَابِ : الْهَلَاكُ وَالدَّمَارُ فِي الدُّنْيَا وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ ، وَالْمُرَادُ بِالتَّكْذِيبِ : التَّكْذِيبُ بِآيَاتِ اللَّهِ وَبِرُسُلِهِ ، وَالتَّوَلِّي : الْإِعْرَاضُ عَنْ قَبُولِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى أَيْ قَالَ فِرْعَوْنُ لَهُمَا : فَمَنْ رَبُّكُمَا ؟ فَأَضَافَ الرَّبَّ إِلَيْهِمَا وَلَمْ يُضِفْهُ إِلَى نَفْسِهِ لِعَدَمِ تَصْدِيقِهِ لَهُمَا وَلِجَحْدِهِ لِلرُّبُوبِيَّةِ ، وَخَصَّ
مُوسَى بِالنِّدَاءِ لِكَوْنِهِ الْأَصْلَ فِي الرِّسَالَةِ ، وَقِيلَ : لِمُطَابَقَةِ رُءُوسِ الْآيِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ أَيْ قَالَ
مُوسَى مُجِيبًا لَهُ ، وَرَبُّنَا مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَبُّنَا خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَمَا بَعْدَهُ صِفَتَهُ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ خَلْقَهُ بِسُكُونِ اللَّامِ ، وَرَوَى زَائِدَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ أَنَّهُ قَرَأَ خَلَقَهُ بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَرَوَاهَا
نُصَيْرٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ . فَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى يَكُونُ خَلْقَهُ ثَانِيَ مَفْعُولَيْ أَعْطَى . وَالْمَعْنَى : أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ صُورَتَهُ وَشَكْلَهُ الَّذِي يُطَابِقُ الْمَنْفَعَةَ الْمَنُوطَةَ بِهِ الْمُطَابِقَةَ لَهُ كَالْيَدِ لِلْبَطْشِ ، وَالرِّجْلِ لِلْمَشْيِ وَاللِّسَانِ لِلنُّطْقِ ، وَالْعَيْنِ لِلنَّظَرِ ، وَالْأُذُنِ لِلسَّمْعِ ، كَذَا قَالَ
الضَّحَّاكُ وَغَيْرُهُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ صَلَاحَهُ وَهَدَاهُ لِمَا يُصْلِحُهُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى لَمْ يَخْلُقْ خَلْقَ الْإِنْسَانِ فِي خَلْقِ الْبَهَائِمِ ، وَلَا خَلَقَ الْبَهَائِمَ فِي خَلْقِ الْإِنْسَانِ ، وَلَكِنْ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَلَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَكَذَاكَ اللَّهُ مَا شَاءَ فَعَلَ
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى خَلَقَ لِلرَّجُلِ الْمَرْأَةَ ، وَلِكُلِّ ذَكَرٍ مَا يُوَافِقُهُ مِنِ الْإِنَاثِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَلْقَهُ عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأَوْلَى هُوَ الْمَفْعُولَ الْأَوَّلَ لَأَعْطَى : أَيْ أَعْطَى خَلْقَهُ كُلَّ شَيْءٍ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، وَيَرْتَفِقُونَ بِهِ ، وَمَعْنَى ثُمَّ هَدَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ هَدَاهُمْ إِلَى طُرُقِ الِانْتِفَاعِ بِمَا أَعْطَاهُمْ فَانْتَفَعُوا بِكُلِّ شَيْءٍ فِيمَا خُلِقَ لَهُ ، وَأَمَّا عَلَى الْقِرَاءَةِ الْآخِرَةِ ، فَيَكُونُ الْفِعْلُ صِفَةً لِلْمُضَافِ أَوْ لِلْمُضَافِ إِلَيْهِ : أَيْ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَلَمْ يُخْلِهِ مِنْ عَطَائِهِ ، وَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ يَكُونُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفًا : أَيْ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، فَيُوَافِقُ مَعْنَاهَا مَعْنَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=51قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى لَمَّا سَمِعَ فِرْعَوْنُ مَا احْتَجَّ بِهِ
مُوسَى فِي ضِمْنِ هَذَا الْكَلَامِ عَلَى إِثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ كَمَا لَا يَخْفَى مِنْ أَنَّ الْخَلْقَ وَالْهِدَايَةَ ثَابِتَانِ بِلَا خِلَافٍ ، وَلَا بُدَّ لَهُمَا مِنْ خَالِقٍ وَهَادٍ ، وَذَلِكَ الْخَالِقُ وَالْهَادِي هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَا رَبَّ غَيْرُهُ . قَالَ فِرْعَوْنُ : فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأَوْلَى فَإِنَّهَا لَمْ تُقِرَّ بِالرَّبِّ الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ يَا
