nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28990_30539_19881وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ونرثه ما يقول ويأتينا فردا .
الضمير في قوله عليهم راجع إلى الكفار الذين سبق ذكرهم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66أئذا ما مت لسوف أخرج حيا [ مريم : 66 ] أي هؤلاء إذا قرئ عليهم القرآن تعذروا بالدنيا ، وقالوا : لو كنتم على الحق وكنا على الباطل لكان حالكم في الدنيا أطيب من حالنا ، ولم يكن بالعكس ، لأن الحكيم لا يليق به أن يهين أولياءه ويعز أعداءه ، ومعنى البينات الواضحات التي لا تلتبس معانيها ، وقيل : ظاهرات الإعجاز ، وقيل : إنها حجج وبراهين ، والأول أولى . وهي حال مؤكدة لأن آيات الله لا تكون إلا واضحة ، ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله :
[ ص: 898 ] قال الذين كفروا للإشعار بأن كفرهم هو السبب لصدور هذا القول عنهم ، وقيل : المراد بالذين كفروا هنا هم المتمردون المصرون منهم ، ومعنى قالوا للذين آمنوا قالوا لأجلهم ، وقيل : هذه اللام هي لام التبليغ كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وقال لهم نبيهم [ البقرة : 248 و 247 ] أي خاطبوهم بذلك وبلغوا القول إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أي الفريقين خير مقاما المراد بالفريقين المؤمنون والكافرون ، كأنهم قالوا أفريقنا خير أم فريقكم ، قرأ
ابن كثير وابن محيصن وحميد وشبل بن عباد ( مقاما ) بضم الميم وهو موضع الإقامة ، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإقامة ، وقرأ الباقون بالفتح : أي منزلا ومسكنا وقيل : المقام الموضع الذي يقام فيه بالأمور الجليلة والمعنى : أي الفريقين أكبر جاها وأكثر أنصارا وأعوانا ، والندي والنادي : مجلس القوم ومجتمعهم ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=29وتأتون في ناديكم المنكر [ العنكبوت : 29 ] وناداه : جالسه في النادي ، ومنه دار الندوة ، لأن المشركين كانوا يتشاورون فيها في أمورهم ، ومنه أيضا قول الشاعر :
أنادي به آل الوليد جعفرا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وكم أهلكنا قبلهم من قرن القرن الأمة والجماعة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74هم أحسن أثاثا ورئيا الأثاث المال أجمع : الإبل والغنم والبقر والعبيد والمتاع ، وقيل : هو متاع البيت خاصة ، وقيل : هو الجديد من الفرش ، وقيل : اللباس خاصة . واختلفت القراءات في ( ورئيا ) فقرأ
أهل المدينة وابن ذكوان ( وريا ) بياء مشددة ، وفي ذلك وجهان : أحدهما أن يكون من رأيت ثم خففت الهمزة فأبدل منها ياء وأدغمت الياء في الياء ، والمعنى على هذه القراءة : هم أحسن منظرا وبه قول جمهور المفسرين ، وحسن المنظر يكون من جهة حسن اللباس ، أو حسن الأبدان وتنعمها ، أو مجموع الأمرين . قرأ
أهل الكوفة وأبو عمرو وابن كثير ورئيا بالهمز ، وحكاها
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش عن
نافع وهشام عن
ابن عامر ، ومعناها معنى القراءة الأولى . قال
الجوهري : من همز جعله من المنظر من رأيت ، وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة ، وأنشد
أبو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفي :
أشاقتك الظعائن يوم بانوا بذي الرئي الجميل من الأثاث
ومن لم يهمز : إما أن يكون من تخفيف الهمزة ، أو يكون من رويت ألوانهم أو جلودهم ريا : أي امتلأت وحسنت . وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج معنى هذا كما حكاه عنه
الواحدي . وحكى
يعقوب أن
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف قرأ بياء واحدة خفيفة ، فقيل إن هذه القراءة غلط ، ووجهها بعض النحويين أنه كان أصلها الهمزة فقلبت ياء ثم حذفت إحدى الياءين ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قرأ بالزاي مكان الراء ، وروي مثل ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير والأعصم المكي واليزيدي ، والزي الهيئة والحسن . قيل ويجوز أن يكون من زويت : أي جمعت ، فيكون أصلها زويا فقلبت الواو ياء ، والزي محاسن مجموعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75قل من كان في الضلالة أمر الله سبحانه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يجيب على هؤلاء المفتخرين بحظوظهم الدنيوية : أي من كان مستقرا في الضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75فليمدد له الرحمن مدا هذا وإن كان على صيغة الأمر ، والمراد به الخير ، وإنما خرج مخرج الأمر لبيان
nindex.php?page=treesubj&link=30550الإمهال منه سبحانه للعصاة ، وأن ذلك كائن لا محالة لتنقطع معاذير أهل الضلال ، ويقال لهم يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=37أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر [ فاطر : 37 ] أو للاستدراج كقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ليزدادوا إثما [ آل عمران : 178 ] وقيل : المراد بالآية الدعاء بالمد والتنفيس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تأويله أن الله جعل جزاء ضلالته أن يتركه ويمده فيها ، لأن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر كأن المتكلم يقول أفعل ذلك وآمر به نفسي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75حتى إذا رأوا ما يوعدون يعني الذين مد لهم في الضلالة ، وجاء بضمير الجماعة اعتبارا بمعنى من ، كما أن قوله كان في الضلالة فليمدد له اعتبار بلفظها ، وهذه غاية للمد ، لا لقول المفتخرين إذ ليس فيه امتداد
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75إما العذاب وإما الساعة هذا تفصيل لقوله ما يوعدون : أي هذا الذي توعدون هو أحد أمرين إما العذاب في الدنيا بالقتل والأسر ، وإما يوم القيامة وما يحل بهم حينئذ من العذاب الأخروي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا هذا جواب الشرط ، وهو جواب على المفتخرين : أي هؤلاء القائلون :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أي الفريقين خير مقاما ، إذا عاينوا ما يوعدون به من العذاب الدنيوي بأيدي المؤمنين ، أو الأخروي ، فسيعلمون عند ذلك من هو شر مكانا لا خير مكانا ، وأضعف جندا لا أقوى ولا أحسن من فريق المؤمنين ، وليس المراد أن للمفتخرين هنالك جندا ضعفاء ، بل لا جند لهم أصلا كما في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا [ الكهف : 43 ] .
ثم لما أخبر سبحانه عن حال أهل الضلالة ، أراد أن يبين حال أهل الهداية فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وذلك أن بعض الهدى يجر إلى البعض الآخر ، والخير يدعو إلى الخير ، وقيل : المراد بالزيادة العبادة من المؤمنين ، والواو في ويزيد للاستئناف ، والجملة مستأنفة لبيان حال المهتدين ، وقيل : الواو للعطف على فليمدد ، وقيل : للعطف على جملة من كان في الضلالة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أن الله يجعل جزاء المؤمنين أن يزيدهم يقينا كما جعل جزاء الكافرين أن يمدهم في ضلالتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا هي الطاعات المؤدية إلى السعادة الأبدية ، ومعنى كونها خيرا عند الله ثوابا ، أنها أنفع عائدة مما يتمتع به الكفار من النعم الدنيوية
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76وخير مردا المرد هاهنا مصدر كالرد ، والمعنى وخير مردا للثواب على فاعلها ليست كأعمال الكفار التي خسروا فيها ، والمرد المرجع والعاقبة والتفضل للتهكم بهم للقطع بأن
nindex.php?page=treesubj&link=30551أعمال الكفار لا خير فيها أصلا . ثم أردف سبحانه مقالة أولئك المفتخرين بأخرى مثلها على سبيل التعجب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر بآياتنا أي أخبرني بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقب
[ ص: 899 ] حديث أولئك ، وإنما استعملوا أرأيت بمعنى أخبر ، لأن رؤية الشيء من أسباب صحة الخبر عنه ، والآيات تعم كل آية ومن جملتها آية البعث ، والفاء للعطف على مقدر يدل عليه المقام : أي أنظرت فرأيت ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77لأوتين مالا وولدا هي الموطئة للقسم ، كأنه قال : والله لأوتين في الآخرة مالا وولدا : أي انظر إلى حال هذا الكافر وتعجب من كلامه وتأليه على الله مع كفره به وتكذيبه بآياته .
ثم أجاب سبحانه عن قول هذا الكافر بما يدفعه ويبطله ، فقال أطلع على الغيب أي أعلم ما غاب عنه حتى يعلم أنه في الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أم اتخذ عند الرحمن عهدا بذلك ، فإنه لا يتوصل إلى العلم إلا بإحدى هاتين الطريقتين ، وقيل : المعنى : أنظر في اللوح المحفوظ ؟ أم اتخذ عند الرحمن عهدا ، وقيل : معنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أم اتخذ عند الرحمن عهدا ؟ أم قال لا إله إلا الله فأرحمه بها ، وقيل : المعنى أم قدم عملا صالحا فهو يرجوه ، واطلع مأخوذ من قولهم : اطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه . وقرأ حمزة
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ( وولدا ) بضم الواو ، والباقون بفتحها ، فقيل هما لغتان معناهما واحد ، يقال ولد وولد كما يقال عدم وعدم ، قال
الحارث بن حلزة :
ولقد رأيت معاشرا قد ثمروا مالا وولدا
وقال آخر :
فليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حمار
وقيل : الولد بالضم للجمع وبالفتح للواحد .
وقد ذهب الجمهور إلى أن هذا الكافر أراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77لأوتين مالا وولدا ) أنه يؤتى ذلك في الدنيا . وقال جماعة في الجنة ، وقيل : المعنى : إن أقمت على دين آبائي لأوتين ، وقيل : المعنى : لو كنت على باطل لما أوتيت مالا وولدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79كلا سنكتب ما يقول كلا حرف ردع وزجر : أي ليس الأمر على ما قال هذا الكافر من أنه يؤتى المال والولد سيكتب ما يقول : أي سنحفظ عليه ما يقوله فنجازيه في الآخرة ، أو سنظهر ما يقول ، أو سننتقم منه انتقام من كتبت معصيته
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79ونمد له من العذاب مدا أي نزيده عذابا فوق عذابه مكان ما يدعيه لنفسه من الإمداد بالمال والولد ، أو نطول له من العذاب ما يستحقه وهو عذاب من جمع بين الكفر والاستهزاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ونرثه ما يقول أي نميته فنرثه المال والولد الذي يقول إنه يؤتاه . والمعنى : مسمى ما يقول ومصداقه ، وقيل : المعنى : نحرمه ما تمناه ونعطيه غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ويأتينا فردا أي يوم القيامة لا مال له ولا ولد ، بل نسلبه ذلك ، فكيف يطمع في أن نؤتيه ، وقيل : المراد بما يقول نفس القول لا مسماه ، والمعنى : إنما يقول هذا القول ما دام حيا ، فإذا أمتناه حلنا بينه وبين أن يقوله ويأتينا رافضا له منفردا عنه ، والأول أولى . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أي الفريقين خير مقاما قال :
قريش تقوله لها ولأصحاب
محمد . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73خير مقاما قال : المنازل
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وأحسن نديا قال : المجالس ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74أحسن أثاثا قال : المتاع والمال
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74ورئيا قال : المنظر . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا فليدعه الله في طغيانه ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت قال في حرف
أبي ( قل من كان في الضلالة فإنه يزيده الله ضلالة ) . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم وغيرهما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت قال : كنت رجلا قينا وكان لي على
العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر
بمحمد ، فقلت : والله لا أكفر
بمحمد حتى تموت ثم تبعث ، قال : فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك ، فأنزل الله فيه هذه الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال : لا إله إلا الله يرجو بها . وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ونرثه ما يقول قال : ماله وولده .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28990_30539_19881وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا .
الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِمْ رَاجِعٌ إِلَى الْكُفَّارِ الَّذِينَ سَبَقَ ذِكْرُهُمْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [ مَرْيَمَ : 66 ] أَيْ هَؤُلَاءِ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ تَعَذَّرُوا بِالدُّنْيَا ، وَقَالُوا : لَوْ كُنْتُمْ عَلَى الْحَقِّ وَكُنَّا عَلَى الْبَاطِلِ لَكَانَ حَالُكُمْ فِي الدُّنْيَا أَطْيَبَ مِنْ حَالِنَا ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْعَكْسِ ، لِأَنَّ الْحَكِيمَ لَا يَلِيقُ بِهِ أَنْ يُهِينَ أَوْلِيَاءَهُ وَيُعِزَّ أَعْدَاءَهُ ، وَمَعْنَى الْبَيِّنَاتِ الْوَاضِحَاتِ الَّتِي لَا تَلْتَبِسُ مَعَانِيهَا ، وَقِيلَ : ظَاهِرَاتُ الْإِعْجَازِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا حُجَجٌ وَبَرَاهِينُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . وَهِيَ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ لِأَنَّ آيَاتِ اللَّهِ لَا تَكُونُ إِلَّا وَاضِحَةً ، وَوَضْعُ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ فِي قَوْلِهِ :
[ ص: 898 ] قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ كُفْرَهُمْ هُوَ السَّبَبُ لِصُدُورِ هَذَا الْقَوْلِ عَنْهُمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالَّذِينَ كَفَرُوا هُنَا هُمُ الْمُتَمَرِّدُونَ الْمُصِرُّونَ مِنْهُمْ ، وَمَعْنَى قَالُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا لِأَجْلِهِمْ ، وَقِيلَ : هَذِهِ اللَّامُ هِيَ لَامُ التَّبْلِيغِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ [ الَبَقَرَةِ : 248 وَ 247 ] أَيْ خَاطَبُوهُمْ بِذَلِكَ وَبَلَّغُوا الْقَوْلَ إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا الْمُرَادُ بِالْفَرِيقَيْنِ الْمُؤْمِنُونَ وَالْكَافِرُونَ ، كَأَنَّهُمْ قَالُوا أَفَرِيقُنَا خَيْرٌ أَمْ فَرِيقُكُمْ ، قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدٌ وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ ( مُقَامًا ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَهُوَ مَوْضِعُ الْإِقَامَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْإِقَامَةِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ : أَيْ مَنْزِلًا وَمَسْكَنًا وَقِيلَ : الْمَقَامُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقَامُ فِيهِ بِالْأُمُورِ الْجَلِيلَةِ وَالْمَعْنَى : أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَكْبَرُ جَاهًا وَأَكْثَرُ أَنْصَارًا وَأَعْوَانًا ، وَالنَّدِيُّ وَالنَّادِي : مَجْلِسُ الْقَوْمِ وَمُجْتَمَعُهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=29وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ [ الْعَنْكَبُوتِ : 29 ] وَنَادَاهُ : جَالَسَهُ فِي النَّادِي ، وَمِنْهُ دَارُ النَّدْوَةِ ، لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَتَشَاوَرُونَ فِيهَا فِي أُمُورِهِمْ ، وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أُنَادِي بِهِ آلَ الْوَلِيدِ جَعْفَرَا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ الْقَرْنُ الْأُمَّةُ وَالْجَمَاعَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا الْأَثَاثُ الْمَالُ أَجْمَعُ : الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ وَالْبَقَرُ وَالْعَبِيدُ وَالْمَتَاعُ ، وَقِيلَ : هُوَ مَتَاعُ الْبَيْتِ خَاصَّةً ، وَقِيلَ : هُوَ الْجَدِيدُ مِنَ الْفَرْشِ ، وَقِيلَ : اللِّبَاسُ خَاصَّةً . وَاخْتَلَفَتِ الْقِرَاءَاتُ فِي ( وَرِئْيًا ) فَقَرَأَ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَابْنُ ذَكْوَانَ ( وَرِيًّا ) بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ ، وَفِي ذَلِكَ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مِنْ رَأَيْتُ ثُمَّ خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ فَأُبْدِلَ مِنْهَا يَاءٌ وَأُدْغِمَتِ الْيَاءُ فِي الْيَاءِ ، وَالْمَعْنَى عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ : هُمْ أَحْسَنُ مَنْظَرًا وَبِهِ قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ ، وَحُسْنُ الْمَنْظَرِ يَكُونُ مِنْ جِهَةِ حُسْنِ اللِّبَاسِ ، أَوْ حُسْنِ الْأَبْدَانِ وَتَنَعُّمِهَا ، أَوْ مَجْمُوعِ الْأَمْرَيْنِ . قَرَأَ
أَهْلُ الْكُوفَةِ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ وَرِئْيًا بِالْهَمْزِ ، وَحَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ عَنْ
نَافِعٍ وَهِشَامٌ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ ، وَمَعْنَاهَا مَعْنَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : مَنْ هَمَزَ جَعَلَهُ مِنَ الْمَنْظَرِ مِنْ رَأَيْتُ ، وَهُوَ مَا رَأَتْهُ الْعَيْنُ مِنْ حَالٍ حَسَنَةٍ وَكُسْوَةٍ ظَاهِرَةٍ ، وَأَنْشَدَ
أَبُو عُبَيْدَةَ لِمُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ الثَّقَفِيِّ :
أَشَاقَتْكَ الظَّعَائِنُ يَوْمَ بَانُوا بِذِي الرِّئْيِ الْجَمِيلِ مِنَ الْأَثَاثِ
وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ : إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ ، أَوْ يَكُونَ مِنْ رُوِيَتْ أَلْوَانُهُمْ أَوْ جُلُودُهُمْ رِيًّا : أَيِ امْتَلَأَتْ وَحَسُنَتْ . وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ مَعْنَى هَذَا كَمَا حَكَاهُ عَنْهُ
الْوَاحِدِيُّ . وَحَكَى
يَعْقُوبُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ قَرَأَ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ خَفِيفَةٍ ، فَقِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ غَلَطٌ ، وَوَجَّهَهَا بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَنَّهُ كَانَ أَصْلُهَا الْهَمْزَةَ فَقُلِبَتْ يَاءً ثُمَّ حُذِفَتْ إِحْدَى الْيَاءَيْنِ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ بِالزَّايِ مَكَانَ الرَّاءِ ، وَرُوِيَ مِثْلُ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْأَعْصَمِ الْمَكِّيِّ وَالْيَزِيدِيِّ ، وَالزِّيُّ الْهَيْئَةُ وَالْحُسْنُ . قِيلَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ زَوَيْتُ : أَيْ جَمَعْتُ ، فَيَكُونُ أَصْلُهَا زَوْيًا فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً ، وَالزِّيُّ مَحَاسِنُ مَجْمُوعَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُجِيبَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُفْتَخِرِينَ بِحُظُوظِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ : أَيْ مَنْ كَانَ مُسْتَقِرًا فِي الضَّلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا هَذَا وَإِنْ كَانَ عَلَى صِيغَةِ الْأَمْرِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْخَيْرُ ، وَإِنَّمَا خَرَجَ مَخْرَجَ الْأَمْرِ لِبَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=30550الْإِمْهَالِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لِلْعُصَاةِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ لِتَنْقَطِعَ مَعَاذِيرُ أَهْلِ الضَّلَالِ ، وَيُقَالُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=37أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ [ فَاطِرٍ : 37 ] أَوْ لِلِاسْتِدْرَاجِ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا [ آلِ عِمْرَانَ : 178 ] وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْآيَةِ الدُّعَاءُ بِالْمَدِّ وَالتَّنْفِيسِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تَأْوِيلُهُ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ جَزَاءَ ضَلَالَتِهِ أَنْ يَتْرُكَهُ وَيَمُدَّهُ فِيهَا ، لِأَنَّ لَفْظَ الْأَمْرِ يُؤَكِّدُ مَعْنَى الْخَبَرِ كَأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ يَقُولُ أَفْعَلُ ذَلِكَ وَآمُرُ بِهِ نَفْسِي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ يَعْنِي الَّذِينَ مُدَّ لَهُمْ فِي الضَّلَالَةِ ، وَجَاءَ بِضَمِيرِ الْجَمَاعَةِ اعْتِبَارًا بِمَعْنَى مَنْ ، كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ اعْتِبَارٌ بِلَفْظِهَا ، وَهَذِهِ غَايَةٌ لِلْمَدِّ ، لَا لِقَوْلِ الْمُفْتَخِرِينَ إِذْ لَيْسَ فِيهِ امْتِدَادٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ هَذَا تَفْصِيلٌ لِقَوْلِهِ مَا يُوعَدُونَ : أَيْ هَذَا الَّذِي تُوعَدُونَ هُوَ أَحَدُ أَمْرَيْنِ إِمَّا الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ ، وَإِمَّا يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَمَا يَحِلُّ بِهِمْ حِينَئِذٍ مِنَ الْعَذَابِ الْأُخْرَوِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا هَذَا جَوَابُ الشَّرْطِ ، وَهُوَ جَوَابٌ عَلَى الْمُفْتَخِرِينَ : أَيْ هَؤُلَاءِ الْقَائِلُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا ، إِذَا عَايَنُوا مَا يُوعَدُونَ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ الدُّنْيَوِيِّ بِأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ، أَوِ الْأُخْرَوِيِّ ، فَسَيَعْلَمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا لَا خَيْرٌ مَكَانًا ، وَأَضْعَفُ جُنْدًا لَا أَقْوَى وَلَا أَحْسَنُ مِنْ فَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ لِلْمُفْتَخِرِينَ هُنَالِكَ جُنْدًا ضُعَفَاءَ ، بَلْ لَا جُنْدَ لَهُمْ أَصْلًا كَمَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا [ الْكَهْفِ : 43 ] .
ثُمَّ لَمَّا أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ حَالِ أَهْلِ الضَّلَالَةِ ، أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ حَالَ أَهْلِ الْهِدَايَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ الْهُدَى يَجُرُّ إِلَى الْبَعْضِ الْآخَرِ ، وَالْخَيْرُ يَدْعُو إِلَى الْخَيْرِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالزِّيَادَةِ الْعِبَادَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْوَاوُ فِي وَيَزِيدُ لِلِاسْتِئْنَافِ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ حَالِ الْمُهْتَدِينَ ، وَقِيلَ : الْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى فَلْيَمْدُدْ ، وَقِيلَ : لِلْعَطْفِ عَلَى جُمْلَةِ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ جَزَاءَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَزِيدَهُمْ يَقِينًا كَمَا جَعَلَ جَزَاءَ الْكَافِرِينَ أَنْ يَمُدَّهُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا هِيَ الطَّاعَاتُ الْمُؤَدِّيَةُ إِلَى السَّعَادَةِ الْأَبَدِيَّةِ ، وَمَعْنَى كَوْنِهَا خَيْرًا عِنْدَ اللَّهِ ثَوَابًا ، أَنَّهَا أَنْفَعُ عَائِدَةً مِمَّا يَتَمَتَّعُ بِهِ الْكُفَّارُ مِنَ النِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=76وَخَيْرٌ مَرَدًّا الْمَرَدُّ هَاهُنَا مَصْدَرٌ كَالرَّدِّ ، وَالْمَعْنَى وَخَيْرٌ مَرَدًّا لِلثَّوَابِ عَلَى فَاعِلِهَا لَيْسَتْ كَأَعْمَالِ الْكُفَّارِ الَّتِي خَسِرُوا فِيهَا ، وَالْمَرَدُّ الْمَرْجِعُ وَالْعَاقِبَةُ وَالتَّفَضُّلُ لِلتَّهَكُّمِ بِهِمْ لِلْقَطْعِ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30551أَعْمَالَ الْكُفَّارِ لَا خَيْرَ فِيهَا أَصْلًا . ثُمَّ أَرْدَفَ سُبْحَانَهُ مَقَالَةَ أُولَئِكَ الْمُفْتَخِرِينَ بِأُخْرَى مِثْلِهَا عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا أَيْ أَخْبِرْنِي بِقِصَّةِ هَذَا الْكَافِرِ وَاذْكُرْ حَدِيثَهُ عَقِبَ
[ ص: 899 ] حَدِيثِ أُولَئِكَ ، وَإِنَّمَا اسْتَعْمَلُوا أَرَأَيْتَ بِمَعْنَى أَخْبَرَ ، لِأَنَّ رُؤْيَةَ الشَّيْءِ مِنْ أَسْبَابِ صِحَّةِ الْخَبَرِ عَنْهُ ، وَالْآيَاتُ تَعُمُّ كُلَّ آيَةٍ وَمِنْ جُمْلَتِهَا آيَةُ الْبَعْثِ ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَقَامُ : أَيْ أَنَظَرْتَ فَرَأَيْتَ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا هِيَ الْمُوَّطِئَةُ لِلْقَسَمِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَاللَّهِ لَأُوتَيَنَّ فِي الْآخِرَةِ مَالًا وَوَلَدًا : أَيِ انْظُرْ إِلَى حَالِ هَذَا الْكَافِرِ وَتَعَجَّبْ مِنْ كَلَامِهِ وَتَأَلِّيهِ عَلَى اللَّهِ مَعَ كُفْرِهِ بِهِ وَتَكْذِيبِهِ بِآيَاتِهِ .
ثُمَّ أَجَابَ سُبْحَانَهُ عَنْ قَوْلِ هَذَا الْكَافِرِ بِمَا يَدْفَعُهُ وَيُبْطِلُهُ ، فَقَالَ أَطَّلَعَ عَلَى الْغَيْبَ أَيْ أَعَلِمَ مَا غَابَ عَنْهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا بِذَلِكَ ، فَإِنَّهُ لَا يُتَوَصَّلُ إِلَى الْعِلْمِ إِلَّا بِإِحْدَى هَاتَيْنِ الطَّرِيقَتَيْنِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَظَرَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ؟ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ، وَقِيلَ : مَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ؟ أَمْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَرْحَمَهُ بِهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَمْ قَدَّمَ عَمَلًا صَالِحًا فَهُوَ يَرْجُوهُ ، وَاطَّلَعَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ : اطَّلَعَ الْجَبَلَ إِذَا ارْتَقَى إِلَى أَعْلَاهُ . وَقَرَأَ حَمْزَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ( وَوُلْدًا ) بِضَمِّ الْوَاوِ ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا ، فَقِيلَ هُمَا لُغَتَانِ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ ، يُقَالُ وَلَدٌ وَوُلْدٌ كَمَا يُقَالُ عَدَمٌ وَعُدْمٌ ، قَالَ
الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِرًا قَدْ ثَمَّرُوا مَالًا وَوُلْدَا
وَقَالَ آخَرُ :
فَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ وُلْدَ حِمَارِ
وَقِيلَ : الْوُلْدُ بِالضَّمِّ لِلْجَمْعِ وَبِالْفَتْحِ لِلْوَاحِدِ .
وَقَدْ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ هَذَا الْكَافِرَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ) أَنَّهُ يُؤْتَى ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا . وَقَالَ جَمَاعَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنْ أَقَمْتُ عَلَى دِينِ آبَائِي لَأُوتَيَنَّ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَوْ كُنْتُ عَلَى بَاطِلٍ لَمَا أُوتِيتُ مَالًا وَوَلَدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ كَلَّا حَرْفُ رَدْعٍ وَزَجْرٍ : أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا قَالَ هَذَا الْكَافِرُ مِنْ أَنَّهُ يُؤْتَى الْمَالَ وَالْوَلَدَ سَيُكْتَبُ مَا يَقُولُ : أَيْ سَنَحْفَظُ عَلَيْهِ مَا يَقُولُهُ فَنُجَازِيهِ فِي الْآخِرَةِ ، أَوْ سَنُظْهِرُ مَا يَقُولُ ، أَوْ سَنَنْتَقِمُ مِنْهُ انْتِقَامَ مَنْ كُتِبَتْ مَعْصِيَتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا أَيْ نَزِيدُهُ عَذَابًا فَوْقَ عَذَابِهِ مَكَانَ مَا يَدَّعِيهِ لِنَفْسِهِ مِنَ الْإِمْدَادِ بِالْمَالِ وَالْوَلَدِ ، أَوْ نُطَوِّلُ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَا يَسْتَحِقُّهُ وَهُوَ عَذَابُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالِاسْتِهْزَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ أَيْ نُمِيتُهُ فَنَرِثُهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ الَّذِي يَقُولُ إِنَّهُ يُؤْتَاهُ . وَالْمَعْنَى : مُسَمَّى مَا يَقُولُ وَمِصْدَاقُهُ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : نَحْرِمُهُ مَا تَمَنَّاهُ وَنُعْطِيهِ غَيْرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَيَأْتِينَا فَرْدًا أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا مَالَ لَهُ وَلَا وَلَدَ ، بَلْ نَسْلُبُهُ ذَلِكَ ، فَكَيْفَ يَطْمَعُ فِي أَنْ نُؤْتِيَهُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِمَا يَقُولُ نَفْسُ الْقَوْلِ لَا مُسَمَّاهُ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّمَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ مَا دَامَ حَيًّا ، فَإِذَا أَمَتْنَاهُ حُلْنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَقُولَهُ وَيَأْتِينَا رَافِضًا لَهُ مُنْفَرِدًا عَنْهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا قَالَ :
قُرَيْشٌ تَقُولُهُ لَهَا وَلِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73خَيْرٌ مَقَامًا قَالَ : الْمَنَازِلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وَأَحْسَنُ نَدِيًّا قَالَ : الْمَجَالِسُ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74أَحْسَنُ أَثَاثًا قَالَ : الْمَتَاعُ وَالْمَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وَرِئْيًا قَالَ : الْمَنْظَرُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا فَلْيَدَعْهُ اللَّهُ فِي طُغْيَانِهِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15683حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ فِي حَرْفِ
أُبَيٍّ ( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَإِنَّهُ يَزِيدُهُ اللَّهُ ضَلَالَةً ) . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=211خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا قَيِّنًا وَكَانَ لِي عَلَى
الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ
بِمُحَمَّدٍ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَكْفُرُ
بِمُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ ، قَالَ : فَإِنِّي إِذَا مِتُّ ثُمَّ بُعِثْتُ جِئْتَنِي وَلِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ فَأُعْطِيكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَرْجُو بِهَا . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ قَالَ : مَالُهُ وَوَلَدُهُ .