قال
القرطبي : مكية في قول الجميع . وأخرج
النحاس وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة طه بمكة . وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله . وأخرج
الدارمي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في التوحيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي في الضعفاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020792إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت : طوبى لأمة ينزل عليها هذا ، وطوبى لأجواف تحمل هذا ، وطوبى لألسنة تكلمت بهذا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة بعد إخراجه : حديث غريب ، وفيه نكارة ،
وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما ، يعني
إبراهيم بن مهاجر بن سمار وشيخه
عمر بن حفص بن ذكوان وهما من رجال إسناده . وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول ، وأعطيت سورة طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصل نافلة . وأخرج
ابن مردويه عن
أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28892كل قرآن يوضع عن أهل الجنة فلا يقرءون منه شيئا إلا سورة طه ويس ، فإنهم يقرءون بهما في الجنة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، فذكر قصة
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب مع أخته
وخباب وقراءتهما طه ، وكان ذلك بسبب إسلام
عمر ، والقصة مشهورة في كتب السير .
[ ص: 903 ] بسم الله الرحمن الرحيم .
nindex.php?page=treesubj&link=28991_29687_28781_31910nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إلا تذكرة لمن يخشى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وهل أتاك حديث موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=11فلما أتاها نودي ياموسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=16فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى .
قوله : طه قرأ بإمالة الهاء وفتح الطاء
أبو عمرو وابن أبي إسحاق ، وأمالهما جميعا
أبو بكر وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش . وقرأهما
أبو جعفر وشيبة ونافع بين اللفظين ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد . وقرأ الباقون بالتفخيم . قال
الثعلبي : وهي كلها لغات صحيحة فصيحة . وقال
النحاس : لا وجه للإمالة عند أكثر أهل العربية لعلتين : الأولى أنه ليس هاهنا ياء ولا كسرة حتى تكون الإمالة ، والعلة الثانية أن الطاء من موانع الإمالة .
وقد اختلف أهل العلم في معنى هذه الكلمة على أقوال : الأول أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به ، والثاني أنها بمعنى يا رجل في لغة عكل ، وفي لغة عك . قال
الكلبي : لو قلت لرجل من
عك يا رجل لم يجب حتى تقول طه ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير في ذلك :
دعوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا
ويروى مزايلا ، وقيل : إنها في لغة
عك بمعنى يا حبيبي . وقال
قطرب : هي كذلك في لغة
طي : أي بمعنى يا رجل ، وكذلك قال
الحسن وعكرمة . وقيل : هي كذلك في اللغة السريانية ، حكاه
المهدوي . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير أنها كذلك في اللغة النبطية ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وسعيد بن حبين . وحكى
الثعلبي عن
عكرمة أنها كذلك في لغة
الحبشة ، ورواه عن
عكرمة ، ولا مانع من أن تكون هذه الكلمة موضوعة لذلك المعنى في تلك اللغات كلها إذا صح النقل . القول الثالث : أنها اسم من أسماء الله سبحانه . والقول الرابع أنها اسم للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - . القول الخامس أنها اسم للسورة . القول السادس أنها حروف مقطعة يدل كل واحد منها على معنى . ثم اختلفوا في هذه المعاني التي تدل عليها هذه الحروف على أقوال كلها متكلفة متعسفة . القول السابع أن معناها طوبى لمن اهتدى . القول الثامن أن معناها : طإ الأرض يا
محمد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وذلك أن
nindex.php?page=treesubj&link=31001النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يتحمل مشقة الصلاة حتى كادت قدماه تتورم ويحتاج إلى التروح ، فقيل له طإ الأرض : أي لا تتعب حتى تحتاج إلى التروح .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض في الشفاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس قال :
كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى ، فأنزل الله طه يعني طإ الأرض يا
محمد ، وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أنه قرأ طه على وزن دع أمر بالوطء ، والأصل طأ فقلبت الهمزة هاء .
وقد حكى
الواحدي عن أكثر المفسرين أن هذه الكلمة معناها : يا رجل ، يريد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : وهو قول
الحسن وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في رواية
عطاء والكلبي غير أن بعضهم يقول : هي بلسان
الحبشة والنبطية والسريانية ، ويقول
الكلبي : هي بلغة عك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : ولغة
قريش وافقت تلك اللغة في هذا المعنى ، لأن الله سبحانه لم يخاطب نبيه بلسان غير
قريش انتهى .
وإذا تقرر أنها لهذا المعنى في لغة من لغات
العرب كانت ظاهرة المعنى واضحة الدلالة خارجة عن فواتح السور التي قدمنا بيان كونها من المتشابه في فاتحة سورة البقرة ، وهكذا إذا كانت لهذا المعنى في لغة من لغات العجم واستعملها
العرب في كلامها في ذلك المعنى كسائر الكلمات العجمية التي استعملتها العرب الموجودة في الكتاب العزيز ، فإنها صارت بذلك الاستعمال من لغة العرب .
وجملة ما
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2أنزلنا عليك القرآن لتشقى مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عما كان يعتريه من جهة المشركين من التعب ، والشقاء يجيء في معنى التعب . قال
ابن كيسان : وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب ، ومنه قول الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
والمعنى : ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم ، وتحسرك على أن يؤمنوا ، فهو كقوله سبحانه : فلعلك باخع نفسك [ الكهف : 6 ] قال
النحاس : بعض النحويين يقول : هذه اللام في لتشقى لام النفي ، وبعضهم يقول لام الجحود . وقال
ابن كيسان : هي لام الخفض ، وهذا التفسير للآية هو على قول من قال إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديدا لأسماء الحروف ، وإن جعلت اسما للسورة كان قوله : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى خبرا عنها ، وهي في موضع المبتدأ ، وأما على قول من قال : إن معناها يا رجل ، أو بمعنى الأمر بوطء الأرض فتكون الجملة مستأنفة لصرفه - صلى الله عليه وآله وسلم - عما كان عليه من المبالغة في العبادة . وانتصاب إلا تذكرة على أنه مفعول له ل أنزلنا كقولك : ما ضربتك للتأديب إلا إشفاقا عليك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو بدل من لتشقى : أي ما أنزلناه إلا تذكرة . وأنكره
أبو علي الفارسي من جهة أن التذكرة ليست بشقاء ، قال : وإنما هو منصوب على المصدرية : أي أنزلناه لتذكر به تذكرة ، أو على المفعول من أجله : أي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به ، ما أنزلناه إلا للتذكرة . وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا على المصدرية : أي أنزلناه تنزيلا ، وقيل : بدل من قوله تذكرة ، وقيل : هو منصوب على المدح ، وقيل : منصوب بـ يخشى : أي يخشى تنزيلا من الله على أنه مفعول به ، وقيل : منصوب على الحال بتأوله باسم الفاعل . وقرأ
أبو حيوة الشامي ( تنزيل ) بالرفع على معنى هذا تنزيل ، وممن خلق
[ ص: 904 ] متعلق بتنزيلا ، أو بمحذوف هو صفة له ، وتخصيص خلق الأرض والسماوات لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عز وجل ، والعلى : جمع العليا : أي المرتفعة كجمع كبرى وصغرى على كبر وصغر . ومعنى الآية إخبار العباد عن كمال عظمته سبحانه وعظيم جلاله . وارتفاع الرحمن على أنه خبر مبتدأ محذوف كما قال
الأخفش ، ويجوز أن يكون مرتفعا على المدح أو على الابتداء . وقرئ بالجر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج على البدل ممن ، وجوز
النحاس أن يكون مرتفعا على البدل من المضمر في خلق ،
nindex.php?page=treesubj&link=28908وجملة على العرش استوى في محل رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف ، أو على أنها خبر الرحمن عند من جعله مبتدأ . قال
أحمد بن يحيى : قال
ثعلب : الاستواء الإقبال على الشيء ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء . وقيل : هو كناية عن الملك والسلطان ، والبحث في تحقيق هذا يطول ، وقد تقدم البحث عنه في الأعراف . والذي ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري أنه سبحانه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف ، وإلى هذا القول سبقه الجماهير من السلف الصالح الذي
nindex.php?page=treesubj&link=29443_28707يروون الصفات كما وردت من دون تحريف ولا تأويل .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6له ما في السماوات وما في الأرض أي أنه مالك كل شيء ومدبره وما بينهما من الموجودات وما تحت الثرى الثرى في اللغة التراب الندي : أي ما تحت التراب من شيء . قال الواحدي : والمفسرون يقولون إنه سبحانه أراد الثرى الذي تحت الصخرة التي عليها الثور الذي تحت الأرض ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله سبحانه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الجهر بالقول هو رفع الصوت به والسر ما حدث به الإنسان غيره وأسره إليه ، والأخفى من السر هو ما حدث به الإنسان نفسه وأخطره بباله .
