أخرج
النحاس وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أنزلت
بمكة سورة ( كهيعص ) .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
ابن الزبير قال : نزلت سورة
مريم بمكة . وأخرج
ابن مردويه عن
عائشة مثله .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أن
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي قال
nindex.php?page=showalam&ids=315لجعفر بن أبي طالب : هل معك مما جاء به ، يعني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الله شيء ؟ قال : نعم ، فقرأ عليه صدرا من ( كهيعص ) فبكى
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي حتى اخضلت لحيته ، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ، ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي : إن هذا والذي جاء به
موسى ليخرج من مشكاة واحدة . وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق القصة بطولها .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28990_28741_31976كهيعص nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2ذكر رحمة ربك عبده زكريا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إذ نادى ربه نداء خفيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا .
قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص قرأ
أبو جعفر هذه الحروف مقطعة ، ووصلها الباقون ، وأمال
أبو عمرو الهاء وفتح الباء ، وعكس ذلك
ابن عامر وحمزة ، وأمالهما جميعا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وأبو بكر وخلف ، وقرأهما بين اللفظين أهل
المدينة وفتحهما الباقون .
وعن
خارجة أن
الحسن كان يضم ( كاف ) وحكى عن غيره أنه كان يضم ( ها ) . وقال
أبو حاتم : لا يجوز ضم الكاف ولا الهاء ولا الياء . قال
النحاس : قراءة أهل
المدينة من أحسن ما في هذا ، والإمالة جائزة في ( ها ) وفي ( يا ) وقد اعترض على قراءة
الحسن جماعة . وقيل : في تأويلها أنه كان يشم الرفع فقط .
وأظهر الدال من هجاء ( صاد )
نافع وأبو جعفر وابن كثير وعاصم ويعقوب ، وهو اختيار
أبو عبيدة وأدغمها الباقون .
وقد قيل في توجيه هذه القراءات أن التفخيم هو الأصل ، والإمالة فرع عنه ، فمن قرأ بتفخيم الهاء والياء فقد عمل بالأصل ، ومن أمالهما فقد عمل بالفرع ، ومن أمال أحدهما وفخم الآخر فقد عمل بالأمرين ، وقد تقدم الكلام في هذه الحروف الواقعة في فواتح السور مستوفى في أوائل سورة البقرة ، ومحل هذه الفاتحة إن جعلت اسما للسورة على ما عليه الأكثر الرفع على أنها مبتدأ خبرها ما بعدها ، قاله
الفراء .
واعترضه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج فقال : هذا محال ؛ لأن (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص ) ليس هو مما أنبأنا الله - عز وجل - به عن
زكريا ، وقد أخبر الله - تبارك وتعالى - عنه وعما بشر به ، وليس (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص ) من قصته . أو على أنها خبر مبتدأ محذوف . وإن جعلت مسرودة على نمط التعديد فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2ذكر رحمة ربك خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هذا ذكر رحمة ربك ، وقيل : هو مبتدأ خبره محذوف ، أي : فيما يتلى عليك ذكر رحمة ربك . وقال الزجاج : ( ذكر ) مرتفع بالضمير ، والمعنى : هذا الذي نتلوه عليك ذكر رحمة ربك
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2عبده زكريا يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد ، وانتصاب ( عبده ) على أنه مفعول للرحمة قاله
الأخفش . وقيل : للذكر . ومعنى ذكر الرحمة بلوغها وإصابتها ، كما يقال : ذكرني معروف فلان أي : بلغني .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ( ذكر ) بالنصب ، وقرأ
أبو العالية ( عبده ) بالرفع على أن المصدر مضاف إلى المفعول ، وفاعل الذكر هو ( عبده )
وزكريا على القراءتين عطف بيان له أو بدل منه ، وقرأ
الكلبي ( ذكر ) على صيغة الفعل الماضي مشددا ومخففا على أن الفاعل ( عبده ) وقرأ
ابن معمر على الأمر ، وتكون الرحمة على هذا عبارة عن
زكريا ، لأن كل نبي رحمة لأمته .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إذ نادى ربه نداء خفيا العامل في الظرف ( رحمة ) ، وقيل : ( ذكر ) ، وقيل : هو بدل اشتمال من
زكريا ، واختلف في وجه كون ندائه هذا خفيا ، فقيل : لأنه أبعد عن الرياء ، وقيل : أخفاه لئلا يلام على طلبه للولد في غير وقته ، ولكونه من أمور الدنيا ، وقيل : أخفاه مخافة من قومه ، وقيل : كان ذلك منه لكونه قد صار ضعيفا هرما لا يقدر على الجهر .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=31976_28990قال رب إني وهن العظم مني هذه الجملة مفسرة لقوله : نادى ربه . يقال : وهن يهن وهنا إذا ضعف فهو واهن ، وقرئ بالحركات الثلاث ، أراد أن عظامه فترت وضعفت قوته ، وذكر العظم ؛ لأنه عمود البدن ، وبه قوامه ، وهو أصل بنائه ، فإذا وهن تداعى وتساقطت قوته ، ولأن أشد ما في الإنسان صلبه ، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن ، ووحد العظم قاصدا إلى الجنس المفيد لشمول الوهن لكل فرد من أفراد العظام
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4واشتعل الرأس شيبا قرأ
أبو عمرو بإدغام السين في الشين ، والباقون بعدمه ، والاشتعال في الأصل انتشار شعاع النار ، فشبه به انتشار بياض شعر الرأس في سواده بجامع البياض والإنارة ، ثم أخرجه مخرج الاستعارة بالكناية ، بأن
[ ص: 882 ] حذف المشبه به وأداة التشبيه ، وهذه الاستعارة من أبدع الاستعارات وأحسنها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال للشيب إذا كثر جدا : قد اشتعل رأس فلان ، وأنشد
للبيد :
فإن تري رأسي أمسى واضحا سلط الشيب عليه فاشتعل
وانتصاب ( شيبا ) على التمييز . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . وقال
الأخفش : انتصابه على المصدر ؛ لأن معنى اشتعل : شاب . قال
النحاس : قول
الأخفش أولى لأنه مشتق من ( فعل ) والمصدرية أظهر فيما كان كذلك ، وكان الأصل : اشتعل شيب رأسي ، فأسند الاشتعال إلى الرأس لإفادة الشمول
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4ولم أكن بدعائك رب شقيا أي : لم أكن بدعائي إياك خائبا في وقت من الأوقات ، بل كلما دعوتك استجبت لي .
قال العلماء :
nindex.php?page=treesubj&link=19775يستحب للمرء أن يجمع في دعائه بين الخضوع ، وذكر نعم الله عليه كما فعل
زكريا هاهنا ، فإن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا غاية الخضوع والتذلل وإظهار الضعف والقصور عن نيل مطالبه وبلوغ مآربه ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4ولم أكن بدعائك رب شقيا ذكر ما عوده الله من الإنعام عليه بإجابة أدعيته ، يقال شقي بكذا ، أي : تعب فيه ولم يحصل مقصوده منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وإني خفت الموالي من ورائي قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ومحمد بن علي بن الحسين وأبوه
علي nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر ( خفت ) بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء وفاعله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5الموالي أي : قلوا وعجزوا عن القيام بأمر الدين بعدي ، أو انقطعوا بالموت ، مأخوذ من خفت القوم : إذا ارتحلوا ، وهذه القراءة شاذة بعيدة عن الصواب .
وقرأ الباقون خفت بكسر الخاء وسكون الفاء على أن فاعله ضمير يعود إلى
زكريا ومفعوله ( الموالي ) و ( من ورائي ) متعلق بمحذوف لا بخفت ، وتقديره : خفت فعل الموالي من بعدي .
قرأ الجمهور ورائي بالهمز والمد وسكون الياء ، وقرأ
ابن كثير بالهمز والمد وفتح الياء .
وروي عنه أنه قرأ بالقصر مفتوح الياء ، مثل : عصاي ، و ( الموالي ) هنا هم الأقارب الذين يرثون وسائر العصبات من بني العم ونحوهم ،
والعرب تسمي هؤلاء موالي ، قال الشاعر :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنشروا بيننا ما كان مدفونا
قيل : الموالي الناصرون له .
واختلفوا في وجه المخافة من
زكريا لمواليه من بعده ، فقيل : خاف أن يرثوا ماله ، وأراد أن يرثه ولده ، فطلب من الله سبحانه أن يرزقه ولدا .
وقال آخرون : إنهم كانوا مهملين لأمر الدين فخاف أن يضيع الدين بموته ، فطلب وليا يقوم به بعد موته . وهذا القول أرجح من الأول ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=25211الأنبياء لا يورثون وهم أجل من أن يعتنوا بأمور الدنيا ، فليس المراد هنا وراثة المال ، بل المراد وراثة العلم والنبوة ، والقيام بأمر الدين . وقد ثبت عن نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020759نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وكانت امرأتي عاقرا العاقر : هي التي لا تلد لكبر سنها ، والتي لا تلد أيضا لغير كبر وهي المرادة هنا ، ويقال للرجل الذي لا يلد عاقرا أيضا ، ومنه قول
عامر بن الطفيل :
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : وكان اسم امرأته
أشاع بنت فاقود بن ميل ، وهي أخت
حنة ، وحنة هي أم مريم . وقال
القتيبي : هي
أشاع بنت عمران ، فعلى القول الأول يكون
يحيى بن زكريا ابن خالة
أم عيسى ، وعلى القول الثاني يكونان ابني خالة كما ورد في الحديث الصحيح .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فهب لي من لدنك وليا أي : أعطني من فضلك وليا ، ولم يصرح بطلب الولد لما علم من نفسه بأنه قد صار هو وامرأته في حالة لا يجوز فيها حدوث الولد بينهما وحصوله منهما . وقد قيل : إنه كان ابن بضع وتسعين سنة ، وقيل : بل أراد بالولي الذي طلبه الولد ، ولا مانع من سؤال ما كان مثله لما هو خارق للعادة ، فإن الله سبحانه قد يكرم رسله بما يكون كذلك ، فيكون من جملة المعجزات الدالة على صدقهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني ويرث من آل يعقوب قرأ أهل الحرمين
والحسن وعاصم وحمزة وابن محيصن nindex.php?page=showalam&ids=15507ويحيى بن المبارك اليزيدي بالرفع في الفعلين جميعا على أنهما صفتان للولي وليسا بجواب للدعاء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالجزم فيهما على أنهما جواب للدعاء . ورجح القراءة الأولى
أبو عبيد وقال : هي أصوب في المعنى ؛ لأنه طلب وليا هذه صفته فقال : هب لي الذي يكون وارثي .
ورجح ذلك
النحاس وقال : لأن جواب الأمر عند النحويين فيه معنى الشرط والمجازاة ، تقول : أطع الله يدخلك الجنة ، أي : إن تطعه يدخلك الجنة ، وكيف يخبر الله سبحانه بهذا ، أعني كونه أن يهب له وليا يرثه ، وهو أعلم بذلك ، والوراثة هنا هي وراثة العلم والنبوة على ما هو الراجح كما سلف .
وقد ذهب أكثر المفسرين إلى أن
يعقوب المذكور هنا هو
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . وزعم بعض المفسرين أنه
يعقوب بن ماثان أخو
عمران بن ماثان ، وبه قال
الكلبي ومقاتل ، و ( آل
يعقوب ) هم خاصته الذين يؤول أمرهم إليه للقرابة أو الصحبة أو الموافقة في الدين ، وقد كان فيهم أنبياء وملوك ، وقرئ ( يرثني وارث من آل يعقوب ) على أنه فاعل يرثني . وقرئ ( وأرث آل يعقوب ) أي : أنا . وقرئ ( أويرث آل يعقوب ) بلفظ التصغير على أن هذا المصغر فاعل ( يرثني ) وهذه القراءات في غاية الشذوذ لفظا ومعنى .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6واجعله رب رضيا أي : مرضيا في أخلاقه وأفعاله ، وقيل : راضيا بقضائك وقدرك ، وقيل : رجلا صالحا ترضى عنه ، وقيل : نبيا كما جعلت آباءه أنبياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28990_31976_31977يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى قال جمهور المفسرين : إن هذا النداء من الله سبحانه ، وقيل : إنه من جهة الملائكة ، لقوله في آل عمران
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فنادته الملائكة [ آل عمران : 39 ] ، وفي الكلام حذف أي : فاستجاب له دعاءه ، فقال يا
زكرياء ، وقد تقدم في آل عمران وجه التسمية
بيحيى وزكرياء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سمي
يحيى لأنه حيي بالعلم والحكمة التي أوتيها
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لم نجعل له من قبل سميا [ ص: 883 ] قال أكثر المفسرين : معناه لم نسم أحدا قبله
يحيى .
وقال
مجاهد وجماعة : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لم نجعل له من قبل سميا أنه لم يجعل له مثلا ولا نظيرا ، فيكون على هذا مأخوذا من المساماة أو السمو ، ورد هذا بأنه يقتضي تفضيله على
إبراهيم وموسى ، وقيل : معناه : لم تلد عاقر مثله ، والأول أولى .
وفي إخباره سبحانه بأنه لم يسم بهذا الاسم قبله أحد فضيلة له من جهتين : الأولى أن الله سبحانه هو الذي تولى تسميته به ، ولم يكلها إلى الأبوين .
والجهة الثانية أن تسميته باسم لم يوضع لغيره يفيد تشريفه وتعظيمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8قال رب أنى يكون لي غلام أي : كيف أو من أين لي غلام ؟ وليس معنى هذا الاستفهام الإنكار ، بل التعجب من
nindex.php?page=treesubj&link=33679قدرة الله وبديع صنعه ؛ حيث يخرج ولدا من امرأة عاقر وشيخ كبير ، وقد تقدم الكلام على مثل هذا في آل عمران
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8وقد بلغت من الكبر عتيا يقال : عتا الشيخ يعتو عتيا : إذا انتهى سنه وكبر ، وشيخ عات : إذا صار إلى حال اليبس والجفاف ، والأصل ( عتوا ) لأنه من ذوات الواو فأبدلوه ياء لكونها أخف ، ومثل ما في الآية قول الشاعر :
إنما يعذر الوليد ولا يع ذر من كان في الزمان عتيا
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش عتيا بكسر العين ، وقرأ الباقون بضم العين وهما لغتان ، ومحل جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وكانت امرأتي عاقرا النصب على الحال من ضمير المتكلم ، ومحل جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8وقد بلغت من الكبر عتيا النصب أيضا على الحال ، وكلا الجملتين لتأكيد الاستبعاد والتعجب المستفاد من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8أنى يكون لي غلام أي : كيف يحصل بيننا ولد الآن ، وقد كانت امرأتي عاقرا لم تلد في شبابها وشبابي وهي الآن عجوز ، وأنا شيخ هرم ؟ ثم أجاب الله سبحانه على هذا السؤال المشعر بالتعجب والاستبعاد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قال كذلك قال ربك الكاف في محل رفع أي : الأمر كذلك ، والإشارة إلى ما سبق من قول
زكريا ، ثم ابتدأ بقوله : قال ربك ويحتمل أن يكون محله النصب على المصدرية أي : قال قولا مثل ذلك ، والإشارة بـ ( ذلك ) إلى مبهم يفسره قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9هو علي هين وأما على الاحتمال الأول فتكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9هو علي هين مستأنفة مسوقة لإزالة استبعاد
زكريا بعد تقريره أي قال : هو مع بعده عندك علي هين ، وهو فيعل من هان الشيء يهون : إذا لم يصعب ولم يمتنع من المراد .
قال
الفراء ، أي : خلقه علي هين
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا هذه الجملة مقررة لما قبلها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أي : فخلق الولد لك كخلقك ، والمعنى : أن الله سبحانه خلقه ابتداء وأوجده من العدم المحض ، فإيجاد الولد له بطريق التوالد المعتاد أهون من ذلك وأسهل منه ، وإنما لم ينسب ذلك إلى
آدم عليه السلام لكونه المخلوق من العدم حقيقة بأن يقول : وقد خلقت أباك
آدم من قبل ولم يك شيئا ، للدلالة على أن كل فرد من أفراد البشر له حظ من إنشاء آدم من العدم .
قرأ أهل
المدينة وأهل
مكة والبصرة وعاصم وابن عامر nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وقد خلقتك من قبل وقرأ سائر الكوفيين ( وقد خلقناك من قبل ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=31976_28990قال رب اجعل لي آية أي : علامة تدلني على وقوع المسئول وتحققه وحصول الحبل ، والمقصود من هذا السؤال تعريفه وقت العلوق حيث كانت البشارة مطلقة عن تعيينه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وجه ذلك أن نفسه تاقت إلى سرعة الأمر فسأل الله آية يستدل بها على قرب ما من به عليه ، وقيل : طلب آية تدل على أن البشرى من الله سبحانه لا من الشيطان ؛ لأن إبليس أوهمه بذلك . كذا قال الضحاك
والسدي وهو بعيد جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا قد تقدم تفسير هذا في آل عمران مستوفى ، وانتصاب ( سويا ) على الحال ، والمعنى : آيتك أن لا تقدر على الكلام والحال أنك سوي الخلق ليس بك آفة قد تمنعك منه ، وقد دل بذكر الليالي هنا والأيام في آل عمران أن المراد ثلاثة أيام ولياليهن .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فخرج على قومه من المحراب وهو مصلاه ، واشتقاقه من الحرب ، كأن ملازمه يحارب الشيطان ، وقيل : من الحرب محركا ، كأن ملازمه يلقى حربا وتعبا ونصبا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا قيل : معنى أوحى : أومأ . بدليل قوله في آل عمران
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إلا رمزا [ آل عمران : 41 ] وقيل : كتب لهم في الأرض ، وبالأول قال
الكلبي والقرظي وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=17285وابن منبه ، وبالثاني قال
مجاهد ، وقد يطلق الوحي على الكتابة ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها بقية وحي في بطون الصحائف
وقال عنترة :
كوحي صحائف من عهد كسرى فأهداها لأعجم طمطمي
و ( أن ) في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11أن سبحوا مصدرية أو مفسرة ، والمعنى : فأوحى إليهم بأن صلوا ، أو أي صلوا ، وانتصاب ( بكرة وعشيا ) على الظرفية .
قال
الفراء : العشي يؤنث ، ويجوز تذكيره إذا أبهم .
قال : وقد يقال : العشي جمع عشية ، قيل : والمراد صلاة الفجر والعصر ، وقيل : المراد بالتسبيح هو قولهم : سبحان الله في الوقتين أي : نزهوا ربكم طرفي النهار .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات والضياء في المختارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32450_28990كهيعص كبير هاد أمين عزيز صادق ، وفي لفظ ( كاف ) بدل ( كبير ) .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=11790وآدم بن أبي إياس nindex.php?page=showalam&ids=14274وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ،
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص قال : كاف من كريم ، وهاء من هاد ، وياء من حكيم ، وعين من عليم ، وصاد من صادق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وناس من الصحابة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص هو الهجاء المقطع ، الكاف من الملك ، والهاء من الله ، والياء والعين من العزيز ، والصاد من المصور .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
الكلبي أنه سئل عن
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص فحدث عن
أبي صالح عن
أم هانئ عن
[ ص: 884 ] رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
كاف هاد عالم صادق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد الدارمي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
فاطمة ابنة علي قالت : كان
علي يقول : يا كهيعص اغفر لي .
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة
وابن مردويه من طريق
الكلبي ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص قال : الكاف الكافي ، والهاء الهادي ، والعين العالم ، والصاد الصادق .
وأخرج أبو عبيد
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقول في ( كهيعص ، وحم ، ويس ) وأشباه هذا : هو اسم الله الأعظم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : هو قسم أقسم الله به ، وهو من أسماء الله .
وكما وقع الخلاف في هذا وأمثاله بين الصحابة وقع بين من بعدهم ولم يصح مرفوعا في ذلك شيء ، ومن روي عنه من الصحابة في ذلك شيء فقد روي عن غيره ما يخالفه ، وقد يروى عن الصحابي نفسه التفاسير المتخالفة المتناقضة في هذه الفواتح . فلا يقوم شيء من ذلك حجة ، بل الحق الوقف ، ورد العلم في مثلها إلى الله سبحانه ، وقد قدمنا تحقيق هذا في فاتحة سورة البقرة .
وأخرج
أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020761كان زكريا نجارا .
وأخرج
الحاكم وصححه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : كان آخر أنبياء
بني إسرائيل زكريا بن أزر بن مسلم من ذرية
يعقوب دعا ربه سرا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4قال رب إني وهن العظم مني إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5خفت الموالي قال : وهم العصبة يرثني يرث نبوتي ونبوة آل
يعقوب ، فنادته الملائكة ، وهو
جبريل : إن الله يبشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7بغلام اسمه يحيى فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال : يا
زكريا إن الصوت الذي سمعت ليس من الله إنما هو من الشيطان سخر بك ، فشك وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8أنى يكون لي غلام يقول : من أين يكون وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ، قال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي عنه قال : كان
زكريا لا يولد له فسأل ربه فقال : رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب قال : يرث مالي ويرث من آل
يعقوب النبوة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لم نجعل له من قبل سميا قال : مثلا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير والحاكم وصححه
وابن مردويه عنه قال : لا أدري كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقرأ هذا الحرف عتيا أو عسيا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
عطاء في قوله : عتيا قال : لبث زمانا في الكبر .
وأخرج أيضا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : هرما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا قال : اعتقل لسانه من غير مرض ، وفي لفظ : من غير خرس ، أخرجه
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فأوحى إليهم قال : كتب لهم كتابا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا والحاكم وصححه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11أن سبحوا قال : أمرهم بالصلاة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11بكرة وعشيا .
أَخْرَجَ
النَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ
بِمَكَّةَ سُورَةُ ( كهيعص ) .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ
مَرْيَمَ بِمَكَّةَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ مِثْلَهَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=315لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ اللَّهِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ ( كهيعص ) فَبَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ
مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ . وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28990_28741_31976كهيعص nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا .
قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص قَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ هَذِهِ الْحُرُوفَ مُقَطَّعَةً ، وَوَصَلَهَا الْبَاقُونَ ، وَأَمَالَ
أَبُو عَمْرٍو الْهَاءَ وَفَتَحَ الْبَاءَ ، وَعَكَسَ ذَلِكَ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ ، وَأَمَالَهُمَا جَمِيعًا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ وَخَلَفٌ ، وَقَرَأَهُمَا بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَفَتْحَهُمَا الْبَاقُونَ .
وَعَنْ
خَارِجَةَ أَنَّ
الْحَسَنَ كَانَ يَضُمُّ ( كَافَ ) وَحَكَى عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُ كَانَ يَضُمُّ ( هَا ) . وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : لَا يَجُوزُ ضَمُّ الْكَافِ وَلَا الْهَاءِ وَلَا الْيَاءِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : قِرَاءَةُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مِنْ أَحْسَنِ مَا فِي هَذَا ، وَالْإِمَالَةُ جَائِزَةٌ فِي ( هَا ) وَفِي ( يَا ) وَقَدِ اعْتَرَضَ عَلَى قِرَاءَةِ
الْحَسَنِ جَمَاعَةٌ . وَقِيلَ : فِي تَأْوِيلِهَا أَنَّهُ كَانَ يُشِمُّ الرَّفْعَ فَقَطْ .
وَأَظْهَرَ الدَّالَ مِنْ هِجَاءَ ( صَادْ )
نَافِعٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَدْغَمَهَا الْبَاقُونَ .
وَقَدْ قِيلَ فِي تَوْجِيهِ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ أَنَّ التَّفْخِيمَ هُوَ الْأَصْلُ ، وَالْإِمَالَةَ فَرْعٌ عَنْهُ ، فَمَنْ قَرَأَ بِتَفْخِيمِ الْهَاءِ وَالْيَاءِ فَقَدْ عَمِلَ بِالْأَصْلِ ، وَمَنْ أَمَالَهُمَا فَقَدْ عَمِلَ بِالْفَرْعِ ، وَمَنْ أَمَالَ أَحَدَهُمَا وَفَخَّمَ الْآخَرَ فَقَدْ عَمِلَ بِالْأَمْرَيْنِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ الْوَاقِعَةِ فِي فَوَاتِحِ السُّوَرِ مُسْتَوْفًى فِي أَوَائِلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَمَحِلِّ هَذِهِ الْفَاتِحَةِ إِنْ جُعِلَتِ اسْمًا لِلسُّورَةِ عَلَى مَا عَلَيْهِ الْأَكْثَرُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهَا مُبْتَدَأٌ خَبَرُهَا مَا بَعْدَهَا ، قَالَهُ
الْفَرَّاءُ .
وَاعْتَرَضَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فَقَالَ : هَذَا مُحَالٌ ؛ لِأَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص ) لَيْسَ هُوَ مِمَّا أَنْبَأَنَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ عَنْ
زَكَرِيَّا ، وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عَنْهُ وَعَمَّا بُشِّرَ بِهِ ، وَلَيْسَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص ) مِنْ قِصَّتِهِ . أَوْ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ . وَإِنْ جُعِلَتْ مَسْرُودَةً عَلَى نَمَطِ التَّعْدِيدِ فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هَذَا ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ ، وَقِيلَ : هُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : فِيمَا يُتْلَى عَلَيْكَ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ . وَقَالَ الزَّجَّاجُ : ( ذِكْرُ ) مُرْتِفِعٌ بِالضَّمِيرِ ، وَالْمَعَنَى : هَذَا الَّذِي نَتْلُوهُ عَلَيْكَ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2عَبْدَهُ زَكَرِيَّا يَعْنِي إِجَابَتَهُ إِيَّاهُ حِينَ دَعَاهُ وَسَأَلَهُ الْوَلَدَ ، وَانْتِصَابُ ( عَبْدَهُ ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لِلرَّحْمَةِ قَالَهُ
الْأَخْفَشُ . وَقِيلَ : لِلذِّكْرِ . وَمَعْنَى ذِكْرِ الرَّحْمَةِ بُلُوغُهَا وَإِصَابَتُهَا ، كَمَا يُقَالُ : ذَكَرَنِي مَعْرُوفُ فُلَانٍ أَيْ : بَلَغَنِي .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ ( ذِكْرَ ) بِالنَّصْبِ ، وَقَرَأَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ( عَبْدُهُ ) بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّ الْمَصْدَرَ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ ، وَفَاعِلُ الذِّكْرِ هُوَ ( عَبْدُهُ )
وَزَكَرِيَّا عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ عَطْفُ بَيَانٍ لَهُ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، وَقَرَأَ
الْكَلْبِيُّ ( ذَكَرَ ) عَلَى صِيغَةِ الْفِعْلِ الْمَاضِي مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ ( عَبَدُهُ ) وَقَرَأَ
ابْنُ مَعْمَرٍ عَلَى الْأَمْرِ ، وَتَكُونُ الرَّحْمَةُ عَلَى هَذَا عِبَارَةٌ عَنْ
زَكَرِيَّا ، لِأَنَّ كُلَّ نَبِيٍّ رَحْمَةٌ لِأُمَّتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ ( رَحْمَةِ ) ، وَقِيلَ : ( ذِكْرُ ) ، وَقِيلَ : هُوَ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ
زَكَرِيَّا ، وَاخْتُلِفَ فِي وَجْهِ كَوْنِ نِدَائِهِ هَذَا خَفِيًّا ، فَقِيلَ : لِأَنَّهُ أَبْعَدُ عَنِ الرِّيَاءِ ، وَقِيلَ : أَخْفَاهُ لِئَلَّا يُلَامَ عَلَى طَلَبِهِ لِلْوَلَدِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ ، وَلِكَوْنِهِ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا ، وَقِيلَ : أَخْفَاهُ مَخَافَةً مِنْ قَوْمِهِ ، وَقِيلَ : كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ لِكَوْنِهِ قَدْ صَارَ ضَعِيفًا هَرِمًا لَا يَقْدِرُ عَلَى الْجَهْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=31976_28990قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُفَسِّرَةٌ لِقَوْلِهِ : نَادَى رَبَّهُ . يُقَالُ : وَهَنَ يَهِنُ وَهْنًا إِذَا ضَعُفَ فَهُوَ وَاهِنٌ ، وَقُرِئَ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ ، أَرَادَ أَنَّ عِظَامَهُ فَتَرَتْ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ ، وَذَكَرَ الْعَظْمَ ؛ لِأَنَّهُ عَمُودُ الْبَدَنِ ، وَبِهِ قِوَامُهُ ، وَهُوَ أَصْلُ بِنَائِهِ ، فَإِذَا وَهَنَ تَدَاعَى وَتَسَاقَطَتْ قُوَّتُهُ ، وَلِأَنَّ أَشَدَّ مَا فِي الْإِنْسَانِ صُلْبُهُ ، فَإِذَا وَهَنَ كَانَ مَا وَرَاءَهُ أَوْهَنَ ، وَوَحَّدَ الْعَظْمَ قَاصِدًا إِلَى الْجِنْسِ الْمُفِيدِ لِشُمُولِ الْوَهَنِ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْعِظَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو بِإِدْغَامِ السِّينِ فِي الشِّينِ ، وَالْبَاقُونَ بِعَدَمِهِ ، وَالِاشْتِعَالُ فِي الْأَصْلِ انْتِشَارُ شُعَاعِ النَّارِ ، فَشَبَّهَ بِهِ انْتِشَارَ بَيَاضِ شَعَرِ الرَّأْسِ فِي سَوَادِهِ بِجَامِعِ الْبَيَاضِ وَالْإِنَارَةِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ الِاسْتِعَارَةِ بِالْكِنَايَةِ ، بِأَنْ
[ ص: 882 ] حَذَفَ الْمُشَبَّهَ بِهِ وَأَدَاةَ التَّشْبِيهِ ، وَهَذِهِ الِاسْتِعَارَةُ مِنْ أَبْدَعِ الِاسْتِعَارَاتِ وَأَحْسَنِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ لِلشَّيْبِ إِذَا كَثُرَ جِدًّا : قَدِ اشْتَعَلَ رَأْسُ فُلَانٍ ، وَأَنْشَدَ
لِلَبِيدٍ :
فَإِنْ تَرِي رَأْسِي أَمْسَى وَاضِحًا سُلِّطَ الشَّيْبُ عَلَيْهِ فَاشْتَعَلَ
وَانْتِصَابُ ( شَيْبًا ) عَلَى التَّمْيِيزِ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : انْتِصَابُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ ؛ لِأَنَّ مَعْنًى اشْتَعَلَ : شَابَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : قَوْلُ
الْأَخْفَشِ أَوْلَى لِأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ ( فَعَلَ ) وَالْمَصْدَرِيَّةُ أَظْهَرُ فِيمَا كَانَ كَذَلِكَ ، وَكَانَ الْأَصْلُ : اشْتَعَلَ شَيْبُ رَأْسِي ، فَأُسْنِدَ الِاشْتِعَالُ إِلَى الرَّأْسِ لِإِفَادَةِ الشُّمُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا أَيْ : لَمْ أَكُنْ بِدُعَائِي إِيَّاكَ خَائِبًا فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ ، بَلْ كُلَّمَا دَعَوْتُكَ اسْتَجَبْتَ لِي .
قَالَ الْعُلَمَاءُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19775يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَجْمَعَ فِي دُعَائِهِ بَيْنَ الْخُضُوعِ ، وَذِكْرِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ كَمَا فَعَلَ
زَكَرِيَّا هَاهُنَا ، فَإِنَّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا غَايَةَ الْخُضُوعِ وَالتَّذَلُّلِ وَإِظْهَارِ الضَّعْفِ وَالْقُصُورِ عَنْ نَيْلِ مَطَالِبِهِ وَبُلُوغِ مَآرِبِهِ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ذِكْرُ مَا عَوَّدَهُ اللَّهُ مِنَ الْإِنْعَامِ عَلَيْهِ بِإِجَابَةِ أَدْعِيَتِهِ ، يُقَالُ شَقِيَ بِكَذَا ، أَيْ : تَعِبَ فِيهِ وَلَمْ يُحَصِّلْ مَقْصُودَهُ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَبُوهُ
عَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=17344وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ ( خَفَّتِ ) بِفَتْحِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ وَفَاعِلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5الْمَوَالِيَ أَيْ : قَلُّوا وَعَجَزُوا عَنِ الْقِيَامِ بِأَمْرِ الدِّينِ بَعْدِي ، أَوِ انْقَطَعُوا بِالْمَوْتِ ، مَأْخُوذٌ مِنْ خَفَّتَ الْقَوْمُ : إِذَا ارْتَحَلُوا ، وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ شَاذَّةٌ بَعِيدَةٌ عَنِ الصَّوَابِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ خِفْتُ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الْفَاءِ عَلَى أَنَّ فَاعِلَهُ ضَمِيرٌ يَعُودُ إِلَى
زَكَرِيَّا وَمَفْعُولَهُ ( الْمَوَالِيَ ) وَ ( مِنْ وَرَائِي ) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ لَا بِخِفْتُ ، وَتَقْدِيرُهُ : خِفْتُ فِعْلَ الْمَوَالِي مِنْ بَعْدِي .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ وَرَائِي بِالْهَمْزِ وَالْمَدِّ وَسُكُونِ الْيَاءِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ بِالْهَمْزِ وَالْمَدِّ وَفَتْحِ الْيَاءِ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَ بِالْقَصْرِ مَفْتُوحَ الْيَاءِ ، مِثْلَ : عَصَايَ ، وَ ( الْمَوَالِيَ ) هُنَا هُمُ الْأَقَارِبُ الَّذِينَ يَرِثُونَ وَسَائِرُ الْعَصَبَاتِ مِنْ بَنِي الْعَمِّ وَنَحْوِهُمْ ،
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي هَؤُلَاءِ مَوَالِيَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
مَهْلًا بَنِي عَمِّنَا مَهْلًا مَوَالِينَا لَا تَنْشُرُوا بَيْنَنَا مَا كَانَ مَدْفُونَا
قِيلَ : الْمَوَالِي النَّاصِرُونَ لَهُ .
وَاخْتَلَفُوا فِي وَجْهِ الْمَخَافَةِ مِنْ
زَكَرِيَّا لِمَوَالِيهِ مِنْ بَعْدِهِ ، فَقِيلَ : خَافَ أَنْ يَرِثُوا مَالَهُ ، وَأَرَادَ أَنْ يَرِثَهُ وَلَدُهُ ، فَطَلَبَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يَرْزُقَهُ وَلَدًا .
وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّهُمْ كَانُوا مُهْمِلِينَ لِأَمْرِ الدِّينِ فَخَافَ أَنْ يَضِيعَ الدِّينُ بِمَوْتِهِ ، فَطَلَبَ وَلِيًّا يَقُومُ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ . وَهَذَا الْقَوْلُ أَرْجَحُ مِنَ الْأَوَّلِ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25211الْأَنْبِيَاءَ لَا يُوَرَّثُونَ وَهُمْ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَعْتَنُوا بِأُمُورِ الدُّنْيَا ، فَلَيْسَ الْمُرَادُ هُنَا وِرَاثَةَ الْمَالِ ، بَلِ الْمُرَادُ وِرَاثَةُ الْعِلْمِ وَالنُّبُوَّةِ ، وَالْقِيَامُ بِأَمْرِ الدِّينِ . وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020759نَحْنُ مَعَاشِرُ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُوَرَّثُ ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا الْعَاقِرُ : هِيَ الَّتِي لَا تَلِدُ لِكِبَرِ سِنِّهَا ، وَالَّتِي لَا تَلِدُ أَيْضًا لِغَيْرِ كِبَرٍ وَهِيَ الْمُرَادَةُ هُنَا ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَلِدُ عَاقِرًا أَيْضًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ :
لَبِئْسَ الْفَتَى إِنْ كُنْتَ أَعْوَرَ عَاقِرَا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَكَانَ اسْمُ امْرَأَتِهِ
أَشَاعَ بِنْتَ فَاقُودَ بْنِ مَيْلَ ، وَهِيَ أُخْتُ
حَنَّةَ ، وَحَنَّةُ هِيَ أُمُّ مَرْيَمَ . وَقَالَ
الْقُتَيْبِيُّ : هِيَ
أَشَاعُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَكُونُ
يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ابْنَ خَالَةِ
أُمِّ عِيسَى ، وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي يَكُونَانِ ابْنَيْ خَالَةٍ كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا أَيْ : أَعْطِنِي مِنْ فَضْلِكَ وَلِيًّا ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِطَلَبِ الْوَلَدِ لِمَا عَلِمَ مِنْ نَفْسِهِ بِأَنَّهُ قَدْ صَارَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ فِي حَالَةٍ لَا يَجُوزُ فِيهَا حُدُوثُ الْوَلَدِ بَيْنَهُمَا وَحُصُولُهُ مِنْهُمَا . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ كَانَ ابْنَ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : بَلْ أَرَادَ بِالْوَلِيِّ الَّذِي طَلَبَهُ الْوَلَدَ ، وَلَا مَانِعَ مِنْ سُؤَالِ مَا كَانَ مِثْلَهُ لِمَا هُوَ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ يُكْرِمُ رُسُلَهُ بِمَا يَكُونُ كَذَلِكَ ، فَيَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ الْمُعْجِزَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قَرَأَ أَهْلُ الْحَرَمَيْنِ
وَالْحَسَنُ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ nindex.php?page=showalam&ids=15507وَيَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ الْيَزِيدِيُّ بِالرَّفْعِ فِي الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُمَا صِفَتَانِ لِلْوَلِيِّ وَلَيْسَا بِجَوَابٍ لِلدُّعَاءِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالْجَزْمِ فِيهِمَا عَلَى أَنَّهُمَا جَوَابٌ لِلدُّعَاءِ . وَرَجَّحَ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى
أَبُو عُبَيْدٍ وَقَالَ : هِيَ أَصْوَبُ فِي الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّهُ طَلَبَ وَلِيًّا هَذِهِ صِفَتُهُ فَقَالَ : هَبْ لِي الَّذِي يَكُونُ وَارِثِي .
وَرَجَّحَ ذَلِكَ
النَّحَّاسُ وَقَالَ : لِأَنَّ جَوَابَ الْأَمْرِ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ فِيهِ مَعْنَى الشَّرْطِ وَالْمُجَازَاةِ ، تَقُولُ : أَطِعِ اللَّهَ يُدْخِلْكَ الْجَنَّةَ ، أَيْ : إِنْ تُطِعْهُ يُدْخِلْكَ الْجَنَّةَ ، وَكَيْفَ يُخْبِرُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِهَذَا ، أَعْنِي كَوْنَهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ وَلِيًّا يَرِثُهُ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ ، وَالْوِرَاثَةُ هُنَا هِيَ وِرَاثَةُ الْعِلْمِ وَالنُّبُوَّةِ عَلَى مَا هُوَ الرَّاجِحُ كَمَا سَلَفَ .
وَقَدْ ذَهَبَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ
يَعْقُوبَ الْمَذْكُورَ هُنَا هُوَ
يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ . وَزَعَمَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهُ
يَعْقُوبُ بْنُ مَاثَانَ أَخُو
عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ ، وَبِهِ قَالَ
الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ ، وَ ( آلِ
يَعْقُوبَ ) هُمْ خَاصَّتُهُ الَّذِينَ يَؤُولُ أَمْرُهُمْ إِلَيْهِ لِلْقَرَابَةِ أَوِ الصُّحْبَةِ أَوِ الْمُوَافَقَةِ فِي الدِّينِ ، وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَنْبِيَاءُ وَمُلُوكٌ ، وَقُرِئَ ( يَرِثُنِي وَارِثٌ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) عَلَى أَنَّهُ فَاعِلُ يَرِثُنِي . وَقُرِئَ ( وَأَرِثُ آلَ يَعْقُوبَ ) أَيْ : أَنَا . وَقُرِئَ ( أُوَيْرِثُ آلِ يَعْقُوبَ ) بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْمُصَغَّرَ فَاعِلُ ( يَرِثُنِي ) وَهَذِهِ الْقِرَاءَاتُ فِي غَايَةِ الشُّذُوذِ لَفْظًا وَمَعْنًى .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا أَيْ : مَرْضِيًّا فِي أَخْلَاقِهِ وَأَفْعَالِهِ ، وَقِيلَ : رَاضِيًا بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ ، وَقِيلَ : رَجُلًا صَالِحًا تَرْضَى عَنْهُ ، وَقِيلَ : نَبِيًّا كَمَا جَعَلْتَ آبَاءَهُ أَنْبِيَاءَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28990_31976_31977يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى قَالَ جُمْهُورَ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ هَذَا النِّدَاءَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْمَلَائِكَةِ ، لِقَوْلِهِ فِي آلِ عِمْرَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ [ آلِ عِمْرَانَ : 39 ] ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ أَيْ : فَاسْتَجَابَ لَهُ دُعَاءَهُ ، فَقَالَ يَا
زَكَرِيَّاءُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي آلِ عِمْرَانَ وَجْهُ التَّسْمِيَةِ
بِيَحْيَى وَزَكَرِيَّاءَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سُمِّيَ
يَحْيَى لِأَنَّهُ حَيِيَ بِالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ الَّتِي أُوتِيَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا [ ص: 883 ] قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : مَعْنَاهُ لَمْ نُسَمِّ أَحَدًا قَبْلَهُ
يَحْيَى .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَجَمَاعَةٌ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ مِثْلًا وَلَا نَظِيرًا ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا مَأْخُوذًا مِنَ الْمُسَامَاةِ أَوِ السُّمُوِّ ، وَرُدَّ هَذَا بِأَنَّهُ يَقْتَضِي تَفْضِيلَهُ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : لَمْ تَلِدْ عَاقِرٌ مِثْلَهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَفِي إِخْبَارِهِ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ لَمْ يُسَمَّ بِهَذَا الِاسْمِ قَبْلَهُ أَحَدٌ فَضِيلَةٌ لَهُ مِنْ جِهَتَيْنِ : الْأُولَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي تَوَلَّى تَسْمِيَتَهُ بِهِ ، وَلَمْ يَكِلْهَا إِلَى الْأَبَوَيْنِ .
وَالْجِهَةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ تَسْمِيَتَهُ بِاسْمٍ لَمْ يُوضَعْ لِغَيْرِهِ يُفِيدُ تَشْرِيفَهُ وَتَعْظِيمَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ أَيْ : كَيْفَ أَوْ مِنْ أَيْنَ لِي غُلَامٌ ؟ وَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا الِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارَ ، بَلِ التَّعَجُّبَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=33679قُدْرَةِ اللَّهِ وَبَدِيعِ صُنْعِهِ ؛ حَيْثُ يُخْرِجُ وَلَدًا مِنِ امْرَأَةٍ عَاقِرٍ وَشَيْخٍ كَبِيرٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مِثْلِ هَذَا فِي آلِ عِمْرَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا يُقَالُ : عَتَا الشَّيْخُ يَعْتُو عِتِيًّا : إِذَا انْتَهَى سِنُّهُ وَكَبُرَ ، وَشَيْخٌ عَاتٍ : إِذَا صَارَ إِلَى حَالِ الْيُبْسِ وَالْجَفَافِ ، وَالْأَصْلُ ( عِتُوًّا ) لِأَنَّهُ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ فَأَبْدَلُوهُ يَاءً لِكَوْنِهَا أَخَفَّ ، وَمِثْلُ مَا فِي الْآيَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِنَّمَا يُعْذَرُ الْوَلِيدُ وَلَا يُعْ ذَرُ مَنْ كَانَ فِي الزَّمَانِ عِتِيَّا
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ عِتِيًّا بِكَسْرِ الْعَيْنِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَهُمَا لُغَتَانِ ، وَمَحَلُّ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ ، وَمَحَلُّ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا النَّصْبُ أَيْضًا عَلَى الْحَالِ ، وَكِلَا الْجُمْلَتَيْنِ لِتَأْكِيدِ الِاسْتِبْعَادِ وَالتَّعَجُّبِ الْمُسْتَفَادِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ أَيْ : كَيْفَ يَحْصُلُ بَيْنَنَا وَلَدٌ الْآنَ ، وَقَدْ كَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا لَمْ تَلِدْ فِي شَبَابِهَا وَشَبَابِي وَهِيَ الْآنَ عَجُوزٌ ، وَأَنَا شَيْخٌ هَرِمٌ ؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ الْمُشْعِرِ بِالتَّعَجُّبِ وَالِاسْتِبْعَادِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ الْكَافُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ أَيْ : الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى مَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِ
زَكَرِيَّا ، ثُمَّ ابْتَدَأَ بِقَوْلِهِ : قَالَ رَبُّكَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَحَلُّهُ النَّصْبَ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ أَيْ : قَالَ قَوْلًا مِثْلَ ذَلِكَ ، وَالْإِشَارَةُ بِـ ( ذَلِكَ ) إِلَى مُبْهَمٍ يُفَسِّرُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَأَمَّا عَلَى الِاحْتِمَالِ الْأَوَّلِ فَتَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ مُسْتَأْنَفَةً مَسُوقَةً لِإِزَالَةِ اسْتِبْعَادِ
زَكَرِيَّا بَعْدَ تَقْرِيرِهِ أَيْ قَالَ : هُوَ مَعَ بُعْدِهِ عِنْدَكَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ، وَهُوَ فَيْعَلٌ مِنْ هَانَ الشَّيْءُ يَهُونُ : إِذَا لَمْ يَصْعُبْ وَلَمْ يَمْتَنِعْ مِنَ الْمُرَادِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ ، أَيْ : خَلْقُهُ عَلَيَّ هَيِّنٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْ : فَخَلْقُ الْوَلَدِ لَكَ كَخَلْقِكَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَهُ ابْتِدَاءً وَأَوْجَدَهُ مِنَ الْعَدَمِ الْمَحْضِ ، فَإِيجَادُ الْوَلَدِ لَهُ بِطْرِيقِ التَّوَالُدِ الْمُعْتَادِ أَهْوَنُ مِنْ ذَلِكَ وَأَسْهَلُ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا لَمْ يَنْسِبْ ذَلِكَ إِلَى
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِكَوْنِهِ الْمَخْلُوقَ مِنَ الْعَدَمِ حَقِيقَةً بِأَنْ يَقُولَ : وَقَدْ خَلَقْتُ أَبَاكَ
آدَمَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ، لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْبَشَرِ لَهُ حَظٌّ مِنْ إِنْشَاءِ آدَمَ مِنَ الْعَدَمِ .
قَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ
مَكَّةَ وَالْبَصْرَةَ وَعَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَقَرَأَ سَائِرُ الْكُوفِيِّينَ ( وَقَدْ خَلَقْنَاكَ مِنْ قَبْلُ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=31976_28990قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً أَيْ : عَلَامَةً تَدُلُّنِي عَلَى وُقُوعِ الْمَسْئُولِ وَتَحَقُّقِهِ وَحُصُولِ الْحَبَلِ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا السُّؤَالِ تَعْرِيفُهُ وَقْتَ الْعُلُوقِ حَيْثُ كَانَتِ الْبِشَارَةُ مُطْلَقَةً عَنْ تَعْيِينِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ نَفْسَهُ تَاقَتْ إِلَى سُرْعَةِ الْأَمْرِ فَسَأَلَ اللَّهَ آيَةً يَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَى قُرْبِ مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : طَلَبَ آيَةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبُشْرَى مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَا مِنَ الشَّيْطَانِ ؛ لِأَنَّ إِبْلِيسَ أَوْهَمَهُ بِذَلِكَ . كَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ
وَالسُّدِّيُّ وَهُوَ بِعِيدٌ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي آلِ عِمْرَانَ مُسْتَوْفًى ، وَانْتِصَابُ ( سَوِيًّا ) عَلَى الْحَالِ ، وَالْمَعْنَى : آيَتُكَ أَنْ لَا تَقْدِرَ عَلَى الْكَلَامِ وَالْحَالُ أَنَّكَ سَوِيُّ الْخَلْقِ لَيْسَ بِكَ آفَةٌ قَدْ تَمْنَعُكَ مِنْهُ ، وَقَدْ دَلَّ بِذِكْرِ اللَّيَالِي هُنَا وَالْأَيَّامِ فِي آلِ عِمْرَانَ أَنَّ الْمُرَادَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ وَهُوَ مُصَلَّاهُ ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْحَرْبِ ، كَأَنَّ مُلَازِمَهُ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ ، وَقِيلَ : مِنَ الْحَرَبِ مُحَرَّكًا ، كَأَنَّ مُلَازِمَهُ يَلْقَى حَرَبًا وَتَعَبًا وَنَصَبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا قِيلَ : مَعْنَى أَوْحَى : أَوْمَأَ . بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي آلِ عِمْرَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إِلَّا رَمْزًا [ آلِ عِمْرَانَ : 41 ] وَقِيلَ : كَتَبَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَبِالْأَوَّلِ قَالَ
الْكَلْبِيُّ وَالْقُرَظِيُّ وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=17285وَابْنُ مُنَبِّهٍ ، وَبِالثَّانِي قَالَ
مُجَاهِدٌ ، وَقَدْ يُطْلَقُ الْوَحْيُ عَلَى الْكِتَابَةِ وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
سِوَى الْأَرْبَعِ الدُّهْمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا بَقِيَّةُ وَحْيٍ فِي بُطُونِ الصَّحَائِفِ
وَقَالَ عَنْتَرَةُ :
كَوَحْيِ صَحَائِفَ مِنْ عَهْدِ كِسْرَى فَأَهْدَاهَا لِأَعْجَمَ طُمْطُمِيِّ
وَ ( أَنْ ) فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11أَنْ سَبِّحُوا مَصْدَرِيَّةٌ أَوْ مُفَسِّرَةٌ ، وَالْمَعْنَى : فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ بِأَنْ صَلُّوا ، أَوْ أَيْ صَلُّوا ، وَانْتِصَابُ ( بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) عَلَى الظَّرْفِيَّةِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْعَشِيُّ يُؤَنَّثُ ، وَيَجُوزُ تَذْكِيرُهُ إِذَا أُبْهِمَ .
قَالَ : وَقَدْ يُقَالُ : الْعَشِيُّ جَمْعُ عَشِيَّةٍ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ صَلَاةُ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالتَّسْبِيحِ هُوَ قَوْلُهُمْ : سُبْحَانَ اللَّهِ فِي الْوَقْتَيْنِ أَيْ : نَزِّهُوا رَبَّكُمْ طَرَفَيِ النَّهَارِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32450_28990كهيعص كَبِيرٌ هَادٍ أَمِينٌ عَزِيزٌ صَادِقٌ ، وَفِي لَفْظٍ ( كَافٍ ) بَدَلُ ( كَبِيرٍ ) .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=11790وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14274وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي التَّوْحِيدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص قَالَ : كَافٌ مِنْ كِرِيمٍ ، وَهَاءٌ مِنْ هَادٍ ، وَيَاءٌ مِنْ حَكِيمٍ ، وَعَيْنٌ مِنْ عَلِيمٍ ، وَصَادٌ مَنْ صَادِقٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص هُوَ الْهِجَاءُ الْمُقَطَّعُ ، الْكَافُ مِنَ الْمَلِكِ ، وَالْهَاءُ مِنَ اللَّهِ ، وَالْيَاءُ وَالْعَيْنُ مِنَ الْعَزِيزِ ، وَالصَّادُ مِنَ الْمُصَوِّرِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص فَحَدَّثَ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ
أُمِّ هَانِئٍ عَنْ
[ ص: 884 ] رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
كَافٌ هَادٍ عَالِمٌ صَادِقٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14274عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَلِيٍّ قَالَتْ : كَانَ
عَلِيٌّ يَقُولُ : يَا كهيعص اغْفِرْ لِي .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
الْكَلْبِيِّ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص قَالَ : الْكَافُ الْكَافِي ، وَالْهَاءُ الْهَادِي ، وَالْعَيْنُ الْعَالِمُ ، وَالصَّادُ الصَّادِقُ .
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي ( كهيعص ، وحم ، ويس ) وَأَشْبَاهِ هَذَا : هُوَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هُوَ قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ ، وَهُوَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ .
وَكَمَا وَقَعَ الْخِلَافُ فِي هَذَا وَأَمْثَالِهِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَقَعَ بَيْنَ مَنْ بَعْدَهُمْ وَلَمْ يَصِحَّ مَرْفُوعًا فِي ذَلِكَ شَيْءٌ ، وَمَنْ رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ فَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِهِ مَا يُخَالِفُهُ ، وَقَدْ يُرْوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ نَفْسِهِ التَّفَاسِيرُ الْمُتَخَالِفَةُ الْمُتَنَاقِضَةُ فِي هَذِهِ الْفَوَاتِحِ . فَلَا يَقُومُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ حُجَّةً ، بَلِ الْحَقُّ الْوَقْفُ ، وَرَدُّ الْعِلْمِ فِي مِثْلِهَا إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا تَحْقِيقَ هَذَا فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020761كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كَانَ آخِرَ أَنْبِيَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ زَكَرِيَّا بْنُ أَزَرَ بْنِ مُسْلِمٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ
يَعْقُوبَ دَعَا رَبَّهُ سِرًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5خِفْتُ الْمَوَالِيَ قَالَ : وَهُمُ الْعَصَبَةُ يَرِثُنِي يَرِثُ نُبُوَّتِي وَنُبُوَّةَ آلِ
يَعْقُوبَ ، فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ ، وَهُوَ
جِبْرِيلُ : إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ : يَا
زَكَرِيَّا إِنَّ الصَّوْتَ الَّذِي سَمِعْتَ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ سَخِرَ بِكَ ، فَشَكَّ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ يَقُولُ : مِنْ أَيْنَ يَكُونُ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ، قَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ عَنْهُ قَالَ : كَانَ
زَكَرِيَّا لَا يُولَدُ لَهُ فَسَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ : رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قَالَ : يَرِثُ مَالِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ
يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قَالَ : مِثْلًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : لَا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ عِتِيًّا أَوْ عِسِيًّا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ : عِتِيًّا قَالَ : لَبِثَ زَمَانًا فِي الْكِبَرِ .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : هَرِمًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا قَالَ : اعْتُقِلَ لِسَانُهُ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ ، وَفِي لَفْظٍ : مِنْ غَيْرِ خَرَسٍ ، أَخْرَجَهُ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ قَالَ : كَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11أَنْ سَبِّحُوا قَالَ : أَمَرَهُمْ بِالصَّلَاةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11بُكْرَةً وَعَشِيًّا .