مسألة
وقد استدل بهذه الآية
nindex.php?page=showalam&ids=11990الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - ، على أن
nindex.php?page=treesubj&link=10724_10739من غصب بيضة ، فأفرخت عنده أنه يضمن البيضة ، ولا يرد الفرخ ; لأن الفرخ خلق آخر سوى البيضة ، فهو غير ما غصب ، وإنما يرد الغاصب ما غصب ، وهذا الاستدلال له وجه من النظر ، والعلم عند الله تعالى .
وقوله تعالى في هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فتبارك الله أحسن الخالقين [ 23 \ 14 ] وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فتبارك الله قال
أبو حيان في البحر المحيط : تبارك : فعل ماض لا ينصرف ، ومعناه : تعالى وتقدس . اهـ منه .
وقوله في هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أحسن الخالقين أي : المقدرين والعرب تطلق الخلق وتريد التقدير ، ومنه قول
زهير :
ولأنت تفري ما خلقت وبع ض القوم يخلق ثم لا يفري
فقوله : يخلق ثم لا يفري ، أي : يقدر الأمر ، ثم لا ينفذه لعجزه عنه كما هو معلوم ، ومعلوم أن النحويين مختلفون في صيغة التفضيل إذا أضيفت إلى معرفة ، هل إضافتها إضافة محضة ، أو لفظية غير محضة ، كما هو معروف في محله ؟ فمن قال : هي محضة أعرب قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أحسن الخالقين نعتا للفظ الجلالة ، ومن قال : هي غير محضة أعربه بدلا ، وقيل : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هو أحسن الخالقين ، وقرأ هذين الحرفين
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فخلقنا المضغة عظاما [ 23 \ 13 ] وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فكسونا العظام لحما ابن عامر وشعبة عن
عاصم عظما : بفتح العين ، وإسكان الظاء من غير ألف بصيغة المفرد فيهما ، وقرأه الباقون : عظاما بكسر العين وفتح الظاء ، وألف بعدها بصيغة الجمع ، وعلى قراءة
ابن عامر وشعبة ، فالمراد بالعظم : العظام .
وقد قدمنا بإيضاح في أول سورة الحج وغيرها أن المفرد إن كان اسم جنس ، قد تطلقه العرب ، وتريد به معنى الجمع ، وأكثرنا من أمثلته في القرآن ، وكلام العرب مع تعريفه وتنكيره وإضافته ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا .
مَسْأَلَةٌ
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11990الْإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - ، عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=10724_10739مَنْ غَصَبَ بَيْضَةً ، فَأَفْرَخَتْ عِنْدَهُ أَنَّهُ يَضْمَنُ الْبَيْضَةَ ، وَلَا يَرُدُّ الْفَرْخَ ; لِأَنَّ الْفَرْخَ خَلْقٌ آخَرُ سِوَى الْبَيْضَةِ ، فَهُوَ غَيْرُ مَا غَصَبَ ، وَإِنَّمَا يَرُدُّ الْغَاصِبُ مَا غَصَبَ ، وَهَذَا الِاسْتِدْلَالُ لَهُ وَجْهٌ مِنَ النَّظَرِ ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [ 23 \ 14 ] وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَتَبَارَكَ اللَّهُ قَالَ
أَبُو حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ الْمُحِيطِ : تَبَارَكَ : فِعْلٌ مَاضٍ لَا يَنْصَرِفُ ، وَمَعْنَاهُ : تَعَالَى وَتَقَدَّسَ . اهـ مِنْهُ .
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ أَيِ : الْمُقَدِّرِينَ وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ الْخَلْقَ وَتُرِيدُ التَّقْدِيرَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
زُهَيْرٍ :
وَلَأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْ ضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي
فَقَوْلُهُ : يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي ، أَيْ : يُقَدِّرُ الْأَمْرَ ، ثُمَّ لَا يُنَفِّذُهُ لِعَجْزِهِ عَنْهُ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ النَّحْوِيِّينَ مُخْتَلِفُونَ فِي صِيغَةِ التَّفْضِيلِ إِذَا أُضِيفَتْ إِلَى مَعْرِفَةٍ ، هَلْ إِضَافَتُهَا إِضَافَةٌ مَحْضَةٌ ، أَوْ لَفْظِيَّةٌ غَيْرُ مَحْضَةٍ ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي مَحَلِّهِ ؟ فَمَنْ قَالَ : هِيَ مَحْضَةٌ أَعْرَبَ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ نَعْتًا لِلَفْظِ الْجَلَالَةِ ، وَمَنْ قَالَ : هِيَ غَيْرُ مَحْضَةٍ أَعْرَبَهُ بَدَلًا ، وَقِيلَ : خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، تَقْدِيرُهُ : هُوَ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، وَقَرَأَ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا [ 23 \ 13 ] وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ابْنُ عَامِرٍ وَشُعْبَةُ عَنْ
عَاصِمٍ عَظْمًا : بِفَتْحِ الْعَيْنِ ، وَإِسْكَانِ الظَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ فِيهِمَا ، وَقَرَأَهُ الْبَاقُونَ : عِظَامًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الظَّاءِ ، وَأَلِفٍ بَعْدَهَا بِصِيغَةِ الْجَمْعِ ، وَعَلَى قِرَاءَةِ
ابْنِ عَامِرٍ وَشُعْبَةَ ، فَالْمُرَادُ بِالْعَظْمِ : الْعِظَامُ .
وَقَدْ قَدَّمْنَا بِإِيضَاحٍ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْحَجِّ وَغَيْرِهَا أَنَّ الْمُفْرَدَ إِنْ كَانَ اسْمَ جِنْسٍ ، قَدْ تُطْلِقُهُ الْعَرَبُ ، وَتُرِيدُ بِهِ مَعْنَى الْجَمْعِ ، وَأَكْثَرْنَا مِنْ أَمْثِلَتِهِ فِي الْقُرْآنِ ، وَكَلَامِ الْعَرَبِ مَعَ تَعْرِيفِهِ وَتَنْكِيرِهِ وَإِضَافَتِهِ ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ هُنَا .