مُوسَى بَلْ عَبَدَتِ الْأَوْثَانَ وَنَحْوَهُمَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَمَعْنَى الْبَالِ الْحَالُ وَالشَّأْنُ : أَيْ مَا حَالُهُمْ وَمَا شَأْنُهُمْ ؟ وَقِيلَ : إِنَّ سُؤَالَ فِرْعَوْنَ عَنِ الْقُرُونِ الْأُولَى مُغَالَطَةٌ
لِمُوسَى لَمَّا خَافَ أَنْ يُظْهِرَ لِقَوْمِهِ أَنَّهُ قَدْ قَهَرَهُ بِالْحُجَّةِ : أَيْ مَا حَالُ الْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ ، وَمَاذَا جَرَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَوَادِثِ ؟ . فَأَجَابَهُ
مُوسَى ، nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي أَيْ : إِنَّ هَذَا الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ لَيْسَ مِمَّا نَحْنُ بِصَدَدِهِ ، بَلْ هُوَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَلَا أَنَا . وَعَلَى التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ يَكُونُ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي أَنَّ عِلْمَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَبَدُوا الْأَوْثَانَ وَنَحْوَهَا مَحْفُوظٌ عِنْدَ اللَّهِ فِي كِتَابِهِ سَيُجَازِيهِمْ عَلَيْهَا ، وَمَعْنَى كَوْنِهَا فِي كِتَابٍ أَنَّهَا مُثْبَتَةٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَنَّ أَعْمَالَهُمْ مَحْفُوظَةٌ عِنْدَ اللَّهِ يُجَازِي بِهَا ، وَالتَّقْدِيرُ : عِلْمُ أَعْمَالِهِا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ . وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى عَلَى أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ أَنَّهُ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ تَنْزِيهٌ لِلَّهِ تَعَالَى عَنْ هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ . وَقَدْ تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52فِي كِتَابٍ كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . قَالَ وَمَعْنَى لَا يَضِلُّ لَا يَهْلِكُ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ [ السَّجْدَةِ : 10 ] وَلَا يَنْسَى شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ ، فَقَدْ نَزَّهَهُ عَنِ الْهَلَاكِ وَالنِّسْيَانِ . الْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّ مَعْنَى لَا يَضِلُّ لَا يُخْطِئُ . الْقَوْلُ الثَّالِثُ أَنَّ مَعْنَاهُ لَا يَغِيبُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : أَصْلُ الضَّلَالِ الْغَيْبُوبَةُ . الْقَوْلُ الرَّابِعُ أَنَّ الْمَعْنَى لَا يَحْتَاجُ إِلَى كِتَابٍ ، وَلَا يَضِلُّ عَنْهُ عِلْمُ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ ، وَلَا يَنْسَى مَا عَلِمَهُ مِنْهَا ، حُكِيَ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ أَيْضًا . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهُوَ أَشْبَهُهَا بِالْمَعْنَى . وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ كَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ . الْقَوْلُ الْخَامِسُ أَنَّ هَاتَيْنِ الْجُمْلَتَيْنِ صِفَةٌ لِكِتَابٍ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْكَاتِبَ غَيْرُ ذَاهِبٍ عَنِ اللَّهِ وَلَا نَاسٍ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا الْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِرَبِّي مُتَضَمِّنَةٌ لِزِيَادَةِ الْبَيَانِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْمَدْحِ . قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ مَهْدًا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ : أَيْ مَهَّدَهَا مَهْدًا ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ ذَاتِ مَهْدٍ ، وَهُوَ اسْمٌ لِمَا يُمَهَّدُ كَالْفِرَاشِ لِمَا يُفْرَشُ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ( مِهَادًا ) وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ قَالَ لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى قِرَاءَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا [ النَّبَأِ : 6 ] قَالَ
النَّحَّاسُ : وَالْجَمْعُ أَوْلَى مِنَ الْمَصْدَرِ ، لِأَنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ لَيْسَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ إِلَّا عَلَى
[ ص: 912 ] حَذْفِ الْمُضَافِ . قِيلَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِهَادًا مُفْرَدًا كَالْفِرَاشِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعًا ، وَمَعْنَى الْمِهَادِ : الْفِرَاشُ فَالْمِهَادُ جَمْعُ الْمَهْدِ : أَيْ جَعَلَ كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهَا مَهْدًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا السَّلْكُ : إِدْخَالُ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ . وَالْمَعْنَى : أَدْخَلَ فِي الْأَرْضِ لِأَجْلِكُمْ طُرُقًا تَسْلُكُونَهَا وَسَهَّلَهَا لَكُمْ . وَفِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [ الزُّخْرُفِ : 10 ] ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ مُمْتَنًّا عَلَى عِبَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً هُوَ مَاءُ الْمَطَرِ ، قِيلَ إِلَى هُنَا انْتَهَى كَلَامُ
مُوسَى ، وَمَا بَعْدَهُ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى مِنْ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنَ الْكَلَامِ الْمَحْكِيِّ عَنْ
مُوسَى مَعْطُوفٌ عَلَى أَنْزَلَ ، وَإِنَّمَا الْتَفَتَ إِلَى التَّكَلُّمِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى ظُهُورِ مَا فِيهِ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ . وَنُوقِشَ بِأَنَّ هَذَا خِلَافُ الظَّاهِرِ مَعَ اسْتِلْزَامِهِ فَوْتَ الِالْتِفَاتِ لِعَدَمِ اتِّحَادِ الْمُتَكَلِّمِ ، وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّ الْكَلَامَ كُلَّهُ مَحْكِيٌّ عَنْ وَاحِدٍ هُوَ
مُوسَى ، وَالْحَاكِي لِلْجَمِيعِ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
وَالْمَعْنَى : فَأَخْرَجْنَا بِذَلِكَ الْمَاءِ بِسَبَبِ الْحَرْثِ وَالْمُعَالَجَةِ أَزْوَاجًا : أَيْ ضُرُوبًا وَأَشْبَاهًا مِنْ أَصْنَافِ النَّبَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ . وَقَوْلُهُ مِنْ نَبَاتٍ صِفَةٌ لِأَزْوَاجًا ، أَوْ بَيَانٌ لَهُ ، وَكَذَا شَتَّى صِفَةٌ أُخْرَى لَهُ ، أَيْ مُتَفَرِّقَةٌ جَمْعُ شَتِيتٍ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : التَّقْدِيرُ أَزْوَاجًا شَتَّى مِنْ نَبَاتٍ . قَالَ : وَقَدْ يَكُونُ النَّبَاتُ شَتَّى ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَتَّى نَعْتًا لِ ( أَزْوَاجًا ) وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِلنَّبَاتِ ، يُقَالُ أَمْرٌ شَتٌّ : أَيْ مُتَفَرِّقٌ ، وَشَتَّ الْأَمْرُ شَتًّا وَشَتَاتًا تَفَرَّقَ وَاشْتَتَّ مِثْلُهُ ، وَالشَّتِيتُ الْمُتَفَرِّقُ .
قَالَ
رُؤْبَةُ :
جَاءَتْ مَعًا وَأَطْرَقَتْ شَتِيتًا
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ قَائِلِينَ لَهُمْ ذَلِكَ ، وَالْأَمْرُ لِلْإِبَاحَةِ : يُقَالُ رَعَتِ الْمَاشِيَةُ الْكَلَأَ وَرَعَاهَا صَاحِبُهَا رِعَايَةً : أَيْ أَسَامَهَا وَسَرَّحَهَا يَجِيءُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى إِلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ ، وَالنُّهَى الْعُقُولُ جَمْعُ نُهْيَةٍ ، وَخَصَّ ذَوِي النُّهَى لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُمْ يَنْهَوْنَ النَّفْسَ عَنِ الْقَبَائِحِ ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ
مُوسَى احْتِجَاجٌ عَلَى فِرْعَوْنَ فِي إِثْبَاتِ الصَّانِعِ جَوَابًا لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى .
وَالضَّمِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَمَا بَعْدَهُ رَاجِعٌ إِلَى الْأَرْضِ الْمَذْكُورَةِ سَابِقًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ : يَعْنِي أَنَّ
آدَمَ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ وَأَوْلَادُهُ مِنْهُ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّ كُلَّ نُطْفَةٍ مَخْلُوقَةٍ مِنَ التُّرَابِ فِي ضِمْنِ خَلْقِ
آدَمَ ، لِأَنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْبَشَرِ لَهُ حَظٌّ مِنْ خَلْقِهِ وَفِيهَا أَيْ فِي الْأَرْضِ نُعِيدُكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ فَتُدْفَنُونَ فِيهَا وَتَتَفَرَّقُ أَجَزَاؤُكُمْ حَتَّى تَصِيرَ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ ، وَجَاءَ بِفِي دُونَ إِلَى لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِقْرَارِ وَمِنْهَا أَيْ مِنَ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى أَيْ بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَتَأْلِيفِ الْأَجْسَامِ وَرَدِّ الْأَرْوَاحِ إِلَيْهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ الْمَوْتِ ، وَالتَّارَةُ كَالْمَرَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا أَيْ أَرَيْنَا فِرْعَوْنَ وَعَرَّفْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ هِيَ الْآيَاتُ التِّسْعُ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=101وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ [ الْإِسْرَاءِ : 101 ] عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ لِلْعَهْدِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ جَمِيعُ الْآيَاتِ الَّتِي جَاءَ بِهَا
مُوسَى ، وَالَّتِي جَاءَ بِهَا غَيْرُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنَّ
مُوسَى قَدْ كَانَ عَرَّفَهُ جَمِيعَ مُعْجِزَاتِهِ وَمُعْجِزَاتِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ حُجَجُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الدَّالَّةُ عَلَى تَوْحِيدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56فَكَذَّبَ وَأَبَى أَيْ كَذَّبَ فِرْعَوْنُ
مُوسَى وَأَبَى عَلَيْهِ أَنْ يُجِيبَهُ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُفْرَ فِرْعَوْنُ كُفْرُ عِنَادٍ لِأَنَّهُ رَأَى الْآيَاتِ وَكَذَّبَ بِهَا كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [ النَّمْلِ : 14 ] .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَاذَا قَالَ فِرْعَوْنُ بَعْدَ هَذَا ؟ وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ لِمَا جَاءَ بِهِ
مُوسَى مِنَ الْآيَاتِ : أَيْ جِئْتَ يَا
مُوسَى لِتُوهِمَ النَّاسَ بِأَنَّكَ نَبِيٌّ يَجِبُ عَلَيْهِمُ اتِّبَاعُكَ ، وَالْإِيمَانُ بِمَا جِئْتَ بِهِ ، حَتَّى تَتَوَصَّلَ بِذَلِكَ الْإِيهَامُ الَّذِي هُوَ شُعْبَةٌ مِنَ السِّحْرِ إِلَى أَنْ تَغْلِبَ عَلَى أَرْضِنَا وَتُخْرِجَنَا مِنْهَا . وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْمَلْعُونُ الْإِخْرَاجَ مِنَ الْأَرْضِ لِتَنْفِيرِ قَوْمِهِ عَنْ إِجَابَةِ
مُوسَى ، فَإِنَّهُ إِذَا وَقَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ وَتَقَرَّرَ فِي أَفْهَامِهِمْ أَنَّ عَاقِبَةَ إِجَابَتِهِمْ
لِمُوسَى الْخُرُوجُ مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ كَانُوا غَيْرَ قَابِلَيْنِ لِكَلَامِهِ وَلَا نَاظِرِينَ فِي مُعْجِزَاتِهِ وَلَا مُلْتَفِتِينَ إِلَى مَا يَدْعُو إِلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ الْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا وَاللَّامُ هِيَ الْمُوطِّئَةُ لِلْقَسَمِ : أَيْ وَاللَّهِ لَنُعَارِضَنَّكَ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ مِنَ السِّحْرِ ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ أَنَّ الَّذِي جِئْتَ بِهِ سِحْرٌ يَقْدِرُ عَلَى مَثَلِهِ السَّاحِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا هُوَ مَصْدَرٌ : أَيْ وَعْدًا ، وَقِيلَ : اسْمُ مَكَانٍ : أَيِ اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مَعْلُومًا ، أَوْ مَكَانًا مَعْلُومًا لَا نُخْلِفُهُ . قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَلِهَذَا قَالَ : لَا نُخْلِفُهُ أَيْ لَا نُخْلِفُ ذَلِكَ الْوَعْدَ ، وَالْإِخْلَافُ أَنْ تَعِدَ شَيْئًا وَلَا تُنْجِزَهُ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْمِيعَادُ الْمُوَاعَدَةُ وَالْوَقْتُ الْمَوْضِعُ ، وَكَذَلِكَ الْمَوْعِدُ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْقَعْقَاعِ وَشَيْبَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ( لَا نُخْلِفْهُ ) بِالْجَزْمِ عَلَى أَنَّهُ جَوَابٌ لِقَوْلِهِ اجْعَلْ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَوْعِدًا : أَيْ لَا نُخْلِفُ ذَلِكَ الْوَعْدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58نَحْنُ وَلَا أَنْتَ وَفَوَضَ تَعْيِينَ الْمَوْعِدِ إِلَى
مُوسَى إِظْهَارًا لِكَمَالِ اقْتِدَارِهِ عَلَى الْإِتْيَانِ بِمِثْلِ مَا أَتَى بِهِ
مُوسَى ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58مَكَانًا سُوًى بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَصْدَرُ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ مَوْعِدٍ . قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ سُوًى بِضَمِّ السِّينِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا وَهُمَا لُغَتَانِ . وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ كَسْرَ السِّينِ لِأَنَّهَا اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ الْفَصِيحَةُ ، وَالْمُرَادُ مَكَانًا مُسْتَوِيًا ، وَقِيلَ : مَكَانًا مُنْصِفًا عَدْلًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : يُقَالُ سِوًى وَسُوًى : أَيْ عَدْلٌ ، يَعْنِي عَدْلًا بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ . قَالَ
زُهَيْرٌ :
أَرَوْنَا خُطَّةً لَا ضَيْمَ فِيهَا يُسَوِّي بَيْنَنَا فِيهَا السَّوَاءُ
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْقُتَيْبِيُّ : مَعْنَاهُ مَكَانًا وَسَطًا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ ، وَأَنْشَدَ
أَبُو عُبَيْدَةَ لِمُوسَى بْنِ جَابِرٍ الْحَنَفِيِّ :
وَإِنَّ أَبَانَا كَانَ حِلٌّ بِبَلْدَةٍ سُوًى بَيْنِ قَيْسِ قَيْسِ غَيْلَانَ وَالْفَزَرِ
وَالْفَزَرُ
سَعْدُ بْنُ زَيْدِ مَنَاةَ . ثُمَّ وَاعَدَهُ
مُوسَى بِوَقْتٍ مَعْلُومٍ فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ قَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ وَالسُّدِّيُّ : كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ عِيدٍ يَتَزَيَّنُونَ فِيهِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يَوْمُ السَّبْتِ ،
[ ص: 913 ] وَقِيلَ : يَوْمُ النَّيْرُوزِ ، وَقِيلَ : يَوْمُ كَسْرِ الْخَلِيجِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى الثَّقَفِيُّ وَالسُّلَمِيُّ وَهُبَيْرَةُ عَنْ
حَفْصٍ ( يَوْمَ الزِّينَةِ ) بِالنَّصْبِ ، وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : أَيْ فِي يَوْمِ الزِّينَةِ إِنْجَازُ مَوْعِدَنَا . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مَوْعِدُكُمْ ، وَإِنَّمَا جُعِلَ الْمِيعَادُ زَمَانًا بَعْدَ أَنْ طَلَبَ مِنْهُ فِرْعَوْنُ أَنْ يَكُونَ مَكَانًا سُوًى ، لِأَنَّ يَوْمَ الزِّينَةِ يَدُلُّ عَلَى مَكَانٍ مَشْهُورٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ النَّاسُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ مَوْعِدُكُمْ مَكَانُ يَوْمِ الزِّينَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى مَعْطُوفٌ عَلَى يَوْمِ الزِّينَةِ فَيَكُونُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ ، أَوْ عَلَى الزِّينَةِ فَيَكُونُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ ، يَعْنِي ضُحَى ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَالْمُرَادُ بِالنَّاسِ أَهْلُ
مِصْرَ . وَالْمَعْنَى : يُحْشَرُونَ إِلَى الْعِيدِ وَقْتَ الضُّحَى ، وَيَنْظُرُونَ فِي أَمْرِ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُحْشَرُونَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ضُحًى فَذَلِكَ الْمَوْعِدُ . قَالَ : وَجَرَتْ عَادَتُهُمْ بِحَشْرِ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ .
وَالضُّحَى قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : ضَحْوَةُ النَّهَارِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ بَعْدَهُ الضُّحَى ، وَهُوَ حِينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ ، وَخَصَّ الضُّحَى لِأَنَّهُ أَوَّلُ النَّهَارِ ، فَإِذَا امْتَدَّ الْأَمْرُ بَيْنَهُمَا كَانَ فِي النَّهَارِ مُتَّسَعٌ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَالْجَحْدَرَيُّ ( وَأَنْ يَحْشُرَ ) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ : أَيْ وَأَنْ يَحْشُرَ اللَّهُ النَّاسَ ضُحًى . وَرُوِيَ عَنِ
الْجَحْدَرِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ ( وَأَنْ نَحْشُرَ ) بِالنُّونِ وَقَرَأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ : أَيْ ( وَأَنْ تُحْشَرَ ) أَنْتَ يَا فِرْعَوْنُ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا قَالَ : يُعَجِّلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45أَوْ أَنْ يَطْغَى قَالَ : يَعْتَدِي . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46أَسْمَعُ وَأَرَى قَالَ : أَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَأَرَى مَا يُجَاوِبُكُمَا بِهِ ، فَأُوحِي إِلَيْكُمَا فَتُجَاوِبَانِهِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ
مُوسَى إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ : رَبِّ أَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْ أَهْيَا شَرًّا هَيَا . قَالَ
الْأَعْشَى : تَفْسِيرُ ذَلِكَ الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْحَيُّ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ . وَجَوَّدَ
السُّيُوطِيُّ إِسْنَادَهُ ، وَسَبَقَهُ إِلَى تَجْوِيدِ إِسْنَادِهِ
ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=48عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى قَالَ : كَذَّبَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَتَوَلَّى عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ قَالَ : خَلَقَ لِكُلِّ شَيْءٍ زَوْجَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=50ثُمَّ هَدَى قَالَ : هَدَاهُ لِمَنْكَحِهِ وَمَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ وَمَسْكَنِهِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لَا يَضِلُّ رَبِّي قَالَ : لَا يُخْطِئُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى قَالَ : مُخْتَلِفٌ .
وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54لِأُولِي النُّهَى قَالَ : لِأُولِي التُّقَى . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54لِأُولِي النُّهَى قَالَ : لِأُولِي الْحِجَا وَالْعَقْلِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ : إِنَّ الْمَلَكُ يَنْطَلِقُ فَيَأْخُذُ مِنْ تُرَابِ الْمَكَانِ الَّذِي يُدْفَنُ فِيهِ فَيَذُرُّهُ عَلَى النُّطْفَةِ ، فَيَخْلُقُ مِنَ التُّرَابِ وَمِنَ النُّطْفَةِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ . وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020801لَمَّا وُضِعَتْ nindex.php?page=showalam&ids=11715أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الْقَبْرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ، بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَفِي حَدِيثٍ فِي السُّنَنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020802أَنَّهُ أَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ فَأَلْقَاهَا فِي الْقَبْرِ وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ، ثُمَّ أُخْرَى وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ، ثُمَّ أُخْرَى وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ قَالَ : يَوْمُ عَاشُورَاءَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو نَحْوَهُ .