قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29017_18006حملته أمه كرها ووضعته كرها .
قرأ هذا الحرف
نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام عن
ابن عامر : كرها بفتح الكاف في الموضعين .
وقرأه
عاصم وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وابن ذكوان عن
ابن عامر : كرها بضم الكاف في الموضعين .
وهما لغتان كالضعف والضعف .
ومعنى حملته كرها أنها في حال حملها به تلاقي مشقة شديدة .
[ ص: 223 ] ومن المعلوم ما تلاقيه الحامل من المشقة والضعف ، إذا أثقلت وكبر الجنين في بطنها .
ومعنى وضعته كرها : أنها في حالة وضع الولد تلاقي من ألم الطلق وكربه مشقة شديدة ، كما هو معلوم .
وهذه
nindex.php?page=treesubj&link=18005_18006المشاق العظيمة التي تلاقيها الأم في حمل الولد ووضعه ، لا شك أنها يعظم حقها بها ، ويتحتم برها والإحسان إليها ، كما لا يخفى .
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من المشقة التي تعانيها الحامل ، ودلت عليه آية أخرى ، وهي قوله - تعالى - في " لقمان " :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن [ 31 \ 14 ] أي تهن به وهنا على وهن ، أي ضعفا على ضعف; لأن الحمل كلما تزايد وعظم في بطنها ، ازدادت ضعفا على ضعف .
وقوله في آية " الأحقاف " هذه كرها في الموضعين - مصدر منكر ، وهو حال ، أي حملته ذات كره ووضعته ذات كره ، وإتيان المصدر المنكر حالا كثير ، كما أشار له في الخلاصة بقوله :
ومصدر منكر حالا يقع بكثرة كبغتة زيد طلع
وقال بعضهم : كرها في الموضعين نعت لمصدر ، أي حملته حملا ذا كره ، ووضعته وضعا ذا كره . والعلم عند الله - تعالى - .
قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29017_18006حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا .
قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَهِشَامٌ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ : كَرْهًا بِفَتْحِ الْكَافِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
وَقَرَأَهُ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ ذَكْوَانَ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ : كُرْهًا بِضَمِّ الْكَافِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
وَهُمَا لُغَتَانِ كَالضُّعْفِ وَالضَّعْفِ .
وَمَعْنَى حَمَلَتْهُ كُرْهًا أَنَّهَا فِي حَالِ حَمْلِهَا بِهِ تُلَاقِي مَشَقَّةً شَدِيدَةً .
[ ص: 223 ] وَمِنَ الْمَعْلُومِ مَا تُلَاقِيهِ الْحَامِلُ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالضَّعْفِ ، إِذَا أَثْقَلَتْ وَكَبَرَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا .
وَمَعْنَى وَضَعَتْهُ كُرْهًا : أَنَّهَا فِي حَالَةِ وَضْعِ الْوَلَدِ تُلَاقِي مِنْ أَلَمِ الطَّلْقِ وَكَرْبِهِ مَشَقَّةً شَدِيدَةً ، كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ .
وَهَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=18005_18006الْمَشَاقُّ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تُلَاقِيهَا الْأُمُّ فِي حَمْلِ الْوَلَدِ وَوَضْعِهِ ، لَا شَكَّ أَنَّهَا يَعْظُمُ حَقُّهَا بِهَا ، وَيَتَحَتَّمُ بِرُّهَا وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهَا ، كَمَا لَا يَخْفَى .
وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنَ الْمَشَقَّةِ الَّتِي تُعَانِيهَا الْحَامِلُ ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ آيَةٌ أُخْرَى ، وَهِيَ قَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي " لُقْمَانَ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ [ 31 \ 14 ] أَيْ تَهِنُ بِهِ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ، أَيْ ضَعْفًا عَلَى ضَعْفٍ; لِأَنَّ الْحَمْلَ كُلَّمَا تَزَايَدَ وَعَظُمَ فِي بَطْنِهَا ، ازْدَادَتْ ضَعْفًا عَلَى ضَعْفٍ .
وَقَوْلُهُ فِي آيَةِ " الْأَحْقَافِ " هَذِهِ كُرْهًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ - مَصْدَرٌ مُنْكَّرٌ ، وَهُوَ حَالٌ ، أَيْ حَمَلَتْهُ ذَاتَ كُرْهٍ وَوَضَعَتْهُ ذَاتَ كُرْهٍ ، وَإِتْيَانُ الْمَصْدَرِ الْمُنْكَّرِ حَالًا كَثِيرٌ ، كَمَا أَشَارَ لَهُ فِي الْخُلَاصَةِ بِقَوْلِهِ :
وَمَصْدَرٌ مُنْكَّرٌ حَالًا يَقَعْ بِكَثْرَةٍ كَبَغْتَةً زَيْدٌ طَلَعْ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : كُرْهًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ ، أَيْ حَمَلَتْهُ حَمْلًا ذَا كُرْهٍ ، وَوَضَعَتْهُ وَضْعًا ذَا كُرْهٍ . وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ - تَعَالَى - .