والمعنى : إن تجهر بذكر الله ودعائه فاعلم أنه غني عن ذلك ، فإنه يعلم السر وما هو أخفى من السر ، فلا حاجة لك إلى الجهر بالقول ، وفي هذا معنى النهي عن الجهر كقوله سبحانه : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة [ الأعراف : 205 ] وقيل : السر ما أسر الإنسان في نفسه ، والأخفى منه هو ما خفي على ابن
آدم مما هو فاعله وهو لا يعلمه ، وقيل : السر ما أضمره الإنسان في نفسه ، والأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد ، وقيل : السر سر الخلائق ، والأخفى منه سر الله عز وجل ، وأنكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وقال : إن الأخفى ما ليس في سر الإنسان وسيكون في نفسه .
ثم ذكر أن الموصوف بالعبادة على الوجه المذكور هو الله سبحانه المنزه عن الشريك المستحق لتسميته بالأسماء الحسنى فقال : الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى فالله خبر مبتدأ محذوف : أي الموصوف بهذه الصفات الكمالية الله ، وجملة ( لا إله إلا هو ) مستأنفة لبيان اختصاص الإلهية به سبحانه : أي : لا إله في الوجود إلا هو ، وهكذا جملة ( له الأسماء الحسنى ) مبينة لاستحقاقه تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=28723للأسماء الحسنى ، وهي التسعة والتسعون التي ورد بها الحديث الصحيح .
وقد تقدم بيانها في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180ولله الأسماء الحسنى [ الأعراف : 180 ] من سورة الأعراف ، والحسنى تأنيث الأحسن ، والأسماء مبتدأ وخبرها الحسنى ، ويجوز أن يكون الله مبتدأ وخبره الجملة التي بعده ، ويجوز أن يكون بدلا من الضمير في يعلم .
ثم قرر سبحانه أمر التوحيد بذكر قصة
موسى المشتملة على القدرة الباهرة ، والخبر الغريب ، فقال : وهل أتاك حديث موسى الاستفهام للتقرير ، ومعناه : أليس قد أتاك حديث
موسى ، وقيل : معناه : قد أتاك حديث
موسى ، وقال الكلبي : لم يكن قد أتاه حديث
موسى إذ ذاك .
وفي سياق هذه القصة تسلية للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما يلاقيه من مشاق أحكام النبوة ، وتحمل أثقالها ومقاساة خطوبها ، وأن ذلك شأن الأنبياء قبله . والمراد بالحديث القصة الواقعة
لموسى . و إذ رأى نارا ظرف للحديث ، وقيل : العامل فيه مقدر : أي اذكر ، وقيل : يقدر مؤخرا : أي حين رأى نارا كان كيت وكيت ، وكانت رؤيته للنار في ليلة مظلمة لما خرج مسافرا إلى أمه بعد استئذانه
لشعيب ف لما رآها قال لأهله امكثوا والمراد بالأهل هنا امرأته ، والجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم ، وقيل : المراد بهم المرأة والولد والخادم ، ومعنى امكثوا أقيموا مكانكم ، وعبر بالمكث دون الإقامة ، لأن الإقامة تقتضي الدوام ، والمكث ليس كذلك . وقرأ
حمزة ( لأهله ) بضم الهاء ، وكذا في القصص . قال
النحاس وهذا على لغة من قال : مررت بهو يا رجل فجاء به على الأصل وهو جائز إلا أن
حمزة خالف أصله في هذين الموضعين خاصة إني آنست نارا أي أبصرت ، يقال آنست الصوت سمعته ، وآنست الرجل أبصرته . وقيل : الإيناس الإبصار البين ، وقيل : الإيناس مختص بإبصار ما يؤنس ، والجملة تعليل للأمر بالمكث ، ولما كان الإتيان بالقبس ، ووجود الهدى متوقعين بين الأمر على الرجاء فقال : لعلي آتيكم منها بقبس أي أجيئكم من النار بقبس ، والقبس شعلة من النار ، وكذا المقباس ، يقال قبست منه نارا أقبس قبسا فأقبسني : أي أعطاني وكذا اقتبست .
قال
اليزيدي : أقبست الرجل علما وقبسته نارا ، فإن كنت طلبتها له قلت أقبسته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : أقبسته نارا وعلما سواء ، قال : وقبسته أيضا فيهما أو أجد على النار هدى أي هاديا يهديني إلى الطريق ويدلني عليها . قال
الفراء : أراد هاديا ، فذكره بلفظ المصدر ، أو عبر بالمصدر لقصد المبالغة على حذف المضاف : أي ذا هدى ، وكلمة أو : في الموضعين لمنع الخلو دون الجمع ، وحرف الاستعلاء للدلالة على أن أهل النار مستعلون على أقرب مكان إليها .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=11فلما أتاها نودي أي فلما أتى النار التي آنسها نودي من الشجرة ، كما هو مصرح بذلك في سورة القصص : أي من جهتها . ومن ناحيتها يا موسى إني أنا ربك أي نودي فقيل يا
موسى . وقرأ
أبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن وحميد واليزيدي ( أني ) بفتح الهمزة . وقرأ الباقون بكسرها : أي بأني فاخلع نعليك أمره الله
[ ص: 905 ] سبحانه بخلع نعليه ، لأن ذلك أبلغ في التواضع ، وأقرب إلى التشريف والتكريم وحسن التأدب . وقيل : إنهما كانا من جلد حمار غير مدبوغ ، وقيل : معنى الخلع للنعلين : تفريغ القلب من الأهل والمال ، وهو من بدع التفاسير .
ثم علل سبحانه الأمر بالخلع فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إنك بالوادي المقدس طوى المقدس المطهر ، والقدس الطهارة ، والأرض المقدسة المطهرة ، سميت بذلك لأن الله أخرج منها الكافرين وعمرها بالمؤمنين ، وطوى اسم للوادي . قال
الجوهري : وطوى اسم موضع
بالشام بكسر طائه ويضم ، يصرف ولا يصرف ، فمن صرفه جعله اسم واد ومكان وجعله نكرة ومن لم يصرفه جعله بلدة ، وبقعة وجعله معرفة ، وقرأ
عكرمة ( طوى ) بكسر الطاء ، وقرأ الباقون بضمها . وقيل : إن طوى كثنى من الطي مصدر لنودي ، أو للمقدس : أي نودي نداءين ، أو قدس مرة بعد أخرى . وأنا اخترتك قرأ أهل
المدينة ، وأهل
مكة وأبو عمرو وابن عامر وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأنا اخترتك بالإفراد . وقرأ
حمزة ( وإنا اخترناك ) بالجمع . قال
النحاس : والقراءة الأولى أولى من جهتين : إحداهما أنها أشبه بالخط ، والثانية أنها أولى بنسق الكلام لقوله : يا موسى إني أنا ربك ، ومعنى اخترتك اصطفيتك للنبوة والرسالة ، والفاء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13فاستمع لما يوحى لترتيب ما بعدها على ما قبلها وما موصولة أو مصدرية أي فاستمع للذي يوحى إليك ، أو للوحي . وجملة إنني أنا الله بدل من ما في لما يوحى .
ثم أمره سبحانه بالعبادة فقال : فاعبدني والفاء هنا كالفاء التي قبلها لأن اختصاص الإلهية به سبحانه موجب لتخصيصه بالعبادة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14وأقم الصلاة لذكري خص الصلاة بالذكر مع كونها داخلة تحت الأمر بالعبادة ، لكونها
nindex.php?page=treesubj&link=24589أشرف طاعة وأفضل عبادة ، وعلل الأمر بإقامة الصلاة بقوله لذكري : أي لتذكرني فإن الذكر الكامل لا يتحقق إلا في ضمن العبادة والصلاة ، أو المعنى لتذكرني فيهما لاشتمالهما على الأذكار ، أو المعنى : أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة . وقيل : المعنى : لأذكرك بالمدح في عليين ، فالمصدر على هذا يحتمل الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول .
وجملة إن الساعة آتية تعليل لما قبلها من الأمر : أي إن الساعة التي هي وقت الحساب والعقاب آتية ، فاعمل الخير من عبادة الله والصلاة . ومعنى أكاد أخفيها مختلف فيه . قال
الواحدي : قال أكثر المفسرين : أخفيها من نفسي ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد وقطرب : هذا على عادة مخاطبة
العرب يقولون إذا بالغوا في كتمان الشيء كتمته حتى من نفسي : أي لم أطلع عليه أحدا ، ومعنى الآية أن الله بالغ في إخفاء الساعة ، فذكره بأبلغ ما تعرفه
العرب .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه قرأ ( أخفيها ) بفتح الهمزة ومعناه أظهرها ، وكذا روى
أبو عبيدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن
محمد بن سهل عن
وفاء بن إياس عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . قال
النحاس : وليس لهذه الرواية طريق غير هذا . قال
القرطبي : وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في كتاب الرد قال : حدثني أبي حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16907محمد بن الجهم ، حدثنا
الفراء حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي فذكره . قال
النحاس : وأجود من هذا الإسناد ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه قرأ ( أخفيها ) بضم الهمزة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : قال
الفراء : ومعنى قراءة الفتح أكاد أظهرها ، من خفيت الشيء إذا أظهرته أخفيه . قال
القرطبي : وقد قال بعض اللغويين : يجوز أن يكون أخفيها بضم الألف معناه أظهرها ، لأنه يقال خفيت الشيء وأخفيته من حروف الأضداد يقل على الستر والإظهار . قال
أبو عبيدة : خفيت وأخفيت بمعنى واحد .
قال
النحاس : وهذا حسن ، وقد أنشد
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ما يدل على أن معنى أخفاه أظهره ، وذلك قول
امرئ القيس :
فإن تكتموا الداء لا نخفه وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
أي : وإن تكتموا الداء لا نظهره . وقد حكى
أبو عبيدة عن
أبي الخطاب أنه بضم النون من نخفه ، وقال :
امرؤ القيس :
خفاهن من أنفاقهن كأنما خفاهن ودق من غشي مخلب
أي : أظهرهن . وقد زيف
النحاس هذا القول وقال : ليس المعنى على أظهرها ، ولا سيما وأخفيها قراءة شاذة ، فكيف ترد القراءة الصحيحة الشائعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : في الآية تفسير آخر ، وهو أن الكلام ينقطع على أكاد ، وبعده مضمر : أي أكاد آتي بها ، ووقع الابتداء بأخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ، ومثله قول
عمير بن ضابئ البرجمي :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
أي وكدت أفعل ، واختار هذا
النحاس . وقال
أبو علي الفارسي : هو من باب السلب وليس الأضداد ، ومعنى أخفيها : أزيل عنها خفاءها ، وهو سترها ، ومن هذا قولهم أشكيته : أي أزلت شكواه . وحكى
أبو حاتم عن
الأخفش أن أكاد زائدة للتأكيد ، قال : ومثله - إذا أخرج يده لم يكد يراها [ النور : 40 ] . ومثله قول الشاعر :
سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه فما أن يكاد قرنه يتنفس
قال : والمعنى أكاد أخفيها : أي أقارب ذلك ، لأنك إذا قلت : كاد زيد يقوم جاز أن يكون قام وأن يكون لم يقم ، ودل على أنه أخفاها بدلالة غير هذه الآية على هذا ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15لتجزى كل نفس بما تسعى متعلق بآتية ، أو بأخفيها ، وما مصدرية : أي لتجزى كل نفس بسعيها ، والسعي وإن كان ظاهرا في الأفعال ، فهو هنا يعم الأفعال والتروك ، للقطع بأن تارك ما يجب عليه معاقب بتركه مأخوذ به .
فلا يصدنك عنها أي لا يصرفنك عن الإيمان بالساعة ، والتصديق بها ، أو عن ذكرها ومراقبتها من لا يؤمن بها من الكفرة ، وهذا النهي وإن كان للكافر بحسب الظاهر ، فهو في الحقيقة نهي له - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الانصداد ، أو عن إظهار اللين للكافرين فهو من باب : لا أرينك هاهنا ، كما هو معروف . وقيل : الضمير في عنها للصلاة وهو بعيد ، وقوله : واتبع هواه معطوف على ما قبله : أي من لا يؤمن ، ومن اتبع هواه : أي هوى نفسه بالانهماك في اللذات الحسية الفانية
[ ص: 906 ] فتردى أي فتهلك لأن انصدادك عنها بصد الكافرين لك مستلزم للهلاك ومستتبع له . وقد أخرج
ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الشعب
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
وأول ما نزل عليه الوحي كان يقوم على صدر قدميه إذا صلى ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن مردويه عنه قال : قالوا لقد شقي هذا الرجل بربه ، فأنزل الله هذه الآية . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عنه أيضا قال :
كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل لئلا ينام ، فأنزل الله هذه الآية . وأخرج
البزار عن علي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020798كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وحسن
السيوطي إسناده . وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا بأطول منه . وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ربما قرأ القرآن إذا صلى ، فقام على رجل واحدة ، فأنزل الله طه برجليك فما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه عنه في قوله : طه قال : يا رجل . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : طه بالنبطية . أي طأ يا رجل . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : هو كقول اقعد . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن مردويه عنه قال : طه بالنبطية يا رجل . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه قال طه يا رجل بالسريانية . وأخرج
الحاكم عنه أيضا قال : طه هو كقولك يا محمد بلسان الحبش . وفي هذه الروايات عن ابن عباس اختلاف وتدافع .
وأخرج
ابن مردويه عن
أبي الطفيل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إن لي عند ربي
nindex.php?page=treesubj&link=29396عشرة أسماء ، قال
أبو الطفيل : حفظت منها ثمانية :
محمد ، وأحمد ، وأبو القاسم ، والفاتح ، والخاتم ، والماحي ، والعاقب ، والحاشر وزعم سيف أن
أبا جعفر قال له : الاسمان الباقيان طه ويس . وأخرج
البيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى قال : يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، وكان يقوم الليل على رجليه فهي لغة
لعك إن قلت لعكي يا رجل لم يلتفت ، وإذا قلت طه التفت إليك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : طه قسم أقسم الله به ، وهو من أسمائه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله : وما تحت الثرى قال : الثرى كل شيء مبتل . وأخرج
أبو يعلى عن
جابر أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل ما تحت هذه الأرض ؟ قال : الماء ، قيل : فما تحت الماء ؟ قال : ظلمة ، قيل : فما تحت الظلمة ؟ قال : الهواء قيل : فما تحت الهواء ؟ قال : الثرى ، قيل : فما تحت الثرى ؟ قال : انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق . وأخرج
ابن مردويه عنه نحوه بأطول منه . وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7يعلم السر وأخفى قال : السر ما أسره ابن
آدم في نفسه وأخفى ما خفي عن ابن
آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه ، فإنه يعلم ذلك كله فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد وجميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة وهو كقوله : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة [ لقمان : 28 ] وأخرج
الحاكم وصححه عنه في الآية قال : السر ما علمته أنت ، وأخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه . وأخرجه
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
وأبو الشيخ في العظمة
والبيهقي بلفظ يعلم ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : أو أجد على النار هدى يقول : من يدل على الطريق .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
علي في قوله : فاخلع نعليك قال : كانتا من جلد حمار ميت فقيل له اخلعهما . وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إنك بالواد المقدس طوى قال
المبارك ، طوى قال اسم الوادي . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه بالواد المقدس طوى يعني الأرض المقدسة ، وذلك أنه مر بواديها ليلا فطوى : يقال طويت وادي كذا وكذا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا في قوله : طوى قال : طأ الوادي .
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله قال : أقم الصلاة لذكري . وأخرج
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وابن مردويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020800nindex.php?page=treesubj&link=1423من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله قال أقم الصلاة لذكري . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب يقرؤها للذكرى . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15أكاد أخفيها قال : لا أظهر عليها أحدا غيري . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أكاد أخفيها من نفسي .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ . وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةُ طه بِمَكَّةَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ . وَأَخْرَجَ
الدَّارِمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13114وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي التَّوْحِيدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14798وَالْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وَابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020792إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ طه ويس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالَتْ : طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ عَلَيْهَا هَذَا ، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا ، وَطُوبَى لِأَلْسِنَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَذَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابْنُ خُزَيْمَةَ بَعْدَ إِخْرَاجِهِ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَفِيهِ نَكَارَةٌ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَشَيْخُهُ تُكُلِّمَ فِيهِمَا ، يَعْنِي
إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُهَاجِرِ بْنِ سُمَّارٍ وَشَيْخَهُ
عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ وَهُمَا مِنْ رِجَالِ إِسْنَادِهِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
أُعْطِيتُ السُّورَةَ الَّتِي ذُكِرَتْ فِيهَا الْأَنْعَامُ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ ، وَأُعْطِيتُ سُورَةَ طه وَالطَّوَاسِينَ مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى ، وَأُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْقُرْآنِ وَخَوَاتِيمَ الْبَقَرَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28892كُلُّ قُرْآنٍ يُوضَعُ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلَا يَقْرَءُونَ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا سُورَةَ طَه وَيَس ، فَإِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَذَكَرَ قِصَّةَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَعَ أُخْتِهِ
وَخَبَّابٌ وَقِرَاءَتُهُمَا طه ، وَكَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ إِسْلَامِ
عُمَرَ ، وَالْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ .
[ ص: 903 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28991_29687_28781_31910nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=11فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=16فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى .
قَوْلُهُ : طه قَرَأَ بِإِمَالَةِ الْهَاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَأَمَالَهُمَا جَمِيعًا
أَبُو بَكْرٍ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ . وَقَرَأَهُمَا
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّفْخِيمِ . قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : وَهِيَ كُلُّهَا لُغَاتٌ صَحِيحَةٌ فَصِيحَةٌ . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : لَا وَجْهَ لِلْإِمَالَةِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ لِعِلَّتَيْنِ : الْأُولَى أَنَّهُ لَيْسَ هَاهُنَا يَاءٌ وَلَا كَسْرَةٌ حَتَّى تَكُونَ الْإِمَالَةُ ، وَالْعِلَّةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ الطَّاءَ مِنْ مَوَانِعِ الْإِمَالَةِ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ عَلَى أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ أَنَّهَا مِنَ الْمُتَشَابَهِ الَّذِي لَا يُفْهَمُ الْمُرَادُ بِهِ ، وَالثَّانِي أَنَّهَا بِمَعْنَى يَا رَجُلُ فِي لُغَةِ عُكْلٍ ، وَفِي لُغَةِ عَكٍّ . قَالَ
الْكَلْبِيُّ : لَوْ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ
عَكٍّ يَا رَجُلُ لَمْ يُجِبْ حَتَّى تَقُولَ طه ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ فِي ذَلِكَ :
دَعَوْتُ بِطه فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِبْ فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلًا
وَيُرْوَى مُزَايِلًا ، وَقِيلَ : إِنَّهَا فِي لُغَةِ
عَكٍّ بِمَعْنَى يَا حَبِيبِي . وَقَالَ
قُطْرُبٌ : هِيَ كَذَلِكَ فِي لُغَةِ
طَيٍّ : أَيْ بِمَعْنَى يَا رَجُلُ ، وَكَذَلِكَ قَالَ
الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ . وَقِيلَ : هِيَ كَذَلِكَ فِي اللُّغَةِ السُّرْيَانِيَّةِ ، حَكَاهُ
الْمَهْدَوِيُّ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهَا كَذَلِكَ فِي اللُّغَةِ النَّبَطِيَّةِ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَسَعِيدُ بْنُ حُبَيْنٍ . وَحَكَى
الثَّعْلَبِيُّ عَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهَا كَذَلِكَ فِي لُغَةِ
الْحَبَشَةِ ، وَرَوَاهُ عَنْ
عِكْرِمَةَ ، وَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْكَلِمَةُ مَوْضُوعَةً لِذَلِكَ الْمَعْنَى فِي تِلْكَ اللُّغَاتِ كُلِّهَا إِذَا صَحَّ النَّقْلُ . الْقَوْلُ الثَّالِثُ : أَنَّهَا اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ . وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ أَنَّهَا اسْمٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - . الْقَوْلُ الْخَامِسُ أَنَّهَا اسْمٌ لِلسُّورَةِ . الْقَوْلُ السَّادِسُ أَنَّهَا حُرُوفٌ مُقَطَّعَةٌ يَدُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَلَى مَعْنًى . ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي هَذِهِ الْمَعَانِي الَّتِي تَدُلُّ عَلَيْهَا هَذِهِ الْحُرُوفُ عَلَى أَقْوَالٍ كُلُّهَا مُتَكَلَّفَةٌ مُتَعَسَّفَةٌ . الْقَوْلُ السَّابِعُ أَنَّ مَعْنَاهَا طُوبَى لِمَنِ اهْتَدَى . الْقَوْلُ الثَّامِنُ أَنَّ مَعْنَاهَا : طَإِ الْأَرْضَ يَا
مُحَمَّدُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31001النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَحَمَّلُ مَشَقَّةَ الصَّلَاةِ حَتَّى كَادَتْ قَدَمَاهُ تَتَوَرَّمُ وَيَحْتَاجُ إِلَى التَّرَوُّحِ ، فَقِيلَ لَهُ طَإِ الْأَرْضَ : أَيْ لَا تَتْعَبْ حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى التَّرَوُّحِ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14961الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى قَامَ عَلَى رِجْلٍ وَرَفَعَ الْأُخْرَى ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ طَه يَعْنِي طَإِ الْأَرْضَ يَا
مُحَمَّدُ ، وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَرَأَ طَهْ عَلَى وَزْنِ دَعْ أَمْرٌ بِالْوَطْءِ ، وَالْأَصْلُ طَأْ فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ هَاءً .
وَقَدْ حَكَى
الْوَاحِدِيُّ عَنْ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مَعْنَاهَا : يَا رَجُلُ ، يُرِيدُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ
عَطَاءٍ وَالْكَلْبِيِّ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَهُمْ يَقُولُ : هِيَ بِلِسَانِ
الْحَبَشَةِ وَالنَّبَطِيَّةِ وَالسُّرْيَانِيَّةِ ، وَيَقُولُ
الْكَلْبِيُّ : هِيَ بِلُغَةِ عَكٍّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَلُغَةُ
قُرَيْشٍ وَافَقَتْ تِلْكَ اللُّغَةَ فِي هَذَا الْمَعْنَى ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُخَاطِبْ نَبِيَّهُ بِلِسَانِ غَيْرِ
قُرَيْشٍ انْتَهَى .
وَإِذَا تَقَرَّرَ أَنَّهَا لِهَذَا الْمَعْنَى فِي لُغَةٍ مِنْ لُغَاتِ
الْعَرَبِ كَانَتْ ظَاهِرَةَ الْمَعْنَى وَاضِحَةَ الدَّلَالَةِ خَارِجَةً عَنْ فَوَاتِحِ السُّوَرِ الَّتِي قَدَّمْنَا بَيَانَ كَوْنِهَا مِنَ الْمُتَشَابِهِ فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَهَكَذَا إِذَا كَانَتْ لِهَذَا الْمَعْنَى فِي لُغَةٍ مِنْ لُغَاتِ الْعَجَمِ وَاسْتَعْمَلَهَا
الْعَرَبُ فِي كَلَامِهَا فِي ذَلِكَ الْمَعْنَى كَسَائِرِ الْكَلِمَاتِ الْعَجَمِيَّةِ الَّتِي اسْتَعْمَلَتْهَا الْعَرَبُ الْمَوْجُودَةِ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ ، فَإِنَّهَا صَارَتْ بِذَلِكَ الِاسْتِعْمَالِ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ .
وَجُمْلَةُ مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَسْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَمَّا كَانَ يَعْتَرِيهِ مِنْ جِهَةِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ التَّعَبِ ، وَالشَّقَاءُ يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّعَبِ . قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : وَأَصْلُ الشَّقَاءِ فِي اللُّغَةِ الْعَنَاءُ وَالتَّعَبُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
ذُو الْعَقْلِ يَشْقَى فِي النَّعِيمِ بِعَقْلِهِ وَأَخُو الْجَهَالَةِ فِي الشَّقَاوَةِ يَنْعَمُ
وَالْمَعْنَى : مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَتْعَبَ بِفَرْطِ تَأَسُّفِكَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى كُفْرِهِمْ ، وَتَحَسُّرِكَ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا ، فَهُوَ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ [ الكَّهْفِ : 6 ] قَالَ
النَّحَّاسُ : بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ يَقُولُ : هَذِهِ اللَّامُ فِي لِتَشْقَى لَامُ النَّفْيِ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَامُ الْجُحُودِ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : هِيَ لَامُ الْخَفْضِ ، وَهَذَا التَّفْسِيرُ لِلْآيَةِ هُوَ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّ طه كَسَائِرِ فَوَاتِحِ السُّوَرِ الَّتِي ذَكَرَتْ تَعْدِيدًا لِأَسْمَاءِ الْحُرُوفِ ، وَإِنْ جُعِلَتِ اسْمًا لِلسُّورَةِ كَانَ قَوْلُهُ : مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى خَبَرًا عَنْهَا ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ الْمُبْتَدَأِ ، وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ مَعْنَاهَا يَا رَجُلُ ، أَوْ بِمَعْنَى الْأَمْرِ بِوَطْءِ الْأَرْضِ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةً لِصَرْفِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي الْعِبَادَةِ . وَانْتِصَابُ إِلَّا تَذْكِرَةً عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ لِ أَنْزَلْنَا كَقَوْلِكَ : مَا ضَرَبْتُكَ لِلتَّأْدِيبِ إِلَّا إِشْفَاقًا عَلَيْكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ بَدَلٌ مِنْ لِتَشْقَى : أَيْ مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَّا تَذْكِرَةً . وَأَنْكَرَهُ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ مِنْ جِهَةِ أَنَّ التَّذْكِرَةَ لَيْسَتْ بِشَقَاءٍ ، قَالَ : وَإِنَّمَا هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ : أَيْ أَنْزَلْنَاهُ لِتُذَكِّرَ بِهِ تَذْكِرَةً ، أَوْ عَلَى الْمَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ : أَيْ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى بِهِ ، مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَّا لِلتَّذْكِرَةِ . وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ : أَيْ أَنْزَلْنَاهُ تَنْزِيلًا ، وَقِيلَ : بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ تَذْكِرَةً ، وَقِيلَ : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَدْحِ ، وَقِيلَ : مَنْصُوبٌ بِـ يَخْشَى : أَيْ يَخْشَى تَنْزِيلًا مِنَ اللَّهِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَقِيلَ : مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ بِتَأَوُّلِهِ بِاسْمِ الْفَاعِلِ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ الشَّامِيُّ ( تَنْزِيلٌ ) بِالرَّفْعِ عَلَى مَعْنَى هَذَا تَنْزِيلٌ ، وَمِمَّنْ خَلَقَ
[ ص: 904 ] مُتَعَلِّقٌ بِتَنْزِيلًا ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لَهُ ، وَتَخْصِيصُ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ لِكَوْنِهِمَا أَعْظَمَ مَا يُشَاهِدُهُ الْعِبَادُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْعُلَى : جَمَعُ الْعُلْيَا : أَيِ الْمُرْتَفِعَةُ كَجَمْعِ كُبْرَى وَصُغْرَى عَلَى كُبَرٍ وَصُغَرٍ . وَمَعْنَى الْآيَةِ إِخْبَارُ الْعِبَادِ عَنْ كَمَالِ عَظَمَتِهِ سُبْحَانَهُ وَعَظِيمِ جَلَالِهِ . وَارْتِفَاعُ الرَّحْمَنِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ كَمَا قَالَ
الْأَخْفَشُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُرْتَفِعًا عَلَى الْمَدْحِ أَوْ عَلَى الِابْتِدَاءِ . وَقُرِئَ بِالْجَرِّ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ عَلَى الْبَدَلِ مِمَّنْ ، وَجَوَّزَ
النَّحَّاسُ أَنْ يَكُونَ مُرْتَفِعًا عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْمُضْمَرِ فِي خَلَقَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَجُمْلَةُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهَا خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ مَنْ جَعَلَهُ مُبْتَدَأً . قَالَ
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : قَالَ
ثَعْلَبٌ : الِاسْتِوَاءُ الْإِقْبَالُ عَلَى الشَّيْءِ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ . وَقِيلَ : هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ ، وَالْبَحْثِ فِي تَحْقِيقِ هَذَا يَطُولُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْبَحْثُ عَنْهُ فِي الْأَعْرَافِ . وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ بِغَيْرِ حَدٍّ وَلَا كَيْفٍ ، وَإِلَى هَذَا الْقَوْلِ سَبَقَهُ الْجَمَاهِيرُ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ الَّذِي
nindex.php?page=treesubj&link=29443_28707يَرْوُونَ الصِّفَاتِ كَمَا وَرَدَتْ مِنْ دُونِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَأْوِيلٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَيْ أَنَّهُ مَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُدَبِّرُهُ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَوْجُودَاتِ وَمَا تَحْتَ الثَّرَى الثَّرَى فِي اللُّغَةِ التُّرَابُ النَّدِيُّ : أَيْ مَا تَحْتَ التُّرَابِ مِنْ شَيْءٍ . قَالَ الْوَاحِدِيُّ : وَالْمُفَسِّرُونَ يَقُولُونَ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَرَادَ الثَّرَى الَّذِي تَحْتَ الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الثَّوْرُ الَّذِي تَحْتَ الْأَرْضِ وَلَا يَعْلَمُ مَا تَحْتَ الثَّرَى إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى الْجَهْرُ بِالْقَوْلِ هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِهِ وَالسِّرُّ مَا حَدَّثَ بِهِ الْإِنْسَانُ غَيْرَهُ وَأَسَرَّهُ إِلَيْهِ ، وَالْأَخْفَى مِنَ السِّرِّ هُوَ مَا حَدَّثَ بِهِ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَأَخْطَرَهُ بِبَالِهِ .
وَالْمَعْنَى : إِنْ تَجْهَرْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ غَنِيٌّ عَنْ ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَمَا هُوَ أَخْفَى مِنَ السِّرِّ ، فَلَا حَاجَةَ لَكَ إِلَى الْجَهْرِ بِالْقَوْلِ ، وَفِي هَذَا مَعْنَى النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً [ الْأَعْرَافِ : 205 ] وَقِيلَ : السِّرُّ مَا أَسَرَّ الْإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ ، وَالْأَخْفَى مِنْهُ هُوَ مَا خَفِيَ عَلَى ابْنِ
آدَمَ مِمَّا هُوَ فَاعِلُهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُهُ ، وَقِيلَ : السِّرُّ مَا أَضْمَرَهُ الْإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ ، وَالْأَخْفَى مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ وَلَا أَضْمَرَهُ أَحَدٌ ، وَقِيلَ : السِّرُّ سِرُّ الْخَلَائِقِ ، وَالْأَخْفَى مِنْهُ سِرُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَقَالَ : إِنَّ الْأَخْفَى مَا لَيْسَ فِي سِرِّ الْإِنْسَانِ وَسَيَكُونُ فِي نَفْسِهِ .
ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ الْمَوْصُوفَ بِالْعِبَادَةِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الشَّرِيكِ الْمُسْتَحِقِّ لِتَسْمِيَتِهِ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى فَقَالَ : اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَاللَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيِ الْمَوْصُوفُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّةِ اللَّهُ ، وَجُمْلَةُ ( لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ اخْتِصَاصِ الْإِلَهِيَّةِ بِهِ سُبْحَانَهُ : أَيْ : لَا إِلَهَ فِي الْوُجُودِ إِلَّا هُوَ ، وَهَكَذَا جُمْلَةُ ( لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) مُبَيِّنَةٌ لِاسْتِحْقَاقِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=28723لِلْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، وَهِيَ التِّسْعَةُ وَالتِّسْعُونَ الَّتِي وَرَدَ بِهَا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [ الْأَعْرَافِ : 180 ] مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَالْحُسْنَى تَأْنِيثُ الْأَحْسَنِ ، وَالْأَسْمَاءُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهَا الْحُسْنَى ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ مُبْتَدَأً وَخَبَرُهُ الْجُمْلَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي يَعْلَمُ .
ثُمَّ قَرَّرَ سُبْحَانَهُ أَمْرَ التَّوْحِيدِ بِذِكْرِ قِصَّةِ
مُوسَى الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ ، وَالْخَبَرِ الْغَرِيبِ ، فَقَالَ : وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيرِ ، وَمَعْنَاهُ : أَلَيْسَ قَدْ أَتَاكَ حَدِيثُ
مُوسَى ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : قَدْ أَتَاكَ حَدِيثُ
مُوسَى ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ : لَمْ يَكُنْ قَدْ أَتَاهُ حَدِيثُ
مُوسَى إِذْ ذَاكَ .
وَفِي سِيَاقِ هَذِهِ الْقِصَّةِ تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِمَا يُلَاقِيهِ مِنْ مَشَاقِّ أَحْكَامِ النُّبُوَّةِ ، وَتَحَمُّلِ أَثْقَالِهَا وَمُقَاسَاةِ خُطُوبِهَا ، وَأَنَّ ذَلِكَ شَأْنُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ . وَالْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ الْقِصَّةُ الْوَاقِعَةُ
لِمُوسَى . وَ إِذْ رَأَى نَارًا ظَرْفٌ لِلْحَدِيثِ ، وَقِيلَ : الْعَامِلُ فِيهِ مُقَدَّرٌ : أَيِ اذْكُرْ ، وَقِيلَ : يُقَدَّرُ مُؤَخَرًا : أَيْ حِينَ رَأَى نَارًا كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، وَكَانَتْ رُؤْيَتُهُ لِلنَّارِ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ لَمَّا خَرَجَ مُسَافِرًا إِلَى أُمِّهِ بَعْدَ اسْتِئْذَانِهِ
لِشُعَيْبٍ فَ لَمَّا رَآهَا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا وَالْمُرَادُ بِالْأَهْلِ هُنَا امْرَأَتُهُ ، وَالْجَمْعُ لِظَاهِرِ لَفْظِ الْأَهْلِ أَوْ لِلتَّفْخِيمِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِمُ الْمَرْأَةُ وَالْوَلَدُ وَالْخَادِمُ ، وَمَعْنَى امْكُثُوا أَقِيمُوا مَكَانَكُمْ ، وَعَبَّرَ بِالْمُكْثِ دُونَ الْإِقَامَةِ ، لِأَنَّ الْإِقَامَةَ تَقْتَضِي الدَّوَامَ ، وَالْمُكْثَ لَيْسَ كَذَلِكَ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ( لِأَهُلِهِ ) بِضَمِّ الْهَاءِ ، وَكَذَا فِي الْقَصَصِ . قَالَ
النَّحَّاسُ وَهَذَا عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ : مَرَرْتُ بِهُوَ يَا رَجُلُ فَجَاءَ بِهِ عَلَى الْأَصْلِ وَهُوَ جَائِزٌ إِلَّا أَنَّ
حَمْزَةَ خَالَفَ أَصْلَهُ فِي هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ خَاصَّةً إِنِّي آنَسْتُ نَارًا أَيْ أَبْصَرْتُ ، يُقَالُ آنَسْتُ الصَّوْتَ سَمِعْتُهُ ، وَآنَسْتُ الرَّجُلَ أَبْصَرْتُهُ . وَقِيلَ : الْإِينَاسُ الْإِبْصَارُ الْبَيِّنُ ، وَقِيلَ : الْإِينَاسُ مُخْتَصٌّ بِإِبْصَارِ مَا يُؤْنِسُ ، وَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالْمُكْثِ ، وَلَمَّا كَانَ الْإِتْيَانُ بِالْقَبَسِ ، وَوُجُودُ الْهُدَى مُتَوَقَّعَيْنِ بَيْنَ الْأَمْرِ عَلَى الرَّجَاءِ فَقَالَ : لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَيْ أَجِيئُكُمْ مِنَ النَّارِ بِقَبَسٍ ، وَالْقَبَسُ شُعْلَةٌ مِنَ النَّارِ ، وَكَذَا الْمِقْبَاسُ ، يُقَالُ قَبَسْتُ مِنْهُ نَارًا أَقْبِسُ قَبْسًا فَأَقْبَسَنِي : أَيْ أَعْطَانِي وَكَذَا اقْتَبَسْتُ .
قَالَ
الْيَزِيدِيُّ : أَقْبَسْتُ الرَّجُلَ عِلْمًا وَقَبَسْتُهُ نَارًا ، فَإِنْ كُنْتَ طَلَبْتَهَا لَهُ قُلْتَ أَقَبَسْتُهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : أَقَبَسْتُهُ نَارًا وَعِلْمًا سَوَاءً ، قَالَ : وَقَبَسْتُهُ أَيْضًا فِيهِمَا أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى أَيْ هَادِيًا يَهْدِينِي إِلَى الطَّرِيقِ وَيَدُلَّنِي عَلَيْهَا . قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَرَادَ هَادِيًا ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْمَصْدَرِ ، أَوْ عَبَّرَ بِالْمَصْدَرِ لِقَصْدِ الْمُبَالَغَةِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ : أَيْ ذَا هُدًى ، وَكَلِمَةُ أَوْ : فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْعِ ، وَحَرْفُ الِاسْتِعْلَاءِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ أَهْلَ النَّارِ مُسْتَعْلُونَ عَلَى أَقْرَبِ مَكَانٍ إِلَيْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=11فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ أَيْ فَلَمَّا أَتَى النَّارَ الَّتِي آنَسَهَا نُودِيَ مِنَ الشَّجَرَةِ ، كَمَا هُوَ مُصَرَّحٌ بِذَلِكَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ : أَيْ مِنْ جِهَتِهَا . وَمِنْ نَاحِيَتِهَا يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ أَيْ نُودِيَ فَقِيلَ يَا
مُوسَى . وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدٌ وَالْيَزِيدِيُّ ( أَنِّي ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا : أَيْ بِأَنِّي فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ أَمَرَهُ اللَّهُ
[ ص: 905 ] سُبْحَانَهُ بِخَلْعِ نَعْلَيْهِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ أَبْلَغُ فِي التَّوَاضُعِ ، وَأَقْرَبُ إِلَى التَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيمِ وَحُسْنِ التَّأَدُّبِ . وَقِيلَ : إِنَّهُمَا كَانَا مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ مَدْبُوغٍ ، وَقِيلَ : مَعْنَى الْخَلْعِ لِلنَّعْلَيْنِ : تَفْرِيغُ الْقَلْبِ مِنَ الْأَهْلِ وَالْمَالِ ، وَهُوَ مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ .
ثُمَّ عَلَّلَ سُبْحَانَهُ الْأَمْرَ بِالْخَلْعِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى الْمُقَدَّسُ الْمُطَهَّرُ ، وَالْقُدْسُ الطَّهَارَةُ ، وَالْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ الْمُطَهَّرَةُ ، سُمِيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ أَخْرَجَ مِنْهَا الْكَافِرِينَ وَعَمَّرَهَا بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَطُوًى اسْمٌ لِلْوَادِي . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَطُوًى اسْمُ مَوْضِعٍ
بِالشَّامِ بِكَسْرِ طَائِهِ وَيُضَمُّ ، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ ، فَمَنْ صَرَفَهُ جَعَلَهُ اسْمَ وَادٍ وَمَكَانٍ وَجَعَلَهُ نَكِرَةً وَمَنْ لَمْ يَصْرِفْهُ جَعْلَهُ بَلْدَةً ، وَبُقْعَةً وَجَعَلَهُ مَعْرِفَةً ، وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ ( طِوًى ) بِكَسْرِ الطَّاءِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا . وَقِيلَ : إِنَّ طُوًى كَثُنًى مِنَ الطَّيِّ مَصْدَرٌ لَنُودِيَ ، أَوْ لِلْمُقَدَّسِ : أَيْ نُودِيَ نِدَاءَيْنِ ، أَوْ قُدِّسَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى . وَأَنَا اخْتَرْتُكَ قَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ ، وَأَهْلُ
مَكَّةَ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ بِالْإِفْرَادِ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ( وَإِنَّا اخْتَرْنَاكَ ) بِالْجَمْعِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى أَوْلَى مِنْ جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا أَنَّهَا أَشْبَهُ بِالْخَطِّ ، وَالثَّانِيَةُ أَنَّهَا أَوْلَى بِنَسَقِ الْكَلَامِ لِقَوْلِهِ : يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ، وَمَعْنَى اخْتَرْتُكَ اصْطَفَيْتُكَ لِلنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا وَمَا مَوْصُولَةٌ أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ فَاسْتَمِعْ لِلَّذِي يُوحَى إِلَيْكَ ، أَوْ لِلْوَحْيِ . وَجُمْلَةُ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ بَدَلٌ مِنْ مَا فِي لِمَا يُوحَى .
ثُمَّ أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بِالْعِبَادَةِ فَقَالَ : فَاعْبُدْنِي وَالْفَاءُ هُنَا كَالْفَاءِ الَّتِي قَبْلَهَا لِأَنَّ اخْتِصَاصَ الْإِلَهِيَّةِ بِهِ سُبْحَانَهُ مُوجِبٌ لِتَخْصِيصِهِ بِالْعِبَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي خَصَّ الصَّلَاةَ بِالذِّكْرِ مَعَ كَوْنِهَا دَاخِلَةً تَحْتَ الْأَمْرِ بِالْعِبَادَةِ ، لِكَوْنِهَا
nindex.php?page=treesubj&link=24589أَشْرَفَ طَاعَةٍ وَأَفْضَل عِبَادَةٍ ، وَعَلَّلَ الْأَمْرَ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ بِقَوْلِهِ لِذِكْرِي : أَيْ لِتَذْكُرَنِي فَإِنَّ الذِّكْرَ الْكَامِلَ لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا فِي ضِمْنِ الْعِبَادَةِ وَالصَّلَاةِ ، أَوِ الْمَعْنَى لِتَذْكُرَنِي فِيهِمَا لِاشْتِمَالِهِمَا عَلَى الْأَذْكَارِ ، أَوِ الْمَعْنَى : أَقِمِ الصَّلَاةَ مَتَى ذَكَرْتَ أَنَّ عَلَيْكَ صَلَاةً . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لِأَذْكُرَكَ بِالْمَدْحِ فِي عِلِّيِّينَ ، فَالْمَصْدَرُ عَلَى هَذَا يَحْتَمِلُ الْإِضَافَةَ إِلَى الْفَاعِلِ أَوْ إِلَى الْمَفْعُولِ .
وَجُمْلَةُ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْأَمْرِ : أَيْ إِنَّ السَّاعَةَ الَّتِي هِيَ وَقْتُ الْحِسَابِ وَالْعِقَابِ آتِيَةٌ ، فَاعْمَلِ الْخَيْرَ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ . وَمَعْنَى أَكَادُ أُخْفِيهَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ . قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ وَقُطْرُبٌ : هَذَا عَلَى عَادَةِ مُخَاطَبَةِ
الْعَرَبِ يَقُولُونَ إِذَا بَالَغُوا فِي كِتْمَانِ الشَّيْءِ كَتَمْتُهُ حَتَّى مِنْ نَفْسِي : أَيْ لَمْ أُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَدًا ، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ اللَّهَ بَالَغَ فِي إِخْفَاءِ السَّاعَةِ ، فَذَكَرَهُ بِأَبْلَغِ مَا تَعْرِفُهُ
الْعَرَبُ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ ( أَخْفِيهَا ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَمَعْنَاهُ أُظْهِرُهَا ، وَكَذَا رَوَى
أَبُو عُبَيْدَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ
وَفَاءِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَيْسَ لِهَذِهِ الرِّوَايَةُ طَرِيقٌ غَيْرُ هَذَا . قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16907مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ ، حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ فَذَكَرَهُ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَأَجْوَدُ مِنْ هَذَا الْإِسْنَادِ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16571عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ ( أُخْفِيهَا ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَمَعْنَى قِرَاءَةِ الْفَتْحِ أَكَادُ أُظْهِرُهَا ، مِنْ خَفَيْتُ الشَّيْءِ إِذَا أَظْهَرْتُهُ أُخْفِيهِ . قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَقَدْ قَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أُخْفِيهَا بِضَمِّ الْأَلِفِ مَعْنَاهُ أُظْهِرُهَا ، لِأَنَّهُ يُقَالُ خَفَيْتُ الشَّيْءَ وَأَخْفَيْتُهُ مِنْ حُرُوفِ الْأَضْدَادِ يَقِلُّ عَلَى السَّتْرِ وَالْإِظْهَارِ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : خَفَيْتُ وَأَخْفَيْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا حَسَنٌ ، وَقَدْ أَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَعْنَى أَخْفَاهُ أَظْهَرَهُ ، وَذَلِكَ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
فَإِنْ تَكْتُمُوا الدَّاءَ لَا نُخْفِهِ وَإِنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لَا نَقْعُدُ
أَيْ : وَإِنْ تَكْتُمُوا الدَّاءَ لَا نُظْهِرُهُ . وَقَدْ حَكَى
أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ
أَبِي الْخَطَّابِ أَنَّهُ بِضَمِّ النُّونِ مَنْ نُخْفِهِ ، وَقَالَ :
امْرُؤ الْقَيْسِ :
خَفَاهُنَّ مِنْ أَنِفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا خَفَاهُنَّ وَدَقٌ مِنْ غَشْيِ مُخَلَّبٍ
أَيْ : أَظْهَرَهُنَّ . وَقَدْ زَيَّفَ
النَّحَّاسُ هَذَا الْقَوْلَ وَقَالَ : لَيْسَ الْمَعْنَى عَلَى أُظْهِرُهَا ، وَلَا سِيَّمَا وَأُخْفِيهَا قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ ، فَكَيْفَ تَرِدُ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ الشَّائِعَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : فِي الْآيَةِ تَفْسِيرٌ آخَرُ ، وَهُوَ أَنَّ الْكَلَامَ يَنْقَطِعُ عَلَى أَكَادُ ، وَبَعْدَهُ مُضْمَرٌ : أَيْ أَكَادُ آتِي بِهَا ، وَوَقَعَ الِابْتِدَاءُ بِأُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ
عُمَيْرِ بْنِ ضَابِئٍ الْبُرْجُمِيِّ :
هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلَائِلُهُ
أَيْ وَكِدْتُ أَفْعَلُ ، وَاخْتَارَ هَذَا
النَّحَّاسُ . وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : هُوَ مِنْ بَابِ السَّلْبِ وَلَيْسَ الْأَضْدَادَ ، وَمَعْنَى أُخْفِيهَا : أُزِيلُ عَنْهَا خَفَاءَهَا ، وَهُوَ سَتْرُهَا ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ أَشْكَيْتُهُ : أَيْ أَزَلْتُ شَكْوَاهُ . وَحَكَى
أَبُو حَاتِمٍ عَنِ
الْأَخْفَشِ أَنَّ أَكَادُ زَائِدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ ، قَالَ : وَمِثْلُهُ - إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا [ النُّورِ : 40 ] . وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
سَرِيعٌ إِلَى الْهَيْجَاءِ شَاكٍ سِلَاحَهُ فَمَا أَنْ يَكَادَ قَرْنُهُ يَتَنَفَّسُ
قَالَ : وَالْمَعْنَى أَكَادُ أُخْفِيهَا : أَيْ أُقَارِبُ ذَلِكَ ، لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ : كَادَ زَيْدٌ يَقُومُ جَازَ أَنْ يَكُونَ قَامَ وَأَنْ يَكُونَ لَمْ يَقُمْ ، وَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَخْفَاهَا بِدَلَالَةٍ غَيْرِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى هَذَا ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى مُتَعَلِّقٌ بِآتِيَةٌ ، أَوْ بِأُخْفِيهَا ، وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ : أَيْ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِسَعْيِهَا ، وَالسَّعْيُ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا فِي الْأَفْعَالِ ، فَهُوَ هُنَا يَعُمُّ الْأَفْعَالَ وَالتُّرُوكَ ، لِلْقَطْعِ بِأَنَّ تَارِكَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مُعَاقَبٌ بِتَرْكِهِ مَأْخُوذٌ بِهِ .
فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا أَيْ لَا يَصْرِفَنَّكَ عَنِ الْإِيمَانِ بِالسَّاعَةِ ، وَالتَّصْدِيقِ بِهَا ، أَوْ عَنْ ذِكْرِهَا وَمُرَاقَبَتِهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا مِنَ الْكَفَرَةِ ، وَهَذَا النَّهْيُ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ ، فَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ نَهْيٌ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الِانْصِدَادَ ، أَوْ عَنْ إِظْهَارِ اللِّينِ لِلْكَافِرِينَ فَهُوَ مِنْ بَابِ : لَا أَرَيَنَّكَ هَاهُنَا ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي عَنْهَا لِلصَّلَاةِ وَهُوَ بَعِيدٌ ، وَقَوْلُهُ : وَاتَّبَعَ هَوَاهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ : أَيْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ ، وَمَنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ : أَيْ هَوَى نَفْسِهِ بِالِانْهِمَاكِ فِي اللَّذَّاتِ الْحِسِّيَّةِ الْفَانِيَةِ
[ ص: 906 ] فَتَرْدَى أَيْ فَتَهْلِكُ لِأَنَّ انْصِدَادَكَ عَنْهَا بِصَدِّ الكَّافِرِينَ لَكَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْهَلَاكِ وَمُسْتَتْبِعٌ لَهُ . وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كَانَ يَقُومُ عَلَى صَدْرِ قَدَمَيْهِ إِذَا صَلَّى ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : قَالُوا لَقَدْ شَقِيَ هَذَا الرَّجُلُ بِرَبِّهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَرْبِطُ نَفْسَهُ بِحَبْلٍ لِئَلَّا يَنَامَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ . وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020798كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُرَاوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ يَقُومُ عَلَى كُلِّ رِجْلٍ حَتَّى نَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى وَحَسَّنَ
السُّيُوطِيُّ إِسْنَادَهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا بِأَطْوَلَ مِنْهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رُبَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ إِذَا صَلَّى ، فَقَامَ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ طه بِرِجْلَيْكَ فَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ : طه قَالَ : يَا رَجُلُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14060الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : طه بِالنَّبَطِيَّةِ . أَيْ طَأْ يَا رَجُلُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : هُوَ كَقَوْلِ اقْعُدْ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : طَه بِالنَّبَطِيَّةِ يَا رَجُلُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ طه يَا رَجُلُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ . وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : طه هُوَ كَقَوْلِكَ يَا مُحَمَّدُ بِلِسَانِ الْحَبَشِ . وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَاتِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ اخْتِلَافٌ وَتَدَافُعٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي
nindex.php?page=treesubj&link=29396عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ ، قَالَ
أَبُو الطُّفَيْلِ : حَفِظْتُ مِنْهَا ثَمَانِيَةً :
مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ ، وَالْفَاتِحُ ، وَالْخَاتَمُ ، وَالْمَاحِي ، وَالْعَاقِبُ ، وَالْحَاشِرُ وَزَعَمَ سَيْفٌ أَنَّ
أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ لَهُ : الِاسْمَانِ الْبَاقِيَانِ طه وَيس . وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى قَالَ : يَا رَجُلُ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ، وَكَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ عَلَى رِجْلَيْهِ فَهِيَ لُغَةٌ
لِعَكٍّ إِنْ قُلْتَ لِعَكِّيٍّ يَا رَجُلُ لَمْ يَلْتَفِتْ ، وَإِذَا قُلْتَ طه الْتَفَتَ إِلَيْكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : طه قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ ، وَهُوَ مِنْ أَسْمَائِهِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ : وَمَا تَحْتَ الثَّرَى قَالَ : الثَّرَى كُلُّ شَيْءٍ مُبْتَلٍّ . وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى عَنْ
جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ مَا تَحْتَ هَذِهِ الْأَرْضِ ؟ قَالَ : الْمَاءُ ، قِيلَ : فَمَا تَحْتَ الْمَاءِ ؟ قَالَ : ظُلَمَةٌ ، قِيلَ : فَمَا تَحْتَ الظُّلْمَةِ ؟ قَالَ : الْهَوَاءُ قِيلَ : فَمَا تَحْتَ الْهَوَاءِ ؟ قَالَ : الثَّرَى ، قِيلَ : فَمَا تَحْتَ الثَّرَى ؟ قَالَ : انْقَطَعَ عِلْمُ الْمَخْلُوقِينَ عِنْدَ عِلْمِ الْخَالِقِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ نَحْوَهُ بِأَطْوَلَ مِنْهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى قَالَ : السِّرُّ مَا أَسَرَّهُ ابْنُ
آدَمَ فِي نَفْسِهِ وَأَخْفَى مَا خَفِيَ عَنِ ابْنِ
آدَمَ مِمَّا هُوَ فَاعِلُهُ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَهُ ، فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِيمَا مَضَى مِنْ ذَلِكَ وَمَا بَقِيَ عِلْمٌ وَاحِدٌ وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَهُوَ كَقَوْلِهِ : مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ [ لُقْمَانَ : 28 ] وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : السِّرُّ مَا عَلِمْتَهُ أَنْتَ ، وَأَخْفَى مَا قَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِكَ مِمَّا لَمْ تَعْلَمْهُ . وَأَخْرَجَهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ
وَالْبَيْهَقِيُّ بِلَفْظِ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّ فِي نَفْسِكَ وَيَعْلَمُ مَا تَعْمَلُ غَدًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى يَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى الطَّرِيقِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ قَالَ : كَانَتَا مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ مَيِّتٍ فَقِيلَ لَهُ اخْلَعْهُمَا . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى قَالَ
الْمُبَارَكُ ، طُوًى قَالَ اسْمُ الْوَادِي . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى يَعْنِي الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مَرَّ بِوَادِيهَا لَيْلًا فَطَوَى : يُقَالُ طَوَيْتُ وَادِي كَذَا وَكَذَا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ : طُوًى قَالَ : طَأِ الْوَادِيَ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي . وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020800nindex.php?page=treesubj&link=1423مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي . وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ يَقْرَؤُهَا لِلذِّكْرَى . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15أَكَادُ أُخْفِيهَا قَالَ : لَا أُظْهِرُ عَلَيْهَا أَحَدًا غَيْرِي . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي .