تنبيه .
قد ذكرنا في كلام أهل العلم في الزينة أسماء كثير من
nindex.php?page=treesubj&link=17504أنواع الزينة ، ولعل بعض الناظرين في هذا الكتاب ، لا يعرف معنى تلك الأنواع من الزينة ، فأردنا أن نبينها هاهنا تكميلا للفائدة .
أما
nindex.php?page=treesubj&link=17535_17575الكحل والخضاب فمعروفان ، وأشهر أنواع خضاب النساء الحناء ، والقرط ما يعلق في شحمة الأذن ، ويجمع على قرطة كقردة ، وقراط ، وقروط ، وأقراط ، ومنه قول الشاعر :
[ ص: 518 ] أكلت دما إن لم أرعك بضرة بعيدة مهوى القرط طيبة النشر
والخاتم معروف ، وهو حلية الأصابع ، والفتخ : جمع فتخة بفتخات وهي حلقة من فضة لا فص فيها ، فإذا كان فيها فص ، فهو الخاتم ، وقيل : قد يكون للفتخة فص ، وعليه فهي نوع من الخواتم ، والفتخة تلبسها النساء في أصابع أيديهن ، وربما جعلتها المرأة في أصابع رجليها ، ومن ذلك قول الراجزة ، وهي
الدهناء بنت مسحل زوجة
العجاج :
والله لا تخدعني بضم ولا بتقبيل ولا بشم
إلا بزعزاع يسلي همي تسقط منه فتخي في كمي
والخلخال ، ويقال له :
الخلخل حلية معروفة تلبسها النساء في أرجلهن كالسوار في المعصم ، والمخلخل : موضع الخلخال من الساق ، ومنه قول
امرئ القيس :
إذا قلت هاتي نوليني تمايلت علي هضيم الكشح ريا المخلخل
والدملج : ويقال له الدملوج : هو المعضد ، وهو ما شد في عضد المرأة من الخرز وغيره ، والعضد من المرفق إلى المنكب ، ومنه قول الشاعر :
ما مركب وركوب الخيل يعجبني كمركب بين دملوج وخلخال
والسوار : حلية من الذهب ، أو الفضة مستديرة كالحلقة تلبسها المرأة في معصمها ، وهو ما بين مفصل اليد والمرفق ، وهو القلب بضم القاف .
وقال بعض أهل اللغة : إن القلب هو السوار المفتول من طاق واحد لا من طاقين أو أكثر ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15815خالد بن يزيد بن معاوية في زوجته
رملة بنت الزبير بن العوام - رضي الله عنه - :
تجول خلاخيل النساء ولا أرى لرملة خلخالا يجول ولا قلبا
أحب بني العوام من أجل حبها ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا .
والمسكة بفتحات : السوار من عاج أو ذبل ، والعاج سن الفيل ، والذبل بالفتح شيء كالعاج ، وهو ظهر السلحفاة البحرية ، يتخذ منه السوار ، ومنه قول
جرير يصف امرأة :
ترى العبس الحولي جونا بكوعها لها مسكا في غير عاج ولا ذبل
[ ص: 519 ] قاله
الجوهري في " صحاحه " ، والمسك بفتحتين : جمع مسكة .
وقال بعض أهل اللغة : المسك أسورة من عاج أو قرون أو ذبل ، ومقتضى كلامهم أنها لا تكون من الذهب ، ولا الفضة ، وقد قدمنا في سورة " التوبة " ، في الكلام على قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34والذين يكنزون الذهب والفضة الآية [ 9 \ 34 ] ، في مبحث زكاة الحلي المباح من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عند
أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009268أن امرأة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب ، الحديث . وهو دليل على أن المسكة تكون من الذهب ، كما تكون من العاج ، والقرون ، والذبل ، وهذا هو الأظهر خلافا لكلام كثير من اللغويين في قولهم : إن المسك لا يكون من الذهب ، والفضة ، والقلادة معروفة ، والله تعالى أعلم .
تَنْبِيهٌ .
قَدْ ذَكَرْنَا فِي كَلَامِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الزِّينَةِ أَسْمَاءَ كَثِيرٍ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=17504أَنْوَاعِ الزِّينَةِ ، وَلَعَلَّ بَعْضَ النَّاظِرِينَ فِي هَذَا الْكِتَابِ ، لَا يَعْرِفُ مَعْنَى تِلْكَ الْأَنْوَاعِ مِنَ الزِّينَةِ ، فَأَرَدْنَا أَنْ نُبَيِّنَهَا هَاهُنَا تَكْمِيلًا لِلْفَائِدَةِ .
أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=17535_17575الْكُحْلُ وَالْخِضَابُ فَمَعْرُوفَانِ ، وَأَشْهَرُ أَنْوَاعِ خِضَابِ النِّسَاءِ الْحِنَّاءُ ، وَالْقُرْطُ مَا يُعَلَّقُ فِي شَحْمَةِ الْأُذُنِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى قِرَطَةٍ كَقِرَدَةٍ ، وَقِرَاطٍ ، وَقُرُوطٍ ، وَأَقْرَاطٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
[ ص: 518 ] أَكَلْتُ دَمًا إِنْ لَمْ أَرُعْكَ بِضَرَّةٍ بَعِيدَةِ مَهْوَى الْقُرْطِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ
وَالْخَاتَمُ مَعْرُوفٌ ، وَهُوَ حِلْيَةُ الْأَصَابِعِ ، وَالْفَتَخُ : جَمْعُ فَتْخَةٍ بِفَتَخَاتٍ وَهِيَ حَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ لَا فَصَّ فِيهَا ، فَإِذَا كَانَ فِيهَا فَصٌّ ، فَهُوَ الْخَاتَمُ ، وَقِيلَ : قَدْ يَكُونُ لِلْفَتْخَةِ فَصٌّ ، وَعَلَيْهِ فَهِيَ نَوْعٌ مِنَ الْخَوَاتِمِ ، وَالْفَتْخَةُ تَلْبَسُهَا النِّسَاءُ فِي أَصَابِعِ أَيْدِيهِنَّ ، وَرُبَّمَا جَعَلَتْهَا الْمَرْأَةُ فِي أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الرَّاجِزَةِ ، وَهِيَ
الدَّهْنَاءُ بِنْتُ مِسْحَلٍ زَوْجَةُ
الْعَجَّاجِ :
وَاللَّهِ لَا تَخْدَعُنِي بِضَمِّ وَلَا بِتَقْبِيلٍ وَلَا بِشَمِّ
إِلَّا بِزِعْزَاعٍ يُسَلِّي هَمِّي تَسْقُطُ مِنْهُ فَتَخِي فِي كُمِّي
وَالْخَلْخَالُ ، وَيُقَالُ لَهُ :
الْخُلْخُلُ حِلْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ تَلْبَسُهَا النِّسَاءُ فِي أَرْجُلِهِنَّ كَالسِّوَارِ فِي الْمِعْصَمِ ، وَالْمُخَلْخَلُ : مَوْضِعُ الْخَلْخَالِ مِنَ السَّاقِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
إِذَا قُلْتُ هَاتِي نَوَّلِينِي تَمَايَلَتْ عَلَيَّ هَضِيمَ الْكَشْحِ رَيَّا الْمُخَلْخَلِ
وَالدُّمْلُجُ : وَيُقَالُ لَهُ الدُّمْلُوجُ : هُوَ الْمُعَضَّدُ ، وَهُوَ مَا شُدَّ فِي عَضُدِ الْمَرْأَةِ مِنَ الْخَرَزِ وَغَيْرِهِ ، وَالْعَضُدُ مِنَ الْمِرْفَقِ إِلَى الْمَنْكِبِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
مَا مَرْكَبٌ وَرُكُوبُ الْخَيْلِ يُعْجِبُنِي كَمَرْكَبٍ بَيْنَ دُمْلُوجٍ وَخَلْخَالِ
وَالسِّوَارُ : حِلْيَةٌ مِنَ الذَّهَبِ ، أَوِ الْفِضَّةِ مُسْتَدِيرَةٌ كَالْحَلْقَةِ تَلْبَسُهَا الْمَرْأَةُ فِي مِعْصَمِهَا ، وَهُوَ مَا بَيْنَ مَفْصِلِ الْيَدِ وَالْمِرْفَقِ ، وَهُوَ الْقُلْبُ بِضَمِّ الْقَافِ .
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ : إِنَّ الْقُلْبَ هُوَ السِّوَارُ الْمَفْتُولُ مِنْ طَاقٍ وَاحِدٍ لَا مِنْ طَاقَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15815خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي زَوْجَتِهِ
رَمْلَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - :
تَجُولُ خَلَاخِيلُ النِّسَاءِ وَلَا أَرَى لِرَمْلَةَ خَلْخَالًا يَجُولُ وَلَا قُلْبًا
أُحِبُّ بَنِي الْعَوَّامِّ مِنْ أَجْلِ حُبِّهَا وَمِنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ أَخْوَالَهَا كَلْبًا .
وَالْمَسَكَةُ بِفَتْحَاتٍ : السِّوَارُ مِنْ عَاجٍ أَوْ ذَبْلٍ ، وَالْعَاجُ سِنُّ الْفِيلِ ، وَالذَّبْلُ بِالْفَتْحِ شَيْءٌ كَالْعَاجِ ، وَهُوَ ظَهْرُ السُّلَحْفَاةِ الْبَحْرِيَّةِ ، يُتَّخَذُ مِنْهُ السِّوَارُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ يَصِفُ امْرَأَةً :
تَرَى الْعَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا لَهَا مَسَكًا فِي غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَبَلْ
[ ص: 519 ] قَالَهُ
الْجَوْهَرِيُّ فِي " صِحَاحِهِ " ، وَالْمَسَكُ بِفَتْحَتَيْنِ : جَمْعُ مَسَكَةٍ .
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ : الْمَسَكُ أَسْوِرَةٌ مِنْ عَاجٍ أَوْ قُرُونٍ أَوْ ذَبَلٍ ، وَمُقْتَضَى كَلَامِهِمْ أَنَّهَا لَا تَكُونُ مِنَ الذَّهَبِ ، وَلَا الْفِضَّةِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي سُورَةِ " التَّوْبَةِ " ، فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=34وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ الْآيَةَ [ 9 \ 34 ] ، فِي مَبْحَثِ زَكَاةِ الْحُلِيِّ الْمُبَاحِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16709عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عِنْدَ
أَبِي دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009268أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهَا ابْنَتُهَا وَفِي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ ، الْحَدِيثَ . وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَسَكَةَ تَكُونُ مِنَ الذَّهَبِ ، كَمَا تَكُونُ مِنَ الْعَاجِ ، وَالْقُرُونِ ، وَالذَّبَلِ ، وَهَذَا هُوَ الْأَظْهَرُ خِلَافًا لِكَلَامِ كَثِيرٍ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّ الْمَسَكَ لَا يَكُونُ مِنَ الذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةِ ، وَالْقِلَادَةُ مَعْرُوفَةٌ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .