nindex.php?page=treesubj&link=29030قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وقذف في قلوبهم الرعب .
منطوقه أن
nindex.php?page=treesubj&link=25035الرعب سبب من أسباب هزيمة اليهود ، ومفهوم المخالفة يدل على أن العكس بالعكس أي : أن الطمأنينة وهي ضد الرعب ، سبب من أسباب النصر ، وهو ضد الهزيمة .
وقد جاء ذلك المفهوم مصرحا به في آيات من كتاب الله تعالى ، منها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا [ 48 \ 18 ] ، ومنها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين [ 009 026 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين [ 9 \ 25 - 26 ] ، فقد ولوا مدبرين بالهزيمة ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنودا من الملائكة فكان النصر لهم ، وهزيمة أعدائهم المشار إليها بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وعذب الذين كفروا [ 9 \ 25 ] أي : بالقتل ، والسبي في ذلك اليوم .
ومنها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم [ 9 \ 40 ] .
وهذا الموقف آية من آيات الله ، اثنان أعزلان يتحديان
قريشا بكاملها ، بعددها وعددها ، فيخرجان تحت ظلال السيوف ، ويدخلان الغار في سدفة الليل ، ويأتي الطلب على فم الغار بقلوب حانقة ، وسيوف مصلتة ، وآذان مرهفة حتى يقول
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله عنه : والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت نعليه لأبصرنا ، فيقول - صلى الله عليه وسلم - وهو في غاية الطمأنينة ، ومنتهى السكينة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009480 " ما بالك باثنين الله ثالثهما " ؟ .
ومنها : وفي
nindex.php?page=treesubj&link=30770أخطر المواقف في الإسلام في غزوة بدر ، حينما التقى الحق بالباطل وجها لوجه ، جاءت قوى الشر في خيلائها وبطرها وأشرها ، وأمامها جند الله في تواضعهم
[ ص: 20 ] وإيمانهم ، وضراعتهم إلى الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام [ 8 \ 9 - 11 ] .
nindex.php?page=treesubj&link=30773فما جعل الله الإمداد بالملائكة إلا ؛ لتطمئن به قلوبهم ، وما غشاهم النعاس إلا أمنة منه ، وتم كل ذلك بما ربط على قلوبهم ، فقاوموا بقلتهم قوى الشر على كثرتهم ، وتم النصر من عند الله بمدد من الله ، كما ربط على قلوب أهل الكهف :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا [ 18 \ 14 ] .
هذه آثار الطمأنينة والسكينة والربط على القلوب المدلول عليه بمفهوم المخالفة من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، وقد جمع الله تعالى الأمرين المنطوق والمفهوم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب [ 8 \ 12 ] ، فنص على الطمأنينة بالتثبيت في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فثبتوا الذين آمنوا ، ونص على الرعب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فكانت
nindex.php?page=treesubj&link=30773_30832الطمأنينة تثبيتا للمؤمنين ، والرعب زلزلة للكافرين .
وقد جاء في الحديث أن
جبريل - عليه السلام - لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتوجه إلى
بني قريظة ، قال : " إني متقدمكم ؛ لأزلزل بهم الأقدام " ، ومما يدل على أسباب هذه الطمأنينة في هذه المواقف قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=46وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين [ 8 \ 45 ، 46 ] .
فذكر الله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=27936أربعة أسباب للطمأنينة :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=7990_32484الثبات ، وقد دل عليها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص [ 61 \ 4 ] .
[ ص: 21 ] والثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=33389_33157ذكر الله كثيرا ، وقد دل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ 13 \ 28 ] .
والثالثة :
nindex.php?page=treesubj&link=25876طاعة الله ورسوله ، ويدل لها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف [ 47 \ 20 - 21 ] .
والرابعة :
nindex.php?page=treesubj&link=8152_28822عدم التنازل والاعتصام والألفة ، ويدل عليها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا [ 3 \ 103 ] .
ومن ذكر أسباب الهزيمة من رعب القلوب ، وأسباب النصر من السكينة والطمأنينة ، تعلم مدى تأثير الدعايات في الآونة الأخيرة ، وما سمي بالحرب الباردة من كلام وإرجاف مما ينبغي الحذر منه أشد الحذر ، وقد حذر الله تعالى منه في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا [ 33 \ 18 ] ، وقد حذر تعالى من السماع لهؤلاء في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين [ 9 \ 47 ] .
ولما اشتد الأمر على المسلمين في غزوة الأحزاب ، وبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن
اليهود نقضوا عهدهم أرسل إليهم - صلى الله عليه وسلم - من يستطلع خبرهم ، وأوصاهم إن هم رأوا غدرا ألا يصرحوا بذلك ، وأن يلحنوا له لحنا حفاظا على طمأنينة المسلمين ، وإبعادا للإرجاف في صفوفهم .
كما بين تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=27936أثر الدعاية الحسنة في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم [ 8 \ 60 ] ، وقد كان بالفعل لخروج جيش
أسامة بعد انتقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى ، وعند تربص الأعراب كان له الأثر الكبير في إحباط نوايا المتربصين بالمسلمين ، وقالوا : ما أنفذوا هذا البعث إلا وعندهم الجيوش الكافية ، والقوة اللازمة .
وما أجراه الله في غزوة
بدر من هذا القبيل أكبر دليل عملي ، إذ يقلل كل فريق في أعين الآخرين ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=44وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور [ ص: 22 ] [ 8 \ 43 - 44 ] ، وهذا كله مما ينبغي الاستفادة منه اليوم على العدو في قضية الإسلام والمسلمين .
nindex.php?page=treesubj&link=29030قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ .
مَنْطُوقُهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25035الرُّعْبَ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ هَزِيمَةِ الْيَهُودِ ، وَمَفْهُومُ الْمُخَالَفَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْعَكْسَ بِالْعَكْسِ أَيْ : أَنَّ الطُّمَأْنِينَةَ وَهِيَ ضِدُّ الرُّعْبِ ، سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ النَّصْرِ ، وَهُوَ ضِدُّ الْهَزِيمَةِ .
وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ الْمَفْهُومُ مُصَرَّحًا بِهِ فِي آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [ 48 \ 18 ] ، وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [ 009 026 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ [ 9 \ 25 - 26 ] ، فَقَدْ وَلَّوْا مُدْبِرِينَ بِالْهَزِيمَةِ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْزَلَ جُنُودًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَكَانَ النَّصْرُ لَهُمْ ، وَهَزِيمَةُ أَعْدَائِهِمِ الْمُشَارُ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا [ 9 \ 25 ] أَيْ : بِالْقَتْلِ ، وَالسَّبْيِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ .
وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ 9 \ 40 ] .
وَهَذَا الْمَوْقِفُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، اثْنَانِ أَعْزَلَانِ يَتَحَدَّيَانِ
قُرَيْشًا بِكَامِلِهَا ، بِعَدَدِهَا وَعُدَدِهَا ، فَيَخْرُجَانِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ، وَيَدْخُلَانِ الْغَارَ فِي سُدْفَةِ اللَّيْلِ ، وَيَأْتِي الطَّلَبُ عَلَى فَمِ الْغَارِ بِقُلُوبٍ حَانِقَةٍ ، وَسُيُوفٍ مُصْلَتَةٍ ، وَآذَانٍ مُرْهَفَةٍ حَتَّى يَقُولَ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَظَرَ أَحَدُهُمْ تَحْتَ نَعْلَيْهِ لَأَبْصَرَنَا ، فَيَقُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي غَايَةِ الطُّمَأْنِينَةِ ، وَمُنْتَهَى السَّكِينَةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009480 " مَا بَالُكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا " ؟ .
وَمِنْهَا : وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=30770أَخْطَرِ الْمَوَاقِفِ فِي الْإِسْلَامِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ ، حِينَمَا الْتَقَى الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَجْهًا لِوَجْهٍ ، جَاءَتْ قُوَى الشَّرِّ فِي خُيَلَائِهَا وَبَطَرِهَا وَأَشْرِهَا ، وَأَمَامَهَا جُنْدُ اللَّهِ فِي تَوَاضُعِهِمْ
[ ص: 20 ] وَإِيمَانِهِمْ ، وَضَرَاعَتِهِمْ إِلَى اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ [ 8 \ 9 - 11 ] .
nindex.php?page=treesubj&link=30773فَمَا جَعَلَ اللَّهُ الْإِمْدَادَ بِالْمَلَائِكَةِ إِلَّا ؛ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُهُمْ ، وَمَا غَشَّاهُمُ النُّعَاسَ إِلَّا أَمَنَةً مِنْهُ ، وَتَمَّ كُلُّ ذَلِكَ بِمَا رَبَطَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، فَقَاوَمُوا بِقِلَّتِهِمْ قُوَى الشَّرِّ عَلَى كَثْرَتِهِمْ ، وَتَمَّ النَّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمَدَدٍ مِنَ اللَّهِ ، كَمَا رَبَطَ عَلَى قُلُوبِ أَهْلِ الْكَهْفِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا [ 18 \ 14 ] .
هَذِهِ آثَارُ الطُّمَأْنِينَةِ وَالسَّكِينَةِ وَالرَّبْطِ عَلَى الْقُلُوبِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِمَفْهُومِ الْمُخَالَفَةِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَمْرَيْنِ الْمَنْطُوقَ وَالْمَفْهُومَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ [ 8 \ 12 ] ، فَنَصَّ عَلَى الطُّمَأْنِينَةِ بِالتَّثْبِيتِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ، وَنَصَّ عَلَى الرُّعْبِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَكَانَتِ
nindex.php?page=treesubj&link=30773_30832الطُّمَأْنِينَةُ تَثْبِيتًا لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَالرُّعْبُ زَلْزَلَةً لِلْكَافِرِينَ .
وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ
جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا أَمَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالتَّوَجُّهِ إِلَى
بَنِي قُرَيْظَةَ ، قَالَ : " إِنِّي مُتَقَدِّمُكُمْ ؛ لِأُزَلْزِلَ بِهِمُ الْأَقْدَامَ " ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَسْبَابِ هَذِهِ الطُّمَأْنِينَةِ فِي هَذِهِ الْمَوَاقِفِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=46وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [ 8 \ 45 ، 46 ] .
فَذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=27936أَرْبَعَةَ أَسْبَابٍ لِلطُّمَأْنِينَةِ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=7990_32484الثَّبَاتُ ، وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [ 61 \ 4 ] .
[ ص: 21 ] وَالثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=33389_33157ذِكْرُ اللَّهِ كَثِيرًا ، وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [ 13 \ 28 ] .
وَالثَّالِثَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=25876طَاعَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَيَدُلُّ لَهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ [ 47 \ 20 - 21 ] .
وَالرَّابِعَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=8152_28822عَدَمُ التَّنَازُلِ وَالِاعْتِصَامُ وَالْأُلْفَةُ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [ 3 \ 103 ] .
وَمِنْ ذِكْرِ أَسْبَابِ الْهَزِيمَةِ مِنْ رُعْبِ الْقُلُوبِ ، وَأَسْبَابِ النَّصْرِ مِنَ السَّكِينَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ ، تَعْلَمُ مَدَى تَأْثِيرِ الدَّعَايَاتِ فِي الْآوِنَةِ الْأَخِيرَةِ ، وَمَا سُمِّيَ بِالْحَرْبِ الْبَارِدَةِ مِنْ كَلَامٍ وَإِرْجَافٍ مِمَّا يَنْبَغِي الْحَذَرُ مِنْهُ أَشَدُّ الْحَذَرِ ، وَقَدْ حَذَّرَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا [ 33 \ 18 ] ، وَقَدْ حَذَّرَ تَعَالَى مِنَ السَّمَاعِ لِهَؤُلَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [ 9 \ 47 ] .
وَلَمَّا اشْتَدَّ الْأَمْرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ ، وَبَلَغَ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ
الْيَهُودَ نَقَضُوا عَهْدَهُمْ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يَسْتَطْلِعُ خَبَرَهُمْ ، وَأَوْصَاهُمْ إِنْ هُمْ رَأَوْا غَدْرًا أَلَّا يُصَرِّحُوا بِذَلِكَ ، وَأَنْ يَلْحَنُوا لَهُ لَحْنًا حِفَاظًا عَلَى طُمَأْنِينَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِبْعَادًا لِلْإِرْجَافِ فِي صُفُوفِهِمْ .
كَمَا بَيَّنَ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=27936أَثَرَ الدِّعَايَةِ الْحَسَنَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ [ 8 \ 60 ] ، وَقَدْ كَانَ بِالْفِعْلِ لِخُرُوجِ جَيْشِ
أُسَامَةَ بَعْدَ انْتِقَالِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى ، وَعِنْدَ تَرَبُّصِ الْأَعْرَابِ كَانَ لَهُ الْأَثَرُ الْكَبِيرُ فِي إِحْبَاطِ نَوَايَا الْمُتَرَبِّصِينَ بِالْمُسْلِمِينَ ، وَقَالُوا : مَا أَنْفَذُوا هَذَا الْبَعْثَ إِلَّا وَعِنْدَهُمُ الْجُيُوشُ الْكَافِيَةُ ، وَالْقُوَّةُ اللَّازِمَةُ .
وَمَا أَجْرَاهُ اللَّهُ فِي غَزْوَةِ
بَدْرٍ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ أَكْبَرُ دَلِيلٍ عَمَلِيٍّ ، إِذْ يُقَلِّلُ كُلَّ فَرِيقٍ فِي أَعْيُنِ الْآخَرِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=44وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [ ص: 22 ] [ 8 \ 43 - 44 ] ، وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَنْبَغِي الِاسْتِفَادَةُ مِنْهُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَدُوِّ فِي قَضِيَّةِ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